الأربعاء، مايو 21، 2008

"حاجات".. (1)



الأربعاء :

دعاء مبسوطة، استيقظت هذا الصباح في الواحدة ظهراً، لم يحدث هذا منذ شهور، تواضعت طموحات دعاء بحيث أصبح نومي الكثير قادراً على منحها بعض السعادة، تقول أنني على الأقل أصبحت أحصل على حقي الطبيعي في النوم.

أخذت حمامي السريع، اتفقت مع رضا على مرافقته إلى المكتب، راجعت تذكرتي، سأرحل عن القاهرة مساء اليوم، في تمام الحادية عشر من محطة الجيزة.. تركت التذكرة على الكنبة، ونزلت مسرعاً للحاق برضا على ناصية الشارع.

وصلت المكتب، لممت أوراقي، وسحبت ملفاتي من جهازي إلى الهارد الصغير، تأكدت من أن وصلة اللاب توب في الحقيبة، وانتظرت أحمد للسلام عليه.

قضيت ساعتين في المونتاج، وساعة أخرى في إجتماع، ثم رحلت في تاكسي عائداً إلى المنزل.

وصلت البيت في الخامسة والنصف، شاهدت برنامج على الجزيرة، أخيراً تم بث حلقة قصيرة عن فرقة إسكندريلا أخرجتها منذ شهرين، استقبلت أمي وحمزة وعبادة (أخوتي)، أكلت، ثم اكتشفت أن الساعة تشير إلى العاشرة والربع، نزلت، بعد أن وزعت قبلاتي بالعدل على أمي وأخوتي ودعاء ومليكة طبعاً..

سأفقد القطار، أو سيفقدني هو، محال أن أتجاوز شارع الهرم ونفق نصر الدين في أقل من ساعة إلا ربع، لكن عبادة فعلها بقيادة ماهرة سريعة لسيارة أبي، ووصلت قبل موعد القطار بعشر دقائق كاملة.

دخلت محل لبيع الجرائد والمشروبات داخل المحطة، أشتريت زجاجة مياة كبيرة، وعلبة كولا، وولاعة أعجبني شكلها وأكتشفت أنها رخيصة جداً بالنسبة لمحل سياحي، طلب الرجل جنيه ونصف فقط ثمناً لها، مع أني كنت على استعداد لدفع ثلاثة أضعاف الرقم.

سألت الرجل عن جرائد الخميس، أخبرني أنه لا يوجد منها إلا الجمهورية، شكرته بصدق، مؤكداً أن مزاجي لا يحتاج إلى جرعة ترفيهية فكاهية ثقيلة أحصل عليها من الجمهورية أو غيرها، أريد الجرعة اليومية العادية، المصري اليوم أو الدستور أو حتى البديل على أقل تقدير، ابتسم وأخبرني أنها ستأتي بعد دقائق، صارحته مرة أخرى بأن قطاري لن يهتم برغباتي القراءية، وسيرحل قبل وصول الجرائد المطلوبة، رد هو بسرعة، "ده على افتراض إنه هيوصل في ميعاده".. ضحكت.

الأسبوع الماضي وقفت ساعة كاملة مع رضا في محطة مصر بانتظار وصول قطار سيقله إلى الأسكندرية، تأخر القطار ساعة وأكثر، فيما كنت أنا أؤكد لرضا أن الأمر طبيعي تماماً، وأن مواعيد القطارات تخضع لظروف لا يتحكم فيها بشر.

مازلت داخل محل الجرائد، قلبت في بعض الكتب المرصوصة على أرفف عريضة بطول جدران المحل، سألت الرجل : "أنت ليه مش بتبيع حاجات حقيقية؟"..

سألني عن المقصود الحاجات، سكت دقيقة كاملة، لاحظت أنني في الفترة الأخيرة أصبحت أطلق كلمة "حاجات" على كل الأشياء والتفاصيل، فالشرائط حاجات، والسيناريوهات حاجات، والمونتاج حاجات، والإيميلات حاجات، وحتى الستائر التي طلبت دعاء مني مساعدتها في تعليقها أكثر من عشر مرات في يومين، حاجات أخرى.

تذكرت جملة أحمد دريني التي واجهني بها في مقابلتنا الأخيرة بجوار مطعم القزاز بوسط البلد، حدثته كثيراً عن الحاجات التي تحدث لي مؤخراً، فقال بهدوءه المعتاد "أنت ليه مصر إنك تتحول إلى شيء؟".

لم أتأمل سؤال دريني أكثر من ذلك، لأني بصراحة لم أفهمه، ولأني أعيش في الفترة السابقة وداخلي قدر من السعادة لن يغيرها إن كنت "شيء" أو "حاجة" أو "ستارة حمام".. المهم أنني أخيراً تخلصت من الأسئلة التي طالما نغصت علي لحظات سعادتي القصيرة.

أخبرت دريني يومها أني "مبسوط وبس"، وأني ألعن الفلسفة كل صباح وقبل النوم، وأن مشكلتي الوحيدة هي أن دعاء مش مبسوطة بشغلي الكتير، وإني هسافر خلاص كمان كام يوم وعندي حاجات كتير لازم تخلص قبل السفر.

انتهت دقيقة السرحان الطويلة، عدت للرجل في محل المحطة، قلت له "شايف، كل الكتب اللي بتبيعها هنا مش حقيقية، هادم اللذات، حقيقة المسيخ الدجال، هرمجدون، الطب النبوي، ليه مش بتبيع كتب حقيقية أقدر اشتريها وأقراها وأنا مسافر؟".

خشيت أن يعطيني درس في الأخلاق متحدثاً عن فضل هذه الكتب مؤكداً أن هادم اللذات هو الموت الذي يجب أن نتذكره كل لحظة، جهزت نفسي لرد سريع وهروب، لكنه فاجأني بقوله، عندك حق والله، الكتب دي كئيبة قوي، ومحدش بيشتريها كتير، بس تقصد إيه بالكتب الحقيقية؟".

قلت "أنا مثلاً لو لقيت عندك رواية شيكاغو بتاعة علاء الأسواني هشتريها، أو ديوان بكرة مش مهم الساعة كام بتاع هيثم دبور، أو حتى هدوء القتلة بتاعة طارق إمام، وطبعاً كابتن مصر بتاع عمر طاهر، على فكرة دي أصلاً كتب مش معروفة، ما عدا شيكاغو طبعاً، بس عليها طلب كويس من الشباب، وهتشوف لو جيبتها إنها بتتباع كويس، وإنت مكانك هايل، في قلب المحطة اللي بيعدي عليها آلاف كل يوم".

قاطعني "وأجيب الحاجات دي منين؟".

أعجبني استخدامه لكلمة "حاجات".. أخبرته بأن المطلوب منه الذهاب فقط إلى ميدان طلعت حرب وزيارة دار الشروق، ومنها إلى دار ميريت، ثم المرور على ملامح، ولا مانع من زيارة الحاج مدبولي في زيارة لن تستغرق دقائق، سيملاً بعدها مكتبتك بإصدارات كل دور النشر العربية والأجنبية.

قال "شهر واحد وتلاقي المحل ده حاجة تانية خالص، وابقى تعالى خد نسبة من المبيعات".

ضحكت، أخبرته أني سأشتري منه كل مرة أسافر فيها، رغم أني أتمنى أن تكون تلك رحلتي الأخيرة للصعيد، فلن أرغب في الذهاب إلى قنا مرة أخرى إن أكرمني الله ونجحت هذه المرة، التي يفترض أن تكون الأخيرة.

كان القطار على وشك دخول المحطة، رن موبايلي، مكالمة أنهيتها بسرعة حتى استطيع ركوب القطار.

ركبت، وجدت على مقعدي شاب نائم، أوقظته برفق، جلست بعد وضعي حقيبتي الصغيرة في الرف العالي فوق المقعد، اخترت هذه المرة أن أسافر بحقيبة صغيرة، احتوت أشيائي وأغراضي بصعوبة، وأصبحت ثقيلة بحيث خلعت ذراعي.

على المقاعد المجاورة، كانت هناك أسرة صغيرة، أب وأم وجدة، وطفل صغير، فشلت كل محاولتهم في جعله ينام، جذب من يدي علبة البيبسي عندما فتحتها، وتسبب في إغراقي بزجاجة المياة عندما نويت الشرب منها، تذكرت مليكة، هل ستصبح شقية إلى هذا الحد، دعوت الله أن تصبح كذلك، وأخرجت "شيكاغو" من الحقيبة.

اخترت هذه المرة أن اقرا خلال الرحلة الطويلة "شيكاغو" للأسواني، و"ثلاثية غرناطة" لرضوى عاشور.

تذكرت بائع المحل وأنا أخبره عن نيتي شراء "شيكاغو" إن كان يبيعها، بالطبع كنت أكذب، ليس تماماً، فقد اشتريت نسختي هذه وأنا أقف مع رضا على رصيف محطة مصر قبل أسبوع، أي أني كنت سأشتريها بالفعل من أي محل آخر على رصيف محطة قطار.

قرأت قليلاً، غالبني النوم، كانت هلاوس ما قبل النوم كلها متعلقة بـ"شيكاغو"، اللعنة على النقاد والجمهور ودور النشر وبرامج التوك شو وجود نيوز للإنتاج السينمائي ومهرجان كان وعادل إمام ووحيد حامد وولده مروان ومقهي الندوة الثقافية وقسم الترجمة بالجامعة الأمريكية.

اللعنة على الأشياء التي جعلت الأسواني يكتب بسرعة أكبر لينشر شيكاغو بدون إكتمال، لماذا لم نحفظ المسافة المطلوبة بين المبدع والنقاد والجمهور، لماذا كان الأسواني يكتب وهو يشعر أننا نراقبه، لقد كتب الأسواني شيكاغو وهو يتخيل الأسئلة التي سيطرحها عليه جمهوره الصغير في الندوة الثقافية، وجمهوره الأكبر على موقعه على الإنترنت، وجمهوره الأوسع في برامج التوك شو، والجمهور المعتاد في حفلات التوقيع بدار الشروق، بالإضافة إلى الأسئلة الأجنبية من مراسلي الجرائد والمجلات الأجنبية في القاهرة.

لماذا لا أتذوق شيكاغو بنفس إحساس تذوقي يعقوبيان، لماذا أشعر بأن بلال فضل سيواجه مشكلة ما في صناعة فيلم "عربي" من شيكاغو بجمال "يعقوبيان" المصري الجميل الذي أعجبني كثيراً.

على كل حال هذه مشكلة بلال وحده، الذي أثق في قدرته على حلها، لكن من سيخرج هذا السيناريو؟، من سيقبل أداء الأدوار الموجودة داخل شيكاغو؟، من.. ؟.

هنا انتهت هلاوس ما قبل النوم، وانطلقت في نوم طويل انتهى مع دخول القطار في الثامنة من صباح الخميس إلى محظة نجع حمادي، التي تسبق قنا – محطة وصولي – بأقل من ساعة، إنه يوم جديد، يستحق "صباح الخير" لدعاء، وسؤالها عن ليلتها الأولى في البيت بدوني.

الخميس :


دخلت فندق الياسمين والساعة تدق التاسعة والنصف، الجو ألطف مما تخيلت، موبايلي فصل شحن، لن أتصل ببسام أو ياسر إذن، سأحجز غرفة في الفندق وأنام، ثم أستيقظ في المساء وأخبرهم بوصولي.

أنتهيت من إجراءات الحجز بسرعة، سرعة سببها الوحيد أني أقمت في الفندق من قبل، وبالتالي لا حاجة لتسجيل أسمي وإدخال بياناتي على الكومبيوتر.

اختار لي الموظف غرفة في الطابق الرابع، لكني طلبت غرفة بديلة في دور منخفض، فاختار غرفة أخرى في الثاني، لكنه أخبرني أنها فرغت منذ دقائق، وأضاف، "عشر دقائق فقط وتصعد للغرفة، سينتهون من تنظيفها حالاً".

تركت حاجاتي في مدخل الفندق، وخرجت إلى ميدان الساعة الذي يحتل الفندق جزء كبير منه، تجاوزت الميدان، وصلت إلى الساعة ذاتها، وقفت أمام "فرشة" لبيع الجرائد، سألت عن المصري ودستور الخميس أو البديل، أخبرني الشاب الصغير أن كلها لم تصل، لكن الجمهورية موجودة، ضحكت، أخبرته أني أريد النيوزويك فقط، مد يده وأعطاني إياها في ثقة، تعجبت لأمر مصر، الحصول على النيوز ويك في القاهرة أمر عسير، لكنها متاحة هنا في كل مكان.

أتذكر كم مرة أضطر لتكرار كلمة نيوزويك على أي بائع جرائد في القاهرة، ضحكت مرة أخرى وأنا أدفع ثمن المجلة والدستور الأسبوعي، 6 جنيهات فقط، لا أربع جنيهات إضافية ولا حتى عشر قروش، تعيش قنا حرة مستقلة.

قلبت المجلة خلال عودتي للفندق، أريد فقط أن أتأكد أن قسم "العيش الرغيد" لايزال موجوداً في النصف الثاني منها، تأملت بعض الصور الممتازة كعادة النيوزويك، قرات العناوين التس تسحرني عادة، ثم إلتفت يميناً لأجد طابور عيش حقيقي، ليس كذلك الذي شاهدته في القاهرة، طابور عيش بطول الشارع، طابور عيش يقتل فيه الناس، ويفقدون أصابعهم وأعضائهم، طابور عيش لا يعرف وعود أحمد نظيف ولا تعرفه كاميرا المصري اليوم.

تذكرت أنني لم أحضر معي الكاميرا، اخترت أن تكون رحلتي هادئة، لا عمل فيها على الإطلاق، الكاميرا تفتح باب الشغل والمقالات والتدوينات التي لا تنتهي، ثم أن كل ركن في قنا يستحق ألف صورة، ولست على أستعداد للتحول إلى سائح في أجازتي القصيرة التي تتخللها امتحانات كثيرة.

ثم أن دعاء سترفض إعطائي الكاميرا، ستذكرني بأننا أشتريناها أصلاً لتصوير مليكة، وأنها "كاميرا مليكة"، فجأة أصبحت كل الأشياء ملك لمليكة، الكاميرا، الكومبيوتر، الشقة الجديدة، التكييف، أمر جيد أن تتزوج وتنجب لتكتشف أنك غير قادر على استخدام حقوق ملكيتك، فقد سلبتها منك مليكتك.. حلوة هذه الجملة.

عدت إلى الفندق، صعدت إلى غرفتي، لا يزال هناك عامل ينظف الحمام الداخلي، اخترت غرفة بتكييف وحمام داخلي ودش. خرج العامل دون أن يطلب أي بقشيش، أغلقت خلفه، تأكدت من أن التكييف سليم، وأن قناة الجزيرة موجودة في الدش، وأن السرير بملاية نظيفة.

خلعت القميص والبنطلون، وبقيت بملابسي الداخلية، استلقيت على السرير، وقررت قراءة المزيد من شيكاغو، تذكرت هلاوس ما قبل النوم في القطار، وابتسمت، كم كانت هلاوسي قاسية على الأسواني.. استمتعت بقراءة ما تبقى منها، واكتشفت أني وصلت فجأة إلى نهايتها، كنت أتمنى أن تكون أطول قليلاً، لم تبقى لدي سوى "ثلاثية غرناطة".. ولن تكفي بالتأكيد الأيام التي سأقضيها في قنا..

قرأت النيوزويك، لم أفتح الدستور، وألقيت باللوم على نفسي، فلا أعلم السبب الحقيقي الذي اشتريته لأجله.

ذهبت في نوم عميق، لم أستيقظ إلا في الرابعة، استيقظت أكثر من خمس مرات، كلها للرد على مكالمات تخص العمل، سينخفض عدد المكالمات تدريجياً، حتى تختفي تماماً قبل عودتي بأيام، هذه عادة موبايلي في السفر، البعيد عن الشغل بعيد عن التليفونات.. يحيا العدل.

أخذت حماماً بارداً لكني أكتشفت أنه لا فرق بين البارد والساخن في حمام الفندق، كل الحنفيات تؤدي إلى المياة الساخنة، الحنفية اليسرى تجلب الماء من السخان الساخن، واليمنى من المواسير التي تحولت إلى سخانات بفعل الشمس الحارقة.

شعرت أن التكييف بحاجة إلى صيانة، فهو لا يشعرني بأي برد، لازلت أشعر بنفس حر القاهرة، أرتديت ملابس نظيفة، وفتحت باب الغرفة للخروج، عدت للداخل مرة أخرى، تأكدت من وجود أموالي في مكانها، راجعت عدها مرة أخرى، قسمتها حسب المطلوب منها، جزء للفندق، آخر لمصاريف الجامعة، ثالث للكتب والمذكرات، وقسم أخير للمصاريف اليومية.

خبأت الجزء الأكبر في جيب شنطة اللاب توب، وحملت معي ما أحتاجه فقط، ونزلت.

ذهبت إلى مطعم "كويك دور"، أشتريت في الطريق المصري والدستور، وشاهدت طابور العيش ذاته في مكانه رغم مرور أكثر من 8 ساعات، طلبت من موظف المطعم بيتزا وساندويش ومياة صغيرة وعلبة كولا، طلب 18 جنيه، دفعتها مقارناً بين ما طلب وبين ما كنت سأدفعه في مكتبي بالمعادي في حال طلبت نفس الكمية.

أكلت، تأكدت أنه لا فرق بين هنا وهناك، شربت الكولا وأنا اقرأ الجرائد، لاحظت أن العامل الذي أحضر الطعام إلى منضدتي شديد الشبه بي، ابتسمت في وجهه، وكدت اسأله إن كان هو الآخر يشبهني، لكنه صدني بتكشيرة منعتني من الاستمرار في تفكيري بسؤاله.

خرجت، اتجه الآن إلى شقة بسام وياسر، أنتظر أن يخبراني بالجديد في عالم الكلية، وأن يعطوني الكتب لتصويرها.

جلسنا ساعة، نزلت بعدها مع ياسر في إتجاه المكتبة، أعطيته كل الكتب مرة واحدة، طلبت منه أن يصور كتاب واحد بسرعة هو "الدراسات الإستشراقية" والتي يقول الجدول أنني سأمتحنها بعد يومين.

ذهبت إلى أكثر من مكتبة لشراء كشكول سلك مناسب للمذاكرة، لم أجد واحد ملائم، أبحث عن كشكول بورق سميك، اشتريت في النهاية واحداً عليه صور لميكي ماوس، وثلاثة أقلام حبر، واحد يونيبول أسود بسبعة جنيهات، واثنين ماركة تقليد لليونيبول، سعر كل واحد جنيه ونصف، جربت الأقلام الثلاثة، لم ألاحظ أي فرق بين الأصلي والتقليد، لكني قررت الإحتفاظ بالأصلي للإمتحانات، والتقليد للمذاكرة.

عدت إلى مكتبة التصوير، حصلت على الكتاب المطلوب، ثم اتجهت إلى بسمة الجنوب، الكافية المفضل لي في قنا، ذاكرت صفحتين أو ثلاثة.. تحيا مصر مرة أخرى.. أدرس مادة تتحدث عن المستشرقين وهجومهم على الإسلام، المطلوب مني أن أدافع عن القرآن بالقرآن.

بمعنى أن المستشرق الفلاني يقول أن الوحي الإلهي للنبي محمد ليس أكثر من مرض نفسي، فأرد وأقول "ما بصاحبكم جنة"، و"إنه لقرآن كريم في لوح محفوظ"، و"كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون"، وبالطبع فإن المستشرق الكافر الملحد ابن الكلب، عندما يقرأ كلامي، سيخر سجداً قائلاً لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولأن إيمانه صادق فسيضيف من عنده أن الإسلام هو الحل، وربما يهتف بالعربية الفصحى، لا للمحاكمات العسكرية.


ضحكت مع بسام وياسر حتى أنهينا كل الإفيهات المتعلقة بالموضوع، وبشكل ما تحول الحديث من دراسات الإستشراق، إلى دراسات الإستنشاق، في حديث ممتد عن الحشيش والبانجو وغيرها من المواد الإستنشاقية الجميلة، ومنها إلى موضوع أكثر أهمية وهو بالطبع ما له علاقة بالنكاح والزواج واللقاءات الحميمة، وبالطبع فإن لكل ما سبق أسماء أخرى "بلدي"، تحدثنا دون حرج منها، ووجدتها فرصة مناسبة لتسجيل الحوار على الموبايل دون أن يلحظ أحد، وهو تسجيل نادر يستحق أن يجد له مكاناً في متحف اللوفر للقباحة.

عدت إلى الفندق في الواحدة صباحاً، شاهدت برامج مختلفة على التليفزيون، وجزء من فيلم أجنبي لا أعرف اسمه، وسرعان ما داهمني النوم، كلمت دعاء، خلدت إلى النوم.

هناك 4 تعليقات:

ام مليكة يقول...

يااااااااااااااه
من زمان يابيرو مقريتش موضوع كتبته من قلبك كده طبعا انا واثقة انك مادام رجعت للجني بتاع الكتابة بتاعتك وبدا يهل عليك يبقى هنقضيها تدوينات ممتعة وكمان انت في قنا ملهمتك وحبيبة قلبك

بس عارف وحشتني قوي ووحشت ملوكة كمان لماى بتسمع صوتك في التليفون بتعمل رد فعل غريب تضحك وتمسك التليفون وتحاول تدخله في بقها تاكلك يعني

على فكرة حلو موضوع تقسيم الفلوس ده انت منظم قوي كده وانت لوحدك ؟ بس مش حلو انك تنشره اون لاين احسن يطلع واد قناوي اصيل ونتاوي ويقلبك يا حبيبي، استمتع باجازتك وارجع لنا بسرعة بقى

تــسنيـم يقول...

بس برضه نزلت تدوينة بالرغم من انك قلت انك بعيد عن الشغل والمقالات والتدوينات


هيا مصلحة لينا احنا طبعا يل براء لكن اللي فيه داء الكتابة ميبطلوش ابدا


شد حيلك في المذاكرة :)

2ensan wnsan يقول...

ربنا معاك ومعانا يا براء باشا عالمتحانات وعلى المستشرقين اللي لازم ترد عليهم بالقرآن دي شكلها ماده عقيمه ربنا معاك عليها

كويس انك كتبت بعد اما كنت مخنوق قنا شكلها كويسه مش عايز اقولك خليك هناك عشان مليكه ربنا يخليهالك ويخليك لها

وبالنسبه لمتحف اللوفر للقباحه دا فين دا؟


سلام يا برنس

أبوشنب يقول...

نداء الى كل حبايبنا في قنا

لو قابلكم واحد تخين وبنضارة

اتعاملو معله بمعرفتكم

هو مخبي فلوسه في جيب شنطة اللاب توب

اي خدمة يا عم براء