الأحد، أكتوبر 16، 2011

ظروف صعيبة

يعتقد بعض الأطفال أنه إذا كان البرتقال لونه "برتقالي"، فإن اللبن لابد وأن يكون لونه "لبني". وبنفس المنطق، يعتقد صديقي أن هناك خطأ إملائي يتكرر في كل خطابات الساسة هذه الأيام.

كنا على المقهى، نجلس ونشاهد أحد الذين يظهرون في المؤتمرات الصحفية، وكالعادة، فقد قال بين كلماته.. "البلاد تمر بظروف عصيبة"..
سألني: عصيبة يعني إيه؟.
قلت : يعني عصيبة..
....

فكرت في انهاء حيرته، قلت، عصيبة يعني صعبة.
قال، طيب، إذا كانت عصيبة تعني صعبة، فهذا خطأ إملائي، كان المفروض أن يقول صعيبة وليست عصيبة..

فكرت، الكلام منطقي.. قلت : "عصيبة" جاءت من كلمة "عصب"، يعني البلاد تحتاج إلى أعصاب قوية هذه الأيام..
قال : عصب؟.
قلت : عصب..
سحب نفساً من شيشته وضحك قائلاً : ناقص تقولي جمعة العصب..
.....

سكت قليلاً، وشرب كثيراً من الشاي والقهوة.. وازدحم المقهى بعدد كبير من الشباب.. وبينما كنت أحدثه في موضوع آخر لا علاقة له بالبلاد، نظر إلي بغضب.. وقال :
على فكرة.. إنت بتقول أي كلام.. بقى عصيبة يعني عصب؟.

حاولت مناقشته، رفض، طلب الحساب ورحل. كان مؤمنا بأن الكلمة خاطئة، وأن الأفضل أن يقول الرجل على الشاشة أن البلد تمر بظروف صعيبة.

جلست نصف ساعة بعدها وحدي، ثم رحلت مبتسماً أشعر بالقلق تجاه المسألة.

هناك تعليقان (2):

Entrümpelung wien يقول...

شكرا على الموضوع ,,))

Firmenumzug Wien يقول...

Thank you for your topic and great effort