الأحد، أكتوبر 16، 2011

القتل اللذيذ

نحن شعب نحب الفوازير، لكننا لا نحب حلها. تأمل معي هذه الحكايات وحاول أن تفكر..

في اعتقاد كاتب هذه السطور، فإن أخر مصري مات في مسألة تتعلق بالوطن وتمكن أبناء الوطن من معرفة لماذا وكيف وأين ومتى مات، هذا المصري الشهيد المغفور له، بالتأكيد كان مجند في الجيش المصري في حرب أكتوبر سنة 1973، وبحسبة بسيطة، فإن هذا التاريخ مر عليه ما يزيد عن 38 سنة..

طيب، الذين ماتوا بعدها..؟؟، تشاء الأقدار وحدها، ثم الحكومة المصرية، أن تبقى كل حوادث القتل مجهولة وغامضة ولأسباب مختلفة. وكأن قدر القتلى في بلادنا أن يموتوا مرتين.. الأولى بالرصاص، والأخرى بالتخمين في الأسباب الواقفة وراء مقتلهم..

تعالى نفكر، ضحايا حريق قطار الصعيد (2002)، لدينا على الأقل تسعة روايات مختلفة للحادث. وبما أننا في الصعيد، حاول أن تجاوبني بالسبب في محرقة بني سويف (2005) التي أكلت النيران فيها عشرات من شباب المسرحيين.. عاجز عن حل الفزورة.. حاول أن تحل الفوازير التالية إذن.

كيف غرقت العبارة (2008)؟، ولماذا؟، وأين هي الجثث المختفية؟، هل تعلم أن بعض أهالي الضحايا يعتقدون أن أبناءهم لازالوا على قيد الحياة؟، تعتبرها نكتة، هي نكتة تعيسة على كل حال.

وبما أننا جئنا بسيرة العبارة والقطار، وهي من وسائل المواصلات المعروفة في بلاد تركب الميكروباص والتكاتك مثل بلادنا، دعني أذكرك بحادث سقوط الطائرة المصرية في رحلة أمريكا (1999)، حاول أن تحصل على إجابة. كيف ولماذا مات ركاب الطائرة؟، ذكر نفسك بالتفسيرات العلمية والشعبية.. تذكر كيف خمنا كل التخمينات الخاطئة، ولم نصل في النهاية إلى أي شيء.

يا راجل، حتى المصريين عندما يموتون في الخارج تبقى ملابسات وفاتهم غامضة، سعاد حسني (2001)، أشرف مروان (2007)، وبينهما إيهاب الشريف السفير المصري في العراق (2005)، وحتى يا أخي مروة الشربيني شهيدة الحجاب (2009)، لا نعرف سبباً واضحاً لمقتلها.. لماذا؟، فقط لأنها مصرية تنتمي إلى بلاد تقتل أبناءها مرتين.

ثم، هل أتاك حديث موقعة الجمل (2011)؟، هل تعرف حقاً أين ذهب القناصة؟، طيب هل أنت متأكد من أن هناك قناصة فعلاً في وزارة الداخلية؟، هل شاهدت أحدهم بنفسك؟. من الذي قتل المتظاهرين إذن بالرصاص الحي؟ عاجز عن الإجابة.. قابلني في ماسبيرو..

من الذي قتل 24 قبطياً في ليلة واحدة (2011)؟، الجيش، الأيادي الخارجية، الأصابع الداخلية، البلطجية.. مرة أخرى تظهر في حياتنا كلمات تنتهي كلها بحروف "ية".. وجميعها لا يعني أي شيء في الواقع.

في صفحة الحوادث كنت اقرأ طفلاً عناوين تبدأ عادة بـ"النيابة تكشف ملابسات جريمة
الأسكندرية"، وفي دهاليز الخبر تقرأ عن المفتش العبقري الذي تمكن من الإمساك بطرف الخيط والوصول إلى الجناة.. أين هؤلاء العباقرة في حوادث قتل جماعي للمصريين. بعضها بثت وقائعها على الهواء مباشرة.

يا صديقي. إذا كان من حقك أن تموت مقتولاً في هذا البلد، فمن حقي أن أعرف كيف مت؟، من قتلك؟، لماذا قتلك؟.. ليس اعتراضاً على القتل لا سمح الله، فهذا وطن سيقلتنا حتى نقتله.. لكنه فقط ملل من الفوازير التي لا تنتهي.. عيب علينا أن نعيش ونحن نبكي على قتلانا فلا نعلم من الذي قتلهم.

يا صديقي، قتل المصريين صار قتلاً لذيذاً، لأن القاتل مجهول طوال الوقت، أرجوك، اترك لنا ورقة جوار جثتك تخبرنا فيها باسم قاتلك، لأن داخليتنا وخارجيتنا وحكومتنا ومجالسنا ما عسكر منها وما تمدن.. كل هؤلاء غير قادرين على حل الفزورة. من قتل المصريين بالأمس، ومن يقتلهم اليوم، ومن سيقتلهم غداً بإذن الله.. وعلى كل حال، البكا على رأس الميت، وإكرام الميت دفنه.. لكن إكرام الشهداء، ألا يتحولوا بمرور الوقت إلى موتى بقاتل مجهول.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ثقافة الهزيمة .. مغامرات البقرة الضاحكة

ما قصة لوسي أرتين؟
ـ لوسي أرتين كانت علي علاقة بالرئيس مبارك والعلاقة بدأت عن طريق زكريا عزمي وجمال عبدالعزيز، و كان فيه رجل أعمال مشهور بيحب يعرف مبارك علي فتيات من دول شرق أوروبا وحسين سالم كان متولي دول غرب أوروبا.

هل قصر الرئاسة كان يدار بهذه الطريقة؟
- القصر كان يدار بالسفالة والأسافين والنقار والقمار والنسوان وقلة الأدب ودا كل اللي كان شغلهم ومصلحة البلد بعدين.

هي سوزان كانت بتحس بالغلط اللي كان بيعمله الرئيس؟
- هي كانت مقهورة من اللي بتشوفه والنسوان داخلة طالعة قدامها واللي جايين من أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية ومش قادرة تتكلم وبتبكي علي طول بسبب اللي بتشوفه وأحيانا كنت بأصبرها وأقولها مصر مافيهاش غير سيدة أولي واحدة، بس بعدها قرر الرئيس أن ينقل جلساته الخاصة في شرم الشيخ وبرج العرب.

ھل تزوج علیھا؟
-لا ھو مش محتاج یتجوز .. البركة في زكریا عزمي وجمال عبدالعزیز...

…باقى المقال ضمن مجموعة مقالات الهزيمة ( بقلم غريب المنسى ) بالرابط التالى

www.ouregypt.us

Wohnungsräumung يقول...

Thank you for your wonderful topics :)

برامج دراما يقول...

نايس روعة