تلك الصورة
أنا لا أبحث عن إجابة.. لأني أعرفها مسبقاً..
حين رأيت الصورة، للمرة الأولى، منذ أسابيع، سرحت ربما لساعات، أتذكر كل التفاصيل..
أنا أعرفها جيداً، فلاش الكاميرا التي التقطتها يومض في عيني مسبباً قدراً من الألم..
هو عيد ميلاد أختي الصغرى ربما، مناسبة من تلك التي لم تتكرر في عائلتي كثيراً..
وأنا هناك.. لا أذكر كم عمري، لكني كبير بما يوحي أن هذا حدث بعد انتهائي من دراستي الإبتدائية..
الشقة القديمة.. وجلباب أبي الذي لا يزال موجوداً في دولابه إلى اليوم..
يبدو أبي في الصورة محتفظأ بلون شعره الحقيقي، واللون الأبيض بعيداً عن شاربه.
أدقق النظر في ملابسي، كنت أحب هذا البلوفر، والـ"هاي كول"..
أعتقد أنني أكثر طفل ارتدى هاي كول في حياته.. كنت أحبه جداً، وكنت أشعر به يجعلني وسيماً، وتلك طبعاً كذبة كبيرة..
في الصورة كنت بدون "كرش"، كما أن جرحاً صغيراً في ذقني، سيحدث بعد شهور من إلتقاطها.
يظهر "حمزة"، و"مهند" في المقدمة، ويبدو أن ملتقط الصورة أمال جسده قليلاً ليلتقطها، لذلك أظهر أنا وأبي بهذا الميل.
لا أعرف الذنب الذي اقترفته لينظر لي أبي هكذا، لكنها نظرته المعتادة لي حتى وصلت للثانوي.
فقد كنت – حتى ثانوي – أخاف الاقتراب من أبي، وأظنه سيضربني في كل مرة يقترب فيها مني، حتى لاحظ هو ذلك، وحاول تغيير الوضع.
هي على كل حال صورة.. مميزة في حياتي.. تستحق الاحتفاظ بها.. ونشرها هنا.