لماذا أنتم على الفيس بوك؟
على الفيس بوك يوجد شخص اسمه "فايز"، لا أعرفه، ولا يعرفني، عندما مررت على المكتب هذا المساء لالتقاط حاسوبي والعودة إلى المنزل والبدء في أجازة نهاية الأسبوع، قادني الشيطان الرجيم، إلى الجلوس قليلاً وتصفح الفيس بوك.
الحق أن الجو كان حاراً، والدنيا زحمة، وأسباب الملل كثيرة، لعل هذا ما قاد "فايز" إلى النقر على اسمي، وإرسال رسالة قصيرة تقول التالي :
أيها الإخوة.. تذكرو النية بالله عليكم فى كل عمل تعملوه..
لماذا أنتم على الفيس بوك؟؟ مثلا، أخوة فى الله، تعارف بناء، صلة رحم، الاهتمام بشئون المسلمين، قضاء حاجة مسلم، إدخال سرور على قلب مسلم، تفقد الإخوان، الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ونشر الفضيلة، دعوة إلى الله، محاولة النهضة بالشباب وترقية لغة الحوار، مشاركة المسلمين ووضع بصمة فى كل حالات الحراك الاجتماعى والسياسى والدينى والاخلاقى..
.........
بعد قرأت سطور فايز، قرأتها مرة أخرى، حددتها، سحبتها إلى صفحة داخل جهازي، كبرت الخط، وقرأتها مرة ثالثة، عدت إلى "فايز" الذي يقضي ليلته مطمئناً بين جوانب الفيس بوك بعد أن توضأ وصلى وحمد الله وأثنى عليه وفتح جهازه وجدد نيته، سألته : "الكلام ده بجد؟"، قال : "نعم"، كررت سؤالي مرتين، وكرر هو إجابته، سألته : "تعرفني؟"، قال : "لا"، سألته عن دوافعه التي وقفت وراء إرساله لهذه الرسالة، قال : "ربنا يبارك فيك".
فكرت، فكرت، فكرت، نقرت هنا وهناك، دخلت على صفحة "فايز"، فوجدت صورة كبيرة لغلاف كتاب ديني اسمه "استمتع بحياتك". هنا فقط أدركت الفكرة. ضحكت، وتفهمت أن "فايز" كان يحاول أن يستمتع.