عن الـدعوة..
هذه الصورة توجد في مكان ما بالإسكندرية، ويبدو أن كاتبها رجل صالح، يمارس الدعوة بين البشر الفاسدين، ويقول لهم حكمة تاريخية نصها أن "الحب مش عيب، الحب الحرام هو اللي عيب"، في كسر واضح للمسافة الفاصلة بين العيب والحرام.. والحب.
السؤال في أبسط أشكاله وأعقدها هو : إذا كان المجتمع ينقسم إلى نوعين من البشر، "صالح" و"فاسد"، لماذا نلاحظ اهتمام الصالحين بنشر صلاحهم والدعوة له، فيما نكاد لا نلحظ أي اهتمام بنشر فساد الفاسدين؟.
الأمر أكثر صعوبة من بساطة تكوين السؤل، لكنه – وكالعادة – يحتاج إلى شرح بسيط للمصطلحات التي وردت في السؤال أعلاه.
الصالح هو الصالح، مقيم الصلاة، ملتزم الأخلاق الحميدة، يمتنع عن الاقتراب من المحرمات، ويحفظ للمجتمع الجميل حقه في ألا يخدش حياءه، أو يثير داخله فتنة أو ثورة أو ضجيج. الصالح بشكل عام هو الشخص الهادئ المسالم، الذي يتمنى الخير للجميع، ويثق في "صلاحية" أفكاره حتى أنه قرر أن يهب عمره للناس / يدعوهم للإلتزام بالصلاح الجميل.
والفاسد هو الفاسد، لا يصلي لا يصوم، يشرب الخمر مثلاً، يصاحب البنات الفاسدات، ويتحرر من قيد الدين والأخلاق والعرف الاجتماعي، يرى نفسه حراً في فعل أي شيء، حتى وإن كان يعلم في قراره نفسه أن بعض أفعاله لن ترضي البعض عنه.
يجب هنا، وقبل الدخول في تفاصيل أعمق، أن نؤكد أن هناك صالح، وهناك مصلح، وأن هناك فاسد وهناك مفسد، وبالطبع فإن الفرق واضح بين الفعل وتفعله. على كل حال، نحن في هذه المساحة نتحدث عن الصالحين والفاسدين، فقط لا غير.
وبالملاحظات البسيطة التي جمعها صاحب السطور، يمكن القول أن الصالحين يهتمون لأمر كل الناس، كل البشر، أنا أنت والآخرين، ويشعرون بالتزام ما غير مبرر تجاهنا، عليهم أن يجعلونا مثلهم، نصلي صلاتهم، نقول كلامهم، ونفعل أفعالهم، وننادي جميعاً بصلاح المجتمع، وبانتشار الأخلاق في كل مكان، والله أكبر ولله الحمد.
الأمر الأكثر غرابة، أنه عادة لا توجد روابط وثقية بين الصالح وبين الأشخاص الذين يدعوهم للصلاح. الأمثلة كثيرة، ما الذي يفسر مثلاً رسائل تملأ صناديق البريد الإليكترونية كلها تنادي بالتسبيح والإستغفار وإقامة الصلاة وتنهي عن الخمر والزنا والاستماع للموسيقى. المصادر مجهولة، لكنها بالطبع يقف وراءها صالح ما يرى أن هناك واجب عليه أن ينشر الصلاح هنا وهناك، حتى بين الذين لا يعرفهم أصلاً.
من جهة أخرى، وبمزيد من الملاحظة، نرى أنه لم ترد أيه رسائل تتحدث عن متعة العلاقات الجنسية مثلاً، أو تدعو إلى تجربة طعم الـ"تكيلا" المر، أو اللذة اللانهائية التي قد يحصل عليها الواحد عند خلط الـ"فودكا" بعصير البرتقال الطبيعي.
يمكنك أن ترى على الجدران في الشوارع "قم إلى الصلاة"، لكن من الصعب أن تقرأ "الحشيش مزاجه عال".
صاحب تجربة الفساد (التي عادة ما تكون فردية) لا يرى أن هناك حاجة لنشر دعوة تحث الآخرين على تكرار التجربة، ليس لأنها سيئة، بل لأن الفاسدين لا يهتمون.
أما أصحاب التجارب الصالحة، فهناك دائماً هذا الاهتمام غير المبرر، بأن على المجتمع كله أن يصلي، وعلى الجماعة أن تصبح أكبر وأكبر، وأن الأخلاق والصلاح الجماعي هو الحل الناجع الوحيد لكافة مشاكل الأمة والمجتمع.
الغريب، أنه بمزيد من الملاحظة والتطبيق، سنجد مثلاً أن أقرب الأقربين للصالحين هم فاسدين بشكل واضح، تابع مثلاً في دائرة علاقاتك أبناء أقرب منتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو السلف (وهذا مجرد مثال)، أو لاحظ تدني أخلاق شقيق صديقك الملتزم الذي يكافح كل يوم لجذبك إلى الصلاة، هذه طبعاً مجرد أمثلة عامة واسعة.. لكنها تدل في جانب من جوانبها، أن أحدهم جعل الصالحين يفهمون أن الدعوة تصبح أفضل مع الغرباء، وأن الذين يجلسون في البيت ليسوا على ذات الدرجة من الأهمية.
ما الذي يحدث بمرور الوقت؟، وما الذي حدث بالفعل؟..
ما حدث أن كل صالح تحول إلى مصلح بشكل تلقائي، وخرج ينادي في الناس بالأخلاق الحميدة، وكله ثقة أنه على حق، وأنه يفعل الصواب، وترك وراءه أقرب أقرباءه، يفسدون في هدوء، وملأ العالم ضجيجاً حول أهمية أن نكون أناس محترمين.. وبالطبع، فإن المجتمع غير مجبر على سمع كلامه، لأنه لا يعرفه أصلاً، وإن كان ترك له الفرصة للكتابة على صخور الشواطئ والجدران، أن الصلاة خير من النوم، وأن الله أكبر ولله الحمد، وكأن الأمر في حاجة إلى تأكيد.
ما الذي حول الصلاح "الفردي"، إلى "إصلاح جماعي"، وما الحد الفاصل بين الـ"صالح"، والـ"مصلح"، وهل كل صالح مصلح، وهل هناك درجة ما من الصلاح يجب أن يتحلى بها الصالح قبل تحوله إلى مصلح، أعتقد أنه من غير اللائق أن يبدأ أحدهم "الدعوة" وقد ركع بالكاد ركعتين وصام يومين في رمضان الماضي.
ثم، إن كان الصلاح الديني هو أمر بين "العبد وربه"، ألا تشكل "الجماعة الإصلاحية" نوعاً من انخفاض في درجة الصلاح الفردي داخل كل صالح، بحيث أنه يتكل على الصلاح العام، وينسى صلاحه الشخصي ومسؤليته الشخصية تجاه مجتمعه الأكثر صغراً.
ثم، قبل خمسين عاماً، كان هناك مجتمع جميل، فيه الصالحون عاديون تماماً، يصلون الفروض، ويكتفون بتربية أبناءهم لأن التربية مسؤليتهم الوحيدة، كان لدينا في النهاية مجتمع أكثر نجاحاً، وأكثر صلاحاً، الآن، لم يعد لدى الصالح وقت لقضاؤه في المنزل، الدعوة بانتظاره، والإسلام هو الحل.
ثم، الهيئات والمؤسسات الإصلاحية، الأزهر مثلاً، الجامعة، أي مكان آخر، هل يستفيد من انتشار المصلحين، فبعد أن كان الأزهر يحتكر الدور الإصلاحي، أصبح الآن من حق أي صاحب لحية خفيفة أن يقول أي شيء طالما أنه يدعو المجتمع للصلاح، ألا يمكن أن نقول ببساطة، أن انتشار الإصلاح غير المنظم ينتقص من مكانة المكان الذي كان بحقه وحده أن ينادي بالإصلاح كونه الأكثر علماً وخبرة وتاريخاً وقداسة؟.
الفاسد، ولأنه غير واثق في أهمية ما يفعل في هذه الدنيا، فقد آثر أن يمضي في فساده صامتاً، وألا يدعو أحد، وأن يترك الصالح في حاله، عسى أن يتركه أيضاً، وكفى الله الجميع شر القتال.
أخيراً، وهذا سؤال هامشي جداً، ما الذي جعل الصالح متأكداً من صلاحية صلاحه، وما الذي جعل الفاسد متردداً في أن فساده غير صالح؟.
ثم، ألا يجوز أن يكون صالح الصالح فاسد لمجتمع ما، وأن يصبح فاسد الفاسد صالح لمجتمع آخر؟.
إنها قصة طويلة، نكتفي لختامها بحكمة قالها والد أحد الأصدقاء، وهو مربي فاضل من هؤلاء الصالحين الذين اكتفوا بإصلاح بيوتهم والعناية بأخلاق ابناءهم – فقط لا غير.
قال، تعقيباً على موضوع مشابه.. "الزيادات.. بيتعملها حاجات", والله أعلم.
السؤال في أبسط أشكاله وأعقدها هو : إذا كان المجتمع ينقسم إلى نوعين من البشر، "صالح" و"فاسد"، لماذا نلاحظ اهتمام الصالحين بنشر صلاحهم والدعوة له، فيما نكاد لا نلحظ أي اهتمام بنشر فساد الفاسدين؟.
الأمر أكثر صعوبة من بساطة تكوين السؤل، لكنه – وكالعادة – يحتاج إلى شرح بسيط للمصطلحات التي وردت في السؤال أعلاه.
الصالح هو الصالح، مقيم الصلاة، ملتزم الأخلاق الحميدة، يمتنع عن الاقتراب من المحرمات، ويحفظ للمجتمع الجميل حقه في ألا يخدش حياءه، أو يثير داخله فتنة أو ثورة أو ضجيج. الصالح بشكل عام هو الشخص الهادئ المسالم، الذي يتمنى الخير للجميع، ويثق في "صلاحية" أفكاره حتى أنه قرر أن يهب عمره للناس / يدعوهم للإلتزام بالصلاح الجميل.
والفاسد هو الفاسد، لا يصلي لا يصوم، يشرب الخمر مثلاً، يصاحب البنات الفاسدات، ويتحرر من قيد الدين والأخلاق والعرف الاجتماعي، يرى نفسه حراً في فعل أي شيء، حتى وإن كان يعلم في قراره نفسه أن بعض أفعاله لن ترضي البعض عنه.
يجب هنا، وقبل الدخول في تفاصيل أعمق، أن نؤكد أن هناك صالح، وهناك مصلح، وأن هناك فاسد وهناك مفسد، وبالطبع فإن الفرق واضح بين الفعل وتفعله. على كل حال، نحن في هذه المساحة نتحدث عن الصالحين والفاسدين، فقط لا غير.
وبالملاحظات البسيطة التي جمعها صاحب السطور، يمكن القول أن الصالحين يهتمون لأمر كل الناس، كل البشر، أنا أنت والآخرين، ويشعرون بالتزام ما غير مبرر تجاهنا، عليهم أن يجعلونا مثلهم، نصلي صلاتهم، نقول كلامهم، ونفعل أفعالهم، وننادي جميعاً بصلاح المجتمع، وبانتشار الأخلاق في كل مكان، والله أكبر ولله الحمد.
الأمر الأكثر غرابة، أنه عادة لا توجد روابط وثقية بين الصالح وبين الأشخاص الذين يدعوهم للصلاح. الأمثلة كثيرة، ما الذي يفسر مثلاً رسائل تملأ صناديق البريد الإليكترونية كلها تنادي بالتسبيح والإستغفار وإقامة الصلاة وتنهي عن الخمر والزنا والاستماع للموسيقى. المصادر مجهولة، لكنها بالطبع يقف وراءها صالح ما يرى أن هناك واجب عليه أن ينشر الصلاح هنا وهناك، حتى بين الذين لا يعرفهم أصلاً.
من جهة أخرى، وبمزيد من الملاحظة، نرى أنه لم ترد أيه رسائل تتحدث عن متعة العلاقات الجنسية مثلاً، أو تدعو إلى تجربة طعم الـ"تكيلا" المر، أو اللذة اللانهائية التي قد يحصل عليها الواحد عند خلط الـ"فودكا" بعصير البرتقال الطبيعي.
يمكنك أن ترى على الجدران في الشوارع "قم إلى الصلاة"، لكن من الصعب أن تقرأ "الحشيش مزاجه عال".
صاحب تجربة الفساد (التي عادة ما تكون فردية) لا يرى أن هناك حاجة لنشر دعوة تحث الآخرين على تكرار التجربة، ليس لأنها سيئة، بل لأن الفاسدين لا يهتمون.
أما أصحاب التجارب الصالحة، فهناك دائماً هذا الاهتمام غير المبرر، بأن على المجتمع كله أن يصلي، وعلى الجماعة أن تصبح أكبر وأكبر، وأن الأخلاق والصلاح الجماعي هو الحل الناجع الوحيد لكافة مشاكل الأمة والمجتمع.
الغريب، أنه بمزيد من الملاحظة والتطبيق، سنجد مثلاً أن أقرب الأقربين للصالحين هم فاسدين بشكل واضح، تابع مثلاً في دائرة علاقاتك أبناء أقرب منتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو السلف (وهذا مجرد مثال)، أو لاحظ تدني أخلاق شقيق صديقك الملتزم الذي يكافح كل يوم لجذبك إلى الصلاة، هذه طبعاً مجرد أمثلة عامة واسعة.. لكنها تدل في جانب من جوانبها، أن أحدهم جعل الصالحين يفهمون أن الدعوة تصبح أفضل مع الغرباء، وأن الذين يجلسون في البيت ليسوا على ذات الدرجة من الأهمية.
ما الذي يحدث بمرور الوقت؟، وما الذي حدث بالفعل؟..
ما حدث أن كل صالح تحول إلى مصلح بشكل تلقائي، وخرج ينادي في الناس بالأخلاق الحميدة، وكله ثقة أنه على حق، وأنه يفعل الصواب، وترك وراءه أقرب أقرباءه، يفسدون في هدوء، وملأ العالم ضجيجاً حول أهمية أن نكون أناس محترمين.. وبالطبع، فإن المجتمع غير مجبر على سمع كلامه، لأنه لا يعرفه أصلاً، وإن كان ترك له الفرصة للكتابة على صخور الشواطئ والجدران، أن الصلاة خير من النوم، وأن الله أكبر ولله الحمد، وكأن الأمر في حاجة إلى تأكيد.
ما الذي حول الصلاح "الفردي"، إلى "إصلاح جماعي"، وما الحد الفاصل بين الـ"صالح"، والـ"مصلح"، وهل كل صالح مصلح، وهل هناك درجة ما من الصلاح يجب أن يتحلى بها الصالح قبل تحوله إلى مصلح، أعتقد أنه من غير اللائق أن يبدأ أحدهم "الدعوة" وقد ركع بالكاد ركعتين وصام يومين في رمضان الماضي.
ثم، إن كان الصلاح الديني هو أمر بين "العبد وربه"، ألا تشكل "الجماعة الإصلاحية" نوعاً من انخفاض في درجة الصلاح الفردي داخل كل صالح، بحيث أنه يتكل على الصلاح العام، وينسى صلاحه الشخصي ومسؤليته الشخصية تجاه مجتمعه الأكثر صغراً.
ثم، قبل خمسين عاماً، كان هناك مجتمع جميل، فيه الصالحون عاديون تماماً، يصلون الفروض، ويكتفون بتربية أبناءهم لأن التربية مسؤليتهم الوحيدة، كان لدينا في النهاية مجتمع أكثر نجاحاً، وأكثر صلاحاً، الآن، لم يعد لدى الصالح وقت لقضاؤه في المنزل، الدعوة بانتظاره، والإسلام هو الحل.
ثم، الهيئات والمؤسسات الإصلاحية، الأزهر مثلاً، الجامعة، أي مكان آخر، هل يستفيد من انتشار المصلحين، فبعد أن كان الأزهر يحتكر الدور الإصلاحي، أصبح الآن من حق أي صاحب لحية خفيفة أن يقول أي شيء طالما أنه يدعو المجتمع للصلاح، ألا يمكن أن نقول ببساطة، أن انتشار الإصلاح غير المنظم ينتقص من مكانة المكان الذي كان بحقه وحده أن ينادي بالإصلاح كونه الأكثر علماً وخبرة وتاريخاً وقداسة؟.
الفاسد، ولأنه غير واثق في أهمية ما يفعل في هذه الدنيا، فقد آثر أن يمضي في فساده صامتاً، وألا يدعو أحد، وأن يترك الصالح في حاله، عسى أن يتركه أيضاً، وكفى الله الجميع شر القتال.
أخيراً، وهذا سؤال هامشي جداً، ما الذي جعل الصالح متأكداً من صلاحية صلاحه، وما الذي جعل الفاسد متردداً في أن فساده غير صالح؟.
ثم، ألا يجوز أن يكون صالح الصالح فاسد لمجتمع ما، وأن يصبح فاسد الفاسد صالح لمجتمع آخر؟.
إنها قصة طويلة، نكتفي لختامها بحكمة قالها والد أحد الأصدقاء، وهو مربي فاضل من هؤلاء الصالحين الذين اكتفوا بإصلاح بيوتهم والعناية بأخلاق ابناءهم – فقط لا غير.
قال، تعقيباً على موضوع مشابه.. "الزيادات.. بيتعملها حاجات", والله أعلم.
هناك 14 تعليقًا:
مممممممم
انا اول رد
كويس جدا
تعرف؟
مقالك قشطة جدا
لكن مشكلته ان كل الاخوانجية هايعملهم حساسية شديدة جدا قد تؤدى الى عواصف
الدعوة الى الله فرض يا اخى
ومن رآى منكم منكر فليغيره
لكن نسيوا ان الدعوة ليها زمانها ومكانها واصحابها
قطار ماشى فبنت تقول لبنت بنطلونك دا لا يرضى الله والحجاب يا اختاه
بنت بتدخن فى حمام فبنت تقول لبنت حرام يا اختى حرام
لكن بنت بطرحة مجرجرة شافت بنت بطرحة مجرجرة تانية نايمة براسمها على كتف ولد على الكورنيش
مش هتتكلم وهتعمل نفسها مش شايفة
عارف ليه؟
اولا لانها حست ان الموقف اكبر منها
ثانيا لان البنت مش ولوحدها او مع بنتين زيها فممكن يسمعولها وميقولوش كلام مالوش لازمة
معنى كدا ايه
اولا فكرة المظهرية فى الدين واللى بتخلى فى عالم البنات اى محجبة او منقبة من حقها تعلى صوتها فى عيادة او فى مواصلة وتقول اكلشيهات الاخوانجية المعتادة اللى بترتب المظهر ومش بتصلح الجوهر
ثانيا احساس البنت من جواها ان اللى بتعمله مش من حقها ودا اللى بيخليها تصطاد فريسة سهلة قاعدة لوحدها او مع بنت زيها ف مواصلة او على رصيف الكلية وتكلمها عن المظاهر فى حين وقت الجد مبتقدرش تنتهك خصوصية الهانم والبيه لانها خايفة من كلمة وانتى مالك
والرجل اللى عامل نفسه داعى نفس الحال
بيعلى صوته ويخطب فى الناس اللى فى الشارع والله اكبر ولله الحمد
لكن بيكتفى انو يسيب للشباب الكورنيش نوت على الصخر!!!!!!
المظهرية عند الاخوان اللى تفشت فى المجتمع فاصبح كل الناس محجبين راسهم ومعريين اخلاقهم
اذا كانوا بينظموا شرطة امر بمعروف ونهى عن منكر بشكل بدائى لحد ما يبقى الاسلام هو الحل ويعملوا شرطة بجد تسجن اى حد او تجلد اى حد عشان السبب اللى هما شايفينه وكأنهم عينه نفسهم مستشارين الهيين فى محاسبة الناس والاقتصاص منهم
مسألوش نفسهم البلد اللى مطبقة دا ايه حالها من جوا؟
شوارع فاضية وبيوت مليانة معاصى والكبت بيود الانفجار وكلنا عارفين الخليج بقى عامل ازاى
اسفة على الاطالة لكن موضوعك بجد استفزنى جدا انى اكتب
ودى حاجة بجد بشكرك عليها
"قوا أنفسكم وأهليكم نارا"
أتفق معك تماما أنه من الأولى لمن يدعو لصلاح المجتمع أن يصلح نفسه وبيته أولا
فهو بذلك يصلح المجتمع والأقربون أولى
ولكن يبدو لى أنه جانبك الصواب حين أشرت
بأن الفاسد لا يهتم كثيرا بأن يكون مفسد
هذا غير صحيح على الإطلاق
"بل مكر الليل والنهار"
المفسد لا يحتاج للدعوة للفساد
مجرد رؤيتك للفساد
تجعلك تميل له
وتجرى معه
في البداية تحية على المقال العميق، لكني أختلف معك في عدة نقاط أفندها كالتالي:
- أولا: أنت فسرت ظاهرة -هي بالنسبة لي نوعا ما حقيقية و موجودة بكثرة- على أنها نابعة من نظرة الداعية لأولوية أحقية الناس بالدعوة. أي أن الداعية يمارس –باقتناع أو بغير اقتناع- الدعوة مع الناس التي لا تربطهم صلة قرابة لاعتقاده ان في ذلك أولوية. غير أني أرى تفسيرا آخر للموضوع و هو أن من الطبيعي أن تكون الاستجابة من شخص لا تعرفه أسرع من استجابة أخيك لك، و كما قال بعض الحكماء: "المعاصرة حجاب"؛ فأخيك الذي تأكل و تلعب و تعيش معه لا يشعر بأنك قد تعلوه أو تتفوق عليه بشيء و ذلك لاحساسه بالتساوي معك في الحقوق و الواجبات في مجتمع الأسرة. و قد يكون الداعية قد اهلك نفسه في دعوة قريبه هذا و لا يزال متمسكا بدعوته لكن استجابة الآخر تكون 0. و هذا أراه و ألمسه في كثير من أصدقائي الملتزمين.
- ثانيا: في ظاهرة تحول "الصلاح الفردي" إلى "إصلاح جماعي"، أنا أرى أن أصل التحول يأتي من إحساس نابع من الشخ الصالح بواجب نحو مجتمع لإرشادهم إلى ما شعر به و أثر فيه و غير حياته إلى الأفضل، و يتفاوت في ذلك "الصالحون" في عدة اتجاهات و معايير، فهناك المعيار الديني، أي أن الأكثر تدينا سيعرف أن الله يأمره بذلك فيحرص على ذلك كواجب ديني. و هناك معيار "الإيجابية"، أي أن الناس يتفاوتون في نسبة إيجابيتهم لتغيير الواقع الغير مرغوب فيه. و هناك معايير أخرى كثيرة ك"تحمل العواقب" و "روح المغامرة" و "حب الخير" بشكل عام أيا كان تفسير "الخير"، أو ممكن "حب النفع".
- ثالثا: فكرة الاتكال على "الصلاح العام" لا أجد لها أي تطبيق في الواقع؛ فأنا أرى أن "الصلاح العام" يساعد في تنمية "الصلاح الفردي" لأن الإنسان بطبيعته يحب الفوز بالمقارنة حتى و إن كانت بينه و بين نفسه، فبالتالي يسعى الفرد دائما تطوير نفسه داخل إطار المجموعة ليفوز بالمركز الأول. و ذلك يبين فعلا حكمة الآية العظيمة: "و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطًا". لأنك إذا أطعت "من أغفل الله قلبه عن ذكره" أي أنك دخلت في إطار نوع جديد من المجموعات تختلف فيه معايير تقييم النجاح التي ستسعى بالتأكيد للفوز بها.
- رابعا: أنا أتفق معك في نقطة "اللحية الخفيفة" لكن فقط في حالة تحول الفرد من "مصلح" إلى "مفتي"، و ذلك فعلا نراه و نلحظ تزايده في مجتمعنا. إنما إذا اكتفى "المصلح" بالـ"إصلاح" –و بالإصلاح أعني النقل- فلا أجد عليه حرج، لأنه أحيانا بالمعلومة البسيطة التي "تنقلها" قد تفتح بها قلبا أراد أن يسمعها منذ زمن، فأنا أرى أن كتم العلم من أبشع أنواع الأنانية التي قد تصل إلى حد الجريمة؛ لأنك قد تحرم محتاجا من معلومة قد تكون السبب في إنقاذه. و عندما أرادت الدول الغربية غزو الدول العربية فكريا بدأت بفقه "كتم العلم" فصدرت إلينا أرخص العلوم لكي لا تحرز فينا تقدما و لا تجدي نفعا. الشاهد.. إذا عدنا لفكرة "الإصلاح" فهي مبينيه على نظرية نقل العلم (الشرعي)، لذلك أيضا من أبلغ النصوص، حديث: "بلغوا عني و لو آية".
اخطأت واصاب المعلقون
أوافقك على بعض ماقلته في أن الدعوة يجب أن يبدأ بها بنفسه وأقرب أقرباءه
لكن هناك روحاً طيبة في كل منا
لا تحب أن ترى في أخيها شيء يضره في الدنيا أو في الآخرة
ستدرك هذا يا أخي عاجلاً أم آجلاً
وستفهم لماذا يحترقون من أجل اصلاح غيرهم
لأن قلوبهم تفيض محبة لغيرهم
//
ولا تعمم بعض السلبيات على جميع الصالحين
فهذا ظلم كبير جداً !!
//
أحب الصالحين ولست منهم
لعل أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
ولو كنا سويّاً في البضاعة !
سلمت وسلمت يدك وقلم ارجوك لا تكف عن الكتابةفكل ما تكتبه حقا يكون لى اثر كبير فى نفسى وتكوين شكل لما افكر فيه وليس لدى ابداعك لاخرجه بهذا الجمال
إنت جميل يا براء بس لو تبعد عن النقطة دي و هي شعورك الممض بالألم بسبب والدك.
المصلحون بالفعل يحاولون ملء الدنيا بالصلاح..و لكن المفسدون ليسوا بالبراءة التي تدعيها..كلماتهم ليست مكتوبة على حيطان الشوارع..كلماتهم تنقش نقشا في عقلك اللاواعي أثناء مشاهدتك لفيلم كوميدي لا ينتصر بطله إلا إذا شرب الحشيش و عمل أعلى دماغ أو ضرب كاسين فودكا ..و بهذا نستطيع إستنتاج أن المصلحون ليس لديهم نفس المساحة المتاحة للمفسدين..فالكلمة الكتوبة في الصورة الخاصة بالتدوينة موجودة في مكان محدود يقرأها عدد محدود..بينما مشاهدي فيلم في التلفزيون يشرح أنه( في الصيف لازم نحب) أو أن الحب لا يكون ملعلع و مشعلل إلا إذا وجدت علاقة زنا و أنه يهرب بالزواج ..هؤلاء المشاهدين بالألوف بل بالملايين ..منهم الشباب و الأطفال الذين يجري تدمير فطرتهم لترى الحلال حراما و ترى المنكر معروفا.
نقطة أخرى..أتفق معك على أن الكثير من المصلحين و بالذات الإخوان خاصة أولئك الذين هم من عائلات عريقة في الإخوان (مثل والدك)ربما يظنون أن ابناءهم من المستحيل أن يصابوا بتلك الأمراض المجتمعية..لذلك تكون الصدمة شديدة و تنتج رد فعل عنيف من جهة المصلح يتبعه رد فعل أعنف من جهة القريب المراد إصلاحه.
لا أقصد من كلامي يا براء إن كل المصلحين زي الفل.. مثلما قلت هناك نموذج لشباب متدين حديثا يريد إصلاح المجتمع..و في سبيل ذلك قد يرتكبون بعض الأخطاء أثناء نصحهم للناس..و دور المربين لهؤلاء الشباب أن يعلموهم كيف تكون الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة..لكن أعتقد أن من الصواب أن أنهاه عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بسبب إنه جديد في (الكار) ..فسيدنا أبو بكر أسلم ثم أتى بعدة شباب من خيار الصحابة ..و لم ينتظر حتى (يتودك ) و يتعلم الصنعة.
الدعوة تحتاج الصالحين و المصلحين و أبناء المصلحين أن يتكاتفوا لكي يتغلبوا على الفساد المنتشر في المجتمع..و للعلم مش هتقدر تغمض عينيك.
شكرا يا براء لسعة صدرك
انا عايزة اكتب تعليق عن حاجة تانية خالص
عايزة اقول مبروك لمصر الحرية و ربنا يحميها دايما
الله اكبر فوق كيد المعتدى
الرئيس تنحى
انا كنت قريت مقال عنك فى الجرنان بيقول انك كنت مشارك فى الثورة و ده شىء متوقع منك
مبروووووك يا براء
إنجى أحمد محمد
http://www.dostor.org/opinion/11/april/5/39549
مقالة جامدة تستحق القراءة
تسلم ايدينك على الكلام ..
وايضا عجبتني تلك المقول:
(لمن يدعو لصلاح المجتمع أن يصلح نفسه وبيته أولا)
انا معااك في هذه المقوله 100%
Thaaanks :)
http://www.un4web.com
جميل أن تكون على هذا المنوال (ابراهيم خليل --مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل --ورئيس تحرير جريدة التل الكبير كوم ).
موضوع شيق .. جزاكم الله خيرا
http://www.cadsoul.com
إرسال تعليق