مظبوط
في المدخل الرخامي البارد، كنا أربعة.
وائل، علاء، أحمد، وأنا.. يجمعنا انتظار الوقت المناسب للدخول إلى الأستديو. أمامنا شاشات صغيرة متنوعة الأحجام، مضبوطة على الإنترنت، نكتب كل قليل عن أي شيء، ونقرأ تعليقات الأصدقاء على مسألة تأخر دخولنا إلى الأستديو.. الجو اللطيف يمنعنا من الملل.
السقف عال، والأصوات حوالنا أيضاً. ومن جهة بعيدة يراقبنا شخص يبدو أنه مدير إنتاج البرنامج.. بعد فترة، اقترب، وسألنا عن أحوالنا، كنا قبل مجيئه صامتين.. وكان الملل على وشك أن يجذب هو الآخر كرسياً وينضم إلينا..
سألنا الرجل، "شربتوا حاجة؟".. تبادلنا جميعاً ابتسامات ادعاء الخجل، وساد صمت للحظة. جاء من بعيد شاب ينتمي إلى البوفية، ودون طلباتنا في ورقة صغيرة..
كان الشاي ضرورياً بالنسبة لي، مع زجاجة صغيرة من المياة المعدنية، واختار أحمد الكولا.. فيما طلب علاء ينسون بجرعة "مظبوطة" من السكر..
بعد رحيل الرجلين، سأل علاء عما تعنيه تحديداً كلمة مظبوط.. وأجاب وائل بأنها غالباً معلقتين ونصف من السكر. فكرت أن أعترض، فقد طلبت شاي زيادة، وكنت أعني أيضاً معلقتين ونصف من السكر. وفي اعتقادي، أن مظبوط تشير إلى معلقة ونصف، وليس إلى معلقتين ونصف.
جاء الينسون، وشربنا كلنا. ثم دخلنا إلى الأستديو وسجلنا حلقة من الممكن وصفها هي الأخرى بالمضبوطة.
في طريق العودة إلى المنزل، كان السؤال يجلس بجواري على الكنبة الخلفية لسيارة القناة. هل يمكن أن تكون لكلمة مظبوط أكثر من معنى؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق