دعاء ركوب الثورة
مرة جديدة، حسبي الله ونعم الوكيل.
هذه المرة من نصيب الشيخ المحترم صفوت حجازي الذي يعرف وحده حكاية شقة العجوزة. تلك التي استقبلت بعض شباب الثوار ليلة موقعة الجمل، حيث الخمر والنسوان والملذات، فالليلة خمر ومزز، وفي الغد ندرس موضوع اسقاط النظام.
يقول الشيخ العلامة، ابن حجازي. (ولاحظ أنه لا توجد شدة في كلمة "علامة"، فالمقصود أن الشيخ علامة مهمة في تاريخنا المعاصر، بالإضافة إلى كونه علامة تجارية في المحطات الفضائية)، أن الشباب الذين يتهمون الإسلاميين بركوب الثورة، هم أيضاً ركبوا أشياء أخرى في شقة العجوزة، والتي اختاروا ليلة موقعة الجمل بالتحديد كي يعملوا فيها جمال وبغال، ويركبوا خيبتهم القوية، ويتركون شباب الإخوان، الطاهر النقي النظيف الجميل اللطيف الذي لا يذهب للعجوزة ولا للشابة حتى، يتركون هؤلاء الشباب يموتون دفاعاً عن الميدان.
لماذا نقول حسبي الله ونعم الوكيل للشيخ المحترم إذن؟
حينما اتصلت به، وعرفته بنفسي، داعبني قائلاً أنه هو أيضاً له ابن اسمه براء. قلت بركة. وأضفت، "اقبلها مني يا شيخ إذن وكأنني ابنك، حسبي الله ونعم الوكيل".. قال، والدهشة تسيطر على صوته، في مين؟، قلت : في حضرتك، تعليقاً على تصريحاتك بخصوص شقة العجوزة.
قال، بعد تنهيدة طويلة، "بيني وبينك ربنا"، وأضاف حديثاً شريفاً تعني خلاصته، أنه تصدق بعرضه على المسلمين، بمعنى أن كل من سبه أو قذفه أو اتهمه باطلاً، فإنه يرجو من المولى عز وجل أن يجعل هذا في ميزان صدقاته.. وحتى نبدأ الحوار سألته : وماذا عن أعراض شباب شقة العجوزة؟، غالبا هم لم يتصدقوا بأعراضهم.. ماذا سنفعل في اتهامك لهم؟.. سكت قليلاً، ثم قال – مع تنهيدة أخرى قصيرة – مش عارف بقى.
لوهلة شعرت كأني أحدث توفيق عكاشة، وأنا هنا أسخر من الشيخ وأتهكم عليه، ولا يضيرني ذلك كون الرجل تصدق بعرضه ولن يتضايق، فقد أخذ الشيخ يحدثني عن محاولات اغتيال يتعرض لها على يد هؤلاء الشباب، وعن ضربهم له ليلة عيد الفطر في ميدان التحرير، وعن أنهم يتهمونه في عرضه وولده وأهل بيته، ويلومني، لماذا لم أتدخل إذن عندما كادوا يقتلونه؟. تنهدت أنا أيضاً وأضفت : مش عارف بقى.
لمدة ثلاث دقائق ظل الرجل يتحدث في جمل قصيرة تبدأ كلها بـ"مش صفوت حجازي"، نذكر منها ما يلي : مش صفوت حجازي اللي لما يغلط الناس تعلقله المشنقة، مش صفوت حجازي اللي ننسى عمل ايه في ميدان التحرير، مش صفوت حجازي اللي الناس تتهكم عليه.. إذن، فالشيخ الفاضل معترف ضمنياً بالخطأ، لكن مشكلته كلها ليست مع الشباب، ولكن مع صفوت حجازي نفسه، الذي يعتقد أن شخص مثله لا تجوز مسائلته أو سؤاله أو حتى عقابه، رغم أن الشيوخ كانوا يعاقبون – عادي جداً – في دولة الخلفاء المسلمين التي يتمنى صفوت وجماعته أن تعود يوماً.
عاد مرة جديدة وقال : بس أنا معايا دليل بالصوت والصورة من داخل شقة العجوزة. قلت : الله أكبر، هيا بنا يا رجل نفضح الشباب.. هيا بنا، ما الذي تنتظره يا شيخ الإسلام. عليك أن تنتقم لنفسك، حطمهم، اقتلهم، حتى تقوم دولة الإسلام.. الدولة الحرة الجميلة الديموقراطية الرائعة، التي ستسمح للشباب في المستقبل بفعل كل ما يريدون داخل الشقق طالما أنها ملكية خاصة، بمعنى أن الشباب يمكن أن يشربوا الخمر ويلهون مع النساء في شقة العجوزة بعد وصول الإسلاميين في الحكم. لكن قبلها، حرام والفضيحة واجبة.
أضاف أنه لن يترك هؤلاء الشباب في حالهم بعد اليوم، ابتسمت واعتبرت المسألة منتهية، مسألة صورة رجل الدين، الشيخ الفاضل، القداسة التي كنا نراها صغاراً حين نشاهد خطيب المسجد بملابسه الأزهرية الجميلة. الآن، يمكن أن يجعلنا الخطيب في الجمعة المقبلة نشاهد فيلماً إباحياً تم انتاجه في تل أبيب بحجة أنه ينتقم من الأعداء.
سألته، لماذا لم تقل ما قلت في أي برنامج تليفزيوني، واخترت أن تقوله في مؤتمر لحزب الحرية والعدالة، وهل يعبر رأيك هذا عن رأي الحزب؟، سكت، وغير الموضوع، قال، عموماً، من حقي أيضاً أن أقول لك حسبي الله ونعم الوكيل، ابتسمت مرة جديدة، وفكرت في مسألة أخرى.. الشيخ صفوت يقول أنه سيبرز السي دي إذا قال الشباب أن الإسلاميين ركبوا الثورة مرة أخرى، ضمنياً، الرجل لا ينفي أن الإسلاميين ركبوا الثورة، لكنه أيضاً يعتقد أن الركوب حلال طالما كان إسلامياً شرعياً دينياً إخوانياً.. وطالما أننا في النهاية نذكر.. دعاء ركوب الثورة.
أخيراً، ولأن أعصابي ما عادت تحتمل، قلت له، يا شيخ يا محترم، قلت في نهاية خطبتك، أن الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، وأنا غير متأكد من أن كلامك كلام قبور، لكنه على الأقل، ليس بنور. هذا، والله أعلم.
هناك 4 تعليقات:
لافض فوك
كان الأجدي من كل ذلك هو أن تطلب من الشيخ أن يأتي بدليلٍ علي كلامه .
لكن كل ما قلته لا يعدو عن كونه نوعاً من اللغو الممل .
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا براء وفي أمثال شادي الغزالي حرب وناصر عبد الحميد وشباشب 6 إبليس "إلا من رحم ربي منهم".
لم تقل انه كاذب ولكنك غاضب فقط لانه فضح الحقيقه! ام انني فهمت التدوينه خطأ؟
إرسال تعليق