الخميس، نوفمبر 19، 2009

بخصوص الكلام البلبوص..

تصدير :

سأل أحدهم الدكتور عبد الوهاب المسيري الكاتب والمؤلف والمفكر المعروف، كيف تعتبر نفسك مفكر إسلامي وأنت ترتدي في يدك دبلة ذهبية؟، فرد الدكتور الراحل، الذي عرف عنه ذكاءه وعنايته بالتفاصيل، "أنتم الذين قلتم أني مفكر إسلامي، لكني شخصياً لا أعتبر نفسي كذلك، وبالتالي، فإن إرتدائي للدبلة يشكل مشكلة لك.. لكن.. ليس لي"..

وبدون مناسبة على الإطلاق، يؤكد "البراء أشرف"، صاحب مدونة "وأنا مالي" المغمورة، أنه ليس إسلامياً في أي شيء. لا في مدونته، ولا كتابته، ولا أي شيء على الإطلاق، هو كما يظهر في خانة الديانة ببطاقته الشخصية "مسلم"، والأذكياء يعرفون الفارق الكبير بين أن تعيش "مسلماً"، وأن تعيش "إسلامياً".

ويستنجد صاحب المدونة بأصحاب القلوب الرحيمة وبالمعلقين الكرام، وبالأصدقاء والصديقات والمعارف وأسرة البرنامج، أن يفركوا أعينهم جيداً، ويراجعوا أنفسهم، متى كان هذا الشخص يتحدث عن الأخلاق أو ينادي بها، ومتى اعتبر نفسه محترماً أو ملتزماً أو مشغولاً بفكرة الأدب ونشر الخير بين البشر؟.. وإذا كان قد وقع خطأ ما سابق بحيث تم اعتبار هذا الشخص يحمل الصفات السابقة.. فهل من المنصف محاسبة شخص على ما يعتقده أشخاص آخرون؟..

.......................

كان لافتاً أن تتلقى مدونتي 11 تعليق على تدوينتي الأخيرة "دقات الهاتف" في يوم واحد. بينها 6 تعليقات رافضة للتدوينة، و5 مؤيدة.

وكان صادماً أن التعليقات كلها، الرافضة والمؤيدة، تصل باسم "غير معرف".. عدا واحد قرر أن يعرفني بنفسه فكتب اسمه "محمد".. فقط.

وكان ملفتاً أن تصلني رسالتين، الأولى إليكترونية من زميل لي بالعمل يرفض ما كتبت ويطلب حذف الرابط الأخير – مؤقتاً – إلى أن أفكر في مسألة حذف التدوينة كلها، باعتبارها "تخصم من رصيدي"، والثانية رسالة قصيرة على الموبايل من زميل وصديق يطلب أيضاً حذف الرابط الأخير مؤكداً "أني لم أقصد بالتأكيد وضعه في نهاية التدونية".

وكان مسلياً أن أجد البعض يضع "like" على رابط التدوينة في الموقع السحري "google reader"، وكلهم أشخاص لا أعرفهم.

وسيكون ضرورياً أن أكتب لزوار هذه الصفحة حول "الكلام البلبوص" بشكل عام، وحول بعض الأفكار التي تحرك صاحب هذه المدونة وتجعله يكتب وينشر ويستقبل التعليقات ويتأملها.

و"الكلام البلبوص" هو وصف اعتاد صاحب هذه المدونة أن يطلقه على نوع من الكتابة الحرة، التي تتجاوز حدود الأدب، فتتحدث مرة عن الجنس، ومرة عن الدين، وثالثة عن الآباء والأمهات، هو الكلام الذي يمكن أن تهمس به وحدك أثناء الاستحمام، او واقفاً أمام مرآتك في لحظة اكتئاب حقيقية صادقة.

هي الكتابة التي لا تبدأ بـ"مما لا شك فيه".. أو "لست أدري كيف يمكن أن".. فيها من الحرية أكثر مما فيها من الأدب، ولا علاقة لها بالالتزام. "الكلام البلبوص" هو ما ينوي صاحب هذه المدونة أن يستمر في قوله، فلديه قلق كبير حول كتابته، يخشي أن يصبح كاتب للسلطة، والسلطة هنا تبدأ بالنظام السياسي، مروراً بمكتب الإرشاد مثلاً، نهاية بتعليقات القراء.

عموماً، أفضل أن تمر هذه السطور سريعاً. لذا سأكتفي مبدئياً بنقل إهداء رواية "إحدى عشر دقيقة"، للكاتب "باولو كويلهو". وهي كما يعرف بعضكم الرواية الجنسية الوحيدة لكاتب معروف عنه اهتمامه بالروحانيات والمشاعر والعواطف والعلاقة الطيبة بالله. يقول الإهداء..

كنت أقف فى ساحة الكنيسة عندما اتجه نحوى رجل يناهز السبعين وخاطبنى قائلا "هل تعرف أنك تشبه باولو كويليو؟".. أجبته بأننى أنا هو, عانقنى الرجل وقدم لى زوجته وحفيدته قال لى ان كتبى تحتل مكانة كبيرة فى حياته, ثم ختم كلامه بالقول "أنها تجعلنى أحلم".

غالبآ ما سمعت هذه الجملة وأدخلت المسرة الى قلبى لدى سماعها. لكني, مع ذلك شعرت فى تلك اللحظة بقلق عميق. كنت أعرف أن روايتى "11 دقيقة" تتناول موضوعآ حساسآ يحدث لدى القارئ صدمة عنيفة ومزعجة. مشيت الى الينبوع لأحصل على القليل من المياه العجائبية . ثم سألت الرجل عن مكان أقامته وسجلت اسمه فى مفكرتى.

موريس غرافلين هذا الكتاب مهدى اليك. لدي واجب تجاهك وتجاه زوجتك وحفيدتك وتجاه نفسي, التحدث عما يشغلني وليس عما يود الناس سماعه. ان بعض الكتب تجعلنا نحلم وبعضها الأخر يذكرنا بالواقع, لكن لا يمكن لأي كاتب أن يتنصل مما هو جوهري لكتابته, ألا وهو النزاهة التى يكتب بها.

انتهى الإهداء الذي يأتي في الصفحة الأولى من رواية يصفها البعض بجملة قصيرة "قصة حياة عاهرة"..

...............

ما أنا متأكد منه الآن أني "كاتب" ولست "خطيب جمعة". ومن المعلوم من الكتابة بالضرورة، أنها تستمد أهميتها من الأفكار الجديدة التي تطرحها. ومن المعلوم من الفن والإبداع، أنه تجربة لتجاوز المعقول والمعروف، تخطي الحدود، وتخيل أن العالم أوسع مما يعتقد الآخرون.

ومن المؤكد، أن كتابة ما يعتقد الناس أن عليك أن تكتبه، يمكن في جريدة "عقيدتي" إن كانت لا تزال تصدر، أما كتابة ما يريد الكاتب أن يكتبه، فالمدونات أولى بها، وبحسب معلوماتي فإن جريدة "عقيدتي" المحترمة لم تتفضل بنشر ما كتبت، وأن صفحات مدونتي فقط هي المكان المسموح لي بالنشر خلاله، وأن المدونة يتم تمويلها من جيب صاحبها، وأني لم أقم بنشر إعلانات في الطرقات العامة أو على صفحات الجرائد عن المدونة، ولم أطلب من أي شخص أياً كان أن يتفضل بقراءة ما كتبت.

حيث أني أكتب لنفسي، معتبراً المدونة بديلاً عن أجندة بنية أهدتها لي أمي ونصحتني بكتابة يومياتي، ولأن خطي سيئ بما يكفي، فقد تعلمت النقر على لوحة المفاتيح، ولأني أخشى أن تضيع الصفحات التي كتبتها، فقد نشرتها على هذه المدونة، ورأيت أنه سيكون من المفيد (لي)، مشاركة حضراتكم هذه الأفكار التي تخصني وحدي، وأنا فقط مسؤل عنها.

وبخصوص "الكلام البلبوص" يا أولاد، والكلام هنا للذين وجدوا أنفسهم مهتمين بقراءة السطور "الأبيحة" في تدوينتي الطويلة المملة التي يدور موضوعها حول "الجنس عبر الهاتف"، فدعونا نستمع لـ"زياد رحباني"
يعطي نصائحه في اسطوانته "نص الألف خمسمية" ويقول :

ليك: مش ضروري تظل تشرح شيء لناس معتبرين حالهم بيعرفوه.. لا بل.. بيعرفوا كل شيء..

مش ضروري تحاول تترجم لأشخاص موضوع.. مش هاممهم بلغته الأساسية.

مش ضروري تظل تعمل إشارات لعالم.. عم بيتطلعوا على غير محل يا خي..

ليك: مش ضروري تظل سهران على جماعة ناموا من زمان.. وبالعلامة في واحد منهم قشط راسو بصحن التبولة.

روح. ضهار، تمشّى..أستأجر بسكلات...


..........

هذا والله أعلم...

ملحوظة :

خلال الشهر القادم تنشر هذه المدونة عدداً من التدوينات الجاري تحضيرها، الأولى بعنوان "ستة أسباب للحنين إلى روبي" وهي كما يظهر في العنوان عن الفنانة المصرية المحترمة روبي. والثانية بعنوان "أديان رخيصة". ويتناول فكرة أشار لها الدكتور "عبد الوهاب المسيري" في مذكراته حول حقوق الملكية الفكرية للنصوص الدينية. أما الثالثة فبعنوان "الله يبارك في البارات"، والحقيقة أني لا أعلم موضوعها على التحديد، لكن العنوان اقتباس لأغنية لبنانية تغنيها "ياسمين حمدان"، ويبدو أن التدوينات ستحمل كلاماً بلبوصاً جداً، لذا فنصيحتي المخلصة أن يتم إهمال زيارة المدونة خلال الفترة القادمة حتى يعود الكاتب إلى رشده، ويبدأ في كتابة ما يرغب السادة القراء به..

حقائق علمية :


- شهرياً، يصلني تقرير من الموقع المستضيف للمدونة، به بعض الإحصاءات حول زوار صفحاتها. ومنذ بدأت الكتابة، فإن أكثر من ثلثي زوار المدونة يأتون من خلال البحث على موقع "جوجل"، وكلمات البحث الأساسية هي "سكس"، "روايات جنسية".

- بخصوص سؤال السادة المعلقين حول شعور زوجتي تجاه ما أكتبه، وشعوري إن قرات ابنتي يوماً مثل هذا الكلام العابث، فلهم أن يعلموا أن زوجتي من زوار المدونة الدائمين، وحال نشر أي كلام "بلبوص" يتم أخذ رأيها أولاً، لأنها الوحيدة في هذا العالم التي أخشى أن تؤذيها كلماتي.. أما ابنتي، فهذا موضوع آخر، حيث أفضل ألا أتحدث عن بنت جميلة اسمها "مليكة"، في تدوينة اسمها "كلام بلبوص".. وتصبحوا على خير.


- الصور من هنا

الثلاثاء، نوفمبر 17، 2009

دقات الهاتف

إرشادات القراءة :


- تحفظ هذه التدوينة بعيدة عن متناول الأطفال.
- تقدم باردة.
- ترج جيداً قبل الاستخدام.
- برجاء التأكد من تاريخ الصلاحية.
- اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.. وبسم الله أول وآخر.
.............

الليلة يا أولاد، أحدثكم عن الجنس عبر الهاتف.

شخص ما اخترعه، لا توجد في الأثر إشارة إلى أول من ابتكر ممارسة الجنس عن بعد عبر سماعتين وأسلاك طويلة. لكن اكتشافه على ما يبدو، جاء بعد اكتشاف الهاتف نفسه. على كل حال.. ما المفيد في معرفة اسم صاحب الإختراع؟. المهم هو الإختراع ذاته. فإلى التفاصيل.

هذه السطور مجرد وصف لما يمكن أن يميز جنس الهاتف دوناً عن أنواع الجنس الأخرى. ويمكن اعتبارها مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم، حول تخصيص فصل خاص لجنس الهاتف في
مادة التربية الجنسية الحميدة. وهي مادة ستدرس للأطفال بالتأكيد، في عهد وزير تعليم اسمه "الجمل".

أوك. ما المميز في جنس الهاتف إذن؟!

واحد : "هزيها براحة براحة.. تفضلي على طول مرتاحة" :

دوناً عن أنواع الجنس المنتشرة بين البشر، فإن جنس الهاتف يستغني عن شرطين أساسيين في أي ممارسة جنسية معروفة.. القدرة.. والإتاحة.

لا يحتاج جنس الهاتف إلى فياجرا، أو انتصاب، بل أنه لا يحتاج إلى عضو جنسي أساساً. فقط حاستي السمع والكلام، وقدر قليل من الإحساس.

وبالتالي، فهو متاح للكبار والصغار، الشيوخ والأطفال، السيدات بعد سن اليأس، وكل من يجيد استخدام الهاتف على كوكب الأرض.

ثم أنه لا يحتاج إلى غرفة خالية، أو طرقة منزوية، ولا إلى ساعة حظ يكون البواب فيها نائماً، والجيران غافلون. فقط يمكن الاكتفاء بكابينة ميناتل، أو موبايل بكارت شحن قابل للاستخدام، وبه عدد قليل من الدقائق. وبالنسبة للفتيات، فالحيل لا تنتهي.. وبشكل عام تميل الفتيات بعد البلوغ للعزلة والخجل والجلوس في غرف مغلقة، يصادف أن يكون بها هاتف.

يمكن ممارسته في السيارة، أثناء القيادة حتى، في العمل، في الحمام، في فراش الزوجية وبجوار زوجة نائمة (للزوجات الكادحات اللاتي لا يوقظهن صوت محادثة ساخنة تجري بجوارهن).

جنس الهاتف كالعادة السرية، فقط يتفوق على العادة في كونه ليس سرياً بالمعنى الحرفي للكلمة، فهناك طرف ثاني، وفي بلد مثل مصر، يكون هناك غالباً طرف ثالث
باعتراف وزير الداخلية. وبالتالي فهو "جنس" حيث أن هناك آخر. وهو "عادة" حيث أن تكراره مغري وسهل، وهو "سري" حيث أن الإتصال من مكان مزدحم بالبشر لا يعتبر فكرة جيدة.

إتنين : "علي صوتك.. بالغنا" :

الذين حرموا انفسهم من متعة ممارسة الجنس عبر الهاتف، فاتهم أن يدركوا القيمة الذهبية للحنجرة. والدور المهم الذي يمكن أن تلعبه حنجرة مرنة في ممارسة جنسية هاتفية ليلية ملتهبة.

الحنجرة بشكل عام مهمة، مممم. بل الرقبة كلها. أعرف أشخاص لا يتخيلوا الجنس دون رقبة بيضاء طويلة ممتلئة، على كل حال. وكون جنس الهاتف يعتمد على الحنجرة في الأساس. فإنه يصبح بمرور الدقائق، وبتكرار المكالمات، تدريب عملي فعال، على استخدام الحنجرة ساعة الجد. وإدراك لقيمتها الهامة.

للأسف، لا يزال البعض يعتقد أن الأعضاء الجنسية هي ما يوجد في المكان الذي عرفنا اسمه صغاراً بأنه "الحتة اللي بتموت". لي أصدقاء يتعاملون مع الأعضاء كلها باعتبارها جنسية في المقام الأول، ثم تظهر لها استخدامات أخرى خلال الحياة. كالكف واللسان والأقدام والركبة والسرة.. بشكل عام.. يمكن للكائن البشري العادي، تحويل أي عضو عادي إلى أداة جنسية مهمة. والحنجرة عضو.. وطريقة التحويل.. هي جنس الهاتف.

لا تتوقف سلسلة الإدراكات في جنس الهاتف عند الرقبة، بل تتجاوزها، لتصبح كل منطقة مستقلة بذاتها، لها أسلوب معين في التعامل معها.. يكفي أنك بعد التجارب الأولى، سكتشف أن القبلة التي تعرفها ليست قبلة على الإطلاق، وأنها موضوع كبير، له بداية ووسط ونهاية.. بل أنك ستضطر إلى تقبيل أشياء ومناطق، لم تتخخيل لحظة إمكانية وصول فم إنسان لديها..

يمكن استبدال حصص العلوم عن أعضاء جسم الإنسان بمكالمتين، وذلك في إطار المزج بين التعليم والترفيه.

ثلاثة : الليلة دي سبني أقول وأحب فيك :

ميزة جنس الهاتف، أنه يكتسب إثارته بمرور المكالمات من الإضافات الإبداعية من الطرفين. ومن التفاصيل، وغني عن الذكر أن الشيطان – بنفسه – يكمن في التفاصيل.

في المرة الأولى، ستفعل ما تعتقد أنه من المهم أن تفعله. وفي المرة الثانية. ستفعل ما تعتقد أنك تحب أن تفعله، وفي المرة الثالثة. ستدرك أنك وصلت للمستوى المطلوب، وستبدأ الاكتشاف.

في الهاتف، يمكن اختيار المكان، الزمان، الألوان، الملابس، الموسيقى، الإضاءة، درجة الحرارة، حجم الأعضاء، مدة الممارسة، طريقة البداية والنهاية، لحظات الذروة، لغة المحادثة، يمكن أن يتم اعتبار جنس الهاتف أول ظهور لفكرة
المجتمع الإفتراضي، فهو بالتأكيد ظهر قبل الإنترنت. على أنه استخدم آليات الشبكة قبل إختراعها أو التفكير في وجودها أصلاً.

الخيال، والعناية الفائقة بالتفاصيل، تلفت النظر بمرور الوقت، إلى الحاجة الدائمة المتجددة، لاكتشاف تفاصيل أكثر وابتكار أفكار أفضل، خوفاً من الملل أو الرتابة، وهو ما يمكن اعتباره، بنظرة واسعة وشاملة، تدريب عملي فعال، للذين لم يوفقهم الله إلى ممارسة الجنس في الواقع، بسبب
البطالة وغلاء الأسعار والمبالغة في المهور.

أربعة : "ألو ألو.. إحنا هنا" :


على البدناء والدميمات أن يشكروا الله على نعمة الهاتف، ويمتنوا للعقل البشري الذي اخترع جنس الهاتف..

كيف يمكن لبدين في مدرسة ثانوي مشتركة أن يحلم بممارسة الجنس مع فتاة ترغب في اكتشاف طعم القبلة الأولى. وكيف يمكن لدميمة أن تمنع نفسها من الرغبة في فارس أحلام يأتي على "توك توك" أسود وبخلفية موسيقية تنطلق من سماعاته "مش كل وزة لابسة كات تبقى موزة".

هذه
الأحلام، التي تقتلها حقيقة أن البقاء للـ"مزز". يمكن تحقيقها بسهولة في ظل جنس الهاتف. خاصة، وأن ربنا يقطع من هنا ليصل من هناك. البدناء عادة من أصحاب الخيال الواسع، والدميمات صوتهن لا يقاوم عبر الهاتف. ويالها من "مليطة".

إجمالاً، وبقليل من "slow motion" يمكن اعتبار جنس الهاتف فرصة لتحدي الإعاقة.

خمسة : "خسارة خسارة.. فراقك يا جارة" :

لا خسائر في جنس الهاتف. على الإطلاق. لا صور. لا مداهمات، ولا أخ يمكن أن يكون هو الآخر يستخدم ذات الحديقة. فقط يمكن تسجيل بعض المكالمات، وهو ما يمكن التغلب عليه بحيلة شهيرة يستخدمها في مصر رجال الأعمال والمذيعين والوزراء... الصوت تم تركيبه، وأطالب بالفحص الفني.

لم يذكر أن فتاة فقدت عذريتها أثناء ممارسة الجنس بالهاتف، إلا إن كانت وضعت السماعة في غير المكان المخصص لوضعها، بمعنى أنها استبدلت الجنس (عبر) الهاتف، للجنس (مع) الهاتف، كما أن الأمراض الجنسية وغير الجنسية الشائعة لا تنتقل عبر الأسلاك. إلا بعض أعراض الصمم، التي ظهرت في جنوب أفريقيا حيث يفضلون الصراخ بقوة في لحظات المتعة الهاتفية.

إذن، يمكن النظر لجنس الهاتف باعتباره بديل المستقبل، في وقت تنتشر فيه دعوات للحد من القبلات والأحضان، فإنه ومع تحريم اللقاءات الجنسية تماماً حين تنتشر أنفلوانزا الأسماك. يمكن ممارسة الجنس بالسماعات دون قلق. لأجل حياة أفضل، مع غسل الأيادي والسماعات قبل وبعد، وهو شيء يحدث في كل الأحوال.

ستة : قال ليه بيداري كده.. ولا هو داري كده :

بين كل الكلمات والرموز التي اخترعها البشر، تبقى كلمة "كده" خالدة الذكر، متعددة الاستخدام، رائعة الأثر. وعندي قناعة شخصية أن اول من ابتكر كلمة "كده" كان يبحث عن كلمة مختصرة يسأل بها رفيقته عبر الهاتف، عن إذا ما كانت تتخيل أثر الحركات التي يتخيل هو أنه يفعلها بجسدها.. ولأن السؤال طويل، وخير الكلام ما قل ودل. تم ابتكار "كده؟".. وتنطق بشكل استفهامي..

يمكن أن تتخيل مكالمة واحدة مدتها عشر دقائق تنطق فيها كلمة "كدة" ألف مرة. وبسرعات متفاوتة... مرة "كــــده.. كــــــده"، ومرة "كده كده كده".. وأخيراً.. "كــــــــــــــــــــــــــده ه ه ه".. وبالطبع فإن السرعة تحدد ما يمكن أن تعنيه الكلمة وتحتويه من خيال وأفكار وطرق. ولدى بعض المتمرسين. يمكن أن يصل الإحساس الحقيقي عبر "كده" واحدة. وإن كان الأمر يحتاج إلى تدريب طويل ومتكرر.

والمبدعات يعلمن، أن أفضل رد على سؤال "كده". ليس "آه" جميلة وحقيقية. بل أن "كده" يمكن استخدامها للتأكيد. فتكون "كده" رد على "كده؟".. وفي التكرار توكيد لفظي.. وعلى الهاتف.. لا نملك غير الألفاظ.

سبعة : متحاولش تبقى حد تاني غير نفسك :

كيف يمكن أن تكتشف أنك سادي؟، أو مازوخي؟، كيف يمكن أن تعرف الفرق في المتعة بين الحركة المعتادة رقم 1 والحركة رقم 3 التي لا تحظى بالشعبية ولا تزال بعض الزوجات يرفضن القيام بها؟. كيف تكتشف ذاتك يا فتى، وتعرف طريقتك الخاصة الأصيلة التي تعبر في كل لمسة وهمسة عنك، لا عن ثقافتك السرية في مشاهدة أفلام البورنو عديمة القيمة.. إنه.. وللمرة المليون.. جنس الهاتف.

في الهاتف، يمكن أن تستأذن رفيقتك في فعل أي شيء. والسبب أن رفيقتك لا تملك القدرة الكاملة على الرفض، لا أحد
يرفض الخيال، إنها لو تعلم فرصة ذهبية لأن تكتشف ذاتك. لأن تتخيل كل شيء وتقرر أي من الحركات يناسبك أكثر.

في الهاتف، ستجرب كل الأفعال، الحلال منها
والحرام، صعب أن تواجهك إحداهن بأن "لأ لأ كدة حرام".. حيث أنه من المعلوم من الجنس بالضرورة أن "حلاله" مسموح فقط بين الأزواج، وعلى حد علمي فإن طريقة علاج البرود الجنسي بين الأزواج عن طريق الهاتف غير منتشرة بعد في بلادنا. وبالتالي.. لا تتوقع أن تسمع "حرام" في سماعتك. وإن كان صديق لي سمعها، وكان فقط يطلب بوسة في مكان معروف.

في الهاتف، ستكتشف متعة التفوه بألفاظ خارجة أثناء الممارسة. لتدرك أن وصف الشريكة بكونها فتاة "سيئة الأخلاق". أمر غير مشين على الإطلاق.. إطلاق العنان للسانك، أمر يصعب فعله دون المرور بممر الجنس الهاتفي السحري.

في الهاتف، افعل ما شئت.. كما تدين تدان، تلك فرصتك الحقيقية لاكتشاف ذاتك. ولمعرفة ما تريده حقاً. وتلك أيضاً تجربتك الأولى الافتراضية.. في التعبير عن غاياتك ورغباتك القذرة.. خد فطيرك وارحل يا فتى..

ثمانية : الدنيا دي فيها كام بيلياشو؟ :

من يهتم لأمر علم الفيزياء في مكالمة هاتفية؟. رغم أن الهاتف نفسه أحد نتائج هذا العلم. فإن مكالمات الجنس الافتراضية لا تهتم كثيراً لقواعد الفيزياء وأصولها. وتبالغ في التجاوز خلال الممارسة عن أبسط وأسهل قوانينه.

يمكن أن تجد أحدهم يطلب من شريكته وضع يدها في ثلاثة أماكن في الوقت ذاته، أو الالتواء والتحول إلى كرة. أو الممارسة وقوفاً فوق لوح خشبي رفيع، هذا بالطبع فضلاً عن الأخطاء البسيطة المتعلقة بالقبلات في بعض الأماكن المعروفة. بحيث يعتقد أحدهم إمكانية الجمع بين مكانين في قبلة واحدة، أو القيام بفعلين في الوقت ذاته هما في الواقع عكس بعضهما.

ونظراً لأن معظمنا حصل على معلوماته الجنسية الأولى عن طريق أفلام البورنو، ولأنها في الواقع أفلام استعراضية، تشبه ألعاب السيرك. فإن محاولة تطبيق ما تراه، وتحويله إلى ما يمكن سماعه، يشبه في الواقع التعليق على مباراة كرة قدم حامية. لكن هذا لا يعني أنك تلعب.. أنت في الواقع تعلق.. وتبالغ في الوصف.. وهنا يستمتع الجمهور.

خلاصة الحكاية، أن الهاتف يتجاوز الكثير من القيود، خاصة تلك التي تتعلق بالكتل. الأطوال والأحجام والبروز والعضلات والمفاصل والإلتواءات. الجسد البشري يكتسب مرونة ولياقة كبيرة في الهاتف.. علم الإنسان ما لم يعلم.

تسعة : أمن الدولة :

ويمكن اختصار هذه النقطة في حقيقة علمية واحدة.. خلال القرن الماضي، ورغم الإفراط في استخدام التليفون في مصر، لم يتم القبض على شخص واحد بتهمة ممارسة الجنس عبر الهاتف. ولا تمت مساومة أحد المناضلين على السكوت مقابل حصوله على النسخ الأصلية من تسجيلات مكالماته.

لكن، وفي المقابل، فإن حقيقة أخرى تقول أن التليفونات تتم مراقبتها. إذن. فرصتك عزيزي المناضل سانحة، لإثبات أنك لا تنتمي إلى تنظيم القاعدة.
مارس الجنس وافرح.. فأعضاء التنظيمات الأصولية المسلحة لا يمارسونه عبر الهاتف.. الواقع موجود.. ونساءهم حلال لنا.. والله أكبر.

عشرة : صابر ع اللي بيجرالي :

جنس الهاتف كما الصيد. يعلم الصبر. والشجاعة والجرأة. يكسب المرء قدر من البساطة والتوازن. يعلم التنفس بهدوء، والتحدث بصوت خفيض، والدخول المبكر للفراش، وتناول المشروبات الدافئة، بعض خبراء التسويق اكتشفوا انفسهم في مكالمات هاتفية ماجنة. الهاتف يعلم الإدارة. والحكمة. يفهم الواحد منا في شبابه أن الأشياء لا تحدث دفعة واحدة.

الجنس عبر الهاتف. يعلم المتصل كيف يمكن أن يعيش، دون أن يستأذن أحد. يمنحه الفرصة في فعل ما يريد. ما يريد فقط. وفي الحصول على جزيرة معزولة دون أي بشر. ونظراً لأن الجزيرة حلم مشترك لكل سكان الكوكب، وهو حلم مستحيل في ظل الاحتباس الحراري وإمكانية اختفاء دول ومناطق، يظهر جنس الهاتف ليعطي كل ذي حق حقه. كل ما تحتاجه خط، وسماعة وسلك. وحنجرة، ورفيقة مرحة. وهي أشياء تعلم في باطنك.. أنها متاحة للجميع..


أعراض جانبية.. (يا تشوفلك حل في حكايتنا.. يا تعزل وتسييب حتتنا):


- دقيقة المحمول لا تزال غير رخيصة. جنس الهاتف مكلف. اتكلم أرضي يا ابن بلدي.
- ظاهرة تداخل الخطوط الأرضية لا تزال موجودة، وجنس الهاتف لا يمكن أن يتم بين أكثر من طرفين.
- بعض العلاقات الهاتفية تتحول إلى علاقات عاطفية.
- الهوس بجنس الهاتف يجعلك تجرب جنس الماسينجر المكتوب دون كاميرات، وهذه كارثة.
- معظم هواتف المنزل ملحق بها جهاز الكشف عن رقم الطالب.
- الزوجات بشكل عام يفضلن العبث بهواتف أزواجهن.
- بمرور الوقت، وبالاستمرار والتكرار، ظهرت أعراض تأنيب الضمير على بعض المتصلين.
......

لكن، جنس الهاتف مغامرة، وقيمة المغامرة الحقيقية فيما يلازمها من أخطار، حكمة السطور السابقة هي أن.. "تلعبوا مع بعض".

الأحد، نوفمبر 15، 2009

تمام..



( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ).. [النساء:150 ،151].