الجمعة، يونيو 11، 2010

لماذا أنتم على الفيس بوك؟


على الفيس بوك يوجد شخص اسمه "فايز"، لا أعرفه، ولا يعرفني، عندما مررت على المكتب هذا المساء لالتقاط حاسوبي والعودة إلى المنزل والبدء في أجازة نهاية الأسبوع، قادني الشيطان الرجيم، إلى الجلوس قليلاً وتصفح الفيس بوك.

الحق أن الجو كان حاراً، والدنيا زحمة، وأسباب الملل كثيرة، لعل هذا ما قاد "فايز" إلى النقر على اسمي، وإرسال رسالة قصيرة تقول التالي :

أيها الإخوة.. تذكرو النية بالله عليكم فى كل عمل تعملوه..

لماذا أنتم على الفيس بوك؟؟ مثلا، أخوة فى الله، تعارف بناء، صلة رحم، الاهتمام بشئون المسلمين، قضاء حاجة مسلم، إدخال سرور على قلب مسلم، تفقد الإخوان، الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ونشر الفضيلة، دعوة إلى الله، محاولة النهضة بالشباب وترقية لغة الحوار، مشاركة المسلمين ووضع بصمة فى كل حالات الحراك الاجتماعى والسياسى والدينى والاخلاقى..

.........

بعد قرأت سطور فايز، قرأتها مرة أخرى، حددتها، سحبتها إلى صفحة داخل جهازي، كبرت الخط، وقرأتها مرة ثالثة، عدت إلى "فايز" الذي يقضي ليلته مطمئناً بين جوانب الفيس بوك بعد أن توضأ وصلى وحمد الله وأثنى عليه وفتح جهازه وجدد نيته، سألته : "الكلام ده بجد؟"، قال : "نعم"، كررت سؤالي مرتين، وكرر هو إجابته، سألته : "تعرفني؟"، قال : "لا"، سألته عن دوافعه التي وقفت وراء إرساله لهذه الرسالة، قال : "ربنا يبارك فيك".

فكرت، فكرت، فكرت، نقرت هنا وهناك، دخلت على صفحة "فايز"، فوجدت صورة كبيرة لغلاف كتاب ديني اسمه "استمتع بحياتك". هنا فقط أدركت الفكرة. ضحكت، وتفهمت أن "فايز" كان يحاول أن يستمتع.

الخميس، يونيو 10، 2010

تدين


عندما أخبرني صديق، أن قصة حبه ستنتهي، لأن خطيبته تعتقد في مسألة أن الموسيقى حرام. قدت سيارتي بسرعة على طريق الواحات، وفكرت، ثم صعدت إلى المنزل وقميصي نصف مفتوح، رأيتني مخموراً بالكامل، ضائع، أرغب في قتل نفسي، أو إمساك الكرة الأرضية براحة يدي، وتقليبها يميناً ويساراً بهدوء، كأني أتأملها، أو كأني أبحث على قشرتها الخارجية عن شيء جديد يوحي بالأمل.

نمت، ورأيت في أحلامي عدة رموز، طفل صغير يلعب في مروحة حديدية، يدخل إصبعه داخل الشبكة، ويقترب قليلاً، بمرور الوقت سيقترب أكثر، وستقطع المروحة إصبعه، فيدرك أن اللعب ليس مفيداً مع كل الأجهزة.

في اليوم التالي، بدأت أضع نهاية للأمر، فكرت في نظرية، قلت أن الدين يأخذ من وقتنا أكثر مما ينبغي، فعلاً. في كل مكان، في كل وقت، في كل شيء. ثم قررت أن أتخيل الحياة دون أي شيء حرام. فاكتشفت ببساطة، أن الله بنفسه رضى أن يأمرنا بالصلاة عدة مرات في اليوم، في زمن لا يتجاوز النصف ساعة. وهو بالحساب، يعني واحد على ثمانية وأربعين. حوالي نصف في المائة. ما يعني، أن النسبة العادلة لوجود الدين بشكل عام، في الحياة بشكل عام، يمكن أن تصبح اثنين أو ثلاثة أو أربعة. عدة صلوات، بعض الفروض الأخرى، وكفى الله المؤمنين.

هنا فقط، أواجه نفسي بالفزورة، من اخترع التدين إذن؟ وما معنى الكلمة أساساً.

بالنظر إلى تكوينها، تجدها على وزن، تفعل، ولا حاجة لأن ندرك أن الوزن يشير إلى أن هناك مبالغة ما، هناك شيء مفتعل. هناك أمر غير طبيعي يحدث.

شعرت، وبصدق بالغ، أني أكتشفت شيئاً جديداً. وأشفقت، على الذين يضيعون وقتهم في محاولة الإفتعال. ثم قررت البدء بنفسي، والإخلاص لفكرة أن الدين بيني وبين الله، وأن مسألة دخول آخرون على الخط تشبه إصلاح سيارة حديثة خارج التوكيل.

قمت إلى الصلاة، وقررت أن أكف في المستقبل عن اللعب في المروحة.

الأحد، يونيو 06، 2010

محبتي صعبة.

فما الذي يدفعك لحب بدين، اسمه براء، يرتدي نضارة، ويسرح شعره للخلف؟. لا شيء. لاشيء على الإطلاق.

على أن هذه في الواقع، أسباب تافهة. فمحبتي صعبة، لما هو أعقد من البدانة، وأسوأ من الاسم الصعب، وأقبح من الشعر المسرح في خصلات للخلف.

محبتي صعبة، ربما، لأنها غير مطلوبة الآن. لا أنكر أني عشت فترة طويلة أبحث عن الحب، حب الآخرين لي، وشعورهم بأني إنسان جيد صالح سيدخل الجنة ذات يوم.

لكن، وبمرور الوقت، اكتشفت سذاجة الفكرة، كما تغيرت نظرتي لمفهوم الجودة والصلاح، وبت معتقداً، أن الذين سيدخلون الجنة، تلزمهم شروط أخرى، غير حب الناس لهم.

ثم جاءني صديق، فأخبرني أن البكاء على الحب سلوك نسائي جداً. وتصادف قوله مع فترة، كانت تؤرقني فيها التصرفات والسلوكيات التي توصف بأنها نسائية. فامتنعت عن تمني حب الناس، وتفرغت لحب نفسي.

ثم اكتشفت أني لا أحتاج لحبي، وأن الأفضل أن أوفر طاقتي، وأحاول فقط أن أفهمني. وبصراحة، فإن التجربة كانت تستحق العناء، فحين فهمت، وتفهمت، وجدت أني آخر شخص من الممكن أن يحبني. وأني بالفعل، محبتي صعبة.