الاثنين، يناير 29، 2007

عمرو ورضوى.. فرح بتذاكر!


حين أخبرت "رضوى" – العروسة - عن قلقي من أن تكون عربات الأمن المركزي الخضراء في انتظارنا على أبواب الجنينة.. خرجت منها ضحكة صادقة، تناسب فتاة مصرية شابة ليلة خدرها.. وقالت: "تصدق.. أنا كمان كنت خايفة"!

لعنت الأمن المركزي في سري، وتذكرت لقاءاتي الأولى مع العريس وعروسه، "عمرو عزت" صاحب مدونة "ما بدا لي"، و"رضوى أسامة" صاحبة مدونة "هكذا أنا".. اللقاء كان في المكان الطبيعي لتواجد المدونين.. ولتواجد عربات الأمن الخضراء.. مظاهرات وسط البلد ضد تمديد فترة رئاسة مبارك..

بعدها فترة طويلة من المعرفة الانسانية عبر المدونات، ولقاءات متقطعة في فعاليات للمعارضة على طول العام الماضي..

ثم.. "عمرو" و"رضوى" سيتزوجان قريبا..

نتابع أخبارهما عبر المدونات، مرة "عمرو" يصالح "رضوى" بأغنية قديمة لـ"شكوكو" اسمها "انتي شمعة وقلبي فانوس".. ومرة "رضوى" تحكي عن فستانها الأبيض الذي سترتديه في حفل زفافها..

لكن لم يكن أحد يتوقع أن يكون حفل الزفاف هذا في "حديقة الأزهر"، حيث جلس العريس والعروسة على النجيلة الخضراء.. في حين كانت العروسة خائفة – مثلي – من أن يفسد نظام مبارك فرحتها بعربات خضراء – بلون النجيلة – داخلها جنود للأمن المركزي لا تعرف قلوبهم الرحمة ولا أياديهم شيئا غير الضرب المؤلم..

"فرح بتذاكر"..

كنت هذه ه هي الجملة التي علقت بها واحدة من المدونات الشابات وهي تعبر بوابة "الأزهر بارك"، فقد دفع كل معزوم تذكرته بنفسه، في اكتفى العريس بشراء مجموعة من علب البيبسي وتوزيعها على الحضور..

البداية كانت حين أعلن "عمرو" و"رضوى" عن أن مكان حفل زفافهما سيكون مختلف جدا، فسيتم عقد القران في مسجد الشرطة، بعدها يترك العريس والعروسة الأهل، وينتقلون لحديقة الأزهر وهناك يلتقون بأصدقاءهم من المدونين ليحتفلوا سويا في الحديقة المفتوحة..

دخول الحديقة كان مشهد يراه الجميع للمرة الأولى لدرجة أن مجموعة من السائحين تقدموا في خجل لتصوير المنظر..

كان عود "عمر مصطفى" صاحب مدونة "تجربة" هو الآلة الموسيقية الوحيدة في الحفل، وعزف عليه مجموعة من الأغاني الفلكلورية الشعبية بمساندة كل الحضور، في حين ساعدته "دعاء الشامي" صاحبة مدونة "بنت بلد" بغناء أغاني الأفراح القديمة التي كانت تحفظ بعضها..

"وائل عباس" هو الآخر استخدم كاميرته التي كانت – للمرة الأولى ربما – ترصد فرح العروسين وانطلاق الحضور وتصفيقهم..

ثم كان لحضور "علاء عبد الفتاح" طابع خاص، حيث يعتبره كثير من المدونين أب روحي لحركة التدوين في مصر عبر مدونته هو وزوجته "علاء ومنال"..

شرقاوي هو الوحيد الذي أحضر هدية معه للعريس، وكانت هدية قيمة فعلا لولا أنها لا تناسب حفل زفاف، فقد أحضر شرقاوي لـ"عمرو" مجموعة من الإصدارات الأدبية الحديثة من معرض الكتاب.. وفرح عمرو بها جدا للدرجة التي جعلته يضعها على الأرض أمامه طول الوقت.. واستغل انشغال للمعازيم عنه ليجلس يتصفحها.. وبذلك يكون العريس الوحيد الذي جلس يقرأ في الكوشة..

لم يكن هذا هو الشيء الغريب الوحيد الذي فعله عمرو، فالذين يعرفوه أدركوا أنه شخص هادئ وخجول جدا، ولعل هذا ما جعله يترك عروسه وحدها وسط البنات.. ويجلس وحده في ركن على باب الجنينة.. يا عيني يا عمرو.. من يرى الصورة لا يصدق أبدا أن الليلة فرحك على حبيبتك..

لكن عمرو لم يكن هو وحده صاحب التصرفات الغريبة، رضوى هي الأخرى حاولت أن تؤكد نظرية أن الطيور تقع على أشكالها، وطلبت من عمر تجربة صاحب العود أن يغني لها "بقرة حاحا" وهي اغنية لمن لا يعرفها كتبها فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام تقول في بدايتها "ناح النواح والنواحة على بقرة حاحا النطاحة".. شوفتوا الرومانسية..

غياب أهل العروسين كان ملحوظا، لكن وجود أخوة للعريس والعروسة خفف من حدة غيابهم حيث أكتفى الأهل بحضور عقد القران وترك فرح الجنينة للشباب وأفكارهم المجنونة..

كانت رضوى قد كتبت في تدوينتها الأخيرة قبل الزواج عن شكوى أهلها من عدم وجود فرح بالشكل الطبيعي.. واتهموها هي وزوجها بسرقة فرحتهم وقتلها.. لكن اعتذار "رضوى" الرقيق كان كفيلا بأن يختفي حزن الأهل..

بصراحة، الكتابة عن تلك اللحظات التي عشتها – كمدون – بين جيل من الشباب يجمعهم الانترنت والتدوين، ويساهمون جميعا من أجل بقاء فكرة "البوح" و"الكلام" باقية.. الكتابة عن هذا أمر غير عادي.. ويبدو لي أنه من الصعب الاستمرار فيه..

فقط يبقى المشهد الذي سيعلق في عقلي للأبد.. مشهد دخول الشباب من باب الحديقة، وكل واحد يذكر اسمه طريقته الخاصة، "أنا دعاء بنت بلد"، "وأنا براء وأنا مالي"، "وأنا مالك مالكوم أكس"، "وأنا أيوب الراقص"، "وأنا شرقاوي صوت حر"..

لأن معظم هؤلاء لم يلتقوا من قبل في الواقع، مكتفيين بأن تجمعهم صفحات المدونات، لكن هذه المرة.. كانت روح "البلوج سبوت" مسيطرة.. وفرحانة بالتأكيد..

والله وحده يستحق الحمد، على أن العربات الخضراء المكتظة بالجنود.. لم تكن موجودة هذه المرة..

.
* صور الفرح موجودة هنا

الثلاثاء، يناير 23، 2007

خمسة الصبح.. محطة الجيزة.. رصيف بحري..


هو أنا.. ؟

هشوفك..؟؟

بكرة..؟؟؟

"تفيدة" و"إبراهيم".. والقبلة الأولى!


"عارف.. نفسي تبص في عنيا يا إبراهيم.. أنا عارفة ليه أنت مش عايز تبص.. أنت خايف يا إبراهيم"..!

"إبراهيم .. لما تركب الطيارة وتعدي على إسكندرية.. إبقى أرمي السلام"..

"بص بقى.. سافر زي ما أنت عايز.. بس أنا مش هستناك يا إبراهيم.. تفيدة مش فاطمة.. فاطمة استنت علي.. وعلي رجع بني آدم تاني غير اللي هي استنته.. أنا مش فاطمة"..

- من أقوال المعلمة "تفيدة".. لإبراهيم.. الفتى الذي راهنت عليه.. وكسبته.. في "عودة الابن الضال"..

..........................

كانت تدرك أن "إبراهيم" يلعب دور سبق وأن لعبه عمه الصغير "علي"..

وكانت تعلم أنها مختلفة عن "فاطمة".. التي ظلت في انتظار العم.. الذي رحل فجأة عنهم بعيدا.. بحجة اكتشاف العالم.. والذي قال له الجميع يوم رحيله : "معاك كل اللي حيليتنا.. قلوبنا"..

أدركت "تفيدة".. التي لم يجد لها المخرج اسم أسوأ من هذا.. أن قلبها هو الآخر "حيليتها".. لكن الدرس الأول عن "الحيلة".. هو أنه شيء لا يصح الاستغناء عنه.. أو تركه يذهب مع أي شخص.. حتى ولو كان هذا الشخص هو "إبراهيم".. مالك القلب الصغير.. وصاحب القبلة الأولى فوق السطوح.. أثناء تظاهرها بإنشغالها بالغسيل.. حين خطف منها إبراهيم القبلة.. وهوى من فوق السطوح.. حيث لم تحمله قدماه.. من الفرحة.. والنشوة.. والحب!

لكن، ألا يستحق إبراهيم – صاحب القبلة – القليل من التضحية، والمحاولة مرة أخرى.. والعمل على نقل الدرس له..

فعلتها "تفيدة"..

وعلمت "إبراهيم" أن اكتشاف العالم يبدأ من هنا.. من الإسكندرية.. حين رحلا سويا برفقة الأب والأم.. واستمعا لنصائح الجد.. "محمد بيه المدبولي".. الذي أمر إبراهيم بلهجة معتادة لم تخلو من الحزم والحب.. "روح يا إبراهيم.. إمشي.. وانسى.. ومتبصش وراك"...

خسرت "تفيدة" كرامتها.. حين سأل حماها "طلبة".. ولده "إبراهيم" أمام أهل العزبة كلهم.. "جرى إيه يا واد.. إنت مش عارف تكيفها ولا إيه"..

لكن إبراهيم لم يكن يملك إجابة لأنه لم يكن يعرف عن الكيف ما يعرفه أبوه وجده وجدته وخالته التي فقدت عذريتها على يد زوج أختها.. وحين أكتشف الحبيب القديم أن أخوه اغتصب حبيبته القديمة – التي كان قد نسى اسمها أصلا – أخرج البندقية من الصندوق.. وأطلق النار على أخوه.. وماتت الأم بين رصاص الولدين.. في حين انتقمت "فاطمة" لنفسها بقتل "طلبة" بسيخ حديد أدخلته في كرشه.. وحين عادت لـ"علي".. كان مفعول الرصاصات قد بدأ في العمل.. واضعا نهاية سعيدة لحياة الابن الضال..

في هذه الأثناء.. تمكن "محمد بيه المدبولي" – رغم الجرح الغائر في كتفه - من الجري على الجسر، مودعا السيارة التي تحمل إبراهيم.. وملقيا عليه درسه الأخير.. "متبصش وراك"..

وبجوار إبراهيم.. وقفت "تفيدة" – التي لم يجد لها المخرج اسم اسوأ من هذا – بجوار حبيبها (صاحب القبلة الأولى) وفكرت أنها ربما تكون قد خسرت كرامتها حين سأل "طلبة" ولده عن إذا ما كان يكيفها أم لا.. فكرت في سؤال حماها، وقررت أن وجود إبراهيم معها هذه المرة في طريقهما للإسكندرية.. بعد أن قرر أن يذهب معها ويكتشف العالم هناك.. بدلا من تقليد "فاروق الباز" والسفر إلى أمريكا.. (بعد أن شاهد الأخير في برنامج تلفزيوني يستعرض إنجاراته)..

قررت أن وجود إبراهيم معها هذه اللحظة "يكيفها" جدا..

نظرت له.. لاحظت أنه هذه المرة ينظر إلى عينيها بقوة.. عالجته بقبلة.. اختلفت كثيرا عن القبلة الأولى التي طلب فيها "إبراهيم" أن تبدأ وتنتهي والعيون مغلقة لأن هذه أصول "البوس".. هذه المرة.. قبلته ومازالت عيونهما مفتوحة.. لأن "إبراهيم".. لم يعد خائفا من شيء!

.........................

* مرة أخرى.. أشاهد "عودة الابن الضال".. قبل عودتي للقاهرة بساعات.. لا أعرف السبب في أن القناة الأولى تختاره دائما للعرض في حين أكون أنا على سفر.. عموما هذا لم يزد شيئا في المسألة.. سيبقى الفيلم على حاله معي..

أما التدوينة السابقة، فإن لم تلقى في نفسك ما تلقاه في قلبي.. فأغلق النافذة وأرحل.. ذلك أن بها جزء من روحي التي تصفو في كل مرة أشاهد فيها الفيلم.. قبل عودتي للقاهرة بساعات!

* هذه المرة، لم أهتم كثيرا حين وضع موظف شباك المحطة التذكرة – والباقي وإيصال التبرع بـ 30 قرش لسداد ديون مصر – في يدي وأغلقها جيدا حتى لا تضيع مني وأعود له مرة أخرى أطالبه بواحدة أخرى على حسابه.. ربما لأن حرصي على "العودة" هذه المرة أقل..

لم تبهرني التذكرة كما اعتادت أن تفعل، لم أحسب الساعات الباقية للعودة.. شيء ما لا أعلمه يخبرني أن "هنا" في قنا أجد ما لا أجده "هناك" في القاهرة.. وأني هنا أجد أشياء "داخلي" ربما تعوضني عن تلك التي تملأ "خارجي" حين أعود إلى هناك.. إلى كل شيء له معنى في حياتي..

هذه المرة، رغم أنها لم تكن أطول ولا أقل من سابقيها، إلا أن ما حدث فيها كان كفيل بأن يصنع – للمرة الأولى – حاجز بيني وبين القاهرة.. بكل ما "كنت" أكنه لها من مكانة عظيمة.. لا يساويها فيها شيء!

الله وحده يستر.. ويقتل مخاوفي الغريبة من اللقاء مرة أخرى.. بالقاهرة!


+ ملحوظة أخيرة : أعتذر عن اهمالي في المدونة الفترة السابقة، وأشكر كل من افتقدوني ووصلتني رسائلهم التي تحاول أن تطمئن.. وأعتذر مرة أخرى أن العودة كئيبة على غير العادة.. لكنه شيء من أمر نفسي.. لا أعرف سواه الآن!

زي




1

زي ما أكون حاسس..

إنك وحشاني..

بس بجد..

في فرق كبير

بين الإحساس اللي بحسه زمان..

وإحساسي دلوقتي بإني..

زي..

ما أكون..

حاسس!

2

زي القمر إنتي

طول عمري أكره البنت اللي يقولوها كدة..

لإن مفيش بنت زي القمر..

ولإن القمر.. ملوش.. زي!

3

عايزنا نرجع زي زمان

قول للزمان.. إرجع يا زمان

4

بتحبها..؟؟

حاجة.. زي كدة!

5

صباحك زي الفل

بقيت بكرهها قوي..

صباحك فل.. أحلى

6

- عايزين فيلم زي ده..

حاضر

...

- إيه رأيكم في الفيلم.. ؟؟

حلو.. بس مش زي ما كنا عايزينه!

7

حاول توصفلي..

زي إيه كدة..

لا لا لا..

ده شيء..

ملوش زي

8

بني آدم عادي..

زينا كلنا..

بس الشيء اللي لازم نلاحظه..

إننا كلنا..

مفيناش واحد زيه..


..........................

+ لمواجهة طوفان "الغلاسة" الذي اشتم رائحته وأنا أكتب.. ما سبق لا هو شعر ولا ينبغي أن يكون.. وبالنسبة لي.. فإن ما له علاقة بكتابة الشعر داخلي قد "قتل" من زمان!

بوتجازات بنت المجنونة



شاشة سوداء.. مكتوب عليها "الطبخ على مر العصور".. وينطق الجملة السابقة أي شخص لكن على نفس الطريقة التي نسمعها في "ميلودي تتحدى الملل"..

تفتح الكاميرا على مشهد لرجل بدائي يمسك في يده حجر كبير وطويل كإنه جورنال.. مكتوب عليه بالعربي "البدائي اليوم" وينادي بكلمات غير مفهومة.. في حين تظر الترجمة على الشاشة.. "أنا جعان.. قومي إطبخيلي أي حاجة آكلها"..

تظهر زوجته جالسة أمام حجر آخر تمسكه كإنها مجلة مكتوب عليها "البدائية والطفل".. ترد عليه بنفس اللغة غير المفهومة.. "عايزني أطبخ قوم إصطاد أنت"..

(قطع)

نفس الرجل في المشهد السابق، لكن يبدو وكأنه من عصر متقدم (المماليك مثلا)، يجلس على أريكة وحوله فتيات جميلات.. يصرخ بصوت عالي "أطبخي يا جارية"..

تظهر نفس الفتاة في المشهد السابق وهي تقوم بالرقص له.. وتقول "كلف يا سيدي"..

(قطع)

يظهر نفس الرجل، يجلس على كنبة أميركان، وفي يده ريموت كونترول.. يقول بصوت عالي.. "حنان.. حنان.. أنا جعان يا حبيبتي"..

تظهر حنان أمام المرآة، تنزع الـ"هيد فون" عن رأسها وتقول.. "عايزني أطبخ.. تجيبلي بوتجاز بنت المجنونة"..

(قطع)

يظهر الرجل والفتاة في المطبخ بجوار البوتجاز في المطبخ.. ونسمع صوت يقول.. "بنت المجنونة.. اختيار المرأة المصونة".. شغاااااااااااااااااااااااااال

(قطع)
..............

+ هذه التدوينة من وحي مادة "الإعلان التطبيقي" التي تقوم بدراستي (ولا أقوم أنا بدراستها)..

+ بالنسبة لـ"ماري جرجس" المكتوبة على الكتاب، فالسبب هو إن صاحبة الكتاب أخت مسيحية فاضلة، وحيث أن "موسم بيع الكتاب الجامعي" يفوتني لأني أصل لـ"قنا" – بلد دراستي – في اللحظات الأخيرة قبل الإمتحان، يكون الحل الوحيد ساعتها هو تصوير كتب الغير.. مسلمين كانوا أو أقباط..

الاثنين، يناير 22، 2007

حفلة 12.. التي تحرش بها الإخوان!



الذين خافوا ولطموا الخدود بعد حصول الإخوان المسلمين على 88 مقعد في مجلس الشعب وأعتبروا أنها مقدمة لأن يحكموا مصر بعد ذلك بالجلوس على العرش مكان الأب والنجل والعائلة الكريمة.. الذين خافوا من ذلك عليهم أن يتركوا خوفهم ويطمأنوا.. لأن الإخوان حكموا مصر فعليا، بالـ88 نائب.. دون حاجة منهم لأن يجلسوا على عرش مصر(!).. يحدث هذا لو أن المعلومات التي قرأنها - والتي لم يكذبها أحد - صحيحة.. وغير كاذبة أو ملفقة..

"قرار وهابي"..

قالها أحد أصدقائي وهو يقرأ قرار وزارة الداخلية ومباحث الآداب بإلغاء حفلة 12 من سينمات القاهرة، حتى لا تتكرر حوادث التحرش التي حدثت من قبل.. وفي ذيل الخبر لمحت "المصري اليوم" إلى أن "القرار يقف وراءه بعض نواب مجلس الشعب من الإخوان"..

ولأني لست من جحافل المطالبين باعتذار "المصري اليوم" عن تغطيتها لأحداث استعراض "صامدون" (العسكري أو الفكاهي)، فإنها بالنسبة لي مصدر موثوق، بالإضافة إلى أن الإخوان أنفسهم لم يعترضوا أو ينفوا عن أنفسهم "تهمة" الوقوف وراء قرار إلغاء الحفل.. ربما لأن بعض الإخوان (وليسوا جميعا) يرون في إلغاء الحفل "شرف".. يستحق الواقفون وراءه الإشادة والشكر.. والعرفان من الإخوان!

في حين تظل مطالب الإعتذار من نصيب "المصري اليوم" التي مارست حقها الطبيعي في تغطية "حدث مهم"، ربما يجب أن تعتذر عنه، إلا أني أتذكر أن أستاذ لي (إخواني) علمني أن حملات الإعتذار هي دليل على ضعف الموقف وقلة الحيلة وسوء المنقلب.. في المال (الذي تمت مصادرته) والقيادات (التي ذهبت إلى طره).. والأولاد (المسجونين ضحية تصريحات غير مسؤلة ونظام أمني واقف على الواحدة)..
المهم..

اجتمع ضابط مباحث الآداب في لية خميس مفترجة معروف أنها (كأي ليلة خميس) موسم لمباحث الآداب في مهاجمة أوكار الدعارة والشقق المفروشة، لكن الضابط رأى أن "يجفف منابع" الدعارة والتحرش، ويستجيب لضغط بعض نواب البرلمان، ليجتمع مع مديري قاعات العرض السينيمائية في القاهرة ويبلغهم بالقرار السامي.. "السينمات تقفل بدري.. والمشاهدين يروحوا يناموا.. وبلاش حفلة 12.. لأنها السبب في التحرش".. !

إذن فالسبب من وجهة نظر الضابط ووجهة نظر من وقفوا وراءه (لو أنهم الإخوان أو غيرهم)، أن الشباب المتحرشين الوحشين لم يسمعوا كلام امهاتهم ويناموا بدري بعد ما ياخدوا دش ساقع ويشربوا لبن دافي ويقرأوا المعوذتين ويبطلوا يتفرجوا على ميلودي ومزيكا وميقروش كتب إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي لأنها مثيرة.. وكل ما سبق نصائح تجدها على مواقع الانترنت الاسلامية وفي كتب يتم بيعها على الرصيف بجنيه ونص تحمل عناوين أكثر إثارة من كتب عبد القدوس (الأب) والسباعي.. الله يرحمهم..

إذن فالحفلة الملعونة هي السبب..

عن نفسي لو كنت متحرش جنسي (كنت أتمنى لولا أني تزوجت مبكرا لأقفل على نفسي أبواب التحرش والجنسي).. لو كنت كذلك لرأيت أن الحل الوحيد لإعادة حلفة 12 التي يحلو فيها التحرش وقلة الأدب.. الحل الوحيد هو أن أتحرش بقوة أكبر في حفلة 9 و6 و3.. بل ربما اجتهدت في أن يصبح لي نشاط تحرشي مبكر في حلفة 10 صباحا.. من باب أن البكور فيه بركة.. حتى لو كان بكور في التحرش!

ربما أفعل ذلك ليدرك الذين رأوا أن السبب في التحرش هو حفلة 12 أن دعواهم باطلة، وأن الدليل العملي على ذلك هو أن يظهر التحرش في كل مكان وزمان ليثبت فشل نظريتهم..

الحمد لله أن الموضوع مر على خير، أقول "على خير" لأن إلغاء حفلة 12 شر ما بعده شر، لأننا سندرك وقتها أننا أمام بلد فيها قوتين.. الأولى اسمها اتحاد مباحث الآداب مع جماعة الإخوان تحارب السينما والحفلات المتأخرة وتترك كازينوهات شارع الهرم لأن الذين يسهرون فيها لا يتحرشون جنسيا بالسيدات.. بل أن السيدات أنفسهن يفعلن ما هو أسوأ!

والقوة الثانية اسمها (مش عارفه) تحارب المظاهرات في المساجد وتخترع الآذان الإليكتروني وترفض تعيين المنتقبات في وزارة الأوقاف.. قوتان فقط تحكمان مصر.. بترتيب الأقوى فالأضعف..

مر الموضوع بسلام.. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها (أول بيان أحترمه) أن إلغاء الحفلة كان قرار فردي من الضابط، لا يعبر عن رأي الوزارة، وأنه لم يأخذ رأي القيادات في هذا القرار.. وأن القرار "كأن لم يكن".. وأن الحفلة تعمل كما هي.. ولا صحة عن إلغاءها.. وعاشت حفلات منتصف الليل حرة مستقلة.. حتى لو كان فيها تحرش!

لكن نواب الإخوان، شأنهم شأن الإخوان جميعا، يرون أن السكوت علامة "عدم الرضا"، وأن الرد على الإشاعات يزيدها، وبالتالي فإن أحدهم لم يخرج ليزيح عن النواب التهمة بأنهم وراء قرار المنع الذي تم إلغاءه.. أو حتى يدافع عن وجهة نظره ويوضح لنا الأسباب التي يراها النواب دن أن نرها نحن..

رد الإخوان الوحيد كان الصمت (كالعادة).. فإخوان هذه الأيام يردون بالصمت أو بتصريحات المرشد.. ولا يقتدون بوزارة الداخلية (الظالمة الفاسدة) التي تملك الجرأة لتقول أن ما حدث "تصرف غير مسئول".. و"كأن لم يكن"..

الحمد لله أن في مصر عقلاء (لا أقصد وزارة الداخلية)، يرون في حفلة 12 قيمة جميلة، للساهرين في سينمات القاهرة.. والمتجولين في شوارع وسط البلد القديمة.. يشربون حمص الشام بعد خروجهم من الحفلة.. التي هي - في الغالب - تعرض فيلم أجنبي رومانسي لا يحظى باهتمام متفرجين حفلة 9..

يشربون الحمص ويجلسون على البورصة حتى مطلع الفجر الذي يركعون ركعاته في الحسين.. آخذين الطريق من "البورصة" إلى المسجد في ضحك ولعب وجد.. وحب.. آمنين على أنفسهم.. ولاد وبنات.. لأن البنت التي تتأخر خارج منزلها لتحضر عرض يبدأ بعد منتصف الليل (العرض يبدأ الساعة 1).. فهي بالتأكيد مع زوجها أو أخوها أو أبوها أو خالها أو عمها أو حتى ابنها.. لأنها لن تحتمل دخول بيتها "وش الفجر" دون أن تحصل على رخصة (اجتماعية وليست دينية) بفعل ذلك...

أنا عن نفسي من الذين يفعلون ذلك (ومعي زوجتي).. لأن مواعيد عملي لا تنتهي قبل التاسعة، كما أني لا أحتمل حضور حفلة مبكرة مزدحمة بطلبة الثانوي والـ"حبيبة".. وهم نوعية تختفي من حفلة منتصف الليل.. التي أفضل أنا وأمثالي دخولها للأسباب السابقة..

هؤلاء – مرتادي حفلة منتصف الليل - لم يرتكبوا جرم التحرش.. ولم يتحرش بهم أحد سوى تحالف الآداب مع الإخوان.. وأن من حقهم أن يستمروا في حياتهم الطبيعية.. دون أن يجدوا ما يزعجهم.. كفى أنهم ابتعدوا عن الإزعاج بأنفسهم.. وتركوا لنواب المجلس الحديث عن السياسة وحكايتها.. ليقضوا ليلتهم ما بين "الحسين" و"البورصة".. والفيلم الرومانسي بسينما وسط البلد.. وحمص الشام!

* المقال – طبعا – يعبر عن رأي البراء أشرف، ولا يعبر عن الرأي الرسمي للموقع.. كما أن الموقع نفسه.. لا يعبر عن الرأي الرسمي – أو غير الرسمي – لأي جماعة أو تيار!

السبت، يناير 20، 2007

العسيلي.. والحب لازم!

أن يبدأ مطرب شاب رحلته مع الأغنية بقوله "الدنيا مجنونة.. والحب لازم"... فإنك – بوصفك مستمع – تقف أمام إحتمالين لا ثالث لهما..

الأول أن يكون "صاحبنا" مجرد مطرب جديد يبحث عن "إفيه" جديد يقدمه للجمهور و"يعلق معاه".. وينجح ألبومه هذا في حصد ما تيسر من فلوسنا، سواء بشراء الألبوم نفسه أو على "الرينج تونز" التي هي أهم من الألبوم..

أو أن يكون صاحبنا مطرب "حقيقي".. يملك "مشروعه" الذي يحاول أن يقدمه لنا.. ولديه أمل أن "نتعلق" نحن بهذا المشروع وندعمه – كمستمعين.. مع وضع هامش لإمكانية تحقيق ما تيسر من مبيعات للألبوم.. في حين يموت لديه أي أمل.. فيما يتعلق بالـ"رينج تونز"!

لكن أن يصبح هناك احتمال ثالث، وهو أن صاحبنا لديه ما يمكنه أن "يعلق معانا" في حين أنه أيضا لديه "مشروعه" الذي "نتعلق" به.. وبالتالي.. فالشاب يبحث عن "مستمعين" لألبومه.. يحققون له قدرا لا بأس به من الـ"مبيعات".. مع إمكانية استغلال الـ"رينج تونز" والفيديو كليب..

أن يكون المطرب الذي رفع الشعار السابق "الدنيا مجنونة".. قادر على فعل كل ذلك من ألبومه الأول والثاني على التوالي.. فهذا بلا شك أمر يستحق الوقوف.. أو الجلوس.. والاستماع له.. وبتركيز!

عن محمود العسيلي أتحدث.. المطرب الشاب، من مواليد 82، قضى فترة من حياته في تركيا قبل أن يعود إلى مصر ويبدأ فيها مشروعه الفني..


الحب لازم

نجح ألبومه الأول لأكثر من سبب، فالكليب تم عمل دعاية له بشكل جيد، كما أن الألبوم حقق وقتها مبيعات معقولة بالنسبة للإصدار الأول لأي مطرب، كما أن أغنية "الهيد" تم استخدامها مرة أخرى في نفس الموسم ولكن كدعاية لأحد المطاعم الأمريكية المشهورة..

فضلا عن كل هذا، فإن محمود العسيلي أصبح ضيفا مهما على أفراح الطبقة الراقية، والأهم.. أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة اختارته بعد صدور الألبوم للغناء في حفل استقبال أقامته بمناسبة بدء الجلسات الرسمية لنموذج الجامعة العربية.. ربما لأن العسيلي قدم فعلا ما جعله قريبا من الشباب المشاركين في هذا النموذج خاصة وأن الحفل كان مهما نظرا لحضور شخصيات دبلوماسية عربية فيه.. أو لمجرد أن العسيلي ابن للجامعة الأمريكية بالقاهرة.. حيث درس بها الإعلام .. والضنا غالي..

الملفت أن العسيلي غنى في هذا الحفل أغنية غير معروفة له على الإطلاق اسمها "العرافة"، لم تكن موجودة في ألبوميه الأول أو الثاني، يدور موضوعها حول عرافة تحكي لطفل فلسطيني ما تتوقع أن يشهده المستقبل له.. في هذا الحفل الذي حضرته واستمتعت به.. في هذا الحفل فقط سمعت همسا يدور في الصف الخلفي للمقعد الذي كنت أجلس فيه.. همس عن أن العسيلي.. الشاب القصير الواقف يغني على خشبة المسرح.. هو نفسه مؤلف وملحن وموزع ولاعب الآلات الموسيقية لأغانيه!

غربة

إذن لماذا يظل صوت العسيلي غريب علينا..؟

أطرح السؤال السابق لأن مجموعة من أصدقائي لا يروقهم العسيلي وأغانيه وطريقة أداءه.. لأحسم هذا الجدل مع نفسي طرحت سؤال من نوع آخر.. هل صوت العسيلي سيء أو "وحش" أو "مزعج"..؟؟

أغاني العسيلي نفسها تجيب على هذا السؤال، فطبقات صوته قوية، وحنجرته مرنة جدا.. ولست متخصصا لأقول أن صوته يأتي من المقام الفلاني أو العلاني.. لكن أستطيع – كمستمع – أن ألمح في صوته إمكانيات جيدة، مالم تكن جبارة أو رائعة!

إذن نعود للسؤال الأول.. لماذا يظل صوته غريب..؟؟، من وجهة نظري فإن غربة العسيلي علينا لها سببين، أولا طبيعة المساحة التي يأتي منها صوته.. فهو بلا شك يملك مساحة مختلفة لم نسمعها من قبل، وهو ما يجعل الآراء حوله متضاربة.. ما بين معجب جدا بالمساحة الجديدة.. أو مستهجن لها.. أو حتى مرتاب منها لم يستوعبها بعد!!

السبب الثاني هو طبيعة الألحان التي يستخدمها العسيلي، فألحان العسيلي مختلفة جدا خاصة من حيث السرعة في ايقاعها، فأغانيه السريعة التي تذكرنا أحيانا بسرعة "ريكو" في بعض أغانيه غير المفهومة، تجعل المستمع الجديد له يتعلق باللحن.. فيما يهمل إلى حد ما الصوت أو الكلمات.. لأنه لم يستوعب اللحن أولا.. حتى يبدأ في التركيزعلى الكلمات أو المعاني..

أضف إلى ما سبق أن ألحانه الغريبة، فضلا عن نوع كلماته، ولأنه غير متخصص، فإن كلمات بعينها يتغير نطقها على لسانه، أو أن تكوين الجمل عنده يأتي مختلفا.. أحيانا بشكل إيجابي كما في أغنيته الأشهر "الدنيا مجنونة" حين قال "الحب لازم".. وهي جملة ربما تكون طفولية أو ركيكة مقارنة بتكوين الجمل عند شعراء محترفين..

أو بشكل سلبي في الدويتو "الأشهر أيضا" الذي قدمه مع "بشرى" باسم "تبات ونبات".. ففيه تسمع تكوينات لفظية غريبة من نوعية .. "هياخدوا ضحكة الملاك.. وعيون أجمل من السما.. هياخدوا اللي عمري ما....." وتضيع باقي الجملة في اللحن.. بحيث يحاول المستمع الدندنة بها بينه وبين نفسه فتواجهه بالفشل!

معنى!

لم يحالفني الحظ لأستمع للألبوم الأول للعسيلي، وإن كنت أبحث عنه حاليا، لكن ما سمعته جيدا و"ذاكرته" هو ألبومه الثاني..

أقول لكم بدون مبالغة، أن ألبوم العسيلي الجديد لم يحتوي على معنى مكرر، فالمعاني التي يقدمها في أغانيه لم أسمعها أنا نفسي من قبل.. يكفي أنها كلها خالية من أغنية "غرام" واحدة بالمعنى التقليدي للكلمة السابقة والذي اعتدنا عليه من معظم مطربينا الأفاضل..

"الفستان الأبيض" مثلا، تستطيع أن تعتبرها الجزء الثاني من أغنيته الرائعة "تبات ونبات".. تأتي الأغنية على لسان عريس في لحظة عرسه، يغني لزوجته، ويصارحها بمشاعره تجاهها.. ويحاول أن يشرح مشاعره المختلطة داخله في لحظة كهذه..

تخيل أن يقول مطرب ينتمي لجيل أسقط كل الأعراف وكل الحدود في العلاقات العاطفية التي "يمارسها"، يقول لعروسه "كان نفسي أقولك كدة من زمان"... كأنه يقدم نوع آخر من قدسية العلاقة الزوجية ويشرح كيف أن علاقته بحبيبته دخلت لمرحلة جديدة بمجرد أن تزوجها.. وأن أخيرا "العين هتنام بعد ليالي كتير سهرانة"..

بل ويدخل العسيلي لكل مراحل الفرحة فيقول "وألف أوري الشبكة.. ودي ربكة ما جت على بالي".. ويختم كلامه بجملة سحرية.. "مين يطول يعيش في حقيقة.. في زيها في الجنة"...

الأغنية الثانية هي قطعة خالصة من السحر في المعنى والموسيقى، اسمها "حاضر".. وربما ستكون هي الأشهر والأكثر قدرة على "البقاء" بين أغاني ألبومه..

يحاول العسيلي أن يشرح العلاقة المركبة والمعقدة بالفتاة التي يحبها قائلا، "طول عمر حياتك مشغولة ومليانة بالناس، وعشان أقرب بأي صورة ده بالنسبة لي انجاز".. معنى آخر مختلف على الرجل الشرقي الذي يتفاخر دائما بأنه أوقع الفتاة في حبه.. وأنه أشار لها فأستجابت..

ويكمل "قدرت أوصلك رغم كل الناس اللي بيحاوطوكي.. وخليتك تحبيني.. يا خسارة.. زي أخوكي".. ثم بعد الصدمة "الحضارية" التي يلطمنا بها العسيلي بأن الفتاة أحبته فعلا لكن حب من نوع آخر غير الذي كان يحلم به.. يكمل لنا القصة ويوضح لنا القرار الذي توصل له بعد طول تفكير فيقول "كان صعب عليا أخسرك لما أصارحك بالحقيقة.. وكان صعب اللي بنيته في سنين يروح في دقيقة".. ويعلن أنه سيستمر في العلاقة.. مكتفيا بأي درجة من القرب من هذه الفتاة..

ثم ينقلنا العسيلي للموضوع الأساسي للأغنية، وهو أن الفتاة طلبت منه الغناء في فرحها، وأنه سيجيب لها طلبها، لأنه لم يعتاد على مضايقتها أو رفض أي طلب لها، بل أنه حتى سيعجز عن قول الكلمة التي يحلم بها "بحبك" لأنه يخاف أن يخسرها لو قالها..

ثم أغنية أخرى هي "حمد الله على السلامة"، يتحدث فيها مع صديقته التي أحبت شخص آخر لكنه شخص مستغل وسيء الخلق حتى أنه "بهت" عليها.. لكنها تركته بعد فترة وعادت لطبيعتها.. ليقول لها "حمد الله ع السلامة.. يا اللي مسافرة وأنتي جنبي".. بل يشجعها على البكاء لأنه سيطهرها من أخطائها.. ومن شعورها بالذنب..

أغنية أخرى، يحكي فيها عن قرب لقاءه بالفتاة التي كان يحبها وهو طفل، وعن حكايات الناس حوله عن هذه الفتاة وكيف أنها كبرت لكن "هي زي ما هي.. بس إحلوت شوية.. شعرها لسه قصير.. وضحكتها بتطير أجمد قلب مكانه"..

ثم يفاجئنا في أغنيته التالية بأن حبيبته تقول له إرحل وحدك، واتركني هنا وحدي.. فيقول لها في جملة ربما تكون ركيكة في التكوين اللغوي لكنها بليغة لغويا.. وإن كانت شبابية جدا.. يقول "إنتي اتجننتي ولا إيه.. إزاي بتقوليلي أسيبك هنا".. ثم يبدأ يذكر حبيبته كم أنهما فعلا الكثير ليصبحا سويا..

ترررررررررم

أغاني على نفس المستوى من المعاني.. كلها خالية من كلمة "بحبك".. وكلها لم تذكر العيون والشعر والشفايف والخدود.. ولم تأتي على ذكر العنب أو الموز أو أي نوع من أنواع الفاكهة والخضروات..

بل أن ألبومه احتوى على كلمات جديدة مثل "الجنة" – "الملايكة" – "لقمة" – "بقينا لبعض" – "ربكة"..

قبل أن ينتهي الألبوم، يلقي العسيلي في إذنك ما تعجز عن نسيانه، "تررم".. نعم.. ما سبق هو اسم اغنية الفيديو كليب والأغنية الأهم في ألبومه.. أغنية تمت كتابة ألحانها وكلماتها في لحظة واحدة.. تحكي عن بنت اسمها "تررم".. يرمز لها العسيلي بكل البنات..

اللطيف أن العسيلي يرصد رد فعله عندما قابل الـ"تررم" بقوله.. "كل الناس اللي يشوفوها.. يبقوا عايزين يخطفوها.. أو يروحوا يخطوبوها.. من عند بيت أبوها"..

بالتأكيد فهمت الرمز، رغم أن مطرب آخر قدم معنى قريب جدا من معنى العسيلي في اغنية اسمها "هبوسوه".. لكن العسيلي ربما يقدم نفسه في مساحة مختلفة.. في اللحن والمعنى والصوت... والقيمة!، حيث صرح أكثر من مرة أن أغنية تررم تحترم جمال الإنثى.. ولا تهينها..!

يقول العسيلي أن الأغنية تمت كتباتها من قبل على طريقة "كان في بنت اسمها مريم".. ومريم هي طفلة قريبته يحبها.. لكنه قرر استبدال "مريم".. بـ"تررم".. لأنه يرى أن في اسم "مريم" قدسية لا يجوز غنائه بشكل كالذي يغنيه.. (!!!!!)..

يا ألحانك!

على مستوى اللحن فالوتريات هي الآلات المفضلة عند العسيلي، وتلمحها في كل أغانيه، كما أنه شغوف بالآلات الشرقية عموما.. العود خصوصا والقانون لعبا دور مهم في توزيع أغانيه.. كما أن البيانو تم استخدامه بشكل ساحر.. يفرض نفسه عليك.. ولا يزعجك بوجوده..

التوزيع ساحر على كل مستوياته، خصوصا أن العسيلي لعب بصوته معظم الكورس، خاصة وأن صوته يحتاج لكورس مختلف يتناسب مع طبيعة صوته..

تررم ربما هي الأغنية الأقوى من حيث التوزيع، وقد استخدم فيها جمل حنية جذابة، ربما كان العسيلي يهدف لأن يضع خلال ألبومه أغنية تصلح للحفلات لأن معظم الأغاني الأخرى هادئة..

أخيرا فإن المدقق في أغاني العسيلي ربما يلمح تغيرا في تكوين الأغنية لديه، لاحظ أن الأغنية لا تتكون من كوبليهات بينها فواصل مكررة.. بل أنه أحيانا يلغي الفواصل نهائيا.. كما أنه في أغاني بعينها مثل "حاضر" يبدأ الأغنية بشكل ينتقل بعده لـ"تيمة" أخرى.. فلا تكاد تتعلق بالجمل الأولى حتى تكتشف أنها مجرد مقدمة لن تسمعها مرة أخرى لأن المطرب سينتقل لموضوع الأغنية نفسه.. وهو أسلوب وإن كان جديدا على الأغنية الشبابية المصرية، فإنك تلمح فيه تأثرا بثقافات موسيقية أخرى.. ليس هذا مجال ذكرها.. فضلا عن أني لا أعرفها أصلا.. !

نبني سور!

العسيلي يحب "عمرو دياب" ويعتبره "أسطورة" كما صرح في أكثر من حديث صحفي معه، كما أنه يعتبر أن "تامر حسني" صاحب مشروع غنائي جيد، وأن ألبومه الأخير متكامل في نظره..

آراء ربما يكون هو الوحيد صاحبها بين زملاءه أبناء جيله.. الذين يكرهون "عمرو دياب" باعتباره الشخص الوحيد القادر على "تعجيزهم" ولا يتحدثون بشكل جيد عن ألبومات زملائهم.. حتى لا يروجوا لها.. بل أن المعتاد أن ينكر كل مطرب على الآخريين وجودهم أصلا.. ويمصمص شفتاه في نهاية كل حوار صحفي يتم إجراءه معه معتبرا أن "المهنة لمت".. ناسيا أنه هو نفسه ربما يكون آخر المنضمين لهذه المهنة.. التي لمت فعلا!

أخيرا أحكي لكم عن الأغنية الأخيرة التي سمعتها في ألبوم العسيلي تبدأ كلماتها هكذا " لا ملك مدينة ولا مال ولا زينة.. يبعدوني عنك.. لقمة تكفينا.. وموجة تودينا.. على شط مليان حبك.. وهناك ننسى الناس.. وكفاية عليا إنك جنبي.. ونبني سور من صدف وزهور.. يا اللي إنتي نور.. بيزيد فرحي".. أترك لكم الحكم.. والتعليق !

السبت، يناير 13، 2007

بحبك.. وحشتيني.. أنا آسف على التأخير!



آسف..

دخلت على النت رغم إنك محرجة عليا إني معملش كدة.. وتأكيدك على ضرورة إني "ألتفت لدروسي"..

آسف كمان مرة.. إني هختصر كل حاجة وأي حاجة..

وأقولك..

"وحشتيني"..

الاثنين، يناير 08، 2007

سوليتير!

- وإمتى تعرف – يا فالح – أنك وصلت للحالة دي..؟

- عايز الحق ولا ابن خالته.. هقولك من غير تريقة.. لما أسيب الدنيا كلها.. وأقعد قدام اللاب توب.. أسيب كل الأفلام اللي عليه.. مسمعش عليه أي أغاني من أي نوع.. أرمي السي دي مان على جنب رغم إن فيه اسطوانة جديدة فيه أغاني بحبها.. وأقعد في الأوضة البرد اللي أنا عارفها كويس.. اللي بروحها كل سنة وأنا بمتحن.. أوضة رقم 2.. اللي في الدور الثاني بفندق الياسمين عند بنزايون في قنا.. هناك.. بقفل النور.. وأتغطى كويس.. وأحط اللاب توب على رجلي.. وأقعد ألعب.. سوليتير!

- ياه.. ده أنت مكتئب قوي على كدة.. ده أنا يا ابني معرفش دي حتى بتتلعب إزاي..

- ولا أنا !!

..............................

* حمص شام.. قدام سينما جلاكسي..

دعاء : على فكرة بقى.. مش منطقي تماما إنك تبقى في الحالة دي في كل مرة نخرج فيها من السينما.. عادي يعني يا براء.. هييجي يوم وهتعمل أفلام أحلى من دي.. وهنروح نتفرج عليها سوا.. بلاش بقى الإكتئاب ده..

أنا : عندك حق.. بس ده ميمنعش إن الفيلم ده تافه قوي.. وإن الورشة بتاعتنا – اللي فشلت – تقدر تعمل أفلام أحسن منه 100 مرة..

دعاء : حقك عليا.. أنا مقتنعة والله.. بس أكيد اللي كتب الفيلم ده أكبر منك بعشرين سنة وتعب قوي على ما عرف يعمل أفلام سينما.. صدقني..

أنا (في سري) : والله إنتي لا مقتنعة ولا حاجة.. تلاقيكي بتقولي كدة عشان أعزمك على حمص الشام قدام سينما جلاكسي زي ما كنا بنعمل زمان.. ماشي يا دودو.. مش عازمك!

دعاء : مش هتعزمني بقى على حمص الشام

أنا : الراجل قافل..

أقترب منها وأحيطها بذراعي لعلها لا تراه وتكشف كذبتي.. نمر بجوار سيارة الراجل بتاع حمص الشام.. ينظر لي صاحبها في تودد..

الراجل : أيوة حمص حمص حمص.. تشرب حمص يا باشا.. حمص يا آنسة...

.....................................

* ليلة العيد الصغير.. شوارع وسط البلد..

دريني : صدقني كمان كام سنة.. هدخل الشركة بتاعتنا – اللي لسه متعملتش- واسأل السكرتيرة في تناكة، "في حد في مكتب براء؟؟".. تقولي لأ،.. فأدخل أنا أجيب ورق مهم من مكتبك عاشن عندنا اجتماع مع شركة كبيرة هتشتري مننا أفلام احنا اللي بنعملها..

أنا : صدقني أنت، لو فضلنا على حالنا، كمان كام سنة برضه، هفضل قاعد معاك أنت ومصعب وفؤاد وندا على البورصة.. ولو معانا فلوس يمكن نقعد في سيلانترو.. نحكي سوا على الأفلام اللي بنحبها.. ونفسنا نعمل زيها.. ونتفرج على حلقات جديدة مشفنهاش من سيت كوم أجنبي.. وتمصمص شفايفك يا دريني وتقول.. أما السيت كوم ده فن عظيم.. أمتى بقى نعمل سيت كوم.. ونعمل شركة كبيرة.. أدخل أنا من بابها.. واسأل السكرتيرة في تناكة، "في حد في مكتب براء؟؟".. تقولي لأ.....

.............................

* أمام سينما مترو..

أنا : بذمتك.. لو كان عمل المشهد اللي بقولك عليه.. القاعة كانت هتبقى عاملة إزاي..

فؤاد : كان في ناس هتنتحر من الضحك..

أنا : الله يرحمهم..


..........................

***** : وإيه رأيك في الفيلم..

أنا : هايل طبعا يا أستاذ

(في سري) : فيلم إيه يا ابن الـ........

* مقصدش حد بعينه!

..........................

أنا : قولي طيب.. بذمتك مش مفروض حد ابن حلال يمسك ورقة وقلم دلوقتي حالا يكتب فيلم عن صدام حسين..

دريني : يبقى سافل اللي يعملها والله...

أنا : طيب "ما تيجي" نعمله..

دريني : تاني "ما تيجي".. يا ابني طول ما احنا عايشين بطريقة "ما تيجي" دي مش هنعمل أي حاجة..

..........................


أمي : عايز تعمل مسلسل سيت كوم لوحدك.. وأنت كل رصيدك في الكتابة حلقة واحدة في "تامر وشوقية" منزلش عليها اسمك..

أنا : لا يا ماما مش عايز أعمل حاجة.. اقفلي الباب والنور.. وصحيني الصبح.. أروح الشغل أكتب موضوعات وأقبض 75 جنيه على الموضوع.. وأبوسهم قبل ما أبوس إيدي وش وضهر..

.......................

أنا : هي أغنية جديدة لمحمود العسيلي.. كلماتها بتقول..

"طول عمر حياتك مشغولة..

ومليانة بالناس..

قدرت أوصلك رغم كل الناس اللي بيحاوطوكي..

وخليتك تحبيني..

يا خسارة زي أخوكي..

وكان صعب عليا أخسرك لما أصارحك بالحقيقة..

وكان صعب اللي بنيته في سنين يروح في دقيقة"..

هو : وبعدين..

أنا : عندي ليها حتة سيناريو لفيديو كليب تحفة ليها.. بص هو هيبقى بـ...

هو : يا عم روح.. أنت مصدق نفسك ولا إيه..

..........................

* لسه بدري!!

المدير : وأنت بقى يا براء مواليد سنة كام..

أنا : 85

المدير : كام؟؟

أنا : 1985

المدير : ياه.. لسه بدري قوي..

أنا (في سري) : على إيه!!؟
........................

هم : أنت شبهه قوي لما كان صغير.. حاول تخليه قدوتك..

هو : بتفكرني نفسي وأنا صغير..

هو (واحد تاني) : شغلك ومرتبك وحجمك مناسبين جدا لسنك.. بلاش طموحك يسبق سنك.. اللي أنت سامعه ده مش صوتي.. ده صوت العقل يا براء..

هو (واحد تالت) : كل المراحل دي أنا مريت بيها وأنا صغير في سنك.. وأنت هتمر بيها لإننا من نفس البرج..

هو (واحد رابع) : أنا بشوف فيك مراهقتي.. مسيرك تعقل وتكبر وتبقى طبيعي..

هو (واحد خامس) : بلاش تحاول تكتب رواية دلوقتي.. أنت لسه صغير..

أنا : بقيت بفكركم بنفسكم لما كنتم صغيريين.. بس ولا واحد منكم بيفكرني بنفسي لما أكبر..

.......................

هو : نفسك تبقى زي مين لما تكبر؟؟..

أنا : ولا حد!

.....................

* يوم ما اتعملت السوليتير..

داليا (البنت اللي علمتهالي) : أجمد حاجة في السوليتير.. لما ترتب الورق كله صح.. ساعتها بس.. كل الورق هيتلخبط تاني من جديد.. وينزل قدامك على الشاشة شكل لطيف.. كدة زي ما أنت شايف.. أنا بحب السلويتير عشان اللخبطة دي..

أنا : يعني أنا أقعد أرتب وأنظم وأهندس وأفكر.. وييجي البيه الكومبيوتر في الآخر ويلخبطهم تاني.. يع!

........................

"لو مقدرتش تضحك.. مدمعش.. ولا تبكيش".. صلاح جاهين..

واللي ما يقدرش يبكي كمان يا عم جاهين.. يعمل إيه بس!