"تفيدة" و"إبراهيم".. والقبلة الأولى!
"عارف.. نفسي تبص في عنيا يا إبراهيم.. أنا عارفة ليه أنت مش عايز تبص.. أنت خايف يا إبراهيم"..!
"إبراهيم .. لما تركب الطيارة وتعدي على إسكندرية.. إبقى أرمي السلام"..
"بص بقى.. سافر زي ما أنت عايز.. بس أنا مش هستناك يا إبراهيم.. تفيدة مش فاطمة.. فاطمة استنت علي.. وعلي رجع بني آدم تاني غير اللي هي استنته.. أنا مش فاطمة"..
- من أقوال المعلمة "تفيدة".. لإبراهيم.. الفتى الذي راهنت عليه.. وكسبته.. في "عودة الابن الضال"..
..........................
كانت تدرك أن "إبراهيم" يلعب دور سبق وأن لعبه عمه الصغير "علي"..
وكانت تعلم أنها مختلفة عن "فاطمة".. التي ظلت في انتظار العم.. الذي رحل فجأة عنهم بعيدا.. بحجة اكتشاف العالم.. والذي قال له الجميع يوم رحيله : "معاك كل اللي حيليتنا.. قلوبنا"..
أدركت "تفيدة".. التي لم يجد لها المخرج اسم أسوأ من هذا.. أن قلبها هو الآخر "حيليتها".. لكن الدرس الأول عن "الحيلة".. هو أنه شيء لا يصح الاستغناء عنه.. أو تركه يذهب مع أي شخص.. حتى ولو كان هذا الشخص هو "إبراهيم".. مالك القلب الصغير.. وصاحب القبلة الأولى فوق السطوح.. أثناء تظاهرها بإنشغالها بالغسيل.. حين خطف منها إبراهيم القبلة.. وهوى من فوق السطوح.. حيث لم تحمله قدماه.. من الفرحة.. والنشوة.. والحب!
لكن، ألا يستحق إبراهيم – صاحب القبلة – القليل من التضحية، والمحاولة مرة أخرى.. والعمل على نقل الدرس له..
فعلتها "تفيدة"..
وعلمت "إبراهيم" أن اكتشاف العالم يبدأ من هنا.. من الإسكندرية.. حين رحلا سويا برفقة الأب والأم.. واستمعا لنصائح الجد.. "محمد بيه المدبولي".. الذي أمر إبراهيم بلهجة معتادة لم تخلو من الحزم والحب.. "روح يا إبراهيم.. إمشي.. وانسى.. ومتبصش وراك"...
خسرت "تفيدة" كرامتها.. حين سأل حماها "طلبة".. ولده "إبراهيم" أمام أهل العزبة كلهم.. "جرى إيه يا واد.. إنت مش عارف تكيفها ولا إيه"..
لكن إبراهيم لم يكن يملك إجابة لأنه لم يكن يعرف عن الكيف ما يعرفه أبوه وجده وجدته وخالته التي فقدت عذريتها على يد زوج أختها.. وحين أكتشف الحبيب القديم أن أخوه اغتصب حبيبته القديمة – التي كان قد نسى اسمها أصلا – أخرج البندقية من الصندوق.. وأطلق النار على أخوه.. وماتت الأم بين رصاص الولدين.. في حين انتقمت "فاطمة" لنفسها بقتل "طلبة" بسيخ حديد أدخلته في كرشه.. وحين عادت لـ"علي".. كان مفعول الرصاصات قد بدأ في العمل.. واضعا نهاية سعيدة لحياة الابن الضال..
في هذه الأثناء.. تمكن "محمد بيه المدبولي" – رغم الجرح الغائر في كتفه - من الجري على الجسر، مودعا السيارة التي تحمل إبراهيم.. وملقيا عليه درسه الأخير.. "متبصش وراك"..
وبجوار إبراهيم.. وقفت "تفيدة" – التي لم يجد لها المخرج اسم اسوأ من هذا – بجوار حبيبها (صاحب القبلة الأولى) وفكرت أنها ربما تكون قد خسرت كرامتها حين سأل "طلبة" ولده عن إذا ما كان يكيفها أم لا.. فكرت في سؤال حماها، وقررت أن وجود إبراهيم معها هذه المرة في طريقهما للإسكندرية.. بعد أن قرر أن يذهب معها ويكتشف العالم هناك.. بدلا من تقليد "فاروق الباز" والسفر إلى أمريكا.. (بعد أن شاهد الأخير في برنامج تلفزيوني يستعرض إنجاراته)..
قررت أن وجود إبراهيم معها هذه اللحظة "يكيفها" جدا..
نظرت له.. لاحظت أنه هذه المرة ينظر إلى عينيها بقوة.. عالجته بقبلة.. اختلفت كثيرا عن القبلة الأولى التي طلب فيها "إبراهيم" أن تبدأ وتنتهي والعيون مغلقة لأن هذه أصول "البوس".. هذه المرة.. قبلته ومازالت عيونهما مفتوحة.. لأن "إبراهيم".. لم يعد خائفا من شيء!
.........................
* مرة أخرى.. أشاهد "عودة الابن الضال".. قبل عودتي للقاهرة بساعات.. لا أعرف السبب في أن القناة الأولى تختاره دائما للعرض في حين أكون أنا على سفر.. عموما هذا لم يزد شيئا في المسألة.. سيبقى الفيلم على حاله معي..
أما التدوينة السابقة، فإن لم تلقى في نفسك ما تلقاه في قلبي.. فأغلق النافذة وأرحل.. ذلك أن بها جزء من روحي التي تصفو في كل مرة أشاهد فيها الفيلم.. قبل عودتي للقاهرة بساعات!
* هذه المرة، لم أهتم كثيرا حين وضع موظف شباك المحطة التذكرة – والباقي وإيصال التبرع بـ 30 قرش لسداد ديون مصر – في يدي وأغلقها جيدا حتى لا تضيع مني وأعود له مرة أخرى أطالبه بواحدة أخرى على حسابه.. ربما لأن حرصي على "العودة" هذه المرة أقل..
لم تبهرني التذكرة كما اعتادت أن تفعل، لم أحسب الساعات الباقية للعودة.. شيء ما لا أعلمه يخبرني أن "هنا" في قنا أجد ما لا أجده "هناك" في القاهرة.. وأني هنا أجد أشياء "داخلي" ربما تعوضني عن تلك التي تملأ "خارجي" حين أعود إلى هناك.. إلى كل شيء له معنى في حياتي..
هذه المرة، رغم أنها لم تكن أطول ولا أقل من سابقيها، إلا أن ما حدث فيها كان كفيل بأن يصنع – للمرة الأولى – حاجز بيني وبين القاهرة.. بكل ما "كنت" أكنه لها من مكانة عظيمة.. لا يساويها فيها شيء!
الله وحده يستر.. ويقتل مخاوفي الغريبة من اللقاء مرة أخرى.. بالقاهرة!
+ ملحوظة أخيرة : أعتذر عن اهمالي في المدونة الفترة السابقة، وأشكر كل من افتقدوني ووصلتني رسائلهم التي تحاول أن تطمئن.. وأعتذر مرة أخرى أن العودة كئيبة على غير العادة.. لكنه شيء من أمر نفسي.. لا أعرف سواه الآن!
"إبراهيم .. لما تركب الطيارة وتعدي على إسكندرية.. إبقى أرمي السلام"..
"بص بقى.. سافر زي ما أنت عايز.. بس أنا مش هستناك يا إبراهيم.. تفيدة مش فاطمة.. فاطمة استنت علي.. وعلي رجع بني آدم تاني غير اللي هي استنته.. أنا مش فاطمة"..
- من أقوال المعلمة "تفيدة".. لإبراهيم.. الفتى الذي راهنت عليه.. وكسبته.. في "عودة الابن الضال"..
..........................
كانت تدرك أن "إبراهيم" يلعب دور سبق وأن لعبه عمه الصغير "علي"..
وكانت تعلم أنها مختلفة عن "فاطمة".. التي ظلت في انتظار العم.. الذي رحل فجأة عنهم بعيدا.. بحجة اكتشاف العالم.. والذي قال له الجميع يوم رحيله : "معاك كل اللي حيليتنا.. قلوبنا"..
أدركت "تفيدة".. التي لم يجد لها المخرج اسم أسوأ من هذا.. أن قلبها هو الآخر "حيليتها".. لكن الدرس الأول عن "الحيلة".. هو أنه شيء لا يصح الاستغناء عنه.. أو تركه يذهب مع أي شخص.. حتى ولو كان هذا الشخص هو "إبراهيم".. مالك القلب الصغير.. وصاحب القبلة الأولى فوق السطوح.. أثناء تظاهرها بإنشغالها بالغسيل.. حين خطف منها إبراهيم القبلة.. وهوى من فوق السطوح.. حيث لم تحمله قدماه.. من الفرحة.. والنشوة.. والحب!
لكن، ألا يستحق إبراهيم – صاحب القبلة – القليل من التضحية، والمحاولة مرة أخرى.. والعمل على نقل الدرس له..
فعلتها "تفيدة"..
وعلمت "إبراهيم" أن اكتشاف العالم يبدأ من هنا.. من الإسكندرية.. حين رحلا سويا برفقة الأب والأم.. واستمعا لنصائح الجد.. "محمد بيه المدبولي".. الذي أمر إبراهيم بلهجة معتادة لم تخلو من الحزم والحب.. "روح يا إبراهيم.. إمشي.. وانسى.. ومتبصش وراك"...
خسرت "تفيدة" كرامتها.. حين سأل حماها "طلبة".. ولده "إبراهيم" أمام أهل العزبة كلهم.. "جرى إيه يا واد.. إنت مش عارف تكيفها ولا إيه"..
لكن إبراهيم لم يكن يملك إجابة لأنه لم يكن يعرف عن الكيف ما يعرفه أبوه وجده وجدته وخالته التي فقدت عذريتها على يد زوج أختها.. وحين أكتشف الحبيب القديم أن أخوه اغتصب حبيبته القديمة – التي كان قد نسى اسمها أصلا – أخرج البندقية من الصندوق.. وأطلق النار على أخوه.. وماتت الأم بين رصاص الولدين.. في حين انتقمت "فاطمة" لنفسها بقتل "طلبة" بسيخ حديد أدخلته في كرشه.. وحين عادت لـ"علي".. كان مفعول الرصاصات قد بدأ في العمل.. واضعا نهاية سعيدة لحياة الابن الضال..
في هذه الأثناء.. تمكن "محمد بيه المدبولي" – رغم الجرح الغائر في كتفه - من الجري على الجسر، مودعا السيارة التي تحمل إبراهيم.. وملقيا عليه درسه الأخير.. "متبصش وراك"..
وبجوار إبراهيم.. وقفت "تفيدة" – التي لم يجد لها المخرج اسم اسوأ من هذا – بجوار حبيبها (صاحب القبلة الأولى) وفكرت أنها ربما تكون قد خسرت كرامتها حين سأل "طلبة" ولده عن إذا ما كان يكيفها أم لا.. فكرت في سؤال حماها، وقررت أن وجود إبراهيم معها هذه المرة في طريقهما للإسكندرية.. بعد أن قرر أن يذهب معها ويكتشف العالم هناك.. بدلا من تقليد "فاروق الباز" والسفر إلى أمريكا.. (بعد أن شاهد الأخير في برنامج تلفزيوني يستعرض إنجاراته)..
قررت أن وجود إبراهيم معها هذه اللحظة "يكيفها" جدا..
نظرت له.. لاحظت أنه هذه المرة ينظر إلى عينيها بقوة.. عالجته بقبلة.. اختلفت كثيرا عن القبلة الأولى التي طلب فيها "إبراهيم" أن تبدأ وتنتهي والعيون مغلقة لأن هذه أصول "البوس".. هذه المرة.. قبلته ومازالت عيونهما مفتوحة.. لأن "إبراهيم".. لم يعد خائفا من شيء!
.........................
* مرة أخرى.. أشاهد "عودة الابن الضال".. قبل عودتي للقاهرة بساعات.. لا أعرف السبب في أن القناة الأولى تختاره دائما للعرض في حين أكون أنا على سفر.. عموما هذا لم يزد شيئا في المسألة.. سيبقى الفيلم على حاله معي..
أما التدوينة السابقة، فإن لم تلقى في نفسك ما تلقاه في قلبي.. فأغلق النافذة وأرحل.. ذلك أن بها جزء من روحي التي تصفو في كل مرة أشاهد فيها الفيلم.. قبل عودتي للقاهرة بساعات!
* هذه المرة، لم أهتم كثيرا حين وضع موظف شباك المحطة التذكرة – والباقي وإيصال التبرع بـ 30 قرش لسداد ديون مصر – في يدي وأغلقها جيدا حتى لا تضيع مني وأعود له مرة أخرى أطالبه بواحدة أخرى على حسابه.. ربما لأن حرصي على "العودة" هذه المرة أقل..
لم تبهرني التذكرة كما اعتادت أن تفعل، لم أحسب الساعات الباقية للعودة.. شيء ما لا أعلمه يخبرني أن "هنا" في قنا أجد ما لا أجده "هناك" في القاهرة.. وأني هنا أجد أشياء "داخلي" ربما تعوضني عن تلك التي تملأ "خارجي" حين أعود إلى هناك.. إلى كل شيء له معنى في حياتي..
هذه المرة، رغم أنها لم تكن أطول ولا أقل من سابقيها، إلا أن ما حدث فيها كان كفيل بأن يصنع – للمرة الأولى – حاجز بيني وبين القاهرة.. بكل ما "كنت" أكنه لها من مكانة عظيمة.. لا يساويها فيها شيء!
الله وحده يستر.. ويقتل مخاوفي الغريبة من اللقاء مرة أخرى.. بالقاهرة!
+ ملحوظة أخيرة : أعتذر عن اهمالي في المدونة الفترة السابقة، وأشكر كل من افتقدوني ووصلتني رسائلهم التي تحاول أن تطمئن.. وأعتذر مرة أخرى أن العودة كئيبة على غير العادة.. لكنه شيء من أمر نفسي.. لا أعرف سواه الآن!
هناك 3 تعليقات:
بس يا براء ستظل القاهرة "قبلتك الأولى" .. و قنا "قبلتك الثانية"..
يا رب تلاقيك هنا زي ما لقيتك هناك
باين عليك بويست يا بيرو ..يا دبور
كاتب كتاب بقى..حلال يا عم !!
بس متغوطش أكتر من كده..أحسن تقلب بغم..وانت عامل زي النحلة ..أقصد الدبور..عمال تلف ومش راسيلك على بر !!
أظن محدش فهم البوست غيري ..علشان كده مفيش رجل عليه..صح !!
تدوينه جميله كل مرة اشوف الفيلم ده اكتشف حاجه جديده و تدوينك دى وضحت لى حاجات تانيه كتير بس ايه هى الجريمه اللى خبتها الأم
إرسال تعليق