الثلاثاء، يوليو 06، 2010

حرف الواو.

إضافة حرب الواو قبل بعض الأسئلة، قد يغير معناها بحيث تختلط الأمور، فلا تدري، لأي سبب يا ترى طرح السائل سؤاله، لأي غرض، وبأية مناسبة؟.

مثلاً، مرة كنت في ندوة عن كتاب اسمه "ماذا علمتني الحياة؟"، وهي سيرة ذاتية لـ"جلال أمين"، الدكتور المتخصص في الإقتصاد. الرجل أعرفه من كتبه السابقة، مختلف، ودائم التطرق للمساحات التي قد تبدو مهجورة غير مطروقة.

كنت قد قرأت الكتاب قبل الندوة، وخيل لي أن السؤال الذي يحمله الكتاب يحمل دلالة غير تلك المقصودة، كأن الرجل يسأل، ما الذي تعلمته من الحياة؟، وهل الأشياء التي تعلمتها مهمة، وهل الحياة تعلمنا فعلاً؟، سألته في الندوة، ألم يكن أفضل في سياق ما حكيته عن حياتك أن تسمي الكتاب : وماذا علمتني الحياة؟.

سؤال آخر مشهور ومعروف، ويكتب عادة على غلاف شريط كاسيت انتشر في أواخر التسعينات، للنجم الشيخ "محمد حسين يعقوب"، والسؤال هو : لماذا لا تصلي؟.

هنا بالطبع سيظهر الفارق في المعنى، لو أن السؤال سبقه حرف الـ"واو"، تخيل شريط يطرح في الأسواق يسأل عن الأسباب التي تجعلك تمتنع عن الصلاة، ويتحدث بمنطقية شديدة عن أن الحياة بلا صلاة ممتعة، وهي في الواقع حياة بلا مسئوليات، وأن الذين عاشوا سنوات دون صلاة لم تصبهم أمراض خبيثة، أو أن الصلاة منذ الصغر هي في الواقع تسليم مبكر لحقيقة الدين، وغلق لباب الشك مثلاً.

لكن، هل إضافة حرف الـ"واو"، مقبولة بشكل عام قبل الأسئلة بشكل عام، يعني.. إذا كان من حق أحدهم أن يطرح السؤال مستخدماً صيغ الإستفهام المتفق عليها : ماذا، لماذا، أين، متى، كيف.. أليس من حق أحد آخر، أن يضيف حرف الـ"واو" على السؤال ذاته؟.

هل هذا مسموح؟.. وهل هذا مسموح؟.