الخميس، أغسطس 31، 2006

حاجة آخر سمبتيك!


يا سمبتيك خالص يا مهندم

اسمح وزورني الليلة يا فندم

أهون عليك أزعل واتأثر؟؟

أظن ما يليقيش

إكمن ميلة البخت تحسر

لكن معلش

أنا ليا عشم فيك

والهادي يهديك

أنا ليا عشم شم فيك..

والهادي يهديك

اسمح وزورني الليلة يا فندم

يا سمبتيك

ملاحظات هامة:

* الـ"قصيدة" بدون أي أخطاء إملائية

* تم تحويل هذه الـ"قصيدة" إلى "أغنية"

* قامت بـ"غناء" هذه "الأغنية".. الفنانة... ميمي شكيب!

الأحد، أغسطس 13، 2006

إحدى عشر دقيقة.. للجنس أكثر من معنى!



في زيارته الأخيرة لمصر، نظمت له الدكتورة هبة رؤوف جولة بجامعة القاهرة، وندوة مع طلبة اقتصاد وعلوم سياسية.. ومعرض لكل كتبه.. لكنها استأذنته أنها ستمنع بيع روايته الأخيرة.. "إحدى عشر دقيقة"..

لعلك فهمت أنني أتحدث عن باولو كويلو الروائي البرازيلي المشهور، وصاحب الرواية الأكثر مبيعا في العالم على الإطلاق.. الخيميائي.. أو السيميائي.. أو بعنوانها العربي.. ساحر الصحراء..

لماذا اعترضت الدكتورة هبة على دخول الرواية للمعرض وبيعها للطلبة.. ؟؟

كان هذا هو السؤال الذي حاولت أن أجد إجابة عنه، ولن تجد إجابة أفضل من أن تقرأ الرواية نفسها.. وهذه مشكلة أخرى..

لا هي موجودة في مكتبة ديوان بالقاهرة، ولا هي موجودة بمعرض القاهرة سوى في دار واحدة ووجدت هناك نسخة أخيرة فقدت أعز ما تملك (الغلاف)، وبلغ ثمنها بالمصري 60 جنية.. وهو رقم لم أكن لأغامر وأشتريها بدون غلاف رغم حاجتي الفضولية لقراءتها..

سأخبرك بصراحة أنني توقعت ما تحتويه الرواية، العنوان يوحي بأن الإحدى عشر دقيقة هي المدة المخصصة لممارسة شيء ما في حياتنا اسمه الجنس.. وطبعا لأن دكتورة جامعية معروفة بخلفياتها الإسلامية هي التي اعترضت عليها.. فهي إذن عن الجنس بالتأكيد.. وهو ما يجعلها نادرة في السوق العربي.. إما لأنها ممنوعة فعلا.. وإما لأنها معروفة أكثر مما ينبغي وبالتالي فقدت نفذت قبل فوات الأوان..

على رف الكتب الأجنبية في مكتبة جرير بالدوحة عاصمة قطر، وحيث أنني أقضي هنا ما يقارب الشهر لظروف تتعلق بالعمل.. هنا فقط وجدت الإحدى عشر دقيقة بغلاف أنيق وطبعة لطيفة لا هي فاخرة ولا هي شعبية وبسعر مناسب (35 ريال)..

اشتريتها على الفور.. لأني أملك عنها فكرة سابقة.. ولأني كذلك أحاول أن أبحث عن الطرق التي تجعلني أتغلب على الممل الذي بدأ يلازمني في الأوقات الأخيرة وخصوصا أيام العطلة من الدورة التدريبية التي أحضرها هنا في الدوحة...

ولليلة كاملة أخذت أقرأ الرواية.. ولسوء الحظ فقد انتهت آخر صفحة منها مع آذان الفجر، طبعا لا أقصد بسوء الحظ الآذان.. لكني فقط وجدتني في حاجة ماسة لأن تصبح لهذه الرواية عدد أكبر من الفصول وأكثر من الصفحات..

ما لم أتوقعه عن الرواية التي كنت متأكد أن الجنس هو موضوعها الأساسي أن تكون عبارة عن مذكرات عاهرة برازيلية تمارس الدعارة في شارع برن بمدينة جنيف بسويسرا...

لم أدقق النظر في ظهر الغلاف.. كان مكتوب عليه الخلاصة.. أنت الآن تقرأ مذكرات عاهرة.. أتخيل أن هناك من قرأوا ظهر الغلاف قبل أن يشتروا الرواية.. وربما كان هذا سببا في أن يمتنعوا عن شراءها حرجا أو خوفا أو قلقا من أن يجدها أحدا في مكتبتهم الخاصة..

أما أنا فقد اشتريتها رغم أني لم اقرأ ظهر الغلاف.. وأظن أنني كنت سأشتريها أيضا لو كنت علمت.. وربما بحماس أكبر..

فباولو كويلوا الذي كتب ساحر الصحراء وفروينكا تقرر أن تموت ومحارب النور.. وكلها روايات تركز على الجانب الروحاني داخل الانسان وطاقاته الكامنة ومثل هذه الأشياء التي يعرفها الجميع عن كتاباته.. هذا الرجل حين يكتب عن الجنس فهو بالتالي يقصد أن يقول شيئا ما..

هو نفسه يعرف ذلك.. ويدرك أنه في ورطة مع جمهوره.. هو يراهن على مبيعاته السابقة ويقدم شيئا مختلفا، ولعل ذلك ما جعله يهدي الرواية لقارئ مغمور له قابله صدفة في كنيسة بفرنسا وسأله.. هل تعرف باولو كويلو.. أنت تشببه كثيرا..

وحين أخبره باولو أنه هو المقصود، استضافة القارئ في بيته وأخبره أنه هو وأولاده وأحفاده تعلموا الكثير من كتبه.. أهدى كويلو الرواية لهذه العائلة.. قائلا.. "أعذروني أني لا أكتب ما تريدون.. أنا أكتب فقط ما أريده أنا"..

ورغم كلاسيكية الجملة.. وكونها تعبر عن حق الكاتب والمبدع والفنان في التعبير عن نفسه لا في تقديم ما يرضي جمهوره.. رغم أن الجملة بسيطة ومكررة ومقروءة من قبل لآلاف المرات.. إلا أنها تلاقي مع باولو كويلو حالة خاصة جدا.. كونه حقق انتشار لم يحققه أي منافس له.. وكونه تخصص في مساحة بعينها.. يصعب على أي قارىء بعد ذلك أن يستوعب أن ينتقل كاتبها للكتابة عن نقيضها تماما.. الجنس!

ماريا.. والتي تكتشف في نهاية الرواية أنها شخصية حقيقية من لحم ودم تعيش في مكان ما بفرنسا، هذه الفتاة البرازيلية الأصل، والتي كانت تعيش في قرية صغيرة في البرازيل، عاشت مراهقتها كلها في انتظار أن يتحقق حلمها وأن تنتقل للعيش لمدة بسيطة في العاصمة ريو دي جانيرو وترى ماذا يفعل الناس هناك وتنزل البحر وهي ترتدي البكيني..

وقد عملت في مصنع خياطة لمدة عامين لتتمكن من جمع ثمن الرحلة.. وفي المرة الأولى التي نزلت فيها إلى البحر قابلها أجنبي سويسري لم تفهم من لغته أي شيء سوى أنه معجب بجمالها ولديه عمل لها يمكن أن تجني منه دولارات..

تسافر إلى سويسرا.. تعمل كراقصة للسامبا لأسبوعين.. بعدها يتم طردها من المحل لأنها التقت برجل عربي عرض عليها قضاء ليلة واحدة معها نظير ألف فرانك سويسري.. ووافقت بالفعل.. واكتشفت أن الأمر سهل جدا..

باولو يخبرنا في الفصول الأولى من القصة عن التجارب الجنسية الساذجة التي عاشتها ماريا قبل أن تصل إلى جنيف.. ثم تتطور تجاربها من الليلة التي تقابل فيها العربي الثري.. لتكتشف أنها رغم فقدانها لعملها في لحظة، إلا أن هناك مهنة أخرى قد تدر عليها من الربح ما يكفيها أن تعيش "حياة كريمة"..

متناقضة هي ماريا، تقبل أن تعيش أكثر أشكال الحياة انحطاطا لتكفل لنفسها حياة كريمة في المستقبل.. تراهن بحاضرها على مستقبلها.. وبمنتهى الحذر..

تخبرها صديقتها أن الدعارة مثل المخدرات، لن تستطيع أن تتوقف بعدها.. لكن ماريا تحدد منذ البداية أنها ستكون عاهرة لمدة عام واحد تعود بعدها إلى قريتها الصغيرة وتتزوج من صاحب مصنع الخياطة وتشتري مزرعة كبيرة وبهائم وتعيش فيها مع أمها وأبوها..

تدخل ماريا إلى شارع برن، وهو شارع الدعارة والملاهي الليلة في جنيف.. تدخل إلى هناك بكل حسم وثقة.. وبكل سلاح تمله.. ذهبت إلى المكتبة العامة واستعارت كل الكتب التي تتحدث عن الجنس.. وكونت خبرة لا بأس بها بعد أن شاهدت عشرات الشرائط من أفلام البورنو.. وبعد تسعة أشهر من العمل.. فكرت أنها وصلت لنظرية ما في الجنس.. اسمها.. إحدى عشر دقيقة..!!

تقول ماريا أن الإحدى عشر دقيقة التي نمارس فيها الجنس هي الدقائق الأهم في الحياة، وتنظر لذلك من خلال حكاياتها مع زبائنها.. تقابل رجال من أنواع مختلفة.. وتفتخر أنها الوحيدة من بين نساء الأرض القادرة على أن تمارس الجنس مع ثلاثة رجال يوميا.. بشرط أن تستحم بين رجل وآخر.. وألا تسمح لأي رجل بتقبيلها.. لأن القبلات تفتح الباب أمام الحب.. وهي واضحة منذ البداية.. الجنس متاح.. لكن ممنوع الحب..

هي قررت أن تبيع جسدها لمن يريد.. على أن تحتفظ بحق استخدام روحها لنفسها فقط.. ومن خلال يومياتها ستكتشف أن داخل ماريا روح عذراء لم تفقد عذريتها مع فقدان عذرية الجسد.. إنها تملك نظرية خاصة في الحياة.. رغم أنها مازالت لم تبلغ عامها الثاني والعشرين..

في حجرتها تضع روزنامة أوراق.. تقطع كل يوم ورقة عليها تاريخ اليوم.. وتحسب الأيام الباقية التي حددتها لتكون قد أكملت عام في شارع برن وبالتالي تنفذ ما قررته من قبل وتعود للبرازيل.. خاصة وأنها ستكون قد جمعت مبلغ لا بأس به من المال يجعلها قادرة على تحقيق أحلامها في البيت والمزرعة والزوج والأبناء والأحفاد..

باقي فقط ستة أسابيع وتعود ماريا من حيث أتت كما تقول الروزنامة، وفي لحظة ما عادية جدا.. تقابل رالف.. الرسام الذي يخبرها أنه يرى في وجهها نور يجعله مصر على أن يرسمها.. ويكون كما تقول ماريا في مذكراتها هو الرجل الأول الذي ينظر إلى روحها لا إلى جسدها!

تعيش معه خلال الستة أسابيع الباقية تجربة مختلفة.. تقابله كثيرا دون أن يلمسها رغم أنها اعترفت له بمهنتها.. وبعد اللقاء تذهب لعملها لأنها تحتاج المزيد من النقود.

تتكون بينهما علاقة عجيبة.. هو يكره الجنس.. ويطلب منها أن تعطيه خلاصة تجربتها.. وهي بدأت تحبه لأنه الوحيد الذي نظر إلى روحها.. ولأنها مقتنعة أن علاقة الأرواح هي البداية المناسبة لعلاقة الأجساد.. وهو ما يتحقق في نهاية الرواية بمشهد مثير جدا يكتبه باولو بخبرة وحنكة وتفرد..

وتنتهي الرواية بنهاية سعيدة لكل الأطراف.. ماريا ورالف وأنت القارئ.. وربما باولو أيضا..

تنتهي الرواية بسرعة بين يديك.. لكنها بالتأكيد ستشغل في بالك حيز ووقت أكبر..

رواية جنسية بالكامل.. لعلك لم تقرأ واحدة من قبل.. ارشادات جنسية واضحة.. لا اشارات.. بل ألفاظ دقيقة ووصف أدق لعالم كامل من الجنس والدعارة والعهر تصنعه ماريا بازدواجية غريبة بين الجسد والروح..

في إحدى عشر دقيقة تكتشف أن الدرس الأول هو أنك لا تعرف الكثير عن نفسك.. وأنك بحاجة حقيقية لأن تنمي مداركك وتوسع عقلك في هذا المجال.. لكنك في الوقت ذاته ستكتشف أن هناك طرقا أخرى لفهم الجنس غير أفلام البورنو والمجلات الإباحية.. بل أن ماريا تقول في نصائحها أن الأفلام والمجلات يقدومون جنسا وهميا لا يمارسه البشر.. فلا توجد فتاة بهذا الشكل.. ولا يوجد رجل بهذا القدر من الفحولة ولا يمكن أن تتكون علاقة بمثل هذا الوضع إلا في السيرك..

بمنتهى الأدب يدخل باولو في المناطق المحظورة في عقلك وحياتك.. ويخبرك بالكثير الذي لم تعرفه من قبل.. والذي ستكتشف أنك في حاجة حقيقية لأن تعرفه..

هو بالطبع لا يدين ماريا.. لأن بيئته لا تحمل لها أي إدانة.. الغريب أنك أنت أيضا بمزيد من القراءة في الرواية ستكتشف أنك لا تدينها بأي حال.. لأنها كانت واضحة من البداية.. ولأنها لم تجد في ديانتها ما يمنعها من أن تفعل ذلك ببساطة تحسد عليها..

ستجد هناك أيضا اعترافات لزواجات خائنات.. ولساديين من طراز فريد.. وسيحلل باولو نظرية "الكونت دو ساد" صاحب المدرسة السادية، ومنها ينتقل إلى فرويد ونظرياته عن جسد المرأة.. ثم سيخبرك بأن هناك في جسد المرأة أشياء لم يكتشفها العلم إلا في القرن الماضي.. وبالتفصيل سيخبرك بالمزيد..

أنا عن نفسي استمتعت بالرواية.. ربما لأني كنت أبحث عنها وربما لأني لا أؤمن بفكرة الممنوع، ولأن أكثر الكتب التي تعلقت بها في حياتي هي الكتب التي شممت من خلفها رائحة منع أو حجب أو مهاجمة..

إحدى عشر دقيقة.. رواية تحرك مائا راكدا في بحيرة "الجنس" البشري.. وللجنس هنا أكثر من معنى..!

الاثنين، أغسطس 07، 2006

يا بلد مفيهاش بطيخة.. (خمسة تنظير)

طيب يا رجالة.. خلونا نبعد عن هيفاء وهبي، وإن كنت عايز ع السريع أقولكم إن شريط إليسا الأخير طلع جامد جدا أكثر مما أتصور.. لإنه فن وغناء بجد وبحق وحقيق.. حاجة كدة تفكرنا بالست أم كلثوم وعبده الحليم حافظ.. وزكي جمعة!

طيب طيب.. نرجع لمرجوعنا..

الحاج مايكل.. ولمن لا يعرفه فهو المدرب بتاعي حاليا في مركز الجزيرة للتدريب في دورة إخراج الأفلام الوثائقية..

الحاج مايكل رغم إنه بريطاني وعنده 60 سنة بس تشوفه تقول إنه أصغر من نانسي عجرم.. الراجل ده فاجئ كل الحضور امبارح ولقيناه قال مثل إنجليزي طلع هو نفسه نسخة من مثل مصري معروف.

قال : النساء مثل البطيخة.. يا تطلع قرعة يا تطلع حمرة.. والزواج أيضا!!

طبعا إحنا فرحنا قوي إننا اكتشفنا إن المثل المصري أصبح عالمي.. لكن بالليل.. وبعد ما روحت البيت.. ولإني كنت بعاني من أرق غريب لم تفلح أي قناة فضائية (ولا حتى ميلودي أو مزيكا زووم ع المكشوف) في أن تجلب النوم لعيني.. بل كانت تبعده أكثر وأكثر..

قعدت أفكر في المثل ده.. الراجل بيقول إن الجواز زي البطيخة لإنه قايم على الرهان، ولإن المستقبل فقط هو اللي بيحدد يا ترى هتطلع حلوة وحمار وحلاوة.. ولا قرعة وماسخة وهترجعها للراجل.. أو هترجع في وشه!

بالتالي لو بعدنا عن الجواز شوية لأسباب تتعلق بإن دعاء خطيبتي بتعرف تدخل على الإنترنت ومن ثم بتدخل على مدونتي ومش هيعجبها إني أتكلم عن الجواز فيها.. لو بعدنا عن الجواز وركزنا مع البطيخة هنلاقي إن في حاجات كتير في حياتنا عاملة زي البطيخة!

مستقبل مصر بالكامل عامل زي البطيخة.. متعرفش البلد رايحة على فين.. عندك شوية اختيارات وكلها متراهن عليها..

السطر اللي فات ده كان ممكن يكون مناسب قوي من سنتين تلاتة.. لكن اللي هيركز في أحوال مصر شوية هيلاقي إنها اتغيرت كتير.. وإن نظرية البطيخة مش هي المناسبة للتفكير في مستقبل مصر..

الإخوان صعدوا برلمانيا.. واليسار صعد في الشارع.. والأسعار هي كمان بتصعد.. وحسني مبارك بيصعد لإنه مش هيسقط أبدا..

البطيخة بتفضل لغز ومجهولة طول ما هي متشقتش.. طول ما البياع ممسكهاش وخبط عليها وقال "بسم الله توكلت على الله".. (تمام زي البطوطي اللي قالوا انه انتحر) وشق البطيخة وضغط على جنابها ووراك إنها حمرة والحمد لله!

في اللحظة دي لغز البطيخة بيفقد أهميته.. وبتعرف خلاص نتيجة التحليل.. وبتروح البيت تحطها في التلاجة شوية عشان تغتصبها (تاكلها يعني) إنت والأولاد بعد الغدا وتنام بعدها لحد ميعاد المسلسل!

التيارات السياسية في مصر (كانت) عاملة زي البطيخة..

لكنها اتشقت والحمد لله وبانت على أصلها.. وطلعت أحزاب فيها قرعة.. وأحزاب تانية.. حمرة لا مؤاخذة!

طيب يا رجالة..

يبقى إحنا بنراهن على إيه..؟؟

إحنا ببساطة مش بنراهن على حاجة.. إحنا عارفين مصيرنا والحمد لله.. يا تن تن.. يا تن تن..

يعني الخيارات في مصر محسومة.. مفيش خيال علمي سياسي اجتماعي يقدر يتخيل إيه اللي ممكن يحصل ويكون مختلف.. الفيلم بقى محروق لإن الممثلين مش بيعرفوا يمثلوا أدوار تانية.. وحتى لو مثلوها.. هيبقوا شبه طارق لطفي في فيلم العشق والهوى.. ممثل محدش طايقه قاعد يعيط وعايش في دور الرومانسي..

بالمناسبة النظرية دي برضه تقدر تستوحيها وتقرأها جيدا في إعلان فودافون الجديد.. الراجل اللي طول عمره عايش في اختيارات.. الشخليلة واليويو.. لو شفت الإعلان هتفهم كويس أنا اقصد ايه..

بلدنا والحمد لله.. شخليلة ويويو في نفس الوقت.. وقرعة.. ولا مؤاخذة.. حمرة برضه..!

* من وحي أكلة بطيخة!

الأربعاء، أغسطس 02، 2006

إلى هيفا.. وما بعد هيفا.. (يمكن اعتبارها قصة)..

ما لا نعرفه عن القاهرة ونحن نسكن فيها.. أنها تقتل ضمن الأشياء الأخرى التي تقتلها.. الوقت!!

القاهرة تقتل الحب والرومانسية والهدوء والصدق والمعارضة والإخوان وكفاية والمختلين عقليا أيضا.. تقتلهم جميعا.. وتقتل معهم الوقت.. يمر سريعا.. لأن كل شيء هي قتلته صنعت من جثته شيئا آخر يستطيع أن يقتل فراغك ويملأ وقتك ويمسح داخلك أي إحساس بالملل..

نحبها رغم ذلك.. وحب القاهرة مسألة مستعصية جدا على كل من أحبوها.. ولا أحد يعلم حتى الآن سببا واحدا يجعل الناس يفتنون بها وأغلبهم من أهل الفن والطرب والكتابة والأدب والسياسة طبعا..

لأن القاهرة تفعل ذلك.. فإن الدوحة مازالت عاجزة عن فعل نفس الشيء.. لا شيء يقتل الملل.. بل أن كل الأشياء التي تصنعه موجودة داخلك وحولك.. كلها تفرض نفسها عليك مراقبة أي محاولة منك للتملص منه.. وقتل وقتك فيما لا ينفع!

حسام زميلي في الغرفة يقول أن الدوحة مكان مثالي لأي أديب يريد أن يجد وقتا لكتابة رواية أو قصة أو فيلم.. أو أي باحث لإعداد بحثه.. وطبعا حاولت تصديقه.. واكتشفت أن رأي حسام يصلح لكل أدباء الأرض ما عدا هؤلاء الذين ولدوا وعاشوا في القاهرة.. لأن أدبهم هو في الأساس نتيجة طبيعية لدوشة الأصوات والأفكار والأحداث التي تحدث من حوله.. والتي تثير داخله الرغبة في الكتابة...

لكن في مدينة مثل الدوحة.. اليوم يساوي الأمس.. ولا معلومات عن الغد.. سيكون حار بالتأكيد.. وشديد الشبه بالبارحة!

إذن.. ماذا تفعل وأنت حبيس الدوحة لشهر كامل.. ولا تجلس على الانترنت سوى ساعتين كل يوم.. وتقضي في الدورة التدريبية 6 ساعات.. وشاهدت الأفلام التي تستهويك في سينما سيتي سنتر في أول 3 أيام..

لن تفعل شيئا سوى الجلوس في البيت المكيف الظريف.. ماسك الريموت السحري.. ومقلبا في قنوات الستاليت العبقرية..

من الجزيرة، تجد محمد كريشان يقول أخبار جديدة وفيروز تبحث فيما وراء خبر جديد وجمال ريان يحاول أن يجمع وحده حصاد يوم كامل من القصف في لبنان..

وعلى العربية تجد معركة شبيهة لا تستهويك لأن الجزيرة حسمت الصراع لصالحها فيما يتعلق بالأخبار..

على قناة المنار تسمع التقرير الذي يتناول أبرز عناوين صحف لبنان وفي العنوان التالي "حرب الصدور المفتوحة".. وهو العنوان الذي كتبه المحرر ليدلل على أن طرفي الصراع كل منهما دخل الحرب بصدر مفتوح وشجاعة كبيرة.. وأنها معركة تكسير عظام..

تدع وجهة نظر المحرر جانبا.. وتجعل العنوان يذكرك بفتحة صدر المذيعة الأمورة على الـ(LBC).. تحاول أن تعرف السبب في الفتحة.. وهل البلوزة ضيقة أم أنها خلقة ربنا.. لكنك في النهاية لا تجد إجابة للسؤال وتكتفي بالنظر!

على الستاليت نفسه ستبتعد بالتأكيد عن أي قناة تحمل هذه الحروف في أول اسمها.. (Nile).. ثم تقلب في القنوات الأجنبية وتمر سريعا على الـ(BBC).. ومنها للقناة الخامسة على التليفزيون الفرنسي الذي يذيع نشرة الأخبار من الشاطيء ويجري حوارات "خلاقة" مع صاحبات البكيني.. ثم تنتهي النشرة بسرعة ليقفز بك إلى فيلم وثائقي عن فتاة مسلمة خلعت الحجاب بعد 30 سنة من ارتدائها له ووضعت الحجاب في متحف برلين باعتباره أثرا..

ثم تجد أن الريموت يجذبك وحده نحو الصنف الأخير من القنوات الموجودة على العبقري النايل سات.. أنت تعرفها بالتأكيد.. لكني لن أخجل من أن أقول لك نوعها بالتفصيل.. لأني أكتب عنها هي بالذات!

قنوات الأغاني العظيمة..

على ميلودي.. ستجد شعبان عبد الرحيم العظيم يغني اغنيتان من أفضل ما سمعتهما خلال الشهور الثلاثة الماضية ..

رائعته "ياعم عربي" ثم التي سيكتب التاريخ اسمها بحروف من موسيقى.. "اتنين عساكر"..

تحول من ميلودي إلى باقة روتانا.. وفيها تشاهد ما تيسر من هالة سرحان.. ثم فيلم عربي من حقبة بيروت المجيدة.. وهو تعاون فعال مع الأحداث في لبنان يستحق التحية..

حقبة لبنان لمن لا يعرفها هي فترة النكسة في مصر، وهي الفترة التي كانت السبب في تعطل استديوهات التصوير في مصر وإفلاس شركات انتاج كثيرة.. وطبعا لم يكن هناك حل للإخوة الفنانين في مصر سوى الرحيل على بيروت واستديوهاتها وشركات انتاجها التي تدفع الكثير مقابل مزيدا من التقصير في جيبات بنات السينما المصرية!

تقذف بروتانا كلها بعيدا حين تذكر صاحبها الوليد بن طلال السعودي الجنسية، وباعتباره سعودي فذلك يذكرك بموقف الدولة الأهم عربيا.. وهذه التذكرة كفيلة بأن تغلق كل شيء أمامك.. لا أن تغلق روتانا فقط!

ثم تترك كل هذا وتعود مرة أخرى لميلودي المجيدة.. وهناك ستجد الحدث الأهم، حصريا على هذه القناة فقط وحدها دون أي قناة أخرى في العالم العربي..

أتحدث عن كليب هيفاء وهبي الجديد.. "ليك الواوا"..

تشاهد الكليب.. وتحاول أن تصنع مقارنة بينه وبين كل المعروضات على أي قناة أخرى شاهدتها منذ أن جلست..

دماغك ورمت من أخبار لبنان، وصدعت من الأفلام، وتضايقت من الفرنسية، وتعبت من ترجمة الـ(BBC).. وتضايقت من صغر حجم الفتحة في صدر مذيعة الـ(LBC).. وروتانا مقرفة من يومها..

إذن فقد حسمت هيفا المعركة لصالحها.. تدقق النظر في كل ما يظهر أمامك على الشاشة.. وتتخيل ما لم يظهر.. تتسائل عن سر هذا الصدر البارز.. ثم تعدل السؤال.. لماذا لا يكون هذا هو صدر كل بنات الدنيا..

تكتشف أنك كنت تعاني من مشاكل نفسية في الفترة الأخيرة، أنت لا تجيد تقييم الجمال.. وها هو الجمال أمامك.. إذن فلتهتم بنفسك قليلا.. وتحاول أن تمنع نفسك من التفكير في شئون الآخرين..

تكتشف أن ميلودي العظيمة هي القناة الوحيدة التي اهتمت بك أنت.. كل القنوات الآخرى تهتم بشئون أناس آخرين.. في لبنان والسعودية ومصر وقطر وفرنسا..

ميلودي هي الوحيدة التي رمت العالم كله بعيدا.. واهتمت بمشاكلك النفسية مع الجمال.. وستحلها لك بالتأكيد مع ثالث مرة تشاهد فيها الكليب نفسه..

تشعر براحة ضمير.. يعلو صوت الجيران.. صوت تعرفه أنت.. (إلى حيفا وما بعد حيفا).. تضغط على زر رفع الصوت.. ترفعه أكثر.. الصوت يرتفع.. وفستان هيفا أيضا.. ودرجة حرارة جسدك المحروم.. إذن..

(إلى هيفا.. وما بعد هيفا.. ونترك القوس مفتوح!

الثلاثاء، أغسطس 01، 2006

أن تصل مبكرا.. لمطار القاهرة

"نحن في مصر لا نحترم المواعيد"..

معلومة لا تحتاج إلى اكتشاف.. نحن فعلا مازلنا عاجزين عن احترام أي ميعاد من أي نوع.. ماعدا ميعاد القبض آخر الشهر (الموظفون فقط يحترمه في حين ينسوه ويتناسوه أصحاب الشركات).. والميعاد الأهم الذي لا نأخره أبدا.. المطار!

تذهب متأخرا للمطار إن كنت تنتظر قريب لك أو صديق على وشك الوصول.. لكن لو كنت انت المسافر فستتبع التعليمات (للمرة الأولى في حياتك ربما) المكتوبة على التذكرة وتصل للمطار قبل موعد السفر بساعتين على الأقل.. تضيع منها نصف ساعة في زحمة الطريق.. فتصبح ساعة ونصف..!

جميعنا نفعل الأمر ذاته.. ونتمنى لو لم نفعله.. أنا شخصيا أتمنى دائما أن أكون مكان الرجل الذي يصل للطائرة آخر واحد.. إجرائاته تنتهي بسرعة.. وينظر له الجميع بترقب.. لأنهم يعلمون أن الطائرة لن تسير بدونه ما دام هو موجودا في المطار!!

كنت أول من دخل للمطار من ركاب الرحلة رقم 935 المسافرة من القاهرة إلى الدوحة يوم السبت الماضي.. الطائرة تغادر مطار القاهرة في العاشرة والنصف.. وأنا كنت هناك في التاسعة إلا ربع بتأخير ربع ساعة عن الميعاد المكتوب على التذكرة!

كل شيء عادي.. وزنت الحقائب وكلي ترقب لأصابع الموظف خلف الكومبيوتر.. يا ترى في وزن زائد.. أتحسس الـ100 جنية في جيبي.. لا أملك غيرها بالمصري.. وبمزيد من الحرص أتأكد من وجود الدولارات في الجيب الخلفي.. وأتعهد في سري.. لن أسمح له بالاقتراب من دولاراتي.. عض جنيهاتي ولا تعض دولاراتي..!

الرجل وفر على نفسه ونفسي كل هذا القلق.. وقال.. بسيطة.. مفيش وزن زيادة!

طبعا قالها بعد طول صبر.. معه حق.. أنا الوحيد الموجود ممن ركاب الطائرة.. أنا الوحيد الذي سمعت الكلام وجئت في الميعاد.. وبالتالي فمن حقه أن يشتغلني لإنه أصلا مش لاقي شغلانة غيري..

طائرة الكويت، كان ركابها يسلمون حقائبهم عند الموظف المجاور لموظفي.. الشخص الذي كان بجانبي هو آخر راكب يصل لرحلة الكويت.. سلم شنطه بسرعة.. ورحل في ثواني.. وودعه الموظف بابتسامه.. وزفير ارتياح من صدره.. الحمد لله.. الراكب الأخير لحق طيارته..

أما أنا.. فلم أحظى من السائق سوى بزفير حاد.. أخرجه من كل الثقوب الموجودة في جسده.. وفي عينيه "عماص" من آثار النوم المتقطع.. وقرفان من نفسه ومن الطائرة التي يصل ركابها في التاسعة صباحا وهو لم يكمل نومه بعد!

دخلت لصالة الانتظار.. بحثت في المطار عن شيء أشتريه، لم أجد سوى الجرائد اليومية.. وساندوتش جبنة رومي بـ12 جنيه!

جلست في الصالة.. ودقائق وبدأ أمثالي من الذين يصلون مبكرا لمطار القاهرة في الوصول لقاعة الانتظار.. وبدأ الوقت يمر!

ما أعرفه أن الركاب يبدأون الصعود للطائرة قبل الرحلة بنصف ساعة.. لكن الساعة تجاوزت العاشرة والربع.. ثم العاشرة والنصف.. ثم يدخل رجل طيب وأمير ولابس كرافتة زرقة مدهونة زيت ويقول.. ركاب الدوحة الأفاضل.. عندنا عطل الطيارة هتتعطل..

- "تتعطل قد إيه يا بيه"..؟؟ راكب

- شوية صغيريين قوي.. ساعتين ونص.. سلامو عليكو!

دخلت المضيفة.. ووزعت علينا ساندوتشات جبنة اللي كانت من دقايق بـ12 جنيه.. وقعدت آكل وأنا بسأل نفسي.. هو أنا اللي جابني بدري!

طبعا دعاء كانت بتكلمني على التليفون من قبلها.. وكنا خلاص قلنا كل الكلام اللي بيتقال قبل السفر وفاضل بس "أشوف وشك بخير خلي بالك من نفسك هتوحشيني لا إله إلا الله".. وبما إن الكلام خلص والوقت لسه مخلصش قعدت أدور على كلام تاني أقوله.. ولقيت جملة واحدة مفيدة.. "دعاء.. ما تسيبيني أنام شوية وتكلميني بعدين عشان أنا منمتش امبارح كويس"..

طبعا منتهى قلة الذوق.. لكن هي تقبلت الوضع كعادتها الجميلة في تقبل كل أوضاعي الغريبة بسهولة وبساطة.. وشوية خناق ونرفزة.. لكن بطيبة قلب!

نمت فعلا.. وصحيت على جرس التليفون.. وقعدت أكلم دعاء.. وأنفخ كل شوية من زهقي.. يا عالم خلصوني.. أنا فعلا تعبان وعايز أسافر عشان أنام!

وأخيرا يرجع الأخ أبو كرافتة بالزيت ويفرج عننا ويقول إن الطيارة هتطلع.. وتطلع الطيارة فعلا بعد ما تطلع عينا!

طلعت عينا لإن الطيار العظيم قعد كمان شوية على الأرض تقريبا كان بيطمن إن السما فاضية عشان يطير.. ولإنه ربنا يكرمه اعتذر مرة واحدة بقرف، وكإن الركاب هما اللي عطلوا الطيارة مش الطيارة هي اللي عطلتهم!

ورغم إني كنت أول من يصل للمطار من ركاب الرحلة وأول من يعمل "بوردينج" يعني يحجز مكانه على متن الطائرة.. ورغم إني تخين وإن الموظف اللي عمل البوردينج لاحظ.. إلا إن ربنا أكرمه وحجز ليا كرسي بين اتنين تخان وبالتالي كانوا اتخن تلاتة على الطيارة قاعدين جنب بعض.. وكنت أنا في النص بينهم!

وصلنا الدوحة متأخرين ساعتين ونص.. ودي المدة اللي تأخرناها في القاهرة.. ثم نص ساعة تانية.. ودي المدة اللي تأخرناها في الجو.. لإن واضح إن الطيار كان بيدور على حمام يصطاده وهو طاير...

القصة لا تنتهي بالوصول.. لأن الوصول لم يأتي فجأة.. أنا فعلا وصلت المطار.. لكني لم أخرج منه فورا.. والسبب إني في انتظار الشنط!

لأني وصلت مبكرا لمطار القاهرة، فلابد أن أرحل متأخرا من مطار الدوحة.. والسبب هو .. "الشنط"..

فحقيبتك التي تكون أول واحدة تصل لبطن الطائرة، تكون بالتأكيد هي آخر واحدة تخرج منه.. وهو ماحدث.. كل الركاب حصلوا على حقائبهم وبقيت أنا وثلاثة آخرين نحاول أن نجد شنطنا..

كنت أبحث وأنا كلي يقين أن الشنط ضاعت أو تم نسيانها في القاهرة أو طلعت على رحلة بكين مع إني مسافر الدوحة.. وبعد طول انتظار ظهرت الشنط أخيرا!

وخرجت من المطار!

إذن فالوصول مبكرا لمطار القاهرة يجعلك تفعل التالي..

رقبتك تتلوح وأنت نايم.. تأكل ساندويتش بـ12 جنيه ثم تاكله هو نفسه تاني ببلاش.. تقرأ الجرايد اللي مش بتحبها.. تكلم خطيبتك وأنت قرفان.. تتعامل مع موظف غلس لسه صاحي من النوم.. وواحد تاني دلق زيت الطيارة على كرافتته.. وأخيرا تكون آخر واحد يخرج من مطار الدوحة!

الحقيقة الفيلم السابق أنا عيشته من كام يوم.. وهو فيلم حقيقي تراجيدي كوميدي وفيه رمز.. خليني بس في النهاية أقول إن هذا الفيلم لم يكن ليكتب أو تحدث أحداثه لولا اسهامات عظيمة من الشركات والجهات التالية..

شركة مصر للطيران
وزارة الطيران المدني المصرية
شركة بوينج لتصنيع الطائرات التي تتعطل دائما على الأرض.. أو تسقط من السماء..

وكل سنة وأنتوا مسافرين.. واحترسوا من مصر للطيران..

بس خلاص

حمد الله ع السلامة

أخذتني العزة بالمعارضة.. وبالكلام القبيح اللي بكتبه.. وتصورت إن الإخوة في أمن الدولة، سيحاولون عرقلة سفري.. ولهذا السبب حاولت ألا أذكر في التليفون أي أخبار عن السفر خوفا من أن يكون مراقب.. ولم أخبر الجميع بأني سأسافر خوفا من أن تصلهم الأخبار..

اكتشفت في النهاية أني أحقر من أن يلتفت رجال أمن الدولة لـ"عيل" مثل لا طلع لكنه نزل بالتأكيد لأنه يكتب معارضا لرئيس وابن رئيس دولة محترمة زي مصر!!

اكتشفت أن كل ما كنت أكتبه وأنا معتقد أنه سيجعلهم يغضبون مني ويضايقوني ويرموني في غياهب السجن.. كل هذا كان وهما.. لأن صدر أمن الدولة الرحب كان أوسع من صدر هيفاء وهبي وهو ماجعلهم يسامحوني في أي هفوة هفوتها في ساعة شيطان وكتبت كلام يعتبر سب وقذف وقلة ذوق في حق الأسرة المالكة الحاكمة النهاية الآمرة في مصر والوطن العربي.. آل مبارك!!

طيب.. بالمرة أخبركم أن السطور السابقة هي آخر سطور معارضة لي في الإنترنت العظيم.. بصراحة قررت أن أكون شاب.. مجرد شاب.. يكتب عن الشباب وللشباب.. عن همومهم وأفكارهم بعيدا عن السيد جمال مبارك الذي أتم عامه الأول بعد الأربعين منذ عامين وبالتالي فهو ليس شاب ولا هو شأن شبابي..

لأني وجدت الكتابة بعيدا عن السياسة أمتع كثيرا.. ولو قررت أن أكتب مرة أخرى عنها فسأكتب بعيدا عن مبارك وآله ومن سار في ركبه..

لأن السياسة ليست مبارك وولده.. ولأن الحياة فيها من الأشياء الجميلة ما لم ولن يستطع مبارك أن يقتلها فينا..

المهم.. أقول كل هذا لأني الحمد لله سافرت بالسلامة ووصلت للدوحة بالسلامة.. والدوحة هي عاصمة قطر.. وقطر هي دولة صغيرة ولطيفة ولم نكن نسمع عنها إلا منذ عشر سنوات وذلك مع قيام أول دولة عربية حقيقية.. واسمها.. "قناة الجزيرة"..

في مركز التدريب التابع لقناة الجزيرة أقضي الآن شهر من التدريب هناك في دورة تدريبية متخصصة في إخراج وانتاج الأفلام الوثائقية.. ومع مدرب عالمي اسمه مايكل ديلاهي أقضي يوميا ست ساعات برفقته مستمعا لمحاضراته ومنفذا لتدريباته.. ومشاهدا لمجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية.. ونازل فيها تحليل ونقد أنا ومعي 11 شاب يتلقون الدورة نفسها!

كالعادة.. أكون أصغرهم عمرا وأقلهم خبرة، وهو ما يجعل الدورة تتحول تلقائيا إلى 11 دورة فيها 11 مدرب هم زملائي فيها..

سأعود لأكتب لكم عن الدورة بالتفصيل. دعوني احدثكم الآن.. عن سر كبير.. لا يعلمه إلا المتمرسون بأمور السفر.. سر اسمه.. أن تصل مبكرا.. لمطار القاهرة.. تعالوا