السبت، فبراير 11، 2006

قطيعة.. محدش بيقاطع بالساهل!

سؤال بسيط ومباشر.. ما نفعله مع الدنمارك.. قطيعة أم مقاطعة؟؟
زميلي في العمل يقول أن المقاطعة سلوك إيجابي وغير سلبي ومؤثر وجامد وفعال..
وأنا بصراحة أقول إنها لا جامدة ولا حاجة..
بصراحة أنا شايف إن المقاطعة دي إشتغالة.. بيشتغلونا.. بيبعتونا.. بيعملوا فينا أي حاجة والسلام.. لإن بصراحة الفعل اللي هما بيعملوه عيب إني أكتبه في مدونة محترمة زي دي.
نقاطع الدنمارك، طيب ولحد إمتى هنفضل نقاطع المنتجات اللي إحنا بنستهلكها..
المقاطعة الوحيدة اللي العرب نجحوا فيها كانت أيام حرب 73 لما وقفوا بيع النفط للدول المستهلكة للبترول واللي بتساعد إسرائيل في الحرب.
أما غننا نقاطع سلع إحنا مستهلكين ليها، تبقى المقاطعة ساعتها شيء سلبي ميشرفناش كتير إننا نعمله!
المقاطعة الفعالة إننا نمنع عن الناس دي شيء هما محتاجينه، وموش متصور إن عدد اللي بياكلوا زبدة وجبنة في مصر هيفرق كتير مع الدنمارك، باعتبارها موش بتشتغل في الجبنة القريش ولا المش أبو دود!
القضية محتاجة مقاطعة حقيقية مؤثرة وفعالة..
لكن ما نفعله الآن له اسم واحد بس.. اسمه القطيعة..
بالظبط زي الخصام اللي بيحصل زي العيال الصغيرة
ناس مخاصمة بعض، وشوية صغيرين وهيتصلحوا مع بعضهم ويرجعوا يلعبوا تاني مع بعضهم
الدنمارك موش محاتجة إننا نحرق سفاراتها، لكن محتاجة اننا نبعتلهم رسوم تحسن صورة نبينا وصورتنا
كمان موش هيبقى شكلنا ظريف لو عملنا زي ما نادى البعض إننا نرسم صور تسيء لملكة الدنمارك
على الاقل نبينا العظيم اغلى واهم واعلى مكانة من اننا نساويه بالملكة دي.
اللي المسلمين بيعملوه حلو ولذيذ، بوسترات وحماسة..
والبت توتة اختى الصغيرة بتقولي امبارح اوعى تاكل شيبسي او تشرب بيبسي او تاكل فيشار.. لإن الحاجات دي كلها دنماركية..
طيب يا توتة يا حبيبتي انتي تعرفي الدنمارك دي عملت ايه غلط..
قالتالي لأ طبعا، بس كل اللي اعرفه انهم مسييحيين!
على العموم اهي توتة لسه صغيرة ع الفتنة الطائفية، والحمد لله إن سنها موش بيسمح ليها تحضر فطار الوحدة الوطنية.
أنا خرجت عن الموضوع..
خلينا في قضية الدنمارك..
أنا عن نفسي لقيت ان الحل المناسب ليا كل ما حد يكلمني في الموضوع ده اني ابص له من فوق لتحت وأقول..
قطيعة.. محدش بيقاطع بالساهل!

إيديا في جيوبي.. وقلبي طرب


الجيب.. الجزء الصغير المثني بعناية في كل بنطلون.. يخدعك مظهره في البداية ليجعلك تحكم عليه بالفشل في إمكانية استيعابه ليدك الكبيرة ذات الخمسة أصابع..
لكنه يفاجئك كل مرة بقدرته العجيبة على احتواء يديك.. يحتضنها.. يشعرها بالأمان والدفء.. وتظل تساءل نفسك: تُرى.. هل تجلب يديك لجيبك الدفء؟.. أم أن الأخير هو صاحب الفضل في ذلك؟!
جيبك الصغير.. مساحتك الخاصة وخزانتك الصغيرة التي لا يشاركك فيها أحد.. لا تقبل الاحتلال لكنها بالتأكيد المكان المناسب لسرقتك في كل مرة تركب فيها الأتوبيس وفي كل طابور مزدحم تقف فيه بانتظار الوصول للشباك الذي يوزع شيئا ما ليس ذو قيمة.
يظل جيبك ملكك طالما أنك ترتدي بنطلونك، تضع فيه يديك من لحظة للأخرى.. ربما لتؤكد ملكيتك له، وربما لتتأكد من أن المساحة الوحيدة التي تملكها في هذا العالم مازالت ملكك.
تتعدد أشكاله وأنواعه.. جيب ضيق ليناسب الجينز، يعلوه واحد آخر صغير يسمح لك بالاحتفاظ بعملاتك التي ربما لا تملك غيرها ..أو جيب واسع المدخل ليناسب البدلة، أو عمييييق ليلاءم الجلباب الأبيض ساعة صلاة الجمعة.
وبعيدا عن شكله، يصبح ذلك المسكن الصغير الذي تحمله طيلة حياتك معيارا من معايير الحكم عليك، المثل المصري يشهد بذلك قائلاً: "الراجل ما يعبوش إلا جيبه"!
عد إلى طفولتك وتذكر كيف كان جيبك مكانا مناسبا للشيكولاتة التي تخفيها عن عيني أمك، وكم كنت تشعر بالراحة وأنت تحتفظ داخله بنصف جنيه يمثل بالنسبة لك ثروة غالية وقتها!
تذكر المرة التي ثقبت فيها جيبك عمدا لتعود للمنزل باكيا لأمك لاعنا الثقب الذي جعل النقود تسقط منك في السوق، وهذا بالطبع ما لم يحدث؛ فإما أن يديك كانت أوسع من أن تحتفظ بالنقود فأسقطتها ..وإما أن نداء بائع الأيس كريم كان أقوى من إرادتك فصرفت نقود أمك نظير سلعته ..على كل الأحوال فقد كانت الأم الطيبة تصدق روايتك بشأن ثقب الجيب وهي على ثقة من أنك الفاعل!
كبرنا قليلاً، وأصبحت لجيوبنا وظائف أخرى أكثر أهمية، بدءا من إخفاء علبة السجائر المحرمة داخل المنزل، ومرورا بالمرة الأولى التي تحصل فيها على اعتراف رسمي بوجودك واستقلالك ..أتحدث عن جيب البطاقة!
واسع.. مربع الشكل.. يستقبل المحفظة الجلدية الضخمة بكل سلاسة، وداخلها ترقد في سلام أهم وثيقة في حياتك ..البطاقة!
أحيانا يصبح الجيب نفسه مبررا للتخلص من حمل البطاقة خفيفة الثمن ثقيلة القيمة، لعلك لا تنسى جملة اللمبي الشهيرة: (ماعنديش جيب ورا)!

كبرنا أكثر، وأصبح جيبنا ذاته هدفا لآيادي أخرى غير يدي لص الأتوبيس، لعلك لا تدرك القيمة العظيمة للجيب في العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته، فالأخيرة الجيب يمثل لها جزئا مهما من الواجب اليومي الذي لابد أن تمتد إليه لتثبت أنها مازالت زوجتك وأنك مازلت "رجلها" في هذه الدنيا.
تذكر معي أحمد بدير في "ريا وسكينة" ومقولته الشهيرة: أنا اتقلّبت يا جدعان!
ومع نهاية العمر يصبح الجيب قادرا فقط على العطاء ليس أكثر، زوجتك لم تصبح وحدها.. ثمة أبناء هنا وهناك ينتظرون محتويات الجيب، ثم أحفاد لا تختلف رغبتهم عن رغبة آبائهم في الحصول على ورقة بخمسة جنيهات، تشعرهم بالراحة وتمثل بالنسبة لهم ثروة غالية مثل تلك التي كنت تشعر بها مع الخمسين قرشا التي كنت تحصل عليها في صغرك لتضعها في الجيب نفسه الذي أصبح الآن قابلا للعطاء فقط!

واحد زيك

أيام ما كنت بكتب باسم مستعار في عشرينات..
..........
أستيقظ يوميا من نومي على نفس الجملة التي تزجرني بها أمي على أمل منها أن "تحوق" جملتها في وأقوم من سباتي..
"أنت لسه نايم ..واحد زيك كان يبقى في شغله من ساعتين"..تلك هي الجملة!
في البداية كانت جملة أمي تؤتي ثمارها وأقوم من نومي مفزوعا (أو مدعيا الفزع) وأهب إلى عملي في نشاط مصطنع على أمل النوم على المكتب لدقائق تعوض ساعات نومي المسروقة بفعل جملة أمي.
تبدأ نظرية المؤامرة في الدق على عقلي عندما يصرخ مديري في وجهي بجملته المعهودة التي أشك أنه أخذها من أمي أو سمعها صدفة من وكالة أنباء "صديقاتها"!
"جري إيه؟..الشغل لسه مخلصش ليه..واحد زيك كان المفروض يسلم شغله قبل ميعاده بساعتين"..
كما هي العادة، فقدت الجملة تأثيرها بعد المرة الخامسة، وبعد أن اكتشفت أن المدير المحترم يوزعها على باقي زملائي بالعدل والحق، وكأن وظيفته التي جاء لأجلها هي أن يقول لكل موظف في أذنه أن لو شخصا آخر مكانه كان أنجز عمله منذ زمن.
الشيء المشابه بين جملة أمي وجملة مديري هو الزمان، فكلاهما يعتقد أني متأخر عن موعدي بساعتين فقط لا غير، بغض النظر عن أنهما يرونها مدة طويلة، فعندما ينتقل الأمر إلى خطيبتي تكتشف أن اختلاف الفترة الزمنية سيصنع فارقا ما (ليس قليلا) بين تأثير الجملة.
خطيبتي، (أو هكذا أدعي) تأخذ من الجملة نفس تركيبها، لكنها بالطبع تضيف إليها حواسها "الأنثوية" وأفكارها التي تتعلق بلا شك بعلاقتنا الغامضة..
فلا هي خطيبتي بشكل رسمي، ولا علاقتنا بسيطة وبريئة بشكل يجعلها مجرد صديقة أو زميلة، اسميها خطيبتي وأجعلك تفهم من خلو أصابع يدي ويدها من أي "دبل خطوبة" أن بيننا علاقة ما غير رسمية لكنها في الوقت نفسه غير عادية!
"بصراحة، أنت لازم تيجي تتقدم لبابا، واحد زيك موش ناقصه حاجة عشان يتجوز"..
..بصراحة أكثر، فإني أعاني (أو أتمتع) بعدم إمكانية تصديق أي جملة تبدأ بكلمة "بصراحة" أشعر أنها تفقد ما يأتي بعدها مصداقيته، وتعطي لمستمعها الحق الكامل في الاستهتار بمحتوى الجملة.
الفارق في الزمان الذي أقصده، هو أن خطيبتي تصرخ في وجهي بالجملة في كل مقابلة، وتهمس بها في أذني في كل مكالمة هاتفية، وتكتبها لي في كل conversation على الماسينجر!
وبالطبع، فإن المدة بين كل مرة والأخرى لا تسمح لها على الإطلاق بأن تقول أني متأخر ساعتين، ففي نظرها فقد تأخرت عن التقدم لأبيها حتى من قبل أن أعرفها هي نفسها!
أما أصدقائي فيثبتون لي في كل مرة أنهم لا يعرفوني مطلقا، يعتقدون أن صديقهم (أنا) لديه القدرة على فعل أشياء خارقة لم يهبها الله إلا لأنبيائه، ولم يهبها التليفزيون إلا لأبطال أفلام الأكشن.
في الأسبوع الماضي، وفي النادي الذي نرتاده، كانت الجملة السابقة..
"أضربه، واحد زيك لازم يعلمه الأدب"..أحد أصدقائي قالها!
حرف الهاء الملحق بكلمة "أضرب" عائد (كما توقعت أنت بالتأكيد) على بني آدم يعاني من اتهامات عديدة بأنه لا ينتمي بالمرة لجنس البشر، ورغم أن الجملة الأخيرة المستفزة خرجت من فم صديقي بدون أي إشارة مني لاستعدادي لفعل ما قاله، إلا أن الشخص المقابل استلمني ليجعل مني ومن قائم مرمى ملعب النادي جزءا لا يتجزأ عن بعضه!
الآن، وأنا في طريقي للعمل مررت بسيدة عجوز تجلس تحتضن طفل صغير تسميه ابنها (وهي التي بلغت سن اليأس من قبل أن أولد) وتمد يدها لـ"ولاد الناس" كما تسميهم على أمل أن يعطيها أحدهم ما يسد جوعها وما يجعلها قادرة على سداد أقساط "الطفل"!
"نص جنيه؟!..يا بيه ده أنت مقام واحد زيك ورقة بخمسة"..
مددت يدي مرة أخرى لأسحب منها الخمسين قرشا، ولأصعد من فوري إلى العمل وأطلب فنجان قهوة (التي لا أشربها) لعلها تهدئ من روعي وتفض الاشتباك بيني وبين الشخص الآخر الذي يحل محلي في ذهابي وآيابي، أخيرا كانت النهاية من نصيب الباشمهندس إبراهيم من البوفية.
"قهوة؟!، يا ابني أنت لسه صغير، واحد زيك لسه بدري قوي على القهوة"..
أصررت على موقفي في طلب القهوة، وقررت أن ابدأ في كتابة هذه السطور، على نية أن أقف على سور المبنى الذي يقبع فيه عملي لأخلص الناس مني وأخلص نفسي منهم، ولأترك لأمي ومديري وخطيبتي وأصدقائي الشخص الآخر الذي لو كان مكاني لفعل الأشياء الكثيرة التي لا أستطيع أن أفعلها..على الأقل وأنا على قيد الحياة!
.....
لماذا أكتب كل هذا الآن، واحد مثلي تسمح له ظروفه بالاستيقاظ مبكرا وبانجاز العمل قبل موعده بساعتين وبالزواج وقتما شاء وبإعطاء السيدة العجوز ورقة بخمسة جنيهات، كلها أشياء تجعلني غير مستاء ولا غاضب، ولا مضطر لكتابة مثل هذه السطور.
"بلاش قهوة يا عم إبراهيم، خليها كاكاو"..أنا!

شقة 8 عمارة الفوال

أحب هذه المدينة بدخانها وزحامها وضجيجها..
أحبها بكل ما فيها .
وأحسب أني أملك الحق في ذلك
فيها أصحابي وأهلي، وفيها عشرينات الذي اكتشفت أني لا أطيق الحياة بدونه ..!!
غادرت القاهرة منذ أسبوع ..رحلة إجبارية لجنوب الصعيد ..البعض يعرف عني أني ما زلت أحتفظ بلقب طالب ..وفاشل أيضا ..
أدرس في جامعة جنوب الوادي فرع قنا ..أدرس هناك الإعلام ..

أول درس في الإعلام هو أن هؤلاء الناس يحتاجون من يعلمهم أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين ..
لا أقصد التكنولوجيا بالطبع ..وإن كانت تستحق أن تذكر ..
إلا أنني أقصد عقول أهل هذه البلد وأفكارهم
بالطبع لا اقصد أيضا ما يشاع كذبا عن تخلف أهل هذه المناطق أو رجعيتهم ..
دعنا من هذه النقطة ولتأتي معي إلي عمارة الفوال ..
العمارة لا يفصلها عن مسجد سيدي عبد الرحيم القناوي سوي أمتار قليلة
ولا يفصلها عن محطة القطار سوي أن تعبر الشارع لها
ولا يفصلها عن الترعة سوي أن تعدي شريط القطار وتعد نفسك للسقوط فيها
كل هذه الأشياء اعتبرها الحاج مجدي (وهو صاحب العمارة) مميزات تجعل لعمارته فضل عن كل عمارات العالم ..سكنت في هذه الشقة ..أخذ الحاج مجدي يسلمني كل قطعة من أثاث الغرفة وشدد علي أن الكرسي سليم والترابيزة مستقرة وألواح السرير غير مشروخة ..وكلها أشياء لم يعد لها وجود فور رحيله
بالطبع لن أحكي لك عن معني أن تنام بجانب القطار ولا أن تكون الترعة تحت النافذة ولا أن يكون "السيد" هو جارك
كلها أشياء تسلب منك كل رغبة في الحياة ...
طلب مني الحاج مجدي البطاقة ليصورها ويبعث بالصورة لمكتب أمن الدولة بالمدينة ..ربنا يستر ..
استشعر الحاج قلقي وهو يعطيني البطاقة وقال لي في صدق ..
لو عليك حاجة قولي ..وأنا ابقي ستر وغطا عليك ..!
أخذت غرفة بمفردي ..فلست علي استعداد لأن أكون خامس أربعة تساعهم الغرفة الأولي بالعافية ..
محمد ..أعرفه من دخان سجائره ..والذي يدخل به في مسابقة مع القطار نفسه ..أيهم يخرج دخانا أكثر ..غالبا ما يفوز محمد ..
وعلي..الشهير بزنجة ..قضي أول ليلة يحاول ان يفهمني كيف أن زنجة هذا مجرد اسم شهرة، وإنه ليس اخو وائل زنجة حارس المرمي الشهير(والذي لا اعرف عنه شيئا) وإن كل ما بينهما تشابه أسماء.
حاتم .الظرف كله ..وخفة الدم تمشي علي قدمين ..لكن لا تحاول أن تقترب منه وقت المذاكرة ..فربما يخبطك بشيء في يده ..

يبقي عمرو ..
من المنوفية ..لا بخيل ولا حريص كما يشاع عن أهل بلده ..
فقط رأيته يجمع الشلنات المتبقية في جيبه ويضعها في درجه ...ربما حتى لا تسد الغسالة ..
هذه غرفة ..
وأنا أحتل الغرفة الثانية ..
تبقي الغرفة الثالثة والتي يسكنها اثنان لم يمنحاني الفرصة لان اعرف اسميهما
واحد من حدائق المعادي والآخر من حدائق حلوان .
والاثنان لهم نفس الذقن المنكوشة والاثنان طلاب في هندسة الأزهر ..
لم اسمع صوتهما فقد اكتفيا طوال الأيام السابقة بإصدار زمات اعتراض في وجهي بداية من دخولي الشقة بمجلة شبابية عادية ونهاية بخروجي من الشقة وعلي شعري خلطة الجل المعروفة ..
حاولت أنا وأفراد الغرفة الأولي ان نجمع سويا ما يعرف بـ "الميز" وهو ان يتشارك الجميع في ميزانية الطعام تخفيفا للأعباء .. فعلناها يوما واحدا ..وحسبناها فوجدنا ان الأكل في أفخم مطاعم قنا ارحم بمراحل..
تبقي بعض الأشياء التي تسحق الذكر
السخان العطلان
والشباك الذي يؤدي مهمته في هدوء سامحا لكل ذرات مياه الترعة بالاستقرار علي جسدي والثلاجة التي تكهربك لمجرد المرور بجانبها
وأخيرا العمارة المجاورة
في الطابق المجاور لطابقنا هناك شقة طلبة تشبهنا في كل شيء ..
ما عدا ان ساكنيها طالبات في الجامعة ..
بدءا من السابعة مساء تخرج الآنسة التي لا اعرف عنها شيء سوي نقابها ..
هي منتقبة فعلا ..
لكنها تخرج كل ساعة لتقول نفس الجملة والتي تقصدنا نحن بالتأكيد بها .. تخرج لتقول ..
انتوا يا بتوع البنزينة ..
ويخرج حاتم ليقول نفس الجملة ...
ربنا يشفي ..!!
هذه نقطة من بحر حكايات شقة 8 بعمارة الفوال
هنا شقق الطلبة ..
بضجيجها ودوشتها ومكوناتها العجيبة ..
هنا بحر المتناقضات العظيم ..
(ع) الذي لايصلي العشاء لأنه يحب أن ينام بدري ..
و عصمت الذي أكتشفت أنه اسم الدلع ..و ان اسمه الحقيقي ..وائل
و(ج) الذي يقضي يومه في الشباك ملوحا لكل قطار يمر بجوار البيت ..ويبكي مع امي الحبيبة ..لهشام عباس ..
هنا يدمن الجميع موش من حقك لحاتم فهمي ..
وتسكرهم فيروز لساعات ..المشروب ..والمطربة أيضا ..
هنا يسهرون في النت ..ويصلون الجمعة يوم السبت ..!!
هنا الحاج مجدي كاتم الأسرار ..وكله بثمنه ..
هنا ..وأنا اكتب هذه الكلمات تلقيت رسالة علي موابيلي تقول ..
(براء ..هات معاك علبة سجاير بوكس لمحمد وأنت جاي ..عصمت) حقا ..انها بنزينة ..!!
هل تملك قصص متشابهة ..
اخبرنا بها ..
حتي ولو كانت من عينة ..
انتوا يا بتوع البنزينة

صباح الفل عليكم جميعا

طيب.. بما إن التدوين ده طلع شيء مهم، أدي مدونة على ما قسم.. ولما نشوف آخرتها