الأحد، يوليو 29، 2007

you are fired


شيء من الحيرة يصيبني عند مشاهدة حلقة أجنبية أو فيلم أمريكي يحتوي جملة "you are fired"، ربما لأانها قاسية بعض الشيء، وربما أيضاً لأنها صريحة جداً، بشكل لا يحتمل الخطأً، وربما لأنها تضع حداً فاصلاً بين "الإقالة" و"الإستقالة"..

على قدر ما كانت الجملة قاسية.. على قدر ما اضطررت لاستخدامها للمرة الأولى في حياتي.. ومع صديق لي.

كنت قاسياً.. أعلم.. لكني كنت أشد حرصاً على أن تظل صداقاتي "صداقات".. بدون أن تحتمل يوماً نوع من المجاملة أو الاحتمال الزائد عن الحد..

أعتذر لنفسي أولاً انني فعلت ذلك.. ثم أعتذر لهذا الصديق لأني وجدت نفسي في حاجة للإستراحة من صداقته لفترة.. ربما لأني لم أفهمه، وربما لأني لاحظت فجأة أنه هو فقط دوناً عن باقي أصدقائي الذي يتمتع بصفات (جيدة / سيئة) لا يتمتع بها غيره.. وأنا شخص يفضل أن يبقى أصدقائي متشابهين قليلاً..

رغم أنه شخص له فضل كبير علي، ورغم أنه وقف جانبي في أشد لحظات حياتي "لخبطة" (زواجي طبعا)، ورغم إنه كما قال أصدقاء مشتركين "ميستاهلش منك كدة".. إلا أن الأفضل أن نبتعد، على أن يظل صديقي فقط لأنه "ميستاهلش كدة"..

ملحوظة أخيرة..

"للذين يفضلون أن تبقى أمورهم الشخصية شخصية.. فضلاً، أحرصوا أنتم على ذلك.. فنحن لا نهتم.. إلا إذا أزعجتنا أخباركم"..

الأربعاء، يوليو 25، 2007

يا أسكندرية.. بحرك ناداني..













رايح هناك شوية.. هسيب القاهرة واللي فيها وأنطلق..
دي بجد أول أجازة أخدها في حياتي.. وأول مرة أسافر فيها مع دعاء بعد الجواز (نظراً لإننا معملناش شهر عسل)..
لأول مرة أنفض نفسي من القاهرة كدة..
هنطلق النهاردة باليل ومش عارف هرجع أمتى..
عارف إني يمكن أترفد من شغلي.. وإن يمكن حاجات كتير تتعطل..
بس لما أترفد من الشغل أحسن من لما أترفد من الحياة..
في إنتظار اقتراحاتكم بالنسبة للأماكن اللي ممكن تراح هناك.. ونفسي طبعاً ألاقي أصحاب أقابلهم هناك..
إدعولي..

الثلاثاء، يوليو 24، 2007

فخور بأني كاتب إليكتروني

مقالة عظيمة، لقيتها على موقع ميدل إيست أون لاين.. عنوانها "نصائح للكاتب الإليكتروني فقط".. قرأت النصائح.. والحقيقة كان عندي تعليق أحب أحتفظ به لنفسي.. المهم.. قلت أنقلها لكم.. وتعلقوا أنتم..

حذفت المقدمة ربما لأنها طويلة ومملة وغير ومفيدة.. لكن النقاط التي كتبها كاتب المقال هي الأهم.. اقرأوها وعلقوا..

.........

1. ان وجود اسمك ايها الكاتب الكريم في الموقع الالكتروني لا يعني انك قد اصبحت كاتبا مرموقاً يشار له بالبنان، وتسير بذكره الركبان. بل لا تتوهم انك حينما تمشي في الشارع ان الناس سينظرون اليك، أو سوف يطلب توقيعك البعض كما يطلبها من مطربيين ومطربات وراقصين وراقصات وممثليين وممثلات!

2. لا تنخدع أبداً بمن يقنعك بان مقالك الالكتروني سوف يغير خريطة المقالات في عالم الانترنت وسوف يجعل منك انساناً من جنس اخر يحمل بين جنبيه عبقرية فذة استثنائية نرجسية جبارة خارقة لحدود الزمان والمكان، بل لا تلتفت لمن يقول لك ان مقالك سوف يُحدث قطيعة ابستمولجية- بلغة باستون باشلار- عن بقية المقالات التي كتبت قبل ان ينشر مقالك المذكور.

3. لا تفرح كثيراً وتنتفخ على الاخرين حينما ترى مقالك وأسمك موجودا في الكثير من المواقع التي ارسلته اليها، والافضل ان تتخذ موقفاً أخر غير السعادة! لسببين، الاول ان مسؤوليتك قد اصبحت أكبر خصوصاً اذا افترضنا ان هنالك اكثر من شخص سوف يقرأ مقالك وبالتالي سوف يوجه لك أكثر من نقد ومن منطلق اتجاهات متنوعة؛ والثاني ان وجود الاسم في الكثير من المواقع سوف يؤدي في بعض الاحيان الى الملل والتذمر من صاحب هذا المقال الذي صدّع رؤوسنا بمقالاته التي نراها كلما فتحنا موقعا.

4. ان صاحب الموقع الذي طابقت افكارك افكاره وسارت على نمطيتها يحتاج لك ولمقالك من اجل انجاح موقعه وأمداده بنسغ البقاء وشريان الوجود أكثر من احتياجك اليه ان كنت مكتفياً معنوياً وسايكولوجياً!

5. ان احتياج صاحب الموقع الألكتروني اليك يعني ويفترض في بعض الاحايين انه سينشر -على مضض- مقالك في الموقع حتى لو كان تافه وسطحي وليس له قيمة تذكر في عالم الكتابة !!!

6. انك ايها الكاتب الالكتروني اداة او وسيلة يحقق بها صاحب الموقع ما يريده، واذا شئت ألتاكد من ذلك فاكتب مقالا لا يناسب افكار صاحب الموقع وحينها سوف لن ترى اسمك مرة ثانية في الموقع!

7. ان بعض أصحاب المواقع الالكترونية الذي ترسل لهم المقال يضحكون على مقالكم ايها الكاتب الالكتروني سواء أكان من ناحية المضمون أو العرض والاسلوب، ولكنهم يتغاضون عن ذلك من باب ان موقعهم يحتاج الى ان يمتلئ في اليوم الفلاني بمقالات معينة!

8. ان المقال الذي تكتبه ياصديقنا العزيز -وربما تتعب فيه بصدق- لا يقرأه احد مطلقاً في بعض الاحايين، بل يقتصر القارىء الذي يفتح الموقع الذي وجد فيه مقاله بالاكتفاء بالعنوان فقط!

9. حاول ايها الكاتب الالكتروني ارسال مقالك المنشور في الموقع الى صحيفة مكتوبة تتقيد بالقواعد المهنية لنشر المقال لترى حجم مقالك الحقيقي وقيمته التي يجب ان يوضع فيها على نحو الدقة!

10. ان بعض القراء الذي يفتحون المواقع الالكترونية من اجل التصفح لا يقرأون عنواوين المقالات بل يبحثون عن اسماء لكتاب معينين حالما لا يجدوها في الموقع فان تحريك (ماوس) الحاسبة في صفحة الموقع على علامة x هو اول شيء سوف يفعله!

11. حاول ايها الكاتب العزيز ان تبتعد بقدر المستطاع عن العوامل الذاتية والنزعات الشخصية والأرهاصات الداخلية والانفعالات غير المنضبطة التي تتحكم في كتابات البعض، من اجل ان تقترب نحو مشارف الموضوعية والحياد والعقلانية وأن على نحو نسبي تقريبي ظاهري!

12. عليك قبل الدخول الى عالم الكتابة الالكترونية واتحافنا كل يوم بمقال ترى انه سيغير تاريخ الكتابة ويخرج على نمطيتها التقليدية، عليك ان تمارس القراءة بشكل كبير وعلى نحو مستمر ان امتلكت الوقت اللازم لذلك واستطعت ان تسرق ساعة او اكثر من ساعات النهار التي ربما تغرق باعمالك ومشاغلك فيها!

13. لا تجعل من كتاباتك سبباً لالحاق الاذى بأهلك وخصوصاً والديك! ان كانوا احياء أو اموات وذلك بسبب اللعنات والشتائم التي قد تتطاير من افواه القارئ الذي لا يعجبه ما زرعته في مقالك!

14. حرية الكتابة سيدي الكاتب الالكتروني لا تعني عشوائية الموقف وفوضى الفكر بل تعني المسؤولية وقدرتك الواقعية على تحملها مع النتائج التي من الممكن ان تترشح ممما قلته ان كنت واعياً بذلك!

15. لا تظن ان الكتابة في عالم الانترنت شيء سامي مختلف عن بقية النشاطات الانسانية الاخرى. فالكتابة مهنة حالها حال بقية الاعمال الحرفية الاخرى اختص بها امثالك دون البعض الاخر، ممن اختصوا بالتجارة أو البقالة أو الحدادة أو العمالة أو حمل الاوساخ والقاذورات وتنظيفها من الشوارع. فلو تأخر الاخير- مثلاً- عن المجيء الى بيتكم سيادة الكاتب الالكتروني لتوقفت عن الكتابة وهجرت الحاسبة من اجل التخلص من الاشياء التي كان يقوم بها هذا الانسان المُحترم الذي يكدح ليل نهار. وحينها ستعرف انك ومقالاتك الفذة غير قادرين على القيام بعمل المنظف الذي من المؤكد ان الكثير من الكتّاب يستهزأ به وينتقص من عمله وينظر له شذراً باحتقار.

16. لذلك فعلى كتاب الانترنت "ان يحاسبوا انفسهم قبل ان يحاسبوا" كما قال الامام جعفر الصادق بالنسبة للانسان بشكل عام الذي يندرج تحت جنسه كاتب المقال الالكتروني.
* عنوان البوست لصديقي "علي عبد المنعم"

الأحد، يوليو 22، 2007

جوجل لا يحب البدناء


وصفة سهلة جدا..

تدخل على "جوجل"..

تختار البحث في الصور..

تكتب كلمة "تخين"..

دقق النظر..

أيووون .. "على رأي أحمد حلمي"..

صورتي هي النتيجة الأولى..

إحنا بتوع المترو..




كانت مجرد فكرة ساخرة، أن تتم معالجة فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" مرة أخرى، وتقديمها من جديد في 2008 باسم "إحنا بتوع المترو"، وفي الفيلم، يقبض نظام مبارك على ركاب مترو أنفاق كامل بعد الإشتباه بهم.

لكن الفكرة تحولت إلى واقع.. يمكنك تجربته بنفسك، فقط عن طريق.. ركوب المترو.

مع ظهور مترو الأنفاق في القاهرة كان أسهل شيء في الوجود هو "التزويغ" من دفع التذكرة، وهي طريقة سهلة جداً خاصة مع غياب "كومسري" الأتوبيس الذي ينادي كل لحظة "تذاكر يا حضرة".. اعترف أني في المرة الأولى التي ركبت فيها المترو كنت أمسك التذكرة في انتظار الكومسري الذي سيتأكد من أنني أحملها، وسيقطع لي واحدة أخرى في حال ضياع الأولى أو تزويغي من شراءها.

لكن هذا لم يحدث، وكانت متعتي الأولى والاخيرة هي إبلاغ موظف الشباك بأني نازل "الأوبرا" في حين أني سأذهب "للخلفاوي" حتى أحظى بتذكرة بـ"50 قرش" بدلاً عن أختها الكبرى "أم 75"..

واضطررت مرة للقسم أمام مراقب الماكينات أن موظف الشباك الأول غلط وأعطاني هذه رغم دفعي لثمن تذكرة أكبر، وكانت النتيجة 10 جنيهات و40 قرش غرامة، دفعتها رغم أنفي.


الآن.. بعد طول خصام مع المترو لصالح لعنة الله في الأرض "ميكروباص الجمعية"، اضطررت مرة أخرى لركوب المترو مع زوجتي المصون التي تختاره لأنه "الحاجة الوحيدة اللي مفيهاش مطبات"، حيث أن المطبات خطر على الحمل.

تخاطب زوجتي مشاعري الأبوية التي لم تتفجر بعد، وأستجيب أنا بسهولة، وأركب المترو، وأستمتع بقصر المسافة بين "فيصل" و"البحوث"، من أول شارع الهرم حيث أسكن، للدقي حيث أعمل..

في المرة قبل الأخيرة، سحبني الظابط من يدي، وقال "الشنطة".. مددت يدي بها.. قال "افتحها".. فتحتها فقال "إيه ده".. أخبرته بأنه "لاب توب".. نظر إليه بحب وتمني، دقق النظر في البطاقة التي طلبها مني منذ قليل.. "اسمك إيه؟؟"..

لسبب لا اعرفه أصبحت أتمتع بكراهية لكل ما يرقد النسر على كتفه، ولسبب أعرفه فإن الكراهية تتحول إلى غلظة واستهانة وازدراء، حتى في المرة الأخيرة التي استدعاني فيها "البية" من مكتب أمن الدولة ليسألني "بتعمل إيه على الإنترنت؟"، كانت النتيجة أنني انفجرت في وجهه بصوت عالي أخبره أنه لا يملك الحق في "لطعتي" في الاستقبال ساعة ونصف ليسألني في النهاية "بتعمل إيه على النت" وإن كان عندي تليفون في البيت أم لا، ولماذا لا أسكن بيت جدتي في شبرا بعد أن تزوجت؟؟

(سأحكي لكم الحكاية فيما بعد.. انتظروها)

لهذه الأسباب أخبرت الظابط في المترو بصوت عالي إن اسمي مكتوب في البطاقة، وإنه إن كان يعاني من مشكلة في قراءته فتلك مشكلته الشخصية التي ربما يبحث عن شخص غيري ليحلها له، ولعل هذا ما جعله يعطيني البطاقة مرة أخرى في هدوء ويسمح لي بالمرور بالمعجزة التي أحملها في يدي "اللاب توب"..

وركبت المترو ووصلت عملي، وعدت مرة أخرى، وأنا لا زلت مواطن صالح مسكين لا أعرف خطورة ركوب المترو باللاب توب.. لكني عرفت.. الجمعة الماضية.

السبوبة وحدها اضطرتني لركوب المترو يوم الجمعة، قبل الصلاة، في الفترة التي أعتقد أن الله خلقها لننام فيها فقط، حتى هؤلاء الذين يلتزمون بقراءة سورة الكهف كل جمعة، يفضلون قراءتها مساء الخميس، حتى يحظون بحقهم الدستوري في النوم قبل الصلاة وحتى موعد التواشيح الأولى.

لكن.. لا نوم مع سبوبة.. موعدي في المعادي.. إذن هو المترو..

داخل محطة فيصل.. سألني ظابط آخر عن اسمي في البطاقة، وعن الشنطة واللاب توب.. وسمح لي بالمرور..

في محطة المعادي مررت دون إزعاج.. ذهبت لسبوبتي، صليت الجمعة، اصطحبت لاب توبي في طريق العودة.. ورجعت إلى المحطة، قطعت تذكرة من فئة موحدة "100 قرش".. وضعتها في الماكينة.. ووضع الظابط ذو النظارة السوداء يده على حقيبتي.. و"ثانية واحدة يا أبو الكباتن"..

...

في مكتب أمن الدولة قلت للظابط، "أنا مواطن بدافع عن حقي يا باشمهندس"، وقد تسبب ذلك في ثورة عارمة كادت أن تجعله يستخدم معي "التنميلة" التي أمر مساعده بإحضارها من الغرفة المجاورة، طالما يغضب سيادته من "باشمهندس" لماذا لا يعرف صديقه وزميله في المترو أن الله وهبني اسماً غير "أبو الكباتن" وأنه يستطيع منادتي بـ"أستاذ" أو "حضرة" أو حتى "باشمندس" علماً بأني لن أستخدم معه التنميلة التي لا أعرف شكلها ولا طريقة استخدامها..

...

- ايه ده يا "أبو الكباتن"؟؟

- لاب توب..

- وأنت رايح فين يا "أبو الكباتن"؟؟

- الجيزة

- سيد.. أوصف لـ"أبو الكباتن" طريق ميكروباصات الجيزة..

- بس أنا هركب المترو..

- لا معلش يا "أبو الكباتن"، ممنوع ركوب المترو بأي أجهزة كهربائية.. واللاب توب جهاز كهربائي.. يا "أبو الكباتن"..

..

أخبرته أنني أركب المترو يومياً، ويتم تفتيشي والسماح لي بالمرور.. أخبرته أنني اركب الطائرة به وأشغله فيها، أخبرته أن اللاب توب أكثر من مجرد "جهاز كهربائي"، أخبرته أن المترو وسيلة مواصلات عامة.. وأن من حقي أن أركبه..

كل هذا لم يصلح معه، إذن، فهي القسوة مرة أخرى.. على طريقة "هو أنا كل يوم هلطش اتنين ظباط"...

"شوف يا باشمهندس.. أنا هركب المترو باللاب توب، غصب عنك.. أنا صحفي وهخرب بيوتكم.. وبمووووت في الفضايح، وانتوا مش ناقصين، وبعدين هتعمل معايا إيه.. أنا دلوقتي بزعق وبقولك إني مواطن غير صالح أرفض تنفيذ تعليمات وزارة الداخلية.. ياريت نروح مع بعض لرئيس المحطة"..

اكتشف الباشمهندس أن المحطة ليس لها رئيس ولا بها نقطة شرطة، سحبني على غرفة خالية، وسألني.. "بتشتغل فين؟؟"، "بشتغل في الدستور" (كان هذا منذ شهور)، بدأت النظرة تختلف.. دستور يعني فضائح، وربما يكون هناك مواطن شقي يجرب كاميرا موبايله أثناء هذا التلاحم الفريد الحميد بين الشرطة والشعب والمترو..

أفسح لي الطريق وهو يذكرني بأنه ليس خائفاً من "حتة صحفي"، تماماً كما أفرج عني "الباشمهندس" في أمن الدولة من أسابيع ثلاثة حين أخبرته أن "3 منظمات حقوق انسان واحدة منهم برة مصر، وقناتين فضائيتين الجزيرة واحدة منهما عارفين إني في مكتب أمن الدولة"..

في المترو بعد أن مررت وركبت.. تحولت العربة التي ركبتها إلى مقهى ثقافي.. ومحراب صلاة.. مقهى للحديث حول الظلمة اللي عايزين يمنعوا المواطنين من ركوب المترو.. وجدوى جهاز الأمن في مصر ومدى كفاءته، ومحراب للدعاء على الظلمة ذاتهم.. والدعاء لي بإن "ربنا يديك على قد نيتك"..

الآن.. يكتمل الفيلم في رأسي.. "إحنا بتوع المترو".. أبحث فقط عن أغنية مثل التي غنتها شادية في الفيلم.. "عملتوا إيه يا ولادي؟؟".. في الخلفية يرد الكورال "شيلنا لاب توب في المترو يا أمي"..

السبت، يوليو 21، 2007

حالة حوار


- وأنت يا حاج رايح فين؟؟

- أنا يا ابني رايح عند كازينو الليل، جنبه مكتب الصحة، عشان أطلع شهادة صحة أروح أعمل بيها عمرة..

- وهما يعني ملقوش مكان غير كازينو الليل يعملوا فيه مكتب للعمرة، كان ممكن يعملوه جنب مسجد السلام..

..........

* حوار بين سواق ميكروباص وراجل عجوز النهاردة الصبح

الخميس، يوليو 19، 2007

صباح الفل عليكم جميعاً (2)

أكتب بالعامية ولا الفصحى...؟؟، السؤال الأسوأ في تاريخ جلوسي أمام الشاشة وفوق الكيبورد.. (أمثالي يجلسون عادة فوق الكيبورد بميلهم للأمام وضغطهم بقوة على الأزرار، على كل حال.. هذا هو السطر الثاني وأجدني أكتب بالفصحى.. إذن هي الفصحى).

نعود للبدايات، هي دائماً تنذر بشكل النهايات، وأنا عادة لا أحب النهايات السعيدة، لكني أحب السعادة في البدايات..

البداية هنا كانت مجرد جولة على الإنترنت الواسع الشاسع يسع من الحبابيب ملايين، ولا حدود للإختلاف في وجهات النظر، خاصة وأن مساحة "الحجر" والمنع محدودة.. وعلى رأي عشرينات "فارس لفارس.. والإنترنت واسع"..

"زقزوق" عامل مدونة، شيء لطيف والله، أصل الأستاذ زقزوق بطريقة ما يرقد اسمه على ماسينجري المتواضع، ولأنها عادة سيئة تعلمتها منذ أن كنت أدخل النت في سايبر بـ2 جنيه الساعة، فإنه كان واحداً من هؤلاء الذين أرسل لهم لينك بكل جديد كتبته على عشرينات أو mbc أو المدونة.. حتى كان يوم أرسلت له اللينك، فرأى أن يفتح معي كلام، وكان كلامه للحقيقة أقل من أن يفتحه أحد.

"أنت ليه بتبعتلي اللينك، المدونة دي مش مفضلة بالنسبة لي، وأنا شايف إن مش من حقك تبعتلي الليلنك"..

كعادتي في الظروف اللي بالشكل ده، أرفع شعار "فلنحلق رؤسنا قبل أن يحلقها لنا الآخرون"، سألته أصلاً ايميله الكريم بيعمل إيه على ماسينجري، بالإضافة إلى سؤال بديهي، "يا عم لما أنت مجهز القلل، وهتكسرها ورايا أول ما أعملك بلوك، ما تعملي بلوك وتخلص.. ونبقى وفرنا القلل"..

الحقيقة رده ثبتني، قال إن دي نقرة ودي نقرة، فأنا قلتله إني بصراحة مش هعمله بلوك، لكن كل ما أكتب حاجة جديدة هبعتهاله على الماسينجر، ولو هو معترض، ممكن يفارقنا ويرحل.. خاصة وإني أصلاً مش فاكر إحنا تبادلنا الإيميلات في أي ظروف.

إذن، فلما الأستاذ زقزوق يعمل مدونة، فإنها لابد وأن تستحق الزيارة من شخص مثلي، طعنه زقزوق في أعز ما يملك في عالم التدوين، وبالتالي، نزور المدونة ونتعلم فنون التدوين من الأخ زقزوق.. دخلت.. وعجبني الجو شوية.. خلفية زرقاء، وكلام لطيف، واهتمام مشترك بالفيس بوك، ثم "فخور بإني مدون إسلامي".. وماله يا أخويا.. أفخر واتفشخر، عادي جداً والله.. بس أنا فعلاً عايز.. "أفهم".

كتبت ما كتبت، وبأسلوبي الذي يعرفه كل من قرأ لي يوم، ساخر متهكم، باعتبار أن السخرية والتهكم لم يدرجا بعد في لائحة الأفعال الإنترنتية المحظورة، ولأثبت أن الأمر أزعجني جداً، تدخلت بالفوتوشوب في البانر، وأضفت كلمة مش إسلامي، وأنا مقتنع تماماً بما كتبت.. وبما فعلت.

ثم دخل الأخ زقزوق ليرد، وسأل :" مش اسم مدونتك "وأنا مالي"؟ يبقى وانت مالك فعلا؟ ده السؤال".. والحقيقة إن "مالي ونص كمان".. لكن تلك نقرة أخرى ربما تقرأ عنها قريباً..

ثم يدخل الاخ زقزوق مرة أخرى ليقول : " مكنتش أحب أرجع هنا تاني، بس اللي بيقول كفرت ولو حتى بهزار فمش مستحب خالص الموضوع يوصل لكدة، لأن بمنتهى البساطة براء مكفرش وفي نفس الوقت الكلمة دي هتتنسب لحد حاطط يافطة فخور بأني مدون إسلامي..


على فكرة يا براء، فيه تدوينة عندي بتوضح وجهة نظري عن مصطلح إسلامي، ورغم اني مبحبش أدعو الناس اللي علاقتي بيهم سطحية لقراءة مدونتي بلينكات في الماسنجر أو عبر تعليقات في مدوناتهم، فأنا بس هعمل كدة المرة دي"..

ماشي ياعم .. نروح نشوفه كاتب إيه.. ونلاقي في كلامه ما يلي " كثر القيل والقال من الجاهلين أو المستجهلين، أعداءه وبغباء فريد ينتقدونه، ويوضح له جهله بالمنطق، أسئلتهم المعتادة والتي لا تلقى صدى مثل صياح الديكة فوق الأسطح، بل يكتفي بالتهكم كي يظهر خفيف الظل لا كي يفضح من يراهم على خطأ، وإن كان هو يريد كشف الخلل فينا، فليتركنا نكشف ما به من كوارث أولا".

لا يا شيخ.. أنت تقصدني.. يعني أنت بترد عليا أنا.. لأ وإيه.. بترد في مدونتك الإسلامية الحنيفة.. يا عم صلي على النبي.. إسلامية مين اللي تخليك لما تختلف مع حد ترد بالشكل ده.. عموماً الحق مش عليك.. الحق على مين طيب؟؟، هبقى أقولك مرة تانية على إنفراد!

شوف يا سيد.. أنا شخصياً عندي مشكلة في إنك ترفع اليافطة دي، يمكن لإني مدون بدافع عن "التدوين" وده حق مشروع لأي مدون في العالم، بدافع إن التدوين يفضل تدوين، وإن صديقي عبد المنعم محمود لما يتقبض عليه يتقبض عليه لإنه إخواني ناشط، مش لإنه مدون".

بدافع عن نفسي، إني أتنفس شوية حرية في التعامل مع ناس مش رافعين يفط، خاصة وإن كلامهم وجيه وأحياناً بيكون عبقري، لكن هتجبرني ليه إني أقرأه داخل إطار..

عموماً، أنا شخصياً واخد موقف مبدئي، بإني أبطل أزور أي مدونة مكتوب عليها إن صاحبها "فخور بإنه مدون بوذي" حتى.. خلينا أروح لعلاء ومنال ولوائل عباس وعمرو عزت ومالكوم إكس وهكذا رضوى وبنت بلد وبنت مصرية ومصعب الخير وقضية عم أحمد وأحمد يقولها على طريقته.. خليني أتعامل مع ناس ملهمش إطار أتصدم بيه، ولو كان عندهم.. فهم مكتفين بوجوده، وليس لديهم نية لإبرازه بهذا الشكل "الفج".

الغريب إن زقزوق دارس إعلام، وعارف كويس الفرق بين "اللطيف" و"الفج"، لكن دي مشكلته الشخصية..


يخلص كلامنا مع الأخ زقزوق اللي نور مدونتي مرتين، واللي أنا كمان نورت مدونته مرتين.. وبكدة نكون خالصين!

نروح للأخ "عياش".. وقد أعطاني درس لن أنساه!

في الوقت اللي بطلب فيه بشكل ساخر إنه يتحاكم على البانر اللي صممه، يدخل هو على تدوينة قديمة إسمها "صغيري"، ويقول تعليق لطيف.. ويشكر في أسلوب الكتابة..

الحقيقة محدش عادي يعملها، وفعلاً اتعملت منها كتير..

كلامك يا عياش على عيني وراسي، ومردود عليه بمسألة الإطار، لكن اعذرني إنه يمكن يكون مش مقنع شوية، بالإضافة إلى أنه قديم ومستهلك.. وربما حتى لا يلائم طبيعة الوسيط الذي نلتقي خلاله.. (الانترنت / التدوين).

عموماً، نكمل النقاش مع عياش على الماسينجر، وكفاية وجع دماغ للناس..

نيجي بقى للأخ بتاع "الكفر"..

صباح الفل يا ريس.. قابلني لما تفوق.. عايزك في سبوبة تكفير على خفيف..

..

* من ساعة ما بدأت أدون وأنا مش برد على التعليقات، يمكن قلة وقت، ويمكن قلة ذوق، ويمكن قلة فهم، على كل حال بعتذر لأي شخص انزعج من هذه الصفة، ويمكنكم الآن الاستمتاع بردي على التعليقات على التدوينة الأخيرة "قابله".. حيث يهاجمني "مجهول" آخر بسبب غلطة إملائية بسيطة.. ابكوا معنا..


* الجزء الأول من هذه التدوينة، هي أول تدوينة كتبتها على هذه المدونة.. وهي تعني لي الكثير!

الأربعاء، يوليو 18، 2007

قابلته..

من اليمين (أنا - أ.حمدي الحسيني - دكتور جلال أمين - أ. عبد الهادي أبو طالب)

كان يوم مميز قوي.. يمكن من الصبح وأنا حاسه مختلف لإني عارف إني هقابله في "عشرينات" بعد الضهر..

كلمت 10 أشخاص على الأقل.. "يا رجالة الدكتور جلال أمين هيكون ضيف عشرينات النهاردة الساعة خمسة.. أوعى يفوتكم.."..

الحقيقة محدش منهم جه، واحد بس قالي.. "مين جلال ده؟؟"، على قد ما السؤال كان غبي، على قد ما كنت فرحان إني أشرحله، وإني أمارس دوري البطولي في إني أقول لأصحابي عن ناس ميعرفوهمش..

"دكتور جلال ده يا عمي يبقى صاحب سؤال جامد قوي اسمه "ماذا حدث للمصريين؟"، وصاحب نظرية "عصر الجماهير الغفيرة"، وسؤاله الأخير كان عنوان سيرته الذاتية "ماذا علمتني الحياة؟"، ده بالإضافة إنه كاتب مهم في المصري اليوم والدستور، وكمان أستاذ في الجامعة الأمريكية في القاهرة"..

يسألني "ومالك معجب بيه كدة"..

أرد عليه الرد اللي قلته للدكتور نفسه بعد انتهاء الندوة، انتظرته في الطرقة، وسلمت عليه بأدب نادر ما أمارسه،

وقلتله..

"عارف يا دكتور.. الشباب اللي في سني بيبقوا معجبين بعمرو دياب وكاظم الساهر ومحمد منير وروبي.. تقدر تقول إني معجب بيك بنفس الشكل.. إعجاب يقترب إلى حد الهوس"..

سألني.. "عندك كام سنة؟".. قلتله "21"..

قال في تواضع عظيم.. "وأنا بقولك إني فخور إني يكون عندي معجب في سنك، وبيتكلم زيك"..

أنا بقى سوقت فيها.. طيب يا دكتور بقى مدام أنت فخور كدة.. خليني أقولك على كام مشروع من مشروعاتي المتعلقة بكتبك اللي قريتها كام مرة لحد ما حفظتها.. قلت له المشاريع.. والراجل اتبسط قوي..

أنا مبسوط جداً إني قابلته..

يمكن لأني لما قريت له اول مرة كنت بتعامل معاه باعتباره مات من زمان، وبالتالي كان عندي حسرة إن الشخص ده يكون موجود على كوكب الأرض من غير ما أقابله.. وإمبارح.. قابلته.. وإن شاء الله دي متكونش آخر مرة.. إدعولي مشاريعي تتحقق.. وأقابله تاني..



فريق عشرينات

جانب مني.. وجانب من الحضور

شكراً دكتور جلال..

مرجان أحمد مرجان .. "خيرها في غيرها"!



"عادل إمام لا يحب التغيير" .. معلومة يعرفها كل الذين تابعوا مسيرة الفنان الكبير، فهو من ناحية يفضل التعاون المستمر مع مخرجين ومؤلفين لفترات طويلة، فخلال مسيرته تعاون بشكل ملفت مع وحيد حامد الذي قدم معه أفلاما كوميدية سياسية فريدة في السينما العربية، كما كان اسم المخرج محفوظا لشريف عرفة أو سمير سيف.

وهو كفنان كوميدي معروف بـ"إفيهاته" الجنسية الصريحة خلال أفلامه، إلا أنه خيب توقعات جمهوره بأن تكون حياة النجم مليئة بالفضائح كعادة النجوم الرجال المعروفين، فحياته الأسرية هادئة ومستمرة منذ أكثر من ربع قرن، وزوجته من خارج الوسط الفني، وهو لم يتزوج أكثر من مرة، كما لم يرتبط اسمه بأي فضائح أخلاقية من أي نوع.

من هذه المعلومات نستطيع أن نفهم "مرجان أحمد مرجان" أحدث أفلام الزعيم، الذي جاء دون أي تغيير.

وسيشعر عدد من مشاهدين هذا الفيلم أنهم في حاجة إلى "فهمه"، وليس مجرد الضحك عليه، فالفيلم هو ثاني تعاون بين إمام وشركة "جود نيوز" التي دخلت السوق السينمائي العام الماضي بفيلمين فريدين هما "عمارة يعقوبيان" و"حليم"، وتوقع البعض أن الشركة ستراعي في إنتاجها بعد ذلك أفلام على نفس المستوى الفني والقيمي، لكن ربما خابت توقعات هؤلاء بعد "مرجان".


فخلال عمارة يعقوبيان شعر الجمهور أن عادل إمام يفتح معهم صفحة جديدة، فهو خلال ساعتين مدة الفيلم، لم يصفع أحد الممثلين على وجه كما اعتاد أن يفعل في آخر عشرة أفلام له، كما لم يقبل الممثلة التي أمامه قبلة ساخنة، أو يشاركها رقصة مثيرة، أو يلقي بإفيهات جنسية كل دقيقتين، أو يظل يظهر وحده على الشاشة لأكثر من ثلاثة أرباع مدة الفيلم.

بل نجح إمام في أن يقدم حضورا هادئا متوازنا، وتقمص شخصية زكي الدسوقي لدرجة أن هؤلاء الذين شاهدوه وهو يصيح "أنا أقدم واحد في العمارة دي"، نسوا أفلاما أخرى له، مثل "خمسة باب" و"التجربة الدنماركية" و"السفارة في العمارة".

مع خروج المشاهدين من قاعات عرض "يعقوبيان"، كانوا في لهفة لأن يعرفوا الطريق الجديد الذي ربما يسلكه الزعيم بعيدا عن كوميديا الإفية، التي قدمها طوال مسيرته، خصوصا أنه أثبت نجاحا كبيرا خلال شخصية الدسوقي، كما أثبت له الجمهور أنه يقدر الفن بشكل عام، وليس الكوميديا فقط.

ثم جاء مرجان ...

الإنتاج لـ"جود نيوز" التي أعلنت أنها ستنفق على أفلامها بقوة، ولن تحذو حذو السبكي في الإنتاج المنفخض للأفلام، والإخراج لعلي إدريس الذي أثبت أنه ينضج بعد كل فيلم، ثم شراكته في البطولة مع ميرفت أمين بعد طول غياب عن السينما، وكعادة الزعيم في السنوات الخمس الأخيرة، استعان بمجموعة شباب حوله، تماما كما فعل في "أمير الظلام" و"التجربة الدنماركية".

إذن، لدينا هنا عوامل كثيرة لصنع فيلم ناجح، لولا أن "ورق الفيلم" كان من نصيب يوسف معاطي الذي قدم مع الزعيم عدة أفلام ومسرحيات، منها "التجربة الدنماركية" و"بودي جارد".

وإذا كان عادل إمام لا يحب التغيير، فإن يوسف معاطي يكرهه، وإذا كان عادل إمام نجح في الخروج من جلده في عمارة يعقوبيان، فإن يوسف معاطي تعامل مع الفيلم باعتباره مقال من مقالاته في جريدة الأهرام، أو كتاب من عشرات الكتب الساخرة التي كتبها، أو حتى حلقة من برنامج "الست دي أمي" الذي قدمه لفترة على شاشة التليفزيون المصري.

يوسف معاطي هنا يرغب في إضحاك الجمهور بأي شكل، وقد حقق في ذلك فشلا كبيرا، فالقصة التي تدور حول مرجان رجل الأعمال الثري الذي توفيت زوجته وتركت له ولدا وبنتا، هما "عدي" و"علياء" في سخرية سياسية بلهاء، ثم يستعرض كيف يعاني هذا الثري من الجهل وعدم الثقافة ويعتمد على الرشوة بالشاي بالياسمين.

خلال الفيلم نرى مرجان يرشي كل الناس، من أساتذة الجامعة حتى مجلس الشعر والأدب حتى قيادي في جماعة دينية في الجامعة، بل يرشي رئيس الجامعة نفسه الذي يوافق على دخول مرجان الجامعة للتعليم بها، رغم أنه لم يحصل حتى على شهادة تؤهله لدخولها، في غياب لأي درجة من درجات المنطق.

على هامش مرجان يظهر "عدي" و"علياء"، وطبعا لأن معاطي منحمها هذه الأسماء في إفيه، فإنك طوال مدة الفيلم لن تسمع أحد يناديهما بأسمائهما، وكأنهما بلا أسماء، فلن يعقل أن أشاهد فيلما كوميديا وأسمع اسم "عدي" عدة مرات، تكفي مرة واحدة في مشهد واحد، وليذهب المنطق للجحيم، والمجد للإفيه السياسي الذي يعجب الزعيم.


المنطق ليس غائبا في أسماء الأولاد فقط، بل في تصرفاتهما، فمرجان الجاهل والد لـ"عدي" المثقف والمهتم بالعلوم، ولـ"علياء" التي تصيح في وجهه بطريقة "سافلة" لن تراها على الشاشة أبدا "عايزين نكون فخورين بيك يا بابا".

ثم إن عدي الذي ولد في العراق، وعلياء التي ولدت في الأردن، الاثنين يدرسان في فرقة واحدة بالجامعة، بل إن والدهما حين يقرر دخول الجامعة يصبح زميلا لهما، رغم أن بداية الفيلم تبدأ أثناء الدراسة، وخلال هذه المدة تمر الانتخابات ويفوز مرجان، ويؤلف مرجان كتابا في الشعر، ويحصل على جائزة، ويتقدم بطلب دخول الجامعة، كل هذا خلال عام واحد.



ثم الدكتورة جيهان، النجمة ميرفت أمين التي لم تكن لتقبل أن تظهر مرة أخرى على شاشة السينما بشكل غير لائق، خصوصا أن تجربة إمام مع لبلبة في "عريس من جهة أمنية" ومع شيرين في "بخيت وعديلة" تؤكد أنه يفضل الضرب والشتم والجنس في البطلة التي تشاركه فيلمه.

لكن شروط ميرفت جعلتها حاضرة من "الجلدة إلى الجلدة"، لدرجة أن علياء حين تدخل المستشفى، وحين يقف مرجان قلقا عليها أمام غرفتها في مشهد معتاد، ينفتح باب الغرفة لتخرج الدكتورة جيهان، وتطمئنه على ابنته وتلومه بعض الشيء، وهنا فقط تتسائل، ألم يكن من الأفضل الاستعانة بدكتور كومبارس، لكنك تعرف الإجابة، إنه منطق يوسف معاطي الذي فضل أن يجامل نجمين في حجم إمام وأمين، عن أن يصنع فيلما متماسكا هو قادر على صنعه بالتأكيد.

لكن هل كان المنطق هو عيب معاطي الوحيد، الحقيقة لا، بل الشخصيات أيضا، عادل إمام في مرجان هو ذاته بطل "التجربة الدنماركية" و"الزعيم" و"بودي جارد" وعريس من جهة أمنية"، هو بكل تفاصيله، لم يظهر عليه أي جديد غير الإفيهات التي تسير هي الأخرى في اتجاه واحد.

ثم "هيثم دبور" الذي نجح معاطي في براعة يحسد عليها، وببرود غريب، في نقله كما هو من مسلسل "تامر وشوقية"، ليقدمه هنا بنفس المكياج ونفس الباروكة ونفس الجمل التي حفظها الجمهور، ورأى معاطي أنها لا تزال قادرة على إضحاكه.

معاطي حتى لم يجهد نفسه في اختيار اسم آخر لشخصية هيثم، بل وضع اسمه الثاني "هيثم دبور"، وللمفارقة فإن الاسم هو اسم صحفي زميل لمعاطي، وكأنه حتى لا يملك الحماس للعمل على الشخصية وتغييرها.

كل تلك السقطات لمعاطي دون الحديث عن الاقتباس من فيلمback to School الذي شاهده الجمهور الأمريكي منذ أكثر من 20 عاما.

وأنت تشاهد فيلم مرجان، ستذكر أن الإنتاج قوي، والإخراج جميل، والتمثيل حلو، والصفعات متكررة، والجنس غائب للمرة الأولى عن أفلام إمام الذي يغني للمرة الأولى، والديكور مميز، والموسيقى جميلة، لكن الورق جاء من يوسف معاطي، فأفسد كل ما سبق، خيرها في غيرها.

الثلاثاء، يوليو 17، 2007

مش إسلامي



عايز حد يفهمهاني..

لقيت البانر اللطيف ده على مدونة كنت داخل عليها بالصدفة..

هتجنن..

افهم إن واحد يكون فخور إنه مدون إخواني وسط جيش المدونين اللي نازل تدوين عن الأسرة والكتيبة والمعسكر وذكريات مدرسة الجمعة واليوم الإسلامي وباب الطهارة في فقه السنة..

كل ده أفهمه..

إنما مدون .. "إسلامي"..

مش واسعة شوية دي..

إسلامي إزاي يعني.. بيكتب مراعاة لأحدث الكتب الإسلامية زي "فقة التدوين" و"التدوين بين الثواب والعقاب" و"التدوين كوسيلة للدعوة الفردية والعامة" و"ماذا خسر العالم بإنحطاط المدونين"..

إسلامي إزاي..

يعني هيكتب عن إيه ويسيب إيه.. ؟

يعني هيكتب ليه أصلاً؟؟

لولا إني موقع على وثيقة "لم يؤخذ الكلام للمحكمة" بتاعة عمرو عزت، كنت طالبت إن اللي عمل البانر العبقري ده يتاخد على المحكمة، أو على الأقل يتاخد على ندوة من ندوات الصالون الإسلامي للدفاع عن الحريات الإسلامية بنقابة الصحفيين المسلمين، يرأس اللجنة الكاتب الإسلامي محمد عبد القدوس.. نروح هناك.. ونفهم منه يقصد إيه حضرته بالتدوين الإسلامي..

لالالالا.. مش قادر أمنع نفسي..

أكيد قبل ما يبدأ يدون بيصلي ركعتين "حاجة للتدوين".. ويسمي الله.. وبيكتب من اليمين للشمال.. ولو نسي حاجة يتسعيذ من الشيطان الرجيم.. وبعد ما يخلص التدوينة يحمد ربنا ويسجد سجدتين شكر، ويقرأ بعدها شوية مدونات إسلامية صديقة...

مش عارف..

يمكن أكون مزودها..

بس عموماً أنا اتنرفزت لما شفت البتاعة دي..

يمكن أروح أكمل شغلي وأرجع تاني أكلم عنها بهدووووووء وتركيز..

بس لحد ما ده يحصل..

أقدر أقول إني فخور إني مدون (مش) إسلامي..

وهحط البانر ده على مدونتي.. بس بعد التعديل..


وأنا مالي..

من وحي إلهام شاهين



للذين يعرفون محمد المعتصم.. وللذين لا يعرفونه..

جميعكم..

ستفرحون بالتأكيد حين تعرفون أن شخصاً مثله قد انضم أخيراً لعالم "الكتبة"..

وفتح مدونة جديدة.. اسمها

"من وحي الإلهام"..

ورغم إني مش فاهم قوي.. إلا إني..

فرحان..

أصلي لما بشوف محمد بفرح.. والمدونة شبهه قوي.. ابقوا زوروها..

الأحد، يوليو 15، 2007

صغيري (2)


أسمع كلام أبوك..
ونفذ كلام أمك..

الاثنين، يوليو 02، 2007

صغيري (1)


صغيري..

سأخبرك بالحقيقة.. شعرت تجاهك أمس ببعض الغيرة.. سامحني عليها.

حين أخبرتني أمك بأنك "موجود"، وأن علينا الاستعداد لاستقبالك بعد شهور، لم أفرح كما تخيلت أنني سأفعل.

ساورني شعور بالقلق.. لأنك ستصبح "صغيري".. ولأني في الحقيقة لا زالت صغيراً للدرجة التي ربما لا تسمح لي بأن أكون مسؤلاً عن صغير غيري.

أعترف أنني تجاوزت قلقي بعد دقائق، وأن الفرحة انتصرت في النهاية.. لكن بمرور الوقت، بدأ القلق يتلاشى، أو بمعنى أدق يتحول.. إلى خوف!

أخاف منك يا فتى.. "أسمح لي باعتبارك ذكر من قبل أن نعرف نوعك، ربما لأن عادة الرجال في العالم الذي ستصل إليه أن يفتخروا بأن لديهم صغار ذكور، وربما لأن ذلك سيوفر علي الكثير من نون النسوة وأنا أكتب لك، وإن كنت في الحقيقة، أتمنى أن أستقبل في بيتي المتواضع فتاة جميلة ساحرة تجبرني على احترامها (تماماً كما فعلت أمها منذ فترة)، ربما لأني أحب البنات عموماً، شأن رجال العالم الذي ستصلين إليه إن كنتِ إنثى جميلة اسمها يافا (كما اتفقت مع أمك)"..

أخاف منك لأن القادر على كشفي بسهولة.. أفكر الآن أنك بالضرورة ستصبح طفلاً، والأطفال أحباب الله، وأنا لازلت لا أعرف شعور الله تجاهي هذه الأيام، كما أني لا أعلم إن كان سيسمح لأحبابه بحبي.. أم أن ثمة أشياء ستجعله يطلب منهم العكس.

في مركبة نيلية، وبينما كنا نحتفل بعيد ميلاد "عمك مصعب"، اقترح "عمك زين" أن نلعب لعبة صغيرة، أن يبوح كل شخص على متن المركب بأحلامه بعد سنوات خمس.. عن نفسي، صارحتهم بأحلامي العملية الخاصة، وبحلمي الشخصي، أن يصبح لدي من هو قادر على النطق بـ"بابا".. دون أن تساوره أي مشاعر من الضيق بسبب كوني أبوه... فقط أرغب في طفل يفتخر أني أبوه، وأطلب من الله أن يمنحني بعض الوقت والعمر والطاقة، لأفعل له أشياء طالما تمنيت أن يجد كل طفل في العالم من يفعلها له.

حين أفكر بك.. أرى في رأسي صورة واحدة..

أراني بجسدي الممتلئ المتضخم أتهاوى تحت أقدامك، أجفف دموعك، وأصلح لعبتك المكسورة، وأنظف ملابسك التي اتسخت لتوها نتيجة لعبك المستمر في حديقة المنزل (رغم أننا لا نملك واحدة)..

أراني واقفاً على ركبتي لأصبح ملائماً لقامتك القصيرة، أحدك في أدب واحترام، وأستمع لطلبك الجديد، مع إظهار بعض الحزم تجاه طلباتك المعتادة من الحلوى وأكياس الشيبسي التي سأخبرك أننا سنذهب بسببها للدكتور ونأخذ حقنة كبيرة.. سنذهب سوياً في الحقيقة، لأنني أيضاً أحب الشيبسي والحلوى بنفس مقدار حبك لها.. لذا.. سأتراجع عن حزمي.. وننطلق تجاه البائع لإحضار المزيد منها.. دون أن نخبر أمك التي ستعترض بالتأكيد وتتهمني بأني افسد أخلاقك (تماماً كما أفسدت أخلاقها بزواجي منها)..

أراني جالساً على الأرض بجوار سريرك الصغير، نائم أنت، أو تحاول النوم، فيما تطلب مني أن أحكي حكاية جديدة من حكايات قبل النوم التي يحضر الأطفال إلى عالمنا وهم متأكدون أن عالمنا مليء بالحكايات التي تحكى قبل النوم.. رغم أنها ليست حقيقة..

سأخبرك أنني أشعر أنك أتيت للدنيا خصوصاً لتستمع لهذه الحكايات، وأنني بصراحة لا أحفظ منها الكثير، ستخبرني (بيني وبينك، وستطلب مني اعتباره سراً) أنك أيضاً لا تهتم كثيراً بأمر حكايات قبل النوم.. وأنك فقط تطلب سماعها لتجبرني على الجلوس بجوار سريرك قبل نومك.. وتطلب مني ألا أخبر أمك، لأنها بصراحة تحكي حكايات حلوة..

أتظاهر بالغضب، وأدير وجهي للناحية الأخرى، تصالحني أنت بقبلة، وتعاتبني بقولك أنني أحكي لك الحكاية نفسها منذ شهر.. وأنك تتمادى معي وتتظاهر بأنك تستمع لها باهتمام رغم أنك تعرف نهايتها.. ورغم أن أمك حكتها لك منذ شهر..

سأصارحك أنني أنا أيضاً سمعتها ذات يوم من أمك.. قبل أن تحضر أنت إلى الدنيا.. حين كنت أقوم أنا بدورك..

سيقفز السؤال التالي إلى رأسك، ومنه إلى لسانك، وسيدلك ذكائك أنه سؤال سري ينبغي أن تطرحه على أبوك بصوت هامس.. تقترب من أذني وتسأل.. "طب هو أنا جيت إزاي بقى؟؟"..

أتصنع الدهشة.. أرجع نفسي مرات.. ثم أقرر أن أفعل ما عزمت على فعله منذ سنوات.. "عندما يسألني ابني عن الطريقة التي جاء بها إلى الدنيا.. سأخبره بمنتهى الصراحة، ولن أختلق قصص بلهاء من عينة : وجدناك فجأة في السرير.. من عند الدكتور.. من عند ربنا.. تحت السجادة".. سأخبره بالحقيقة وربما استخدم الانترنت كوسيلة مساعدة وأشرح له على الصور (قرأت على إسلام أون لاين مشكلة من أم تعاني من صغيرها ابن العامين يجلس على الانترنت ويزور مواقع إباحية).. سأزور معه موقعاً إباحياً لصغار السن.. حيث يصورون فيه مشاهد خاصة لممارسة الجنس بين الصغار..

هنا فقط تدخل أمك الغرفة.. وتسأل في براءة عن السبب في أنك لم تنم حتى هذه اللحظة.. تأمرني بالخروج فأنفذ الأمر.. وتأمرك بالنوم فتتظاهر بالتنفيذ رغم أن الفضول يقتلك لمعرفة إجابة على سؤالك..

في الغرفة المجاورة ستسمع ضجيج وصراخ.. ستحاول معرفة الأمر دون جدوى.. تسألني في اليوم التالي فأخبرك أنه صوت التليفزيون.. رغم أن الحقيقة هي أن أمك كانت تعاقبني على ما كنت سأفعل بك وما كنت أنوي إخبارك به..

في الليلة التالية تخبرني بأنك غير مقنع بالمرة بفكرة قطعة السكر تحت السجادة وأنها طريقة ساذجة لإحضار الأطفال إلى هذه الدنيا.. سأحاول إقناعك.. وحين أفشل.. سأعدك بإخبارك بالحقيقة في يوم لاحق.. تكون أمك فيه خارج المنزل.

صغيري..

الآن فقط أصدق جدك الذي أخبرني مرات عديدة بأنه يحبني أكثر من نفسه، وأنني لن أدرك هذه الحقيقة إلا بعد أن أصبح أب.. والحقيقة أنه كذب على ابنه (الذي هو أبوك)، فسأشعر بحقيقة ما كان يقوله حتى قبل أن أصبح أب.. فقط بمعرفة أنني ربما أصبح كذلك قريباً..

كل هؤلاء إذن يحبون أولادهم أكثر من أنفسهم.. إذن يا صغيري المشكلة ليست في الحب.. هي فقط في طريقة تعبيرنا عنه..

هل يستوعب عقلك الصغير كل هذه الفلسفة؟؟.. توقع منك أشياء كثيرة، منها أنك ستحضر إلى هذه الدنيا وأنت مكتمل النمو.. وتملك من العمر سنتين.. بحيث نبدأ في التواصل سوياً من اللحظة الأولى لحضورك.. دون أن نضيع وقتي ووقتك في مرحلة النمو الأولى التي تقتصر معرفتك فيها على صدر أمك..

أتركك الآن.. أنت مشغول الآن بأمور كثيرة أهم من قراءة خطاب والدك الأول.. أنا أعذرك تماماً، رغم أني لابد أن أخبرك أن قراءة خطابات والدك أمر هام جداً، على الأقل لابد أن تظهر الاحترام الكافي لأبوك وأمك..

صغيري.. فلتأتي وقتما شأت.. وكيفما شئت.. حضورك يسرنا.. ونحن على استعداد لاستقبالك.. أما عن الأشياء التي فعلناها لأجل هذه الاستقبال.. فستعرفها في خطاب والدك التالي..

توقيع : أبوك يا ولد..