حدث في شارع زغلول
عند شارع زغلول سيحدث المشهد التالي.
الفتاة، ولنطلق عليها "سها" تنزل إلى الشارع في انتظار وسيلة مواصلاتها المعتادة، "سها" يمكن أن تركب الميكروباص، الأتوبيس الأخضر غير المكيف، الأتوبيس الأبيض المكيف، الأتوبيس الأحمر الجديد غير المكيف، أتوبيس الجمعية، التوك توك. سها يمكن أن تركب أي شيء في أي وقت إلا التاكسي بألوانه المتعددة، التقليدي : الأبيض في أسود، السوبر : الأصفر ومكتوب عليه رقم تليفون، الأبيض المتوسط : أو ما يطلق عليه "روتيتو" نظراً للشبه الكبير بينه وبين أكياس بطاطس تحمل ذات الإسم والشكل، وهو تاكسي تقليدي لكن بموديل حديث وعداد وتكييف يعمل عند الطلب.
و"سها" لا تركب التاكسي لأنها مسألة مبدأ، ومبدأ "سها" كفتاة عاملة أنها يجب أن تستمر في الذهاب للعمل كل يوم طوال الشهر، وركوب التاكسي مرة واحدة يجعل فرصة الذهاب للشغل معدومة في أيام خمسة تالية.
لماذا ركبت "سها" التاكسي؟، للإجابة على هذا التساؤل المنطقي، علينا أن نتعرف على شخص آخر، شاب في منتصف الثلاثين، ولنطلق عليه اسم "سيد".
لا أحد يعرف "سيد"، كما أن لا أحد يعرف "سها". ولا أحد يعرف ما السبب الذي جعل "سيد" متواجداً في شارع زغلول في ساعة كهذه، وهي إحدى ساعات الصباح ما بعد المبكر. العاشرة، الثانية عشر، شيء كهذا.
حين ظهرت "سها" في الشارع، لم يكن الحدث عادياً. والسبب : ملابسها.
تعتقد "سها" في مسائل غريبة، كالـ"حرية"، الـ"ليبرالية"، الـ"خصوصية"، الـ"استقلالية"، وهي بالطبع معتقدات – سواء كانت صحيحة أو خاطئة – تعاني بطئاً في الانتشار في شارع زغلول. أما "سيد" فمعتقداته تقف عند مسألة الـ"لية"، وللأجانب نشرح ونوضح، الكلمة المذكورة هي قطعة الدهن غير المتوقفة عن الإهتزاز الموجودة في مؤخرة الخروف. وسيد يحب الخرفان. هي كائناته المفضلة.
عندما شاهد "سيد" ملابس "سها"، تذكر بيانات بطاقته الشخصية، ذكر، مصري، مسلم، 33 سنة، كلية التجارة جامعة القاهرة، 9 شارع البطاريق متفرع من شارع زغلول. ثم فكر قليلاً، هل هناك ما يمنع أن يعبر "سيد" عن إعجابه بملابس "سها"؟. مزيد من التفكير، ومزيد من التأمل في بيانات البطاقة. ثم الإجابة الصحيحة : "لا مانع"، والإنتقال للمرحلة التالية من المسابقة لكن بعد الفاصل.
كيف يقول؟، كيف يعبر؟، ما ردود الفعل المتوقعة؟، وما الذي يريده أساساً منها؟. الحب، الجنس، الصداقة، الإبتسامة، العلاقة العابرة، التحرش، الإعجاب، الإخوة، المال، الشهرة، الأكل، الشرب، الكلام، الفضفضة.. كلها أسباب منطقية تدفع "سيد" لفعل أي شيء لإثارة انتباه "سها". كلها "حاجات" طبيعية ومفهومة، كما أن أساليب التعبير عنها مقبولة نوعاً. حتى المعاكسة قد لا تجد من يعترض عليها.
لكن، كانت لدى "سيد" حاجة أعقد. حاجة تلزم مزيد من الجهد في التعبير، مزيد من القوة والشجاعة. حاجة تشبه "سيد"، تطابق بياناته في البطاقة، وتلاءم اسم شارع "زغلول".
بهدوء، اختار "سيد" مكانه، منتصف الشارع، على الجزيرة، الرصيف الفاصل بين الاتجاهين، وقف أمامها تماماً، ثم أخذ لجسدها لقطة متأنية، من أسفل إلى أعلى، والعكس، قارن بين ملابسه وملابسه، أخرج قمصيه خارج بنطلونه، ثم جلس القرفصاء.
بهدوء لم تلحظه "سها"، التي كانت تسمع وقتها أغنية على الـ"MP3"، ولنقل أنها كانت "مفيش حاجة تيجي كدة"،... فتح "سيد" سوستة بنطلونه، ثم غطى بطرف قميصه الفتحة، دس يده للداخل، بحث قليلاً، ثم أمسك به، أخرجه، تأكد من أن نظره مركز على "سها"، لم يشغل باله للحظة إن كانت تراه أو يراه أحدهم. بدأ يحرك يديه. مرة. اثنين. ثلاثة. أربعة.. أصبح التحريك منتظماً. "سيد" يمارس العادة السرية أمام جسد "سها" في شارع "زغلول".
بعد مرور أقل من دقيقة، كان "سيد" في حاجة لدقيقة أخرى، الوضع صعب، وهو غير معتاد على ممارسة عادته في منتصف الطريق. ستأخذ العملية وقتها، وفي التأني السلامة.. الحركة تزداد انتظاماً. و"سها" تلمح بطرف عينها ما يحدث. دون أن تفهمه. لكن بمرور اللحظات. تفهم، وتفكر في رد فعل مناسب، فتقرر ترك مكانها والتمشية للأمام عدة خطوات.
في البدء كانت التمشية مثيرة أكثر لـ"سيد"، وتساعده على إنجاز مهمته بنجاح. لكن ابتعادها جعل العملية تفقد معناها. وقف، دون أن يدخل عضوه داخل بنطلونه، ثم تحرك بمحاذاتها على ذات الرصيف. حتى وصل لمكان وقوفها الجديد. وجلس جلسته السابقة، وأكمل ما كان يفعل.
أدركت "سها" قوة خصمها. الدماء تصعد بقوة إلى رأسها، ويده تصعد بسرعة وتهبط، هي أيضاً شبكت كفيها، وبدأت في فركهما، تفرك، تفرك، تفرك.
أما "سيد"، فشعر أنه يقبض على الدنيا براحة يديه، أحكم قبضته، وراقب يديها تفرك، وتخيل شيئه بين يديها، دون أن يغمض عيونه، تفرك "سها". يعض على شفتيه، تفرك، يعض، تفرك، يعض، تفرك يعض.
كانت في الواقع تبحث عن تاكسي، دقيقة أخرى تمر، تزداد سخونة الفرك، وتهرب بعيونها في اتجاه آخر. الهروب يزيد من جمال تجربة "سيد"، الذي اعتبره حياء فتاة عذراء اختار عريسها أن تقام ليلة الدخلة في الشارع، في ساعة صباحية مبكرة.
بهدوء يليق به، ظهر تاكسي أصفر سوبر، بأرقام مطبوعة على جانبيه، سلمت "سها" أمرها لله، أشارت، وقف، ركبت، وكان "سيد" قد أتم مهمته بنجاح، وقف، أدار ظهره لظهر التاكسي ومضى.
ملاحظات :
- تقنياً، كانت "سها" محجبة.
- القصة حقيقية وحدثت بالفعل أمام شارع زغلول المتفرع من شارع الهرم بمحافظة الجيزة جمهورية مصر العربية. وعند صاحب هذه المدونة شهود على الواقعة.
- أنا آسف.