"493".. تفا - صيل الطلبات للمنازل
الأحد :
في المكتب وحدي..
يخبرني أحدهم أننا في فترة أجازات، أفهم أنه يتحدث عن نفسه، هو وغيره ينعمون بالأجازة، أما أنا، فبين المونتاج والشقة الجديدة، أتابع مراحل مونتاج الأفلام، وأنصت طويلاً لاقتراحات دعاء بشأن الألوان وأماكن قطع الأثاث وأجيب بالصمت على أسئلتها عن إمكانية التخلي عن مكتبي لصالح ترابيزة كومبيوتر صغيرة من الخشب المضغوط.
دعاء تعرف أن ذلك المكتب لن يحتملني، تعلم جيداً أن المكتب الخشبي القديم يشكل بالنسبة لي شيء ما هام لا أعرفه أنا تحديداً، لكنها تتناسى كل ذلك، وتسألني مجدداً، مضيفة أن ترابيزة الكومبيوتر في "هايبر وان" بـ"320" جنيه فقط، وبالتركيب.. أبتسم، أخبرها بقراري المعتاد.. "اللي تشوفيه".
لا زلت في المكتب، متردد في ترتيب جدول اليوم، وصلت في الصباح، في تمام العاشرة، تابعت ما وصل إليه المونتير، أعطيته اقتراحاتي التي تقبلها كلها، الحقيقة أنني لم أكن سأتمسك برأيي في حال جادلني هو، داخلي رغبة كبيرة في النوم لوقت طويل، ومازالت الجملة ترن في أذني "بأننا نعيش فترة أجازات".
أتذكر عشرينات فجأة، كان أكثر مكان مناسب للحصول على أجازات طويلة، أذكر نفسي بأني كتبت نصف راويتي وأنا في أجازة، أحاول التفتيش عن الرواية فلا أجدها.. أمل بسرعة، وأنطلق في العمل.
أراجع بريدي، لا جديد، فقط رسالة جديدة من الإدارة تذكرني بموعد تسليم الحلقات، أرد بالجملة السحرية "جاري العمل".. أتلقى اتصال من العميل، اطمأن قلبه وأقول "نسألكم الدعاء"..
أتلقى اتصالات عديدة، تخبرني صديقة بأنها شاهدت برومو فيلمي "الشاهد أنت" على الجزيرة، أبدو مهتماً، أعلم أن الدش لم يركب بعد في الشقة الجديدة، أفتح التليفزيون في مكتبي، وأثبته على الجزيرة، وأنتظر البرومو.. لكنه لا يأتي.
أعود إلى شاشة الكومبيوتر، أراجع بريدي، رسائل جديدة، لا جديد فيها، المزيد من "جاري العمل".. أنتقل إلى المونتاج، أتابع ما وصل إليه المونتير، أشكره، على وعد باللقاء في السابعة مسائاً، لا تزال هناك سبع ساعات كاملة، لا أعرف كيف أقضيها.
يرحل الذين أتوا رغماً عنهم إلى المكتب، أكتشف أنني وحدي، أسلي نفسي بتحضير الشرائط التي ستشاهدها زميلتي، أكتشف أن عددها 27 شريط من نوعية الـ"VHS" هذا يعني ضعف هذا العدد من الساعات، لن تنتهي قبل الثلاثاء.
أجد الشريط رقم 28 بحجم مختلف، أصغر قليلاً، أتفحصه، وأدرك أنه من المستحيل مشاهدته بالفيديو الحديث، كما أن الفيديوهات القديمة اختفت، أدعو الله ألا يكون محتوياً على مشاهد هامة احتاجها في فيلمي.
أبحث في هذه الشرائط عن أي شيء له علاقة بالداخل الإسرائيلي، ونشأة الصهيونية، والتهجير، أصبحت مهتماً بالقضية فجأة، أصبحت موضوعات الأفلام تشغلني وتستغرقني، لا زلت أتابع اليوتيوب بدأب باحث مثابر، كما أني لم أتوقف عن جلب خطابات بن لادن والظواهري من الإنترنت حتى بعد انتهاء مونتاج فيلم "المواقع الجهادية".
أعود إلى مكتبي، أراجع بريدي، لا جديد على الإطلاق.. لن أضطر للرد على أحد، لكني أبادر بإرسال بضعة رسائل لعدد من الأصدقاء، أتفقد بريد الـ"Face book"، أرد على الرسائل التي تستحق، وأمحو ما تبقى.
أشعر بالجوع، أتصل بمحل فطاطري قريب، أطلب فطيرتي المفضلة، أقوم بها وحدي، بالإضافة إلى فطيرة حلوة صغيرة بالقشطة.. لماذا لم أشتري قشطة بالأمس من "المحمل"؟، ذهبت مع دعاء بعد منتصف الليل، قالت دعاء أنهم يقدمون خدمة توصيل الطلبات، وهو ما جعلنا نشتري كل ما نحتاج دون أي قلق بخصوص حمل المشتريات إلى المنزل.
اشتريت جبنة "فلامنكو"، وثلاث أنواع أخرى من الجبن، كما أشتريت "تورتة" كبيرة من "مونجيني" و4 قطع من البيتزا الصغيرة.
كانت دعاء مشغولة بشراء أنواع كثيرة من البهارات، كنت سعيداً لذلك، فأنا أحب رائحة التوابل، حتى أني تذوقت بعضها داخل المحل.
بعد انتهاء جولتنا، تقدمت للكاشير، طلب 493 جنيه، دفعتها غير مهتماً بالمبلغ، لكني أدركت أنني أشتريت مع دعاء ما يساوي مرتب موظف جديد في مؤسسة خاصة، لم أسمح لضميري بتأنيبي، أكاد أؤكد أن كل ما أشتريناه كان ضرورياً، على كل حال كان العقاب الإلهي في انتظاري.
سألت عن قسم توصيل الطلبات، أخبرني الموظف وهو ينظر إلى عربة البضائع المليئة لآخرها، بأن القسم أغلق منذ نصف ساعة، وأن علي أن أوصل طلباتي لنفسي.. نظرت إلى دعاء، أخبرتها أننا بحاجة إلى "دراسة الوضع".. أيدت كلامي، وقفنا دقيقة أمام "المحمل"، تأكدت من قراري، أخبرتها به، سنحمل الحقائب وحدنا إلى المنزل.. والحقيقة كانت أنني سأحملها وحدي، فدعاء تحمل مليكة، كما أنها متعبة من ترتيب الشقة الجديدة.
..........
لازلت في المكتب، الساعة تشير إلى السادسة، عندي اجتماع مع زمليتي بعد قليل أشرح لها خلاله ما أحتاجه من الشرائط الـ27، آمل أن تأتي في موعدها، سأتصل بالمونتير أخبره أنني سأصل متأخراً الليلة، لأني بحاجة إلى نوم عميق.
لازالت نشرة الأخبار مستمرة على الجزيرة، أخبار عن فشل اغتيال قرزاي، وانتخابات المحافظين في اليمن، وشيء عن خالد مشعل وأبو مازن لم أفهمه بالتحديد، وهناك زووم جميل على مبارك، لو حدث في التليفزيون المصري لتمت محاكمة المصور والمخرج والمونتير، لكن الحمد لله أن الزووم كان من نصيب الجزيرة.
أخيراً شاهدت البرومو، الفيلم يحمل اسم "المدونون.. الصحفيون الجدد".. أقول لنفسي أن الاسم الذي اخترناه في البداية كان أجمل، اخترنا "الشاهد أنت"، وهي ذاتها جملة بثينة كامل في الفيلم.. على كل حال البروم جميل، وساخن، وهو ما يؤكد نبوءة أحمد نصر الدين بأن الفيلم سيتسبب في القبض علي.
...........
قرأت عدد كبير من المقالات هذا النهار، سألت نفسي لماذا لم أعد أكتب؟، قرأت تدويناتي الأخيرة، وقررت أن أكتب بضعة سطور، أذكر فيها نفسي بما حدث، من الأمس إلى اللحظة.. وقد كان.
هناك 9 تعليقات:
:)
و الله مبدع :)
اوي
مش عارف ليه بحس ان كل المدونين عيال على جيلك يا براء :D
او عيال على مدونتك
:) في شهر 11 2006 .. كنت انت طالع في المدونون .. صوت المعارضة الجديد " كان اسمه كده ؟
دلوقتي انت بتعد البرنامج
:D يارب من نجاح لنجاح يا فندم
:D:D و ابقى هات عربية بقى .. هات ميني فان عشان تعرف تشتري براحتك :D
مبروك.. أنا شوفت إعلان الجزيرة وتوقعت يكون تبعكم بس استغربت لأن العنوان اتغير عن (الشاهد أنت) وأنتظر المشاهدة بفارغ الصبر وأتوقع أن يكون ممتازا لأن أول مرة واحد فاهم في النت يعمل حاجة عن الانترنت لأن كل اللي بيعمل دلوقتي حاجة عن الإعلام الالكتروني والمدونين بيتكلم بسذاجة شديدة وجهل مركب يجيب المغص.
ألف مبروك يا براء ربنا يجعل في خطاك البركة وفي أعمالك القبول
وسام كمال
قريت البوست
شىء جميل ان الانسان يحكى عن يوم من ايامة فى سطور
بعد ازنك بالنسبة اخ براء لااخ
AbdElRaHmaN Ayyash
كلمة كل المدونين عيال بالنسبة لااخ براء اعتقد انها مجاملة
لكن مش من حفك انك توصف ان كل المدونين عيال دة مش كلام
لان مع احترمى لبراء وما يكتبة ليس هو افضل المدونين
نعم هو كاتب موهوب لكن يوجد مثلة وافضل الكثير
كلامى مجرد عتاب لااخ
لان بصراحة كلمة كل المدونين عيال دى كلمة ممكن تتحط بين قوسين
تحياتى
الف مبروك الرجوع للمدونة
و اذا كان على السجن مخرج
الفيلم مش مشكله بس
اذا كان الفيلم انت الي
عاملة يبقي لازم نخاف علي
المشاهدين بتوع الفيلم
لحسن يحصلوا المخرج
انا متوقع إن ان شاء الله الفيلم
هيكسر بلاش هيكسر ممكن نقول هيقلب ..
بلاش هيقلب بص هو اكيد هيطلع فيلم
جامد جداااااااا
انا صديقك رامز
وزعلان بشدة اي نعم انت مشغول لكن انا مقصرتش في سؤالي عنك
واعتقد انك عارف انك اهملتني بعض الشيء
كتابتي ليست عتاب
ولكن اذكرك ايها الناجح دوما وبارك الله فيك
ان عرض الشاهد انت سيعد نقله هامه
وبما انك مسجل مع كريم البحيرى مدونه عمال مصر
فقد يعجل ذلك بالافراج عنه لانه سيكون مسجلا معاك وسيظهر وسيتسال الناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروك يا براء
ماشفتش البرومو وياريت تقولنا ميعاد البرنامج هايتذاع امتي بالظبط لاني مش باع ف اتابع الجزيره بانتظام الا اذا كانت في حاجه عارفه معادها وهاستناها
سلام
براء.. وصلتني رسالتك ولو حصلت أي حاجة والفيلم فاتنا... لازم نقلب منك نسخة ومتخفش حنداريها....
المهم لسة دعاء كانت بتكلمني على موضوع التوابل ده... التوابل يا بيه كانت 30 جنيه بس... كل الباقي ده جبن وتورتة وبيتزا... على العموم ربنا يزيد ويبارك
أنا وعلي برضه بندفع فلوس كتير في حاجات عبيطة (بس للأسف مهمة) للبيت ودايماً وإحنا بندفع الفلوس بنسأل نفسي نفس السؤال اللي قلته... الناس اللي مرتبها 300 جنيه و400 جنيه بجد عايشين إزاي؟؟؟
بس إحنا بقى بنروح أبو ذكري اللي في محيي الدين أبو العز وبرجع محملين على قلبنا أو بتفق مع ماما نروح كارفور الصحراوي ونجيب كل حاجة، نحطها في العربية، وماما توصلنا لغاية البيت... شفت النصب
I watched the show on Al Jazeera: Brilliant!
[…]عرضت قناة الجزيرة الأخبارية بعد حصاد يوم الاربعاء - برنامج تحت المجهر والذي عرض فيه المدون البراء أشرف تجربة خاصة في رصد أحداث المدونين المصريين لمجريات الساحة المصرية ، أحداث إضراب المحلة[…]
إرسال تعليق