الاثنين، أبريل 28، 2008

check your mail




تسأله : شوفت فيلم "You've Got Mail"..
يخبرها أنه أحد أفلامه المفضلة.

............

يبدو أن أفلام توم هانكس كلها مفضلة بالنسبة إليه، الحقيقة أنه النجم الأجنبي الوحيد الذي يحفظ اسمه، هو يعاني من حفظ أسماء نجومه المفضلين، جلس مرة ساعة كاملة يحاول أن يتذكر اسم "ميج ريان" لأحد أصدقاءه، ظل يخبره أنها تلك ذات الشعر الأصفر والإبتسامة الساحرة، لكن صديقه كان مملاً بحيث رفض الاشتراك في اللعبة، مخبراً إياه أن كل نجمات هوليود بشعر أصفر وابتسامات ساحرة.

لكنه لا ينسى أبداً توم هانكس، لقد منحه هذا النجم سعادة لا تنتهي، فهو أولاً ذو اسم سهل، يلتصق بالذاكرة من أول فيلم، وهو من ناحية أخرى صاحب أفلام ثلاثة، منحته عدد لا نهائي من لحظات السعادة، كما أنه ليس وسيماً جداً مثل زملاءه، توم هانكس يمكن أن يصبح مصرياً ببساطة، لو شاهدته دون أن تعرفه في شوارع القاهرة، فستقول أنه على الأرجح من المنصورة أو المحلة، وإن أقسم لك أحدهم انه اجنبي غير مصري، فستقول "يمكن يكون من سوريا أو فلسطين". ليس أبعد من ذلك أبداً.

منحه هانكس اللذة السرية كاملة في فورس جامب، كان يعتقد أن "فورست" هي ذاتها "فيرست" (First) وأن "جامب" هي "القفزة"، و"فورست جامب" هو "القفزة الأولى".. لكنه أدرك بعد مشاهدته للمرة الثانية، أن هانكس اسمه في الفيلم فورست، وأن جامب هو اسم والده، وأنه لا علاقة للجري الذي يجريه فورست في النصف الثاني من الفيلم بأي قفزات أولي أو ثانية.

ثم صفعه الصفعة الأقوى في "You've Got Mail"، هل يوجد سحر بهذا الشكل، هل يمكن أن يحدث هذا، تمنى يومها أن يتوقف الزمن بميج ريان بحيث لا تكبر أبداً، تظل كما هي، بقصة شعرها، ورقبتها البيضاء الرقيقة، تمنى أن تظل تستخدم معجون الأسنان نفسه إلى الأبد بحيث تظل أسنانها هكذا، لا أبيض من ذلك ولا أصفر، تمنى أن يتقدم علم الاستنساخ، أن يتمكن العلماء من تكرار جسد "ميج" في الآف النسخ، وان تصبح ابتسامة "ميج" متاحة لأي فتاة من شبرا حيث كان يعيش وقتها، لكن امنياته كلها لم تتحقق، يتقدم الزمن بميج، مثلما يتقدم بتوم، وتعجز محاولات الاستنساخ في إبقاء النعجة دولي على قيد الحياة، فما بالك بميج ريان.

لكن عزاؤه أن توم كلما كبر، كان يكتسب من السحر قدراً مضاعفاً. حدث ذلك في "صالة الوصول" أو "the terminal"، يؤكد أنه لم يضحك ويبكي في حياته في نفس الوقت إلا أثناء مشاهدته لهذا الفيلم.
............

تسأله : شوفت فيلم "You've Got Mail"..
يخبرها أنه أحد أفلامه المفضلة.

............

لدى "
Joe Fox" مكتبة ضخمة، هو سليل عائلة تجارية كبيرة تتخصص في الكتب، سياستها استحواذية بحيث تمكن من شراء كل مكتبات المدينة، عدا ركن صغير، تشرف عليه " Kathleen Kelly"والتي ترث المكتبة عن أمها.

هذا في الواقع، لكن على الإنترنت، يتعرف "فوكس" على "كيلي" مصادفة، وينتظر خروج خطيبته من المنزل كل صباح ليفتح حاسوبه المحمول، ويكتب رسالة جديدة إلى صديقته الإليكترونية، وينتظر رداً منها، "كيلي" تفعل الأمر ذاته.

تصبح شاشة الحاسوب لكل منهما نافذة سحرية تطل على السعادة، سعادة سرية صادقة، رسائل طويلة، تكتب في دقائق، تتحدث عن إذا ما كان كل طرف نام جيداً أم لا، سعيد في حياته؟، مسرور لأن المطر يهطل على المدينة وهناك توقعات بثلوج، كل التفاصيل التي تبدو تافهة، تصبح فجاة ذات قيمة.
..............

تسأله : شوفت فيلم "You've Got Mail"..
يخبرها أنه أحد أفلامه المفضلة.

.............

رغم أنه يتذكر الفيلم جيداً، لكنه لا يعلم على وجه التحديد ظروف وملابسات تعرفه بها.

هو يعرفها و"خلاص"، بدون أي مقدمات، بينهما علاقة تسمح لها بطرح الأسئلة الشخصية، وتسمح له بالإجابة عما يروق له منها.

هو – مثل أي شخص عادي – يحب الأسئلة المحرجة من فتاة جميلة تلبس جيب واسعة تصل إلى ما بعد الركبة بقليلة، يفضل هذا الـ"ستايل"، تذكره هي بالـ"snow white"، وككل الرجال – الذين هم في الحقيقة لم يبارحوا مكانهم في روضة الأطفال – فإنه يحب فتاة الثلج الأبيض، ويحلم بها في الليالي الصافية التي يكون الجو فيها ملائماً للنوم دون غطاء.

يحب اسئلتها، يترك نفسه لها تحلله كما تشاء، تخبره أنه بحاجة للذهاب إلى طبيب نفسي لتلقي العلاج، يسألها عن أعراض المرض الذي تلاحظه عليه، فتقول "قلة الحب.ز انت مش بتحب نفسك كفاية".. يقول "فعلا.. ده أحد أهم عيوبي"، يضحك داخله حتى يكاد يفلت "كركرة" هنا أو هناك، يتسائل إن كان هو لا يحب نفسه فمن المجنون الذي يفعل، يطمأن نفسه بنفسه، هو يحب كل شيء فيه، كل تفاصيله، كل أشياء، يحبه حتى في الاشياء البغيضة التي يعرف أنها بغيضة.. لكنه يستسلم لها، يوافق على الذهاب للطبيب، وإن كان يعلم أنه لن يفعل أبداً.

يسألها دائماً عن "عيوبه"، يفرح بما تقول، تخبره بالعيوب التي يعتبرها هو مميزات لا تعوض، تقول أنه "ديكتاتور مع هؤلاء الذين يحبونه"، أنه "ملوش أمان.. يكون قدامك وبعدين يختفي"، أنه "مودي جداً، بمزاج متقلب بين لحظة وأخرى".. أنه "ملول".. يدلدل رأسه لأسفل، يرسم تكشيرة، يقول أن صراحتها هذه المرة كانت شديدة على قلبه الضعيف، وأنه سيعمل على التخلص من عيوبه بسرعة، تخبره هي بأنها آسفة على تدخلها في حياته الشخصية، مذكرة إياه أنه هو الذي بادر بطرح السؤال "المحرج".. يضحك في سره من جديد، ويعلن استمتاعه باللعبة.

تقريباً، مارس معها كل الألعاب المشابهة، قابلها عدد لا نهائي من المرات، أنفق على مكالمتها مائة جنيه وأكثر، سألها مليون سؤال، وجاوب على تريليون.

لكنها اليوم، تطرح سؤالاً عادياً، لم يتردد لحظة في الإجابة عليه، لكن مع الحرف الأخير من السؤال، يدرك أن الخطر قادم، وأن عليه أن يحترس.
..............

تسأله : شوفت فيلم "You've Got Mail"..
يخبرها أنه أحد أفلامه المفضلة.
.............
ما المانع في أن تصبح لديه حبيبتان وأكثر؟!.
حبيبته الأولى – رغم أنها تذكره بخطيبة توم هانكس في الفيلم – لكنها ليست على نفس الدرجة من السوء، كما أن علاقته بها تخطت مرحلة الحب، هي الآن زوجته الحامل في شهورها الأخيرة، والتي أخبرها الدكتور بأن الجنبن طفل جميل، مكتمل النمو، وأنه يقترح عليها تسميته "مروان".

هل لأن "أم مروان" انتفخت قليلاً، لأنها تحمل مروان بداخلها، وستظل منتفخة بعد خروج مروان من جسدها ستة أشهر على الأقل، هل الإنتفاخات المؤقتة تلك تسمح له بتكرار ما فعله هانكس وريان في فيلمه المفضل.

لكن، هل يحب هو "أم مروان" فعلاً، أم أن الأمر لا يتعدي مجرد إلتزام ومسؤلية تجاه الأطفال التي تقول الإعلانات أنهم عادة ما يكونون الضحية، وهو – كرجل – يرفض أن يكون له ضحايا من فئة الأطفال، يفضل الضحايا من النساء، أو الرجال الأقوياء.

يترك صديقته السائلة تثرثر قليلاً، يغمض عينيه، ويعود بذاكرته بضعة سنوات، ويتذكر حبيبته الأولى.

لا شيء يؤكد أنه يحبها، الصدفة هي الشيء الوحيد الذي جعلهما حبيبين، ومن ثم زوجين. لا شيء أكثر، لا شيء أقل. الخطوبة كأي خطوبة، والشبكة كذلك، الفرح في مكان مهجور، وبحضور الأصدقاء المقربين، والحمل بعد الزواج بشهور قليلة، و"صباح الفل يا ابو مروان.. يتربى في عزك يا أخويا".. و"بس".

يعود للصديقة السائلة، يسمع منها ما تقوله بشأن الفيلم الذي شاهدته هي مؤخراً، ينسجم مع كلامها حتى النهاية، يسمعه بمنتهى التركيز، لا مجال لدخول "أم مروان" إلى عقله للتشويش.

تقول له أنه – كأي زوج – لا ينعم بالسعادة في حياته، يخبرها بالعكس تماماً، "أنا سعيد جداً، لدي وظيفة جميلة، وزوجة اجمل، وطفل من الجنة، وسيارة حديثة، وموبايل بكاميرا، وصحة معقولة، وذكاء مقبول، وملابس كثيرة، وقدرة متوسطة على ممارسة الجنس ثلاث مرات أسبوعياً، ودراية ببواطن الأمور فيما يتعلق بالسياسة والإقتصاد وماشابه"..

يقول لها أنه "مبسوط" أكثر من أي بني آدم، لكنه لا يرفض المزيد من الإنبساط، يطلب منها إكمال حديثها، معتذراً عن المقاطعة.

تقول له ببساطة أنه كذاب، فهو – كأي رجل – لديه وظيفة جميلة يخشى من أن يفقدها في أي لحظة، وزوجة أجمل تدمن التدخل في خصوصياته، وطفل من الجنة يستهلك المزيد من البامبرز كل يوم، وسيارة حديثة عليها أقساط، وموبايل بكاميرا مودليه يعود إلى الوراء سنوات ثلاثة، وصحة معقولة تجعله ينهج كل ليلة بعد أن يصعد دورين فقط هما الطريق إلى شقته، وذكاء مقبول من المقربين منه فقط، وملابس كثيرة مكدسة في الرف العلوي من الدولاب، كلها ضيقة غير صالحة للإستخدام، وقدرة متوسطة على ممارسة الجنس أمام شاشة الكومبيوتر حيث أن حالة أم مروان لا تسمح لها بأكثر من مرة في الأسبوع، وكما انه أصبح يمل أردافها المتضخمة، ودراية ببواطن الأمور تجعله يعلم إن مفيش فايدة.

يبتسم ابتسامة المنهزم، يخبرها أنها إن عملت في مجال التسويق فستكون قادرة على بيع الموت بأغلى سعر، تكشر هي تكشيرة المنتصر، وتطلب منه عدم التهريج، والإنصات.

"أنت مش مبسوط للأسباب السابقة، وأنا أيضاً لأسباب تتعلق بخطيبي الثري الذي يعمل في فودافون ومشترك في نادي الصيد ونادي اليخت، وعنده عربية حديثة اشترتها له أمه كاش، ويغدق علي الهدايا لكنه في النهاية مخنث لا يجيد التعامل مع النساء مثلك أنت".

تطلب زجاجة مياة معدنية صغيرة، ثم تحدق في عينيك وتضيف "وقد شاهدت فيلم You've Got Mail وأدركت أنه الحل المثالي، رجل متزوج غير راضي، مع فتاة مخطوبة على وشك الزواج غير مبسوطة، والعديد من الرسائل كل صباح، تسأل عن إذا ما كنت نمت كويس أم لا، وإن كنت سعيد لان المطر يهبط على المدينة مع توقعات بثلوج".

يطلب هو الآخر زجاجة مياة معدنية صغيرة، تمد هي يدها بزجاجتها، وتطلب منه أن يشرب "مطرحها" حتى يصبح مجبراً على الجري وراءها.

يغمض عينيه مرة اخرى بعد أن يشرب، ويفكر هذه المرة في الفتاة الجالسة أمامه، هل كانت ستقول كلاماً مماثلاً منذ عامين عندما لم يكن مرتبطاً على الإطلاق؟.

إطلاااااااااااقاً، أبداً، عمرها ما كانت ستفعل، هي ليست مجنونة، هي فقط "قذرة"، أو لعلها "مادة بعض الشيء"، لعلها أي شيء، لكنها لم تصاب بالجنان بعد.

ما الجديد إذن، ما القيمة المضافة التي أضافها الزواج له، بحيث يصبح في نظر "snow white" رجل ناضج قادر على إعطاءها السعادة التي عجز موظف الـ"فودافون" عن منحها إياها.

سيسألها هذا السؤال في مرة أخرى، هي الآن جادة جداً، تنتظر منه إجابة..

أعاد التفكير في مقولته الأخيرة، إنها تصلح للعمل في مجال التسويق، فكر هو في حل تسويقي يكسب فيه الوقت ولا يخسر الموقف، طلب مهلة للتفكير.

إنها المرة الأولى ربما التي يطلب فيها رجل من فتاة تبيع له الحب التفكير، لماذا يفكر، إنها تبيع له ما يحلم به في أحلامه السرية طوال الشهور الأخيرة من حمل أم مروان، ما الذي يحتاجه أكثر من ذلك، إيميل صباحي قصير، وإيميل آخر في منتصف اليوم وربما رسائل قصيرة في المساء، بالإضافة إلى مقابلات هامشية في كافية بعيد، وحضور حفلة عرض منتصف النهار في قاعات سينما جالاكسي مع طلاب الجامعة الثانوي.

إنه "مشروع السعادة"، إنها الفرصة التي لن تتكرر، إنه الـ"عرض" غير المتكرر، إنها الحالة التي سيحسدك عليها رجال الأرض والكواكب الأخرى، إنها الفعلة التي لن يحاسبك عليها مروان حين يصبح في سنك، إنها النصيحة التي ستمنحها انت إياه إن أطال الله في عمرك لتعيش حين يصبح هو زوج تحمل زوجته في الشهور الاخيرة، ستهديه نسخة من الفيلم، وتشاهده معه، ثم تدله على الطريق الصحيح، إنها الخيانة الإليكترونية التي هي ليست بخيانة، يذكر مرة قرأ لكاتب مغمور اسمه البراء أشرف على موقع إسلام اون لاين
مقالاً يصف ما يحدث له، اللعنة على كل شيء، كل هذا التفكير ينهش في عقله منذ أن فارقها، وكيف اقتنعت هذه الغبية بأنه بحاجة إلى التفكير، لن يفكر أصلاً، إنه موافق إلى الأبد، موافق على الدوام، موافق حتى النهاية، موافق و"خلاص".

يعود إلى المنزل، الليلة كأي ليلة، والطعام كأي طعام، والأحداث كأي احداث، لن تدرك أم مروان أن شيء ما حدث، وكيف تدرك، علاقته بها ليست رومانسية ولا روحانية بحيث تعرف ما به من نظرة عين كما تدعي، كل الزوجات كاذبات، لا توجد زوجة قريبة من زوجها بما فيه الكفاية، كل شيء في هذا البيت كئيب، اللعنة على الصدفة التي جعلته يصبح فجاة أبو مروان، اللعنة على كل من تزوجوا قبله ولم يخبروه بالحقيقة.

ينام، كأي نوم، يخشى أن تداهمه فتاة الـ"snow white" في أحلامه، لكن هذا لا يحدث، يستيقظ، تساله زوجته للمرة الأولى ربما عن إذا ما كان قد نام جيداً بالأمس، فجأة يكتشف أن هذه المرأة تحمل داخلها قدر من الرقة.

يضبط نفسه يلقب زوجته بالـ"مرأة" ويلقب الـ"snow white" بالـ"فتاة"، يسخر من وساخة عقله الذكوري، يسأل نفسه، ومن الذي حول أم مروان من فتاة إلى "إمرأة"، يفخر بذاته قليلاً، لكنه يلعن اليوم الذي تعلم فيه أن يصبح أنانياً، يقول أن نصيحة الذهاب للطبيب النفسي ليست سيئة، لكن هذه المرة للعلاج من الحب الزائد للنفس.

يدخل الحمام، يجلس في المكان المعتاد للجلوس، يفرغ ما داخل جسده من فضلات، ويطهر نفسه باستخدام الكوز، كم يكره هذا الكوز، كم يفضل إفراغ فضلاته في العمل حيث أن الحمام هناك به "شطافة" تضخ الماء بقوة تطهره في لحظات بدون أي تدخل من يديه، لماذا لا يملك شطافاً سليماً في بيته، يذكر أن أم مروان ذكرته بذلك أكثر من مرة، وأنه لم يفعل أي شيء بخصوص السباك الذي يجب أن يأتي ويصلح كل أجهزة الحمام مقابل مائة جنيه كاملة.

يخرج، يجد على الباب من الداخل "بورنس"، بلون لبني جميل، يجرب أن يقيسه، يجد على مقاسه بالضبط، يسال أم مروان، كيف استطاعت أخيراً الحصول على مقاسه، تخبره بأنها "تصرفت، وكل سنة وأنت طيب، زي النهاردة من 4 سنين كانت خطوبتنا".

يتأكد من أنها تعرف شيئاً عن الـ"snow white"، لكنها لا تعرفها، كما أنها إن علمت، فسيكون رد فعلها مختلفاً.. يفعل ما أعتاد فعله كل صباح، ويهرع إلى الشارع.

ساعة واحدة بعد ان يصل مكتبه، ويسمع رنين موبايله، يرد، يجدها هي، الـ"snow white" تتحدث، تسأله، "ها.. مردتش عليا في الـ offer بتاع إمبارح".. يقول أن لديه اجتماع مهم الآن، ويغلق الخط.

يسأل نفسه، ويسأله صديقه، ما الذي يمنعك إذن من التقدم خطوة للأمام، يقول "لاشئ"، يتمتم بكلمات غير مفهومة، يقول أشياء لا منطق لها، يسكت في النهاية، ويقرر عدم الرد على الهاتف أبداً.

هل يخشى – لا سمح الله – أن يقع في معصية؟، هل يخاف الله؟، يعلم أن مسالة الخوف من المعصية لا تشغل باله، كما أنه غير متأكد من ان حديثه الإليكتروني مع هذه الفتاة في امور تتعلق بإذا ما كان نام كويس، أو رأيه في هبوط المطر على المدينة يشكل أي "حرام".

لا علاقة للأمر بالخوف من العصيان، يتعلق إذن بالسيناريو الذي اختاره لنفسه منذ زمن، هو لا يحلم على الإطلاق بعلاقة ثنائية من هذا النوم، هو غير مستعد للتورط في علاقة تربطه بأنثى أخرى غير زوجته، هو لا يفضل أن يكون ظالماً لأم مروان التي أفقدها الكثير من بهجتها، وأعطاها الكثير من الكآبة والقلق والوزن الزائد بعد الولادة.

هو يحب أم مروان، هو يحترم الصدفة التي جمعته بها، هو فخور بأن زوجته لاحظت ضيقه ذلك الصباح فأرسلت في طلب السباك ليصلح الشطاف ودفعت مائة جنيه كاملة من مرتبها الشخصي.

تطارده الـ"snow white"، بدأ يحلم بها، بدأ يمارس الجنس معها في أحلامه، يمارس الجنس، لا الحب، الحب لأم مروان، والجنس لها، الحب للأرداف البدينة، والجنس للجيب المتدلية عن الركبة بقليل، الحب لفراش الزوجية، والجنس لقارعة الطريق.

..................

تخبره أم مروان هذا الصباح أنها شاهدت "You've Got Mail"، تسأله : شوفته؟

يخبرها أنه أحد أفلامه المفضلة.. تسأله : "أنا نزلته من النت وجبت ترجمته، تيجي نشوفه سوا؟"، لا تنتظر منه إجابة، تشبك يدها في يده، تعلو ضحكة من مروان، يغلق هاتفه، ويستعد لمشاهدة فيلمه المفضل.

خلال المشاهدة، يدرك أن الأمر أختلط عليه، وان زوجته لا تشبه خطيبه هانكس، هي في الحقيقة لديها خصر ميج ريان، وجزء من ابتسامتها، كما أنها أصغر كثيراً من ميج ريان، والأهم أنها تحبه، في حين أن ميج لا تفعل.
...............

هناك 18 تعليقًا:

أبوشنب يقول...

ياه

ميج ريان

الله يرحم ايام الشقاوة

فيلم مدينة الملائكة حدوتة كمان

كل افلامها

وكتاباتك اجمل يا معلم

الحمد لله رايي زي ما هو

البراء اشرف

سنرى منه الكثير من الابداع يوما بعد يوم

انتظر الوثائقي بشغف

ربنا يوفقك

غير معرف يقول...

رائعــــــــة....!

وسام كمال

غير معرف يقول...

في الفتره الاخيره شايف ان كل كتباتك بلهجة يوتوبيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الحلم العربي يقول...

الحلال طعمه أحلى بكتير
عموما ..الأنانية صفة متأصلة في معظم الرجال و ليس الكثير منهم يستطيع مقاومتها
أما عن الفيلم فهو المفضل لدي الكثيرين لكن كل واحد بيفهمه بطريقته واحد بيشوف فيه مبرر للخيانة وواحد بيشوف فيه نزوة وواحد بيشوف فيه حالة جميلة من الرومانسية
وحشتنا تدويناتك الطويلة المشوقة

Unknown يقول...

براء العزيز:

أهو كده أقدر أقول حمد الله ع السلامة...انت رجعت 25% بتدوينة "أعمل ايه أنا دلوقتى" لكن بالبوست ده رجعت 100%....ماتتخيلش البوست اللى انت كنت كاتبه باسم "عن الكتابة التى توقفت وحدها" خنقنى قد ايه وصدمنى جدا...أنا خدت بالى دلوقتى انك حذفته وخير ماعملت
......................
بطلنا الهمام بقى..ليه بيبص فى أم مروان لأردافها الممتلئة ولا ينظر لوجهها الممتلىء نورا...ولقلبها الممتلىء عشقا..ولأوقاته معها الممتلئة أمنا وراحة؟
لماذا يعاتب المفعول به ولا يعاتب الفاعل؟
.........................
بصراحة كل المتزوجين بتمر عليهم مرحلة بيفكروا فيها نفس التفكير..بس الدور بقى فى ظبط الزوايا على كل "أم مروان"
........................
أسلوبك ساحر كالعادة
ماتنساش..مستنيك من 3 شهور تحدد معاد ومكان لفنجانين من القهوة

معاذ عبد الكريم يقول...

السلام عليكم اذيك يا براء انا معاذ عبد الكريم عايز اتواصل معاك بالتليفون و اشوقك انا نمرتي 0118480153 انا صديق قديم اوووووووووووووووي من ايام مدرسة فضل الحديثة من يجي و احنا في 3 ابتدائى يمكن تكون نسيني لكن انا فكرك منتظر تليفونك

MariumaZ يقول...

براء القصة حلوة أوي أوي أوي
بصراحة عجبتني لعدة أسباب... أولها إن فيلم
you've Got mail
فيلمي المفضل رقم واحد وعندي الDVD بتاعته...

ثانياً... النهاية كانت حلوة أوي.. عارف لو كان أبو مروان ده استسلم للخيانة كنت أول واحدة أولع فيه بجاز... الرجالة فعلاً معظمهم ما بيفكرش غير في نفسه.. أناني أوي
تخيل لو القصة دي اتكتبت من وجهة نظر أم مروان... أكيد حتتعاطف معاها أكتر... كانت بنت حلوة ليها أحلام.. زوج وراجل تحبه.. بيت صغير مفروش حلو.. وبيبي قمور زي باباه... وبعدين لما تتجوز وتخلف جوزها يبتدي يبعد... بالرغم من إن هو سبب الوزن الزائد من الحمل والولادة... وهو سبب الإحساس اللي عنده ببعدها عنه... لأنه هو اللي مش قريب ولا بيتواصل معاها... ولا بياخدها ويدخلوا سينما.. أو يفكر يخرجها يعشيها برة أو يجيب لها هدية تفرحها... يعني كده

قصة تحفة يا براء بجد ... استمر على الخط ده ... ولو إني مقرتش البوست اللي كتبته وبعدين شيلته... إلا إن عندي فضول كبير أعرف كان عن إيه وكتبته ليه؟

غير معرف يقول...

Ana 7akteblak ta3le2 3la kol el tadwenat fe comment wa7ed enta gamed w el blog beta3ak mn a7sn 4 blogat 3ndy

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

ميج لا تفعل ؟؟
طبعا ميج بتحبه
و كانت بتتمنى انه يكون هو
فيلم غير عادي :)
و فعلا city of angels جامد جدا
و القصة كالعادة :)
كمل يابني

zahra يقول...

صدمنى بوست عن الكتابة التى توقفت زى الكثيرين برغم انى كنت من المتابعين بصمت
و أعادنى البوست الجديد لعالم تانى فقررت انى ابتعد عن صمتى لأحييك
حقيقى تحفة يا براء

مُصْعَب إِبْرَاهِيم يقول...

تحفة جدا جدا جدا
دي حقيقة :)

والقفلة يا براء وهمية

غضبان يقول...

هايل جدا

رجل من غمار الموالى يقول...

قصة جميلة
والموقف ده بيحصل كتير جدا

آيــة يقول...

في كل المدونات أمر على البوستات الطويلة مرور البرق .. معنديش خلق للقراءة الطويلة خاصة مع الانشغال ... الا عندك ..
لازم اقرأ من السطر الأول للأخير دون توقف و دون قفز .. و لا بأس بالقراءة كام مرة عشان اتأكد اني فاهمة صح ...

بجد ابداع راقي جدا و شيق و جذاب و واقعي و خيالي في نفس الوقت ..
دمت مبدعا ..
تقبل تحياتي :))

لا أحد يقول...

انتهيت منذ دقائق من مشاهدة فيلمك الوثائقي " المدونون .. الصحفيون الجدد " علي قناة الجزيرة

مبروك الفيلم أكثر من رائع
تهاني لك
نرجو المزيد

Salma Amer يقول...

القصة جميلة بشكل رائع يا براء
تضفيرة القصة مع فيلم
u have got mail
وهمية
عجبني انه رجع للواقع ورضي بيه

تحياتي لك

a7mad يقول...

انا قاعد افكر في تعليق اقوله من ييجي نص ساعه...بس مش عارف اقول ايه وخايف يكون تعليقي مجرد كلام فارغ بتسمعه كتير
بس روعه....روعه من هنا لبكرة اخر النهار

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.