الاثنين، سبتمبر 11، 2006

أنا مش حاتم


(لأن الشعب المصري كله يتعامل مع مجندين الأمن المركزي باعتبارهم كلهم "عبد ربه".. فإن المجندين لم يجدوا أمامهم إلا أن يعاملوا الشعب باعتباره.. "حاتم رشيد")

من وحي فيلم عمارة يعقوبيان.. مرورا بحادث التحرش بالمواطن أمجد مختار حسين في كمين الزعفرانة..

اقتراح بسيط..

وضع استيكر صغير بجوار استيكر الرخصة المعلق على الزجاج الأمامي لكل سيارات مصر.. الإستيكر مكتوب عليه.. "أنا مش حاتم يا عبده".. وموجود عليه صورة خالد الصاوي وهي متعلم عليها بالأحمر حتى يتأكد أي مجند أو ظابط أو عسكري أن سائق السيارة لا ينتمي لفئة حاتم رشيد خالدة الذكر.. وهو طبعا ما يثير داخله مشاعر "عبد ربويه" قديمة..

الاقتراح الثاني بشأن الجملة التي ينطق بها حاتم رشيد في فيلم عمارة يعقوبيان، يقول حاتم لعبد ربه الذي بدأ يراجع نفسه ويشعر إن اللي بيعمله مع حاتم ده حرام.. يقول له حاتم في ثقة واقتناع.. "يا عبده اللي بنعمله ده مش حرام.. عارف إيه اللي حرام بجد.. الزنا.. عشان إختلاط الأنساب.. اللي إحنا بنعمله ده مش حرام عشان الرجالة مبتحملش يا عبده"..

يرجى حذف هذه الجملة من الفيلم لأنها تجعل الأمن (عبد ربه) يتعامل مع الشعب (حاتم رشيد) بمنتهى الثقة والإطمئنان.. لأنه يعلم إن الشعب راجل وإن الرجالة مبتحملش.. وهو طبعا ما يجعلهم يقومون بفعلتهم دون خوف من دفع الثمن..

فإما أن نحذف الجملة، وإما أن نقنع الأمن أن الرجالة بتحمل.. وإن الحمل ده مصيبة لإن الواد هيتكتب باسمك بعد الـDNA.. وإنك يا أمن مش هتكون أحسن من الفيشاوي الصغير والحناوي الصغيرة.. وهتعترف بأبوتك..

الحل الثالث هو أن نفك العلاقة من أساسها.. الظابط رئيس كمين الزعفرانة المتحرش بأمجد الذي قرر السفر للغردقة لقضاء أجازة لطيفة.. والتي كانت نهايتها تحرش جنسي وتعذيب لمجرد أنه طالب بمعاملة أكثر آدمية من مستوى معاملة المجندين في الكمين له..

قال له الظابط وهو على وشك أن يفعلها.. قال له بمنتهى الصراحة في لحظة ملحمية يصارح فيها رجل الأمن المواطن البسيط بحقيقة مشاعره تجاهه.. قال له وهو يتقطع من الخجل والكسوف.. ويعبر عن مدى ثقته في مواطنه الذي لن يكسفه ولن يفضحه وسيقدر ظروفه الخاصة.. قال له وهو ينظر للأجزاء العارية في جسده نظرة حيوانية نجسة.. قال له برومانسية مفرطة.. قال "عبد ربه 2006" حسب شهادة أمجد نفسه التي أدلى بها لعادل حمودة في جريدة "الفجر"..

"يا ابن الـ(شتيمة تبدأ بحرف الميم).. أنا ياض مليش في النسوان.. أنا ليا بس في الرجالة"..

هكذا قالها الظابط لا فض فوه.. وهو دليل واضح على اتجاهات وسلوكيات ودوافع الأمن.. باعتبار الأمن ككل (ممثلا في رجل الأمن قائد كمين الزعفرانة) ملوش في النسوان.. فرغم كل التحرشات الأخيرة بالصحفيات البنات أمام نقابة الصحفيين لكن الواضح إن المتحرشين كانوا قلة مندسة أو أنهم لا ينتموا للأمن وتم تأجيرهم..

لكن الحوادث المتكررة ضد الرجال في مصر.. أضف لها تصريح الظابط الصريح.. كل ذلك يؤكد أن الحل هو أن يتم إعلان شعب مصر شعب مش راجل.. وبالتالي ينجو الشعب من أنياب الرغبة التي يغرزها الأمن في لحمه..

ما هو الأمن لو اكتشف إن شعب مصر مش راجل عموما.. هيكتشف إنه شعب لا يرضي طموحاته.. وربما تتحقق المعجزة، ويطفش الأمن خارج البلد ليبحث عن شعب آخر له ميول منحرفة مثله ويعيشوا سوا في تبات ونبات.. لكن للأسف مش هيخلفوا لإن الرجالة مبتخلفش يا عبده..

نظرية (رشيد – عبده) أو (عبده – رشيد) بترتيب الفاعل والمفعول به.. هذه النظرية أصبحت حاكمة لعلاقة شعب كامل بأمن كامل.. وإن كان صلاح عيسى من ربع قرن قد قال أن النظام في مصر يتكون من فرعون وكهنة وجلادين.. فإن التركيبة تغيرت (تماما كتغير تركيبة عمارة يعقوبيان) وأصبحت الآن تتكون من فرعون واحد (كلنا عارفينه).. ونوعان من البشر.. حاتم.. وعبده.. وطبعا أنت تعرف طبيعة العلاقة بينهما..

هناك 12 تعليقًا:

غير معرف يقول...

يا ابني انت سافل جدا ودامغك دي هتوديك في داهية يخرب بيت صياعة الفكرة ربنا يلطف بيك وميحبوش يثبتو لك إنك حاتم رشيد وبعدين انت ناسي إن مش حاتم بس اللي كان في الفيلم ده حاتم وكمان طه الشاذلي لكن انت توصيفك دقيق لان طه مكنش حابب ان ده يحصل لكن حاتم كان يبحث عن عبد ربه ويقدم له نفسه باعتباره هو اللي عايز كدة ودي لقطة كويسة انك خدت بالك ان الامن ممكن ميكونش هو اللي حابب يعمل كدة احيانا احنا بنتنازل عن حقنا الطبيعي في الحياة الكريمة وبنخلي أي حد يدوس علينا أنا زيك مش حاتم ولا هكون حاتم لكن واضح اني ممكن اكون طه اللي ده اتعمل فيه غصب عنه وخد بتاره وقتل اللي عمل كدة واتقتل كمان

براء.. عجباني وجهة نظرك اللطيفة

sherif يقول...

طب هو يفضل ايه للراجل بعد ما يتنازل عن المصلحه لامؤاخذه .... مش هيفضلله حاجه .... يعني جوع و بطاله و دكتاتوريه و اخرها كمان سكومونس لا يا ناس ده كده كتير اوي

ربنا ياخدهم يا رب بس يورينا فيهم جلال قدرته و عظمته قبل ما يخدهم

ام مليكة يقول...

برافو عليك انا مش عارفه انت ازاي بتعرف تلقط كل اللقطات دي في مرة واحدة وتترجمها في فكرة واحدة كمان
ربنا يحميك
بس على فكرة لو فضلنا نتضرب على قفانا كل يوم هيبقى كل المصريين عبد ربه ده حتى ابن الاكابر مفلتش منهم وايه الظابط لما حبوا يادبوه ودوه كفر الشيخ ؟؟؟؟
وهناك مفيش ولاد اكابر كثير هناك ناس طيبين وربنا يكفيهم شره

ام مليكة يقول...

برافو عليك انا مش عارفه انت ازاي بتعرف تلقط كل اللقطات دي في مرة واحدة وتترجمها في فكرة واحدة كمان
ربنا يحميك
بس على فكرة لو فضلنا نتضرب على قفانا كل يوم هيبقى كل المصريين عبد ربه ده حتى ابن الاكابر مفلتش منهم وايه الظابط لما حبوا يادبوه ودوه كفر الشيخ ؟؟؟؟
وهناك مفيش ولاد اكابر كثير هناك ناس طيبين وربنا يكفيهم شره

غير معرف يقول...

أكاديمية الشرطة بشرطة
من الواضح ان كلية الشرطة او الاكاديمية بدأت تخرج ظباط من نوعية (ضابط بشرطة) ومهمة النوعية دي من الظباط إثبات إن الشعب المصري فقد ... رجولتة وان المهمة الوطنية المنوط بها هؤلاء هي كسر عين الشعب المصري تمهيدا لتوزيع الطرح والبراقع على شباب ورجال مصر وإطلاق أسماء النساء على الرجاله فياسر يبقي يسرا وعلي يبقي علية وعماد يبقي عنايات وهكذا
واصبح هذا النوع من التعامل سلاح ردع امام المدونون والمعارضة بانواعها
ويصبح الشعار الجديد للشرطة ( الشرطة لهتك عرض الشعب )

دسوقي يقول...

الامن المصري اقذر من كده بمراحل واعتقد ان حاتم رشيد هو اقل واحد حصله كده لانه علي الاقل كان تمثيل *تمثيل
اما ال.... ولا بلاش الستر عالولايا ....اقصد الرجالة اليومين دول واجب برضه
تحياتي

أحمد فؤاد الدين يقول...

نسيت في تقسيمتك القواديين بالرغم من الدور المهم اللي بيلعبوه و لولا عدم وجودهم في حالة صاحبنا بتاع الغردقة كان الموضوع هيتحل

BackBone يقول...

انا معلش مكنتش في مصر الفترة اللي فاتت و اول مره اسمع عن الموضوع ده كان منك, و دخلت علي عشرينات و قريت تفاصيل الفضيحه كلها, فعلاً هو ده نتيجة الأعلام الوسخ اللي بنقدمه في البلد, احنا اللي سمحنالهم يعملوا كده. علي العموم الغضب ضد الشرطة بداء يتصاعد الي المستويات شعبية و ده في حد ذاته خطر همه لازم يحسوا بيه

wael elgazawey يقول...

كلنا حاتم
انت بتاخد فيها وانا خدت فيها وكلنا خدنا فيها من 28 سنة.. قهر وظلم وغلاء ومعاملة غير إنسنية لشعب يتسم بالإنسانية.. الشعب المصري وصل من أنه حاتم الرشيدي.. إلى أنه اتعود أنه يكون كدة.. لانه بقى يتمزج بكدة.. بناخد فيها ومخروسين على الاخر

غير معرف يقول...

لو لم اكن مصريا لوددت ان اوكن اسبانيا او بلجيكيا او هولنديا او كنديا ( بلاش امريكيا علشان محدش يقول عليا عميل )
اقولكم ليه لان البلاد سابقة الذكر بالكسرة مش بالفتحة مش بتبص للناس اللي بيتعمل فيها كدة علي انهم ناس ( كلمة اولها خ ) وبتعتبرهم ناس عادية
و في النهاية ربنا يحمينا من الامن الامن بتاعنا او او يودينا عند الامن بتاع الول اللي قولنا عليها

الخبز و الحرية يقول...

مساء الفل على الجميع.. يا جماعة أنا مش حاتم:) انا حاولت اوري صورة من المسكوت عنه في مجتمعنا اللي مليان مسكوت عنه.. لا دافعنا عنه ولا هاجمناه.. عرضناه.. وانت بقى اوصل للي عاوز توصله.. مين مسئول وايه اللي يتعمل وكده.. اما انك تربطني بحاتم فده شيء يخلليني اقولك ايه رأيك اوريك الموضوع من وجهة نظري؟ حاتم رشيد رجل دولة، يجمل افعال النظام كما رأينا أول ظهوره، شاطر مهنيا ولكنه في الفيلم-عكس الرواية-مجرد خادم للنظام، يشتري متعته لأنه لا يستطيع تحقيقها بطرق أخرى ، يعيش حياتين متناقضتين، مراوغ، يهدد جندي الامن المركزي الفقير تارة ويرشوه تارة، ثم يرتبط به بقوة، يذكره هذا الجندي بالسفرجي الذي كان اول من عبث به في غياب الدفء الأسري، ثم تدور الأيام ويفقد عبد ربه بعد ان أصبح في عينيه وبالا شيطانيا أودى برضيعه، وفي النهاية وفي إحدى جولاته الليلية يلقى حتفه على يد غريب مجرم.
بهذا المعنى لعبت دور شخص مازوم ويورط آخر معه في أزمته.. مذنب-ضحية، مقموع يقمع، وتصورت أن هذا يفتح ملفا ما في مجتمعنا للنقاش والتفكير بشأنه.. لكن انا مش حاتم وبلاش موضوع صورتي عالرخصة الله يخليكو:) ومساء الفل عليكم .. سلام

غير معرف يقول...

يا براء انت كده سوئت سمعتي انا عبده اخو مصعب