الأربعاء، مارس 28، 2007

عيال مصرية.. زي البرتقال!


يأتي صوت صديقي "أحمد محمد علي" عبر الهاتف من الدوحة، "ألف مبروك.. أنت ودعاء هتخلفو عيال مصرية قوي"..

رغم غرابة الجملة إلا أنها لم تسوقفني، ربما لأنها قالت ما كنت أرغب في قوله لدعاء في كل مرة تبدأ فيها الحديث عن فقرة "أولادنا"..

تنام هي الآن وحدها على كنبة الأنترية التي اختارت قماشها بنفسها، رغم أن أصدقاء لنا قالوا ببساطة أنها "بيئة".. إلا أنها تروقني..

تنام دعاء بعد ساعتين من التنظيف المتواصل للشقة، قالت لي قبل النوم : "الشقة دي غريبة قوي، كل ما أنضفها تتوسخ تاني".. أشفق عليها بالتأكيد، كل هذا التعب في التنظيف قبل الزواج، يالها من مناضلة.. أمنع نفسي من المبالغة في إظهار تعاطفي معها، ربما لأنني أعرف أن وراء الجملة معنى آخر "أنا بنضف وأنت يا براء بتوسخ"..

أجلس أنا على المكتب أتابع عملي، أخيرا بدأت تنشأ بيني وبين هذا الركن في الشقة قدر من الود والحب، أخيرا بدأت أتعامل معه باعتباره ملكي، مكتبي، وغرفتي، وشقتي، أخبر دعاء – التي استيقظت منذ قليل – بأن أجمل ما في الزواج هو شعورك أنك أصبحت مالكا لأشياء كثيرة في حياتك، تبتسم، وتكمل طريقها للداخل وكأني لم أتكلم أصلا، تلك هي دعاء لحظة انتقالها من النوم إلى اليقظة..

تعود إلى الغرفة بعد قليل، تزيح شعرها عن عينيها وتقول في حدة : عايزة اللاب توب..

أخبرها أني أكتب شيئا مهما، ترد بود وحب، "خلص براحتك".. تدخل إلى المطبخ، تكمل تنظيفه، تعود مرة أخرى ببرتقالة مقشرة على طبق صغير.. هل أخبرتها من قبل أنني أكره أن يقدم لي أي شخص برتقال مقشر لأنه يصيبني بالقرف، هل أخبرتها أنها هي وحدها التي تفعل ذلك معي دون أن يصيبني القرف بل أني أتذوق طعم أصابعها في كل فص برتقال جديد.. لم أخبرها.. حتى لو دخلت الغرفة من جديد.. سأحتفظ بالملاحظة لنفسي، ستعرفها من المدونة، أو ربما سأخبرها بها أنا يوما ما..

أسمع صوتها من المطبخ تغني مع تامر حسني الذي أسمعه على اللاب توب..

"عيونه دار

جنة ونار

ضحكة نهار"..

ستأتي بعد قليل لتخبرني بشيء ما، ستكتشف ربما أنها طلبت مني فعل أي شيء وقد نسيته، ستتهمني بإهمالها، سيعلو صوتها، ستغضب بالتأكيد، لكنها ستدخل إلى المطبخ مرة أخرى، وتعود بعد دقائق وفي يدها برتقالة أخرى مقشرة..

ستقدم البرتقالة لي بعد أن تحتفظ بفص لنفسها، ستحكي لي حكاية جديدة من حكايات عملها، ستطلب مني قراءة مقالها الجديد، أو تخبرني بتعليق أحدهم على مقالي المنشور بالأمس، وكم كان رائعا.. دعاء دائما تصف مقالاتي بالرائعة.. رغم أنني أعلم.. أنها أحيانا تكون على علم أنها ليست بهذا القدر من الروعة..

سأخبرها أنا هذه المرة بجملة أحمد محمد "هتجيبوا عيال مصرية".. ستسألني "يعني إيه".. سأحكي لها.. وسنكتشف دون أن ندري أننا بدأنا من جديد الحديث في فقرة "أولادنا".. سنختلف على تفصيلة صغيرة، ستقوم غاضبة وتدخل المطبخ من جديد، أفتقد وجودها، أناديها :"دعاء ممكن تجيبيلي برتقالة تانية"..

يعلو صوتها من الداخل :"خلص"..

لحظات وستأتي رغم ذلك.. ببرتقالة جديدة..

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

عزيزي براء:
هيا هيكون عندها حق، لأن كلامك فعلا جميل و معبر.

Haitham Abu Akrab يقول...

جميله قوي العلاقه ديه
ربنا يحميكو من الحسد
.
.

.
.

تستاهلو بعض

الأغاني للرأفتاني يقول...

بارك الله لك ولها..ورزقكم بالذريه الصالحه ان شاء الله

الحلم العربي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
الحلم العربي يقول...

أنا مش فاهمة حاجة ...هو انتو اتجوزتوا و لا لسة؟؟!!!!!!

Organica يقول...

واللهى علي رأيك البت دعاء ده جدعه اووى

ربنا يخليكم لبعض والله كل ما اقرأ المدونة دى الإكتئاب الفظيع اللي عندى بيطير و بفرح لان السعادة و الحب موجودين ليسه الحمد الله

ونصيحة لوجه الله لاني احب دعاء من كل قلبي--بلييييييز يعني ساعد البنيه في شغل البيت

مش عيب :) بس المهم انك تكونوا سعداء في الأخر واتمني لكم السعادة ان شاء الله

عمرو عزت يقول...

الكنبة حلوة

مسيرك يتعلق لك جدول علي باب الثلاجة

التغيير يبدأ من المطبخ

:)

دعاء عادل يقول...

ربنا خليها ليك ويخليك ليها بجد انتوا الاتنين تجننوا
وانا متخيله اولادكوا
هايكونوا مسخرة اكيد
ربنا يحميكم يارب ويوفقكم

البراء أشرف يقول...

لا يا عم عمرو.. مش كل الطير اللي يتاكل لحمه.. أنا هخلي البيت من اي ورقة وقلم.. واحتمال ايع التلاجة بحيث امنع فكرة تعليق الورق مطلقا..

بس سيبك أنت.

الجواز جميل حتى لو كان معاه ورق بيتعلق على التلاجة فيه واجبات الزوج..

نورتني

Just Me يقول...

:)

غير معرف يقول...

الله يحفظكم
أخوكم يوسف من الإمارات