صرت كبيراً.
سأصير كبيراً فجأة، سأفيق يوماً، لأكتشف أنني أصبحت في عمر الناس العادية.
لدي نظريتي الخاصة، أشعر، أنني أصغر من الجميع، جئت مبكراً عن كل الناس، فطنت للبديهيات بسرعة، فكنت الصغر سناً والأكبر حجماً، وكان سؤال "تديني كام سنة؟" يعطيني لذة مدهشة، أمام النظرات الحائرة، والإجابات الخاطئة من نوع.. "أواخر العشرينات"، "أكيد 30"، "25"، أو أسئلة استيضاحية – كوسائل مساعدة – من نوع "أنت أكبر أخواتك طيب؟"، "لو قلتلي برجك إيه أقولك على طول كام سنة"، "أنت أكيد شكلك مش بيدي نفس سنك، قولي، الناس عادة بتفتكرك أكبر ولا أصغر؟"..
أشعر أيضاً، كأن الكبار كلهم من مواليد عام واحد، كلهم متماثلين في السن والعمر وساعة الولادة وربما اسم الأب والأم، لدي عنصرية تجاه الكبار جميعاً، وأحاول حالياً – بصدق غريب – أن أعالج نفسي بنفسي، ولا أظنني سأنجح.
كذلك، أشعر أن الصغار كلهم أخوتي، كلنا ولدنا في شهر 8 من عام 1985 في ساعة متأخرة من الليل.. أما الصغار الذين أكرههم، فإن عنصريتي تساعدني على الاعتقاد بأنهم ولدوا في وقت مبكر، قبل العام المقدس 85، وأنهم ينتمون إلى الكبار أكثر من انتمائهم إلى جيلي أنا.. جيل الصغار، الذين سيظلون صغاراً إلى الأبد، دون تأثر من عوامل التعرية والتغطية الزمنية.
لكني هذه الأيام، ومع اقتراب احتفالي بعيد ميلادي رقم 23، بدأت أفقد بعض الاعتزاز بعام مولدي، وبدأت، أشعر بنفسي اقترب رويداً من جيل أكبر، أفعل أفعالهم، وأفكر بأفكارهم، وأقول كلماتهم، وأجلس في أماكنهم.
فقد كان الإعتقاد الثابت عندي، أنني مجرد لص صغير، نصاب هاو غير محترف، يجيد تمثيل دور الأكبر منه سناً، ويحقق بذلك بعض المكاسب الصغيرة التي لن تضر أحداً كان، كان ليناردوا دي كابريو في "Catch Me If You Can" يمثل لي قدوة ما، سرقات عديدة، ومكاسب ضخمة، ثم ينتهي كل شيء فجأة، بالقبض عليه، وهو لا يزال تحت السن القانوني الذي يسمح بمعاقبته كراشد على جرائمه غير المؤذية.
الشيء الوحيد السيء في قصة بطل الفيلم، هو أنه – وبعد فترة طويلة من المرح – يصبح رجلاً كبيراً فجأة، ويتحول إلى مستشار للشرطة في مسائل التزوير التي طالما برع فيها.. وهو أمر مزعج للصغار، إن كان الكبار لا يعلمون.
كنت أشعر، أنني كسارق صغير علي أن أتوخى الحذر، فسيتم طردي في لحظة، وسيأتي أحد الكبار، ويخبرني بغطرسة لا متناهية، أن المكان الذي أشغله يخصه، وأنني تطاولت بما يكفي، وشغلت حيز من الفراغ لا يخصني.
كان هذا القلق، يمنحني قدراً ما من التميز ربما، كان الخوف، يدفعني للإسراف في التركيز، والإفراط في الدأب، والتعمق في الأمور العادية التي لا تحتاج.
سأفقد كل هذا، فسأكبر فجأة، سأصحو ذات يوم لأكتشف أن عمري أصبح 30، وأن هناك سنوات سبع من عمري، سيتم سرقتها، بحق السرقات التي قمت بها صغيراً، ولم يعاقبني عليها أحد.
بدأ القلق يختفي الآن، بدأت أدرك أن المكان الذي أشغله هو مكاني بالفعل، أن الحيز هذا حيزي، وأن الأفعال أفعالي، والأقوال لا تخص أحد غيري، والأماكن بدأت تنتمي إلي، وأنتمي إليها، أصبحت فجأة أملك الأماكن، وأوقع الأوراق، وأستقبل أسئلة الصغار، التي كنت أطرحها يوماً على الكبار، بحثاً عن نصيحة، أو فرصة، أو رغبة في صناعة علاقة مع كبير ما، استحسنته، بحيث ظننت أنه من مواليد 85، فيما كان هو ليس كذلك.
لدي نظريتي الخاصة، أشعر، أنني أصغر من الجميع، جئت مبكراً عن كل الناس، فطنت للبديهيات بسرعة، فكنت الصغر سناً والأكبر حجماً، وكان سؤال "تديني كام سنة؟" يعطيني لذة مدهشة، أمام النظرات الحائرة، والإجابات الخاطئة من نوع.. "أواخر العشرينات"، "أكيد 30"، "25"، أو أسئلة استيضاحية – كوسائل مساعدة – من نوع "أنت أكبر أخواتك طيب؟"، "لو قلتلي برجك إيه أقولك على طول كام سنة"، "أنت أكيد شكلك مش بيدي نفس سنك، قولي، الناس عادة بتفتكرك أكبر ولا أصغر؟"..
أشعر أيضاً، كأن الكبار كلهم من مواليد عام واحد، كلهم متماثلين في السن والعمر وساعة الولادة وربما اسم الأب والأم، لدي عنصرية تجاه الكبار جميعاً، وأحاول حالياً – بصدق غريب – أن أعالج نفسي بنفسي، ولا أظنني سأنجح.
كذلك، أشعر أن الصغار كلهم أخوتي، كلنا ولدنا في شهر 8 من عام 1985 في ساعة متأخرة من الليل.. أما الصغار الذين أكرههم، فإن عنصريتي تساعدني على الاعتقاد بأنهم ولدوا في وقت مبكر، قبل العام المقدس 85، وأنهم ينتمون إلى الكبار أكثر من انتمائهم إلى جيلي أنا.. جيل الصغار، الذين سيظلون صغاراً إلى الأبد، دون تأثر من عوامل التعرية والتغطية الزمنية.
لكني هذه الأيام، ومع اقتراب احتفالي بعيد ميلادي رقم 23، بدأت أفقد بعض الاعتزاز بعام مولدي، وبدأت، أشعر بنفسي اقترب رويداً من جيل أكبر، أفعل أفعالهم، وأفكر بأفكارهم، وأقول كلماتهم، وأجلس في أماكنهم.
فقد كان الإعتقاد الثابت عندي، أنني مجرد لص صغير، نصاب هاو غير محترف، يجيد تمثيل دور الأكبر منه سناً، ويحقق بذلك بعض المكاسب الصغيرة التي لن تضر أحداً كان، كان ليناردوا دي كابريو في "Catch Me If You Can" يمثل لي قدوة ما، سرقات عديدة، ومكاسب ضخمة، ثم ينتهي كل شيء فجأة، بالقبض عليه، وهو لا يزال تحت السن القانوني الذي يسمح بمعاقبته كراشد على جرائمه غير المؤذية.
الشيء الوحيد السيء في قصة بطل الفيلم، هو أنه – وبعد فترة طويلة من المرح – يصبح رجلاً كبيراً فجأة، ويتحول إلى مستشار للشرطة في مسائل التزوير التي طالما برع فيها.. وهو أمر مزعج للصغار، إن كان الكبار لا يعلمون.
كنت أشعر، أنني كسارق صغير علي أن أتوخى الحذر، فسيتم طردي في لحظة، وسيأتي أحد الكبار، ويخبرني بغطرسة لا متناهية، أن المكان الذي أشغله يخصه، وأنني تطاولت بما يكفي، وشغلت حيز من الفراغ لا يخصني.
كان هذا القلق، يمنحني قدراً ما من التميز ربما، كان الخوف، يدفعني للإسراف في التركيز، والإفراط في الدأب، والتعمق في الأمور العادية التي لا تحتاج.
سأفقد كل هذا، فسأكبر فجأة، سأصحو ذات يوم لأكتشف أن عمري أصبح 30، وأن هناك سنوات سبع من عمري، سيتم سرقتها، بحق السرقات التي قمت بها صغيراً، ولم يعاقبني عليها أحد.
بدأ القلق يختفي الآن، بدأت أدرك أن المكان الذي أشغله هو مكاني بالفعل، أن الحيز هذا حيزي، وأن الأفعال أفعالي، والأقوال لا تخص أحد غيري، والأماكن بدأت تنتمي إلي، وأنتمي إليها، أصبحت فجأة أملك الأماكن، وأوقع الأوراق، وأستقبل أسئلة الصغار، التي كنت أطرحها يوماً على الكبار، بحثاً عن نصيحة، أو فرصة، أو رغبة في صناعة علاقة مع كبير ما، استحسنته، بحيث ظننت أنه من مواليد 85، فيما كان هو ليس كذلك.
هناك تعليق واحد:
مواليد 85 تصدق انت عيل جدا
إرسال تعليق