السبت، مارس 08، 2008

معلش..


مرة سألوا واحد.. مش فاكر هو مين.. يمكن شريف منير في برنامج من برامج رمضان المعتادة.. المهم، السؤال كان "إيه أكتر كلمة بتكرهها في حياتك؟".. فرد بكل ثقة.. "معلش.. بكره قوي كلمة معلش.. هي سر تأخرنا.. وسر تخلفنا.. كلمة معلش هي البديل للإحتراف.. هي البديل للإتقان.. معلش.. ومكانش قصدي.. والمرة الجاية هكون أحسن.. كل الكلمات دي بكرهها"..

يوم ما سمعت السؤال والإجابة، إنبهرت طبعاً، عندي على فكرة حالة غريبة بتصيبني لما أسمع كلام جديد للمرة الأولى، إنبهار تام.. وإتفاق عنيف مع وجهة النظر الجديدة.. وكالعادة، فترة بسيطة تمر، ويتم تراجع عنيف عن أي انبهار، وغالبا يتحول إلى استهزاء وسخرية.. يلعن أبو التفكير..

على كل حال.. أنا جاي النهاردة بسرعة أقول "معلش"..

الساعة دلوقتي تيجلها خمسة الصبح، من صباح السبت، يعني إمبارح كان الجمعة، اللي هو يوم الأجازة التقليدي في كل بيوت مصر، ومنها بيتي أنا ودعاء، أو بيت دعاء وأنا إن صح التعبير.

إمبارح، اللي هو الجمعة، كان بالنسبة ليا يوم عمل كامل، بدأ من ساعة الصحيان، مع موجة تليفونات حادة استمرت لحد الساعة 5 تقريباً، بعدها، وقت ضايع في الغدا واللبس، ومنها على المونتاج، وحوالي 10 ساعات متواصلة من الـ"cut" والـ"zoom in" والـ"ديسولف".. للأسف مش بعرف أكتب الأخيرة بالإنجليزي.

من المونتاج للبيت.. وش الفجر، دعاء نايمة، وجنبها مليكة، بحاول أعمل دوشة يمكن تصحى، لكن دوشتي أقل من نومها العميق، أو بشكل أدق، من موقفها الغاضب العنيف من تصرفاتي في الفترة الأخيرة.. تصرفاتي اللي هي كالتالى.. أصحى الصبح، بسرعة ألبس، وبسرعة أجري أنزل، وانهمك في الشغل لآخر لحظة، وأرجع وش الصبح، بسرعة أغير هدومي، وبسرعة أدخل أنام، في انتظار صحيان مبكر ونزول سريع.. وهو ما سيحدث صباح السبت.. يعني كمان 6 ساعات من دلوقتي.. عندي ميعاد في المونتاج.. مستمر لحد صباح اليوم التالي..

بحاول أصحي دعاء وأقولها "معلش".. محاولة لطيفة للاعتذار عن ما هو ليس بخطأ.. قد إيه كلمة معلش كلمة سحرية.. هي الوسط ما بين انكسار كلمة "آسف" وبجاحة كلمة "عادي وبراحتي".. وأنا في الحقيقة قلت الكلمتين دول أكتر من اللازم، لحد ما فقدوا معناهم.

عايز أقول معلش إني نسيت من الأول أقول إني كدة، وشكلي ناوي أفضل كدة..

عايز أقول معلش.. إني شايف اللي بعمله صح، ويستحق شهادة تقدير.

عايز أقول معلش إني خيبت 90 % من توقعات دعاء، لكني حققت توقعاتي كلها في نفسي، أثبت لنفسي إني قادر أركز، وقادر أشتغل لمدة طويلة بدون ملل أو قلق.. وقادر أتعلم مجال جديد واقف على أول أو تاني سلمة فيه.

بس بقول معلش لنفسي، إني ظلمتها، لما نسيت أفهم شريكتي أنا عايش ليه، وإزاي، وفين وأمتى ولحد أمتى، ولمصلحة مين..

قد إيه كلمة "معلش" دي مناسبة للوضع الحالي.. لإني مش قادر أعتذر المرة دي.. ولا قادر أسوق فيها..

قد كلمة معلش دي كلمة خالية من أي وعود.. لإني مش بتعهد بأي شيء، خاصة وإني مش واثق إني مضايق من الوضع الحالي لدرجة تخليني أتعهد بأي شيء يجبرني على التغيير.

قد إيه كلمة معلش دي طيبة وحنينة.. ومحتاجة اتنين قادرين على التفاهم، عشان تكون هي الدوا.

قد إيه كلمة معلش دي، بتختصر كل حاجة، بتأكد كل حب، وبتنفي أي عمد في المضايقة، وأي قصد في الظلم.

معلش يا دعاء، بكرة.. اللي هو يمكن كمان سنتين تلاتة، تبصي للنهاردة وتقولي "يااااه" تعرفي إن تعب النهاردة ليه معنى.. إن انشغال اليومين دول، قادرين على توفير شوية راحة بكرة.

معلش يا دعاء.. كان نفسي مقلش معلش.. بس اللي حصل بقى!

هناك 9 تعليقات:

2ensan wnsan يقول...

معلش يا براء ربنا يوفقك وان شاء الله وانت بتقرا التعليق الساعه 5 الصبح تكون مراتك صالحتك وربنا يوفقك تاني مره
معلش معلش

غير معرف يقول...

مقالك رقيق جدا زي دعاء بالضبط. وهي تستاهل أكثر من "معلشي"..
ربنا يسعد قلبكما ويفرح أيامكم.. وسام كمال

مُصْعَب إِبْرَاهِيم يقول...

:)
(f)

حنة يقول...

يا براء
بعد المقال الحلو قوي ده ... ممكن نعمل لجنة شعبية لاقناع دعاء انها تصالحك
بس عموما ممكن تعتبر الزعل دي اعراض حسد بعد الناس ما شافوا مليكة الجميلة

أنا حره يقول...

عارف يا براء انت بجد كلامك وجعنى جداً لانى للأسف شايفة نفسى فى دعاء و ظروف و موقف زوجى فيك.. احنا تقريبا اتجوزنا فى نفس الوقت يمكن احنا بعدكم بشوية و انا قربت ان شاء الله اولد.. و ظروف شغله شبه اللى انت فيه الا انه بيشتغل فى الديكور.. مش عارفه الومه و لا الوم الظروف اللى خليتنا حتى مش لاحقين نشوف بعض بس كل اللى انا عارفاه هو انى بتألم كل يوم و هو راجع مش قادر يفتح عينه من كتر التعب و حزنى المؤدى احياناً للبكاء على انى حتى مش بلحق اقوله تصبح على خير

انا بعذركم بس للأسف مش عارفه اقول لنفسى و لا لدعاء "معلش"

غير معرف يقول...

براء....أو لعلك تحب أن تخاطب بصيغة الأستاذ براء....أولا اسمح لي أن أحييك، والحقيقة أنني كنت قد تعيبت عن مدونتك لسبب لا أعرفه لفترة من الزمن، وكنت عودتي اليوم لأجد جديدك بعنوان "معلش".
ربما تندرج هذه الخاطرة او بالاحرى مجموعة الكلمات تحت عنوان يوميات براء، وهو ما انعكس سلباً على لغتك التي طالما ابهرتني، فلأول مرة أشعر يا عزيزي أن اللغة خانتك، وأنك لم تملكها كما كنت تملكها سابقاً، لا لضعف فيك، بل لضعف في بنيوية الحدث الذ تحاول تدوينه والذي لم يرق المرة لمستوى ما نشر سابقاً، ف" معلش" صفحة ونصف ضمن دفتر مذكرات بالي لا يهتم الكثيرون بقرائته، لأنه يركز على حدث يتعلق بعالم براء الذي ينفصل عن عوالمنا.
وبعيداً عن النص، وانتقادي له، أشعر بالسعادة الكبيرة تجاه ما قلت وما أشعر أنك ستقوله قريبا، أنك تقترب كثيرا مما تحب وأنك الآن تدخل مرحلة جديدة شعارها "تحقيق الأحلام"
عزيزي براء تذكر أنني واحد ممن يعشق لغتك، وينتظر مزيدك وجديدك، وحتى ألقى جديدك الذي أتوقع -ولا أتمنى- أن يكون رائعا وأن يكون بمستوى رائعتك ذات الإحساس المزيف "أشعر بالموت"
وحتى ذلك الحين تقبل تحيات أخيك
رجل فقد ظله

غير معرف يقول...

العنوان كان ذكياً إلى حد كبير، وتقديم الموضوع كان متميزاً بحق، فقد أفردت باعتراف ذاتي مساحة متميزة لعالم التناقض الذي نعيشه جميعا، والذي يجعلنا ننكسر امام قناعتنا تحت مبررات أقل ما يقال عنها أنها واهية، ولأكون أكثر وضوحا أخي العزيز براء فأنت تحدثت اولاً عن "بشاعة" كلمة معلش، وتحدثت بشكل لا يحتمل الشك عن إعجابك بتقدير هذه البشاعة.
هذه المثالية النظرية لم تصل مستوى التطبيق، فأنت ومع أول "الهفوات" وجدت نفسك مضطراً لاستخدام هذه الأداة التي كنت قد "هجوتها" سابقا بشكل ضمني في غلاف القناعة التي تملكت في ذاتك مساحة كبيرة.
وهنا أخي براء عرضت حالة بشرية بامتياز عالي، وإحساسك بهذا الشيء يعبر عن حس أديب بلا شك.

Beboo يقول...

هذه هى المرة الاولى لى فى زيارة مدونتك الرقيقة

بس عشان كده بقولك معلش عشان مش كنت اعرفها خالص

وبخصوص كلمة معلش فانا بحس انها ممكن تريح ناس كتيير وتقلل من حدة مواقف كتير بس اذا كانت صادقة من الشخص اللى بتطلع منه وعجبنى جدا تعبير هى اقل انكسار من كلمة اسف

ولو على زوجتك الاستاذة دعاء فهى معذورة وانت كمان معذور بس ان شاء الله تتفهم موقفك وليه مش تخرجوا كده مع بعض يوم الجمعه اللى هوه معاد اجازتك؟؟

وعلى العموم ربنا يخليكو لبعض ويخلي مليكة ليكو
سلااااااااااااااامى ليك

غير معرف يقول...

بجد ربنا يكرمك ودعاء تفهم انه غصب عنك ويجعلكم من اسعد الناس فى الدنيا
ان شاء الله