أبي يحب أمي.. (قصة غير حقيقة)
مر عام آخر..
واليوم، يكمل أبي وأمي عشرة أعوام كاملة على لقائهما الأخير.
أذكر ذلك اليوم جيداً، بكل تفاصيله، رغم أنني كنت لا زلت طفلاً صغيراً، لم يراوح مكانه بعد في الصف الرابع الإبتدائي بمدرسة خاصة جيدة، كانت تعرف في قريتنا بأنها مكان أبناء الأسر الأيسر حالاً.
لم تأخذ أمي في حقيبتها أي شيء، كانت فقط أختي الصغيرة على كتفها الأيمن، بينما أسدلت الكتف الأيسر في سلام، حيث كانت تعاني من ألم به يتلازم مع كل حركة، مع أن أبي قال أنه لم يلمسها في ذراعها أو يستخدم العنف، وأنا شخصياً، أصدق كلام أبي، وأصدق أيضاً كدمات أمي.
الذين حضروا إلى البيت في ذلك اليوم، لم يلحظوا أن أمي نسيت أن تلبس نقابها وسط كل هذا، ارتدت الخمار وحده، كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها أمي بهذا الشكل، ومن يومها، لم ترتدي هي النقاب أبداً، كما أني لم اسألها عن السبب في خلعه.
أكره نقاب أمي.. وسأخبركم بالأسباب..
سألت جدتي ذات مرة عن سبب ارتداء أمي – دون نساء العائلة – لهذا الشكل الغريب من الملابس، قالت جدتي أن "أمك حلوة"، لذلك فمن الأفضل ألا يراها الرجال الغرباء..
لكني – وقد كنت طفلاً لا يحسب على الرجال – كنت أحب رؤية وجه أمي في الشارع، ففي أحلامي البسيطة، كان مستقبلي يتلخص في كوني سأتخرج يوماً من الجامعة، وأتزوج فتاة يشبه وجهها وجه أمي، طويلة مثلها، رفيعة مثلها، بيضاء، بابتسامة ساحرة، وحنان جارف.
وكرهت نقاب أمي أيضاً بسبب "سوق الكشافة"، حيث كان من عادة مدرستي، أن تقيم سنوياً سوقاً خيرياً للكشافة، تباع فيه الملابس المستعملة، والأعمال الفنية اليدوية الرخيصة، وبصفتي من الأشبال فقد كنت أشارك، وكانت أمي تحضر بعد إلحاح مني ومن أخي الأصغر.
في المرة الأخيرة التي حضرت فيها أمي، مشيت وراءها طويلاً أحاول اللحاق بها لأناديها، رأيتها وسط الزحام، وحاولت مفاجأتها من الأمام بإلقاء نفسي في حضنها، وقد فعلت، لأكتشف أنها ليست أمي، وأنها والدة طفل آخر، أزعجه كثيراً أن يرتمي طفل غيره في حضن أمه، خاصة إن كان هذا الطفل يتمتع بوجه أبيض مستدير، وخدود محمرة.. واسمه مثل اسمي.
لهذا كرهت نقاب أمي، واستمتعت يوم رحيلها برؤية وجهها الأبيض وراء دموعها، وكانت تلك هي المرة الأولى.
رحلت أمي، وبقيت أنا وأخوتي برفقة أبي دون تفكير، فقد أخبرتنا أمنا بما سيحدث قبل ذلك، وبالدور المطلوب منا أداءه، قالت أنها سترحل قريباً، وأنها ستبدأ البحث عن شقة وعمل، وستأخذنا إلى هناك بأي طريقة، لكن علينا أن نحتمل الأيام التي سنقضيها مع أبي، حتى تنفذ هي وعدها.
وقد فعلنا، رفضنا المغادرة رغم أن خالنا أمرنا بركوب السيارة، صعدنا إلى أعلى، وجلسنا في انتظار عودة أبينا الذي كان لا يزال يواجه خالي بصوت عالي أخافنا نحن الصغار.
كانت تلك هي المرة الأخيرة التي يتقابل فيها الزوجان، على الأقل في وجودي، بعد ذلك أخبرتني جدتي لأبي أنهما تقابلا مرة أخرى في مكتب المحامي الذي أنهى إجراءات الطلاق.
كانت هذه هي الطلقة الثالثة، وهو ما جعل كل شيء يمر بهدوء، اتفقا على التفاصيل، وأصبح واضحاً أن كلاهما قد اتخذ قراره النهائي بالإنفصال.
والحقيقة أن الإنفصال لم يكن القرار الوحيد، فبعد رحيل أمي شهد منزلنا بضعة تغييرات هامة، دخل التليفزيون الملون إلى المنزل بعد قدوم جدتي للعيش معنا، فقد اشترطت الجدة وجود التليفزيون، وهو ما كان يرفضه أبي قبل ذلك، مكتفياً بوجود واحد أبيض وأسود قديم أحضرته أمي من بيت جدي بعد أن اشترت جدتي واحداً جديداً.
دخلت بعض قطع الأثاث الجديدة، وبضعة سجاجيد، تم شراء غسالة أتوماتيك حديثة، وأخذت أمي القديمة، وبات مفهوماً أن البيت يستعد لقدوم إمرأة أخرى، غير أمي وجدتي، وهو ما تأخر قليلاً حتى تمت إجراءات الطلاق وحتى انتهت الإمتحانات، وحتى وجد أبي عروسه الجديدة، بديلة أمي.
بعد ثلاثة أشهر سمح لنا أبي برؤية أمنا، ذهبنا للقاءها في بيت جدتي، و فهمنا منذ اللحظة الأولى في اللقاء أن وعودها السابقة مستحيلة التحقق، وأنها في حاجة إلى من يحلها من وعدها، وقد فعلنا دون كلام، فلم نسألها عن شيء، واكتفينا بسماعها تخبرنا بأخبارها وبشوقها البالغ لنا.
كانت الدراسة على وشك البداية، وذهبت للمدرسة في أول يوم لأجد أمي هناك، عملت أمي مدرسة في القسم المخصص للبنات بمدرستي، وهو ما وفر لي لقاء يومي بها، وحلوى كثيرة تسببت في زيادة وزني بشكل ملحوظ، والأهم، أنني اكتسبت قدرات تمثيلية لا حدود لها.
تخيل نفسك طفل في الصف الخامس، تنتظر منك أمك أن تخبرك بفظاعة الحياة مع أبيك، وينتظر منك أبيك أن تخبره بمدى بشاعة الإحساس الذي تشعر به وأنت تقابل أمك يومياً في "الفسحة".. وفوق كل ذلك، فإنك لا تسلم من تعليقات الزملاء الذين يلقبونك بـ"ابن الميس".
لكن تعليقات الزملاء هي الشيء الأسهل، فأنت تعلم أن الله يعاقبك على ما كنت تفعله مع "محمد أشرف" زميلك في 2/6، فهو الآخر "ابن ميس شريفة"، وقد ساهمت أنت ومن معك في تكدير صفو حياتك بتعليقاتكم الجارحة.
مر العام الأول، واختارت أمي أن ترحل عن المدرسة إلى مدرسة أخرى، منهية عذابي في الكذب بالنهار والليل، ومتفهمة ضيقي البالغ من الإجابة على سؤال واحد مرتين في اليوم هو "عملت إيه مع أبوك / أمك؟؟"، ثم الرغبة القوية عند الطرفين في أن أخبرهما بما قاله الطرف الآخر عنه.
تزوجت أمي بعد ذلك، وانشغلت أن في أمور مراهقتي، لكن الباقي في ذاكرتي حتى الآن هو صورة "سناء" الموظفة في شركة أبي، والتي سألتني يوماً ما "مش تحاول تصلح بينهم؟؟"، فأخبرتها أنا بما أعتقده "بابا وماما بيحبوا بعض.. بيحبوا بعض جداً.. بس هما لسه محبوش الحياة مع بعض في بيت واحد"..
أفكر الآن أن رأيي كان صحيحاً، فأبي يحب أمي، وأمي تحبه.. ولدي أدلة..
تزوجت أمي بعد ذلك من رجل آخر، وتطلقت بسرعة، كذلك تزوج أبي ونجح زواجه، إلا أنني ضبطته مرات عديدة، ينادي زوجته الحالية باسم أمي.
أما أمي، فلازالت ممتنعة عن الحديث، عن كل ما له علاقة بالماضي، مكتفية بإعطائنا – أنا وأخوتي - بعض الإرشادات والنصائح في حال وقوع مشاكل بيننا وبين أبينا، إنها حقة سيدة غريبة، تحتفظ بالكثير داخلها، وإن كتبته يوماً، فسيبكي القلم والأوراق، وسنبكي جميعاً.
أبي يعلن كل يوم كراهيته لأمي، يقسم على ذلك، ورغم أنه امتنع بالفعل عن قول ذلك منذ عامين تقريباً، إلا أنه لا يزال يرد كل مصائب الدنيا إليها، معتقداً أنها السبب في كل الأشياء السيئة التي حدثت في حياته.
لكن أبي يخطأ أحياناً أمامي، معتقداً أنني مازلت صغيراً، فيقول ما معناه أن أمي ليست السبب، وأن انفصاله عنها كان السبب الحقيقي.
قال لي أبي دوماً أن اليوم سيأتي لأحاسبه فيه على كل ما حدث، وأني سأحاسب أمي كذلك، لكني لم أفعل، فبالنسبة لي، أبي وأمي مراهقين، لا يزالان متوقفان عند المرة الأولى التي التقيا فيها في الجامعة، لا يدركان الفرق بين لقاؤهما الأول وبين لقاؤهما الأخير.
كل ما حدث أن الخلاف هذه المرة كان حاداًً، بحيث استمر عشر سنوات، وربما يستمر لعشر سنوات أخرى، أو حتى إلى نهاية العمر، لكن الحقيقة، التي أعرفها أنا جيداً.. أن أبي يحب أمي.. وأمي أيضاً تحبه.. وأنا أحبهما سوياً..
واليوم، يكمل أبي وأمي عشرة أعوام كاملة على لقائهما الأخير.
أذكر ذلك اليوم جيداً، بكل تفاصيله، رغم أنني كنت لا زلت طفلاً صغيراً، لم يراوح مكانه بعد في الصف الرابع الإبتدائي بمدرسة خاصة جيدة، كانت تعرف في قريتنا بأنها مكان أبناء الأسر الأيسر حالاً.
لم تأخذ أمي في حقيبتها أي شيء، كانت فقط أختي الصغيرة على كتفها الأيمن، بينما أسدلت الكتف الأيسر في سلام، حيث كانت تعاني من ألم به يتلازم مع كل حركة، مع أن أبي قال أنه لم يلمسها في ذراعها أو يستخدم العنف، وأنا شخصياً، أصدق كلام أبي، وأصدق أيضاً كدمات أمي.
الذين حضروا إلى البيت في ذلك اليوم، لم يلحظوا أن أمي نسيت أن تلبس نقابها وسط كل هذا، ارتدت الخمار وحده، كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها أمي بهذا الشكل، ومن يومها، لم ترتدي هي النقاب أبداً، كما أني لم اسألها عن السبب في خلعه.
أكره نقاب أمي.. وسأخبركم بالأسباب..
سألت جدتي ذات مرة عن سبب ارتداء أمي – دون نساء العائلة – لهذا الشكل الغريب من الملابس، قالت جدتي أن "أمك حلوة"، لذلك فمن الأفضل ألا يراها الرجال الغرباء..
لكني – وقد كنت طفلاً لا يحسب على الرجال – كنت أحب رؤية وجه أمي في الشارع، ففي أحلامي البسيطة، كان مستقبلي يتلخص في كوني سأتخرج يوماً من الجامعة، وأتزوج فتاة يشبه وجهها وجه أمي، طويلة مثلها، رفيعة مثلها، بيضاء، بابتسامة ساحرة، وحنان جارف.
وكرهت نقاب أمي أيضاً بسبب "سوق الكشافة"، حيث كان من عادة مدرستي، أن تقيم سنوياً سوقاً خيرياً للكشافة، تباع فيه الملابس المستعملة، والأعمال الفنية اليدوية الرخيصة، وبصفتي من الأشبال فقد كنت أشارك، وكانت أمي تحضر بعد إلحاح مني ومن أخي الأصغر.
في المرة الأخيرة التي حضرت فيها أمي، مشيت وراءها طويلاً أحاول اللحاق بها لأناديها، رأيتها وسط الزحام، وحاولت مفاجأتها من الأمام بإلقاء نفسي في حضنها، وقد فعلت، لأكتشف أنها ليست أمي، وأنها والدة طفل آخر، أزعجه كثيراً أن يرتمي طفل غيره في حضن أمه، خاصة إن كان هذا الطفل يتمتع بوجه أبيض مستدير، وخدود محمرة.. واسمه مثل اسمي.
لهذا كرهت نقاب أمي، واستمتعت يوم رحيلها برؤية وجهها الأبيض وراء دموعها، وكانت تلك هي المرة الأولى.
رحلت أمي، وبقيت أنا وأخوتي برفقة أبي دون تفكير، فقد أخبرتنا أمنا بما سيحدث قبل ذلك، وبالدور المطلوب منا أداءه، قالت أنها سترحل قريباً، وأنها ستبدأ البحث عن شقة وعمل، وستأخذنا إلى هناك بأي طريقة، لكن علينا أن نحتمل الأيام التي سنقضيها مع أبي، حتى تنفذ هي وعدها.
وقد فعلنا، رفضنا المغادرة رغم أن خالنا أمرنا بركوب السيارة، صعدنا إلى أعلى، وجلسنا في انتظار عودة أبينا الذي كان لا يزال يواجه خالي بصوت عالي أخافنا نحن الصغار.
كانت تلك هي المرة الأخيرة التي يتقابل فيها الزوجان، على الأقل في وجودي، بعد ذلك أخبرتني جدتي لأبي أنهما تقابلا مرة أخرى في مكتب المحامي الذي أنهى إجراءات الطلاق.
كانت هذه هي الطلقة الثالثة، وهو ما جعل كل شيء يمر بهدوء، اتفقا على التفاصيل، وأصبح واضحاً أن كلاهما قد اتخذ قراره النهائي بالإنفصال.
والحقيقة أن الإنفصال لم يكن القرار الوحيد، فبعد رحيل أمي شهد منزلنا بضعة تغييرات هامة، دخل التليفزيون الملون إلى المنزل بعد قدوم جدتي للعيش معنا، فقد اشترطت الجدة وجود التليفزيون، وهو ما كان يرفضه أبي قبل ذلك، مكتفياً بوجود واحد أبيض وأسود قديم أحضرته أمي من بيت جدي بعد أن اشترت جدتي واحداً جديداً.
دخلت بعض قطع الأثاث الجديدة، وبضعة سجاجيد، تم شراء غسالة أتوماتيك حديثة، وأخذت أمي القديمة، وبات مفهوماً أن البيت يستعد لقدوم إمرأة أخرى، غير أمي وجدتي، وهو ما تأخر قليلاً حتى تمت إجراءات الطلاق وحتى انتهت الإمتحانات، وحتى وجد أبي عروسه الجديدة، بديلة أمي.
بعد ثلاثة أشهر سمح لنا أبي برؤية أمنا، ذهبنا للقاءها في بيت جدتي، و فهمنا منذ اللحظة الأولى في اللقاء أن وعودها السابقة مستحيلة التحقق، وأنها في حاجة إلى من يحلها من وعدها، وقد فعلنا دون كلام، فلم نسألها عن شيء، واكتفينا بسماعها تخبرنا بأخبارها وبشوقها البالغ لنا.
كانت الدراسة على وشك البداية، وذهبت للمدرسة في أول يوم لأجد أمي هناك، عملت أمي مدرسة في القسم المخصص للبنات بمدرستي، وهو ما وفر لي لقاء يومي بها، وحلوى كثيرة تسببت في زيادة وزني بشكل ملحوظ، والأهم، أنني اكتسبت قدرات تمثيلية لا حدود لها.
تخيل نفسك طفل في الصف الخامس، تنتظر منك أمك أن تخبرك بفظاعة الحياة مع أبيك، وينتظر منك أبيك أن تخبره بمدى بشاعة الإحساس الذي تشعر به وأنت تقابل أمك يومياً في "الفسحة".. وفوق كل ذلك، فإنك لا تسلم من تعليقات الزملاء الذين يلقبونك بـ"ابن الميس".
لكن تعليقات الزملاء هي الشيء الأسهل، فأنت تعلم أن الله يعاقبك على ما كنت تفعله مع "محمد أشرف" زميلك في 2/6، فهو الآخر "ابن ميس شريفة"، وقد ساهمت أنت ومن معك في تكدير صفو حياتك بتعليقاتكم الجارحة.
مر العام الأول، واختارت أمي أن ترحل عن المدرسة إلى مدرسة أخرى، منهية عذابي في الكذب بالنهار والليل، ومتفهمة ضيقي البالغ من الإجابة على سؤال واحد مرتين في اليوم هو "عملت إيه مع أبوك / أمك؟؟"، ثم الرغبة القوية عند الطرفين في أن أخبرهما بما قاله الطرف الآخر عنه.
تزوجت أمي بعد ذلك، وانشغلت أن في أمور مراهقتي، لكن الباقي في ذاكرتي حتى الآن هو صورة "سناء" الموظفة في شركة أبي، والتي سألتني يوماً ما "مش تحاول تصلح بينهم؟؟"، فأخبرتها أنا بما أعتقده "بابا وماما بيحبوا بعض.. بيحبوا بعض جداً.. بس هما لسه محبوش الحياة مع بعض في بيت واحد"..
أفكر الآن أن رأيي كان صحيحاً، فأبي يحب أمي، وأمي تحبه.. ولدي أدلة..
تزوجت أمي بعد ذلك من رجل آخر، وتطلقت بسرعة، كذلك تزوج أبي ونجح زواجه، إلا أنني ضبطته مرات عديدة، ينادي زوجته الحالية باسم أمي.
أما أمي، فلازالت ممتنعة عن الحديث، عن كل ما له علاقة بالماضي، مكتفية بإعطائنا – أنا وأخوتي - بعض الإرشادات والنصائح في حال وقوع مشاكل بيننا وبين أبينا، إنها حقة سيدة غريبة، تحتفظ بالكثير داخلها، وإن كتبته يوماً، فسيبكي القلم والأوراق، وسنبكي جميعاً.
أبي يعلن كل يوم كراهيته لأمي، يقسم على ذلك، ورغم أنه امتنع بالفعل عن قول ذلك منذ عامين تقريباً، إلا أنه لا يزال يرد كل مصائب الدنيا إليها، معتقداً أنها السبب في كل الأشياء السيئة التي حدثت في حياته.
لكن أبي يخطأ أحياناً أمامي، معتقداً أنني مازلت صغيراً، فيقول ما معناه أن أمي ليست السبب، وأن انفصاله عنها كان السبب الحقيقي.
قال لي أبي دوماً أن اليوم سيأتي لأحاسبه فيه على كل ما حدث، وأني سأحاسب أمي كذلك، لكني لم أفعل، فبالنسبة لي، أبي وأمي مراهقين، لا يزالان متوقفان عند المرة الأولى التي التقيا فيها في الجامعة، لا يدركان الفرق بين لقاؤهما الأول وبين لقاؤهما الأخير.
كل ما حدث أن الخلاف هذه المرة كان حاداًً، بحيث استمر عشر سنوات، وربما يستمر لعشر سنوات أخرى، أو حتى إلى نهاية العمر، لكن الحقيقة، التي أعرفها أنا جيداً.. أن أبي يحب أمي.. وأمي أيضاً تحبه.. وأنا أحبهما سوياً..
هناك 22 تعليقًا:
أنا أحبهما كذلك
والدك طيب القلب جدا، وبيعاملني زي ابنه بالظبط ومش هأنساله حاجات كتير أوي أوي أوي
ووالدتك رائعة.. كريمة وتحس منها بصدق اهتمام مش مجرد سؤال والسلام..
وعمري ما هأقدر أرد لهم جميلهم الأول علي قبل حتى ما آجي الدنيا..
إنهم الاتنين اللي جمعوا بابا وماما الله يرحمهم
عمو .. طنط
بأحبكم أوي
قصة جميله
لكن مستحيل ان يخطئ طفل في والدته حتى وانا ارتدت النقاب
هذا الجزء بعيد جدا عن الواقعيه بالاضافه لانه مقحم بشكل غريب
تحياتي
عم مصاعيبو.. أبويا وأمي ملهومش علاقة بالقصة دي يا برنس..
انت عايز توديني في داهية ولا ايه..
أنت بس فكرتني بيهم..
واللي قلته في التعليق مالوش علاقة بالقصة
وبعدين هو أنا هأعرفهم أكتر منك؟!
ايش حال انتوا زي الأهل :D
بابا وماما بيحبوا بعض.. بيحبوا بعض جداً.. بس هما لسه محبوش الحياة مع بعض في بيت واحد"..
صدقت فليس كل من يحبوا بعضهم يستطيعوا انيحيوا سويا
فلا نكران من ان الحب موجود ولكن هناك اشياء اخرى فىالزواج
التفاهم الالفه
ولما تكون قصه خياليه عن زوجين احبوا بعضهم لكنهم انفصلوا
لو نظرنا حولنا لوجدنا الكثير مما نحبهم لكن لا نستطيع ان نحيا باقى العمر معهم
بوست رائع لك تحياتى
ياقلبي عليهم الاتنين يعني لسه بيحبوا بعض ومش عارفين يرجعوا ولا يقولوا لبعض فعلا، ياخسارة الحب ده احساس جميل وقوي وممكن يعمل معجزات بس كمان ممكن يقتل الحياة زي ما انت قلت
حلو اسلوبك في الحكي عجبني قوي في رحمة وهنا كمان.
ايه قربنا نشوف البراء الكاتب الروائي ولا ايه؟
جميلة فعلا يا براء :))
AWESOME! masha Allah!
God bless them!
تحفة جدا القصة واسلوبك رائعة
بالتوفيق
بجد نو كومنت ، وفقط كنت عايزه أقول رائعة
مؤلم أنت
ماحدش يقدر يقول غير إن اسلوبك رائع في السرد
بس برضه أنا مش عارف إيه لازمة إنك تجيب النقاب في الموضوع
أنا فاهم بالطبع إنك بتحاول تجيب أي مظهر من مظاهر القيود الغير مقنعة و التي يتخلص منها المرء عند انتهاء الرابطة بينه و بينها
و لكن النقاب في النهاية له حكم شرعي يجب أن تحترمه
و حججك في رفضه حجج غريبة
لأنا شخصيا و أنا في الجامعة كان فيه بنت منتقبة اتقدمت لها و اترفضت من والدتها
اللي كان بيتعبني بجد هو إني دايما كنت باعرفها مهما غيرت النقاب من حاجات كتير زي شنطتها ... صاحباتها .... مشيتها ..... و ساعات كنت باعرفها بإحساسي اللعين
كان الممكن أن تستخدم أي نوع من القيود غير النقاب لترفضه
يعني مثلا شيء لا تقوم الأم بعمله في بيت الأب و أصبحت تقوم بعمله مرارا بعد تركها لها البيت
أكلة معينة ..... جلابية لونها برتقالي و الأب مابيحبش اللون ده بينما هي تحبه جدا
أي حاجة تانية نعررك إنك تكرهها
بس فيما عدا لك القصة رائعة جدا
الاول احب اقولك ان فعلا اسلوبك في السرد رائع بس انا كان عندي استفسار لو كان فعلا حصل مشكله كبيره تستدعي انك تقف مع حد ضد التاني كنت ممكن تقف مع مين
الحقيقة يا سيد براء إن والدك أخطأ وغلط غلطة حياته لما طلقها
لأنها بالفعل كانت امرأة فاضلة ولها أيادي بيضاء على الكثيرين ،
وأبوك برغم علمه وفقهه ، إلا أنه تسرع في اتخاذ القرار الذي كان هو الضربة القاصمة ،
ولكني أشعر في أغلب كتاباتك وكأنك تنتقم منه وتحاسبه فعلا ،
أليس كذلك .
تحياتي
اسعد الله صباحكم جميعا القصة بما فيها من كلام توحى كما قال آخر معلق فيها مدح للام وتحامل على الاب وانا اعرفهما جيدا واسأل سؤال لبراء ليه بتحاول تنتقم من ابوك كل هذا الانتقام ياريت مقاله توضح فيها ماذا فعل بك ابوك كل هذاالانتقام منه واذا لم تجد فاذهب الى اليه وقبل قدمه وليس يده لان نعمه عليك كثيرة واعتقد كفايه عليه انه قدم لك بنت امك الغاليه حرام عليك
ممكن تعمل قصه فعلا عن علاقه ابوك وامك بس ياريت متتبعش فى القاهره لانى مش هشترى روايه انت واهلك فيها لانى فعلا زهقت منك لان حياتك اصبحت ملازمه لى فى كل مكان عشرينات والبلوج الخاص بك وحتى الابتوب تخيل يا براء والنبى بلاش تشكيلى همك احسن تقولى اخبار بلدك ايه ؟
سلامز
http://sotmser22.blogspot.com/
أنا عارف إني مفروض أرد على كل التساؤلات التي يطرحها بعضكم.. لكني اعتذر عن فعل ذلك على الأقل في الوقت الحالي، خاصة مع انشغالي الشديد جداً.. وطبعاً لأنكم جميعا من مصعب صديقي إلى "غير مغرف" أكدتم أنني أتحدث عن والدي ووالدتي، وهو شيء غير حقيقي للأسف الشديد..
على كل حال، انتظروا حكايتي قريبا عن أبي وأمي، وانتظروا ردي على كل تعليقاتكم في اقرب فرصة..
اشكركم على سعة صدركم.. واعتذر لكم عن هذه "اللخبطة".. وليغفر الله لنا ما تقدم من ذنب وما تأخر.. وليغفر لي هؤلاء المعلقين الذين اجبرتني لغتهم على حذف ما تفضلوا به..
baraa
براء أوجعتي كلماتك لأنها جعلت شريط ذكرياتي المشابه في الألم لشريطك أن يعاود التدوير مره أخري في ذاكرتي و يؤلمني و لكني ربما في يوم ما أستطيع كتابه قصتي بلا خجل. ولكن أريد أن أسال ماذا لو نتج عن الزيجه الثانيه أبناء و أذا نتج عنها أخوه غير أشقاء ماذا عن مشاعرك نحوهم وماذا عن مشاعرك تجاه زوجه أبيك أسئلك تلك الأسئله لأني أشعر بك لأنني ربما خضت تجربه مشابهه ولكنها مختلفه الي حد ما في التفاصيل.
و بالتوفيق يا براء بجد معجب بك و بكتابتك وعايز أتعلم أزاي أطور البلوج بتاعي وأنزل أغاني زي هنا القاهره وأزاي اطور بلوجي بشكل عام وتحياتي لك
إرسال تعليق