الأحد، يوليو 22، 2007

إحنا بتوع المترو..




كانت مجرد فكرة ساخرة، أن تتم معالجة فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" مرة أخرى، وتقديمها من جديد في 2008 باسم "إحنا بتوع المترو"، وفي الفيلم، يقبض نظام مبارك على ركاب مترو أنفاق كامل بعد الإشتباه بهم.

لكن الفكرة تحولت إلى واقع.. يمكنك تجربته بنفسك، فقط عن طريق.. ركوب المترو.

مع ظهور مترو الأنفاق في القاهرة كان أسهل شيء في الوجود هو "التزويغ" من دفع التذكرة، وهي طريقة سهلة جداً خاصة مع غياب "كومسري" الأتوبيس الذي ينادي كل لحظة "تذاكر يا حضرة".. اعترف أني في المرة الأولى التي ركبت فيها المترو كنت أمسك التذكرة في انتظار الكومسري الذي سيتأكد من أنني أحملها، وسيقطع لي واحدة أخرى في حال ضياع الأولى أو تزويغي من شراءها.

لكن هذا لم يحدث، وكانت متعتي الأولى والاخيرة هي إبلاغ موظف الشباك بأني نازل "الأوبرا" في حين أني سأذهب "للخلفاوي" حتى أحظى بتذكرة بـ"50 قرش" بدلاً عن أختها الكبرى "أم 75"..

واضطررت مرة للقسم أمام مراقب الماكينات أن موظف الشباك الأول غلط وأعطاني هذه رغم دفعي لثمن تذكرة أكبر، وكانت النتيجة 10 جنيهات و40 قرش غرامة، دفعتها رغم أنفي.


الآن.. بعد طول خصام مع المترو لصالح لعنة الله في الأرض "ميكروباص الجمعية"، اضطررت مرة أخرى لركوب المترو مع زوجتي المصون التي تختاره لأنه "الحاجة الوحيدة اللي مفيهاش مطبات"، حيث أن المطبات خطر على الحمل.

تخاطب زوجتي مشاعري الأبوية التي لم تتفجر بعد، وأستجيب أنا بسهولة، وأركب المترو، وأستمتع بقصر المسافة بين "فيصل" و"البحوث"، من أول شارع الهرم حيث أسكن، للدقي حيث أعمل..

في المرة قبل الأخيرة، سحبني الظابط من يدي، وقال "الشنطة".. مددت يدي بها.. قال "افتحها".. فتحتها فقال "إيه ده".. أخبرته بأنه "لاب توب".. نظر إليه بحب وتمني، دقق النظر في البطاقة التي طلبها مني منذ قليل.. "اسمك إيه؟؟"..

لسبب لا اعرفه أصبحت أتمتع بكراهية لكل ما يرقد النسر على كتفه، ولسبب أعرفه فإن الكراهية تتحول إلى غلظة واستهانة وازدراء، حتى في المرة الأخيرة التي استدعاني فيها "البية" من مكتب أمن الدولة ليسألني "بتعمل إيه على الإنترنت؟"، كانت النتيجة أنني انفجرت في وجهه بصوت عالي أخبره أنه لا يملك الحق في "لطعتي" في الاستقبال ساعة ونصف ليسألني في النهاية "بتعمل إيه على النت" وإن كان عندي تليفون في البيت أم لا، ولماذا لا أسكن بيت جدتي في شبرا بعد أن تزوجت؟؟

(سأحكي لكم الحكاية فيما بعد.. انتظروها)

لهذه الأسباب أخبرت الظابط في المترو بصوت عالي إن اسمي مكتوب في البطاقة، وإنه إن كان يعاني من مشكلة في قراءته فتلك مشكلته الشخصية التي ربما يبحث عن شخص غيري ليحلها له، ولعل هذا ما جعله يعطيني البطاقة مرة أخرى في هدوء ويسمح لي بالمرور بالمعجزة التي أحملها في يدي "اللاب توب"..

وركبت المترو ووصلت عملي، وعدت مرة أخرى، وأنا لا زلت مواطن صالح مسكين لا أعرف خطورة ركوب المترو باللاب توب.. لكني عرفت.. الجمعة الماضية.

السبوبة وحدها اضطرتني لركوب المترو يوم الجمعة، قبل الصلاة، في الفترة التي أعتقد أن الله خلقها لننام فيها فقط، حتى هؤلاء الذين يلتزمون بقراءة سورة الكهف كل جمعة، يفضلون قراءتها مساء الخميس، حتى يحظون بحقهم الدستوري في النوم قبل الصلاة وحتى موعد التواشيح الأولى.

لكن.. لا نوم مع سبوبة.. موعدي في المعادي.. إذن هو المترو..

داخل محطة فيصل.. سألني ظابط آخر عن اسمي في البطاقة، وعن الشنطة واللاب توب.. وسمح لي بالمرور..

في محطة المعادي مررت دون إزعاج.. ذهبت لسبوبتي، صليت الجمعة، اصطحبت لاب توبي في طريق العودة.. ورجعت إلى المحطة، قطعت تذكرة من فئة موحدة "100 قرش".. وضعتها في الماكينة.. ووضع الظابط ذو النظارة السوداء يده على حقيبتي.. و"ثانية واحدة يا أبو الكباتن"..

...

في مكتب أمن الدولة قلت للظابط، "أنا مواطن بدافع عن حقي يا باشمهندس"، وقد تسبب ذلك في ثورة عارمة كادت أن تجعله يستخدم معي "التنميلة" التي أمر مساعده بإحضارها من الغرفة المجاورة، طالما يغضب سيادته من "باشمهندس" لماذا لا يعرف صديقه وزميله في المترو أن الله وهبني اسماً غير "أبو الكباتن" وأنه يستطيع منادتي بـ"أستاذ" أو "حضرة" أو حتى "باشمندس" علماً بأني لن أستخدم معه التنميلة التي لا أعرف شكلها ولا طريقة استخدامها..

...

- ايه ده يا "أبو الكباتن"؟؟

- لاب توب..

- وأنت رايح فين يا "أبو الكباتن"؟؟

- الجيزة

- سيد.. أوصف لـ"أبو الكباتن" طريق ميكروباصات الجيزة..

- بس أنا هركب المترو..

- لا معلش يا "أبو الكباتن"، ممنوع ركوب المترو بأي أجهزة كهربائية.. واللاب توب جهاز كهربائي.. يا "أبو الكباتن"..

..

أخبرته أنني أركب المترو يومياً، ويتم تفتيشي والسماح لي بالمرور.. أخبرته أنني اركب الطائرة به وأشغله فيها، أخبرته أن اللاب توب أكثر من مجرد "جهاز كهربائي"، أخبرته أن المترو وسيلة مواصلات عامة.. وأن من حقي أن أركبه..

كل هذا لم يصلح معه، إذن، فهي القسوة مرة أخرى.. على طريقة "هو أنا كل يوم هلطش اتنين ظباط"...

"شوف يا باشمهندس.. أنا هركب المترو باللاب توب، غصب عنك.. أنا صحفي وهخرب بيوتكم.. وبمووووت في الفضايح، وانتوا مش ناقصين، وبعدين هتعمل معايا إيه.. أنا دلوقتي بزعق وبقولك إني مواطن غير صالح أرفض تنفيذ تعليمات وزارة الداخلية.. ياريت نروح مع بعض لرئيس المحطة"..

اكتشف الباشمهندس أن المحطة ليس لها رئيس ولا بها نقطة شرطة، سحبني على غرفة خالية، وسألني.. "بتشتغل فين؟؟"، "بشتغل في الدستور" (كان هذا منذ شهور)، بدأت النظرة تختلف.. دستور يعني فضائح، وربما يكون هناك مواطن شقي يجرب كاميرا موبايله أثناء هذا التلاحم الفريد الحميد بين الشرطة والشعب والمترو..

أفسح لي الطريق وهو يذكرني بأنه ليس خائفاً من "حتة صحفي"، تماماً كما أفرج عني "الباشمهندس" في أمن الدولة من أسابيع ثلاثة حين أخبرته أن "3 منظمات حقوق انسان واحدة منهم برة مصر، وقناتين فضائيتين الجزيرة واحدة منهما عارفين إني في مكتب أمن الدولة"..

في المترو بعد أن مررت وركبت.. تحولت العربة التي ركبتها إلى مقهى ثقافي.. ومحراب صلاة.. مقهى للحديث حول الظلمة اللي عايزين يمنعوا المواطنين من ركوب المترو.. وجدوى جهاز الأمن في مصر ومدى كفاءته، ومحراب للدعاء على الظلمة ذاتهم.. والدعاء لي بإن "ربنا يديك على قد نيتك"..

الآن.. يكتمل الفيلم في رأسي.. "إحنا بتوع المترو".. أبحث فقط عن أغنية مثل التي غنتها شادية في الفيلم.. "عملتوا إيه يا ولادي؟؟".. في الخلفية يرد الكورال "شيلنا لاب توب في المترو يا أمي"..

هناك 7 تعليقات:

Unknown يقول...

yareet t7gzly makan fe el film as i have the same problem with my laptop and i was have a problem with on of them when i ask about his ID :)

....
3ala fekra ana motab3 leek ba2aly fatra kebeera bas this first time for me to comment..sorry.
...

A يقول...

اشمعنى إنت اللي بيعملوا معاك كده يا براء !؟

واضح إن المباحث كمان لا تحب البدناء مش جوجل بس

أنا من ساعة ما بدأوا الإجراءات دي كل ما أفتح الشنطة ويشوفوا اللابتوب يقولولي اتفضل يا باشا آسفين على الإزعاج !



سبحان الله يا أخي خير اللهم اجعله خير بقالي فترة بتحصلي خبرات إيجابية مع الداخلية معرفش إزاي ؟

تصدق من كام يوم قعدت في قسم ساعتين باحترااااامي ... آه والله وشربت حاجة ساقعة وخدت واجبي كمان هههههههههههههه

إبـراهيم ... يقول...

الغريبة إن التعليقات عندك هنا ف مدونتك قليلة قوووي ، والناس السخيفة رايحة تعلق ف عشرينات !! ، ياريت يا بيرو تقول لهم يعملوا لها مودريتور هناك، لأن بصراحة شكلها بااايخ قوووي !
مقال لظيظ ... زي صاحبـه ، وتحيااااتي

ألِف يقول...

عشرة جنيه غرامة، مفهومة. 40 قرش ليه؟ دمغة؟


"لسبب لا اعرفه أصبحت أتمتع بكراهية لكل ما يرقد النسر على كتفه"

يا راجل بقى مش عارف برضه!


فكرتني بحكاية، اسمح لي أغتت عليك و أحكيها لك:

مرة منذ سنوات في طريقي إلى البيت في نهاية يوم عمل طويل لقيت اثنين يبدو من هيئتهما أنهما متشردين يوقفونني في محطة السادات في الممر المؤدي من خط الجيزة إلى سلم خط حلوان.

و لما رفضت أن أظهر لهما بطاقتي كما طلبا، إلا بعد أن يظهرا لي إثبات شخصية يوضح أنهما شرطة، أجابا بأن الحل "يالله على مكتب الشرطة"..رحت
عادة ما أطلب هذا الإثبات من كل من يوقفني و هو لا يرتدي ملابس رسمية..بعضهم يظن أن إظهار اللاسلكي أو الطبنجة إجابة كافية، لكني لا أرى ذلك.

في مكتب الشرطة لقيت مجموعة من الشباب الموقفين تبدو عليهم إمارات البؤس. عمال و حرفيين يقفون بجوار الحائط.
الضابط في مكتب الشرطة لم يكن قليل الأدب بشكل مفجع، لكنه بعد أن اطلع على البطاقة طلب أن أخرج ما في جيوبي، فرفضت.
قلت له "أنت طلبت البطاقة و أنا أظهرتها لك و جاوبت على أسألتك "بتستغل إيه و فين و جاي منين و رايح فين" و دا ال لك عندي. ما في جيوبي لا يعنيك.
فأشار إلى أن أنصرف، ففعلت وسط ذهول الشباب الغلابى في مكتب شرطة محطة السادات.

معاملة الشرطة طبقية، أعرف هذا و أستغله و أتنمى لو لم يكن الأمر كذلك.

الآن أفكر أن المتشردين اللذين أوقفاني يمكن أن يكونا فعلا أسرى لدى الشرطة تستخدمهم في النباح على الناس، و أنه لم تكن لديهم هويات تثبت أنهما شرطة.


باشا يا أسد علشان معك لابتوب! أمال لو كنت فوق كدا لابس بدلة و نظارة شمس!


و فكرتني بمرة أخرى غضب فيها شرطي ضابط لأني خاطبته بأنه "بتاع الأمن"...مع أنهم فعلا بينادوا الشاب على أنهم "كباتن"...نفسنة بقى.

الظلمة…عاوزينا نركب الميكروباظ مع أن عربية المترو جوة فاضية.

Hany Mihanny يقول...

رغم تفهمي التام لم حدث.. ومشاركتي الوجدانية لك غير المشروطة ، وأعترافي بكافة حقوقك الدستورية والانسانية في ركروب المترو بالاب توب ودفاعك المحترم عن لقب أستاذ ( وهي صفة مكتسبة لكل من يرتدي بنطلون بلو جينز وسويتيشيرت )
لكن لدي سؤال أستنكاري بعض الشئ : أيه اللي يخلي بني ادم عاقل يفضل ركوب المترو عن أي وسيلة مواصلات اخري ، مع الوضع في الاعتبار كافة الضغوط التي يمكن ان يتعرض لها
أولا : سيبك من انه وسيلة تعذيب حقيقية
ثانيا: سيبك من انه فعلا جبلاية قرود بمجرد ما بيفتح الباب لغاية ما بيتقفل

خدت بالك ان علامات النزول والصعود في المترو ، موجودة بره بس ، يعني اللي نازل هيرتكب نفس حماقة عدم وجود العلامات الأرشادية الأنيقة

ثالثًا : وده الأهم أنه وسيلة تشويه بصرية وخلقية فعلاً خطرا علي صحة الجنين ، بسبب الأضاءة البيضاء الشاحبة ، وانت راجل سينمائي وعارف اهمية ده بصريًا
..........
2- ان الاب توب اصبح تفصيلة حياتيه معتادة في حياة المصرين وده خلي اجهزة الامن تلتفت ليه وتحطه تحت الرقابة ، زي اي حاجة جديد بتظهر في حياة المصرين لازم الحكومة الاول تراقبها فتستشعر خطورتها ثم تقننها وتصدر لها تشريع أستخدام ، قياسًا بدعاء دخول الكنيف
هديك مثال للأستخدام الغير أمني للاب توب - غير الجهل بيه اصلاً - ممكن مثلا واحد ابن حلال يستخدم السي دي روم درايف كمخباء لأستهلاكه الشخصي من الحشيش وبعدين يفصل الباور عن الاب توب ، وابقي خليهم بقه يفتشوه
.....

3-اعترف أني في المرة الأولى التي ركبت فيها المترو كنت أمسك التذكرة في انتظار الكومسري الذي سيتأكد من أنني أحملها، وسيقطع لي واحدة أخرى في حال ضياع الأولى أو تزويغي من شراءها.
في احدي المرات القليلة التي ركبت فيها المترو .. فوجئت بشخص يقف امامي ويطلب تذكرة الركوب ، نظرت حولي فوجت كل من يسبقوني بالعربة ممسكين بتذكرة الركوب وهم يقلبوها بين ايديهم بحسرة متأملين خطين القلم الجاف الزرق الذين شوها منظر التذكرة الصفراء المعتاد بفجاجة
وحتي اللحظة لا اعرف ان كان ذلك الشخص "كمسري" حقيقي ، أم مجرد شخص طلبت معاه تهيس علي عبادالله
أطمئن الكمسريا باقيين ما دامت الثقة لا تزال مفقودة بين الشعب والحكومة والحكومة والشعب

كفارة يا ابو الكباتن

غير معرف يقول...

هما بيسمكوك عشان انت شبه المتخلفين

غير معرف يقول...

اسف
هما بيمسكوك عشان انت شبه المتخلفين والمعاتيه