السبت، أغسطس 25، 2007

شاشات مصرية تحذف مشاهد الإسلاميين في مرجان أحمد مرجان


عند اختيارك لإحدى سينمات القاهرة الصيفية لمشاهدة فيلم كوميدي من أفلام الموسم الحالي، فإنك ستلاحظ اختفاء بعض مشاهد الفيلم والتي ظهرت خلال إعلاناته على الفضائيات.

فداخل سينما "رادوبيس" بحي الهرم جنوب الجيزة، لاحظ عدد من الجمهور اختفاء مشاهد من فيلم "مرجان أحمد مرجان" للنجم عادل إمام، وهي نفسها المشاهد التي ظهرت خلال الإعلان التليفزيوني.

وكان المشهد المحذوف يظهر إمام داخل مسجد الجامعة برفقة مجموعة من الشباب الذي يطلقون على أنفسهم "أسرة نور الحق" ويدور حديث يسخر من الإسلاميين بشكل اعتاده جمهور عادل إمام في أفلامه السابقة.

إلا أن هذا المشهد يختفي ببساطة في قاعة عرض رادوبيس، وسط تساؤلات من الجمهور عن سبب حذفه، وعما إن كان سبباً سياسياً، أم أن هناك أسباب أخرى تقف وراء هذا الحذف؟.

لكن الحذف لم يقتصر على "مرجان أحمد مرجان"، ففيلم "كدة رضا" هو الآخر شهد نفس الظاهرة وداخل نفس قاعة العرض.

ولا يتمكن الجمهور من مشاهدة أحمد حلمي في مشهد تكلف أكثر من 20 ألف جنيه يظهر خلاله حلمي بثلاث شخصيات، وتمت معالجة المشهد بالجرافيك أكثر من مرة كما أكد حلمي في حوارات صحفية منشورة له.

لكن مسؤل العرض بالقاعة لم يهتم بالجهد المبذول في المشهد وقام بحذفه، إلا أن عدداً من الجمهور، والذي شاهد الفيلم في قاعات عرض أخرى ودخل إلى "رادوبيس" لمشاهدته مرة ثانية نظراً لنجاح الفيلم الجماهيري، لاحظوا اختفاء المشهد، لكنهم لم يحركوا ساكناً باعتبار أنها ظاهرة متكررة في السينمات الصيفية.

وصرح مصدر مسؤل داخل قاعة العرض – رفض ذكر اسمه أو الإشارة إلى منصبه – أن عامل ماكينة العرض لا يحذف مشاهد الأفلام لأي أسباب رقابية، لكن السر وراء ذلك هو تخفيض مدة عرض الفيلم حتى تتمكن السينما من عرض ثلاثة أفلام في ليلة واحدة.

وأضاف المصدر لآرام أن عامل الماكينة يختار المشاهد المحذوفة بعناية بحيث لا تصنع أي خلل في السياق، وأنه يتفق مع زملاءه قبل الحذف.

مدعومة من الدولة..

وسينما رادوبيس هي إحدى قاعات العرض الصيفية ذات السقف المفتوح، والتي يستمر نشاطها خلال موسم الصيف فقط، بدعم من الدولة ممثلة في وزارة الثقافة وجهاز السينما، وبتذاكر ذات قيمة مخفضة.

وانتشرت هذه القاعات بعد ابتعاد الأسرة المصرية عن القاعات المغلقة والنظر لها باعتبارها تتستر في الظلام على بعض الأفعال الخادشة للحياء، ونجحت القاعات ذات السقف المفتوح في جذب الأسرة مرة أخرى إلى داخل السينما، خاصة وأنها تقدم تذاكر مخفضة، وتعرض ثلاثة أفلام في حفلة واحدة تبدأ من الثامنة مساءاً وتستمر حتى الثانية من صباح اليوم التالي.

ويصل سعر التذكرة في سينما رادوبيس إلى 10 جنيهات مصرية (1.8 دولار أمريكي)، فيما يبلغ سعر تذكرة السينمات العادية الأخرى 25 جنيه (4 دولار أمريكي) وبالطبع فإن عملية دخول السينما لأسرة مكونة من 6 أشخاص ستكون مرهقة بما فيه الكفاية لتجعل الأسرة تختار السينمات الصيفية.

وخلال هذا الموسم ارتفع سعر التذكرة إلى 12 جنيه، مع وعود للجمهور بتحسين الخدمة، وهذا لم يحدث بالطبع، خاصة مع انتشار عدد من الباعة الجائلين داخل قاعة السينما نفسها، الأمر الذي وصل بأحد المشاهدين للإشتباك مع بائع قام بالتشويش عليه أثناء المشاهدة، واصفاً عملية مشاهدة الفيلم في تلك القاعة بالعذاب.

وفي شارع "جامعة الدول العربية" أحد أشهر شوارع القاهرة توجد سينما أخرى من نفس النوع هي سينما "سفنكس"، وبسؤال عدد من جمهورها أكدوا الظاهرة ذاتها.

وتشهد سينما سفنكس نزاع بين مالكيها وإحدى شركات الإنتاج الكبرى لتحويلها إلى دار سينما متعددة القاعات المغلقة، إلا أن الدولة لازالت ترفض بيعها مستمرة في سياسة دعمها لقاعات العرض التي تشهد تزايداً بطيئاً قياساً إلى تزايد عدد الأفلام المعروضة في موسم الصيف.

لكن من ناحية أخرى لا تزال رقابة عمال ماكينات العرض في السينمات تثير حفيظة المراقبين للسينما المصرية، خاصة بعد اكتشاف المخرجة إيناس الدغيدي حذف بعض مشاهد فيلمها "مذكرات مراهقة" داخل أحد قاعات العرض المغلقة، وتبين في النهاية أن عامل الماكينة رأى أن يحذف المشاهد التي اعتبرها ساخنة رغم أن الرقابة أجازتها.

لكن حتى الآن لا توجد أي وسيلة للرقابة ممكنة على عمال الماكينات، خاصة وأنهم يعيدون المشاهد المحذوفة عند شعورهم بوجود أي رقابة خلال حفلة العرض.

المنتجين أيضاً..

إلا أن اختصار الوقت لا يقتصر على عمال الماكينات، فخلال حوار سابق مع السيناريست بلال فضل والمعروف بتقديمه لأفلام كوميدية خلال المواسم الخمسة الماضية، كشف بلال عن سياسة بعض المنتجين المعروفين بتقديم أفلام الكوميديا، والتي ترفض عرض أفلام تزيد مدتها عن الساعة النصف.

حتى أن أحدهم حين تعاون مع فضل أخبره أن أي زيادة في مدة الفيلم بعد الساعة والنصف سيتم حذفها تلقائياً لأن ذلك سيؤثر على عدد الحفلات التي يعرض فيها الفيلم وبالتالي على الإيراد، وهو ما حدث بالفعل خلال أحد أفلام فضل، والذي رفض بدوره التصريح باسم الفيلم أو اسم المنتج.

ويؤكد بلال على أن منتجي الأفلام في الفترة السابقة، وخاصة مع ضيق وقت الموسم وزيادة عدد الأفلام، أصبحوا يهتمون بمدة الفيلم بغض النظر عن محتواه، فالمهم أن يعرض الفيلم مرات أكثر، وبإقبال أكبر من الجمهور.

ويضيف بلال في الحوار ذاته، أن الأمنية التي تراود أي سيناريست يكتب الكوميديا للسينما، هو أن يقدم فيلم من 7 فصول (مدة الفصل 12 دقيقة تقريباً)، في حين أن كل الأفلام المعروضة حالياً من 6 أو 5 فصول فقط، تنفيذاً لسياسة المنتجين في اختصار الوقت، وهي بالتأكيد أسوأ كثيراً من سياسة عمال ماكينات العرض في السينمات الصيفية.

ليست هناك تعليقات: