الأربعاء، سبتمبر 05، 2007

المحطة القادمة.. مسرة


نكتة سياسية لم تأخذ حقها الطبيعي في الإنتشار، شأنها شأن باقي النكات التي يجسد الرئيس مبارك دور البطولة فيها، ورغم أن النكتة مغمورة، إلا أنها بطريقة ما معبرة عما يجري في مصر هذه الأيام..

تقول النكتة أن الرئيس مبارك كان في زيارة عابرة لمستشفى المجانين، ضمن جولة له للإطمئنان على صحة "المواطن المجنون المصري"، وخلال الجولة، وكما اعتاد الرئيس في النكات الأخرى، كان لابد أن يبدأ حوار بين الرئيس والمجانين، وقد رشح المخبرين ثلاثة من المجانين للحديث مع الرئيس، فلا يعقل أن يتحدث الرئيس مع أي مجنون، بل يجب اختيار المجانين بدقة بحيث لا يتفوه أحدهم بما قد يغضب الرئيس.

أما المجنون الأول فقد أقسم ثلاثة للرئيس إنه عاقل، وأعقل منه هو شخصياً، ولما كان الأمر يمثل تحدي للرئيس، فقد طلب منه أن يقول ما يثبت عقلانيته، فقال المجنون، أنا أعرفك، وأعرف من قبلك.. ولما ذكر المجنون للرئيس اسمه كاملاً "محمد السيد السيد إبراهيم مبارك"، واسم من قبله "محمد انور السادات"، أصدر الرئيس أمر مباشر بالإفراج عن المجنون بعد ان أثبت قوة عقله غير المتناهية.

ثم المجنون الثاني الذي قال مثل ما قاله الأول، عدا أنه أضاف اسم الرئيس السابق للسادات، عبد الناصر طبعاً، ليصدر الرئيس أمره بالإفراج عنه هو أيضاً، وليبدأ في النظر إلى المجنون الثالث بنظرة شك وريبة، تشبه تلك التي نظرها بطل إعلانات ميلودي إلى الطفل الصغير بعد أن أخبرته المزة أنها رزقت بطفل أسمر بشعر كنيش خلال فترة غيابه.. هنا نطق المجنون الأخير وقال : أنا يا ريس أعرفك.. وأعرف اللي قبلك.. وأعرف اللي بعدك".

سرت همهمة في صفوف المخبرين المجانين، والمخبرين غير المجانين، والوفد المرافق للرئيس، إلا أن الرئيس نفسه كان لا يزال محتفظاً برابطة جأشه، ليقترب من المجنون ويهمس.. طيب قولي بقى.. مين قبلي ومين بعدي.. فقال المجنون لا فض فوه "اللي قبلك السادات، وأنت مبارك.. واللي بعدك ياريس معروف جداً.. مسرة".

تحولت إلى الهمهمة في صفوف المخبرين والمجانين والوفد المرافق إلى ضحكات وصراخ وزعيق وكركرة، لكن الرئيس ظل كما هو، بدون أي "ري أكشن" (رد فعل بالإنجليزي)، وانصرف بسرعة، ليجذب أحد المسؤلين من بدلته، ويسأله في سرية، "في حد من المعارضة اسمه مسرة يا محسن؟؟"، فيرد محسن "أبداً يا فندم"، "طيب في حد في الحكومة اسمه مسرة يا محسن؟؟"، فيرد محسن بطمأنينة "طبعاً لأ يا ريس"، فيسأل الرئيس مرة أخرى "طيب أنا خلفت عيل وسميته مسرة يا محسن؟؟"، فيبتسم محسن "لا يا ريس مفيش حاجة زي كدة حصلت"، فيسأل الرئيس بنفاذ صبر "أومال مين مسرة يا محسن؟؟"، فيقول محسن وقد شعر بالفخر حيث عرف إجابة سؤال الرئيس "دي محطة المترو اللي بعد محطة مبارك على خط شبرا"، فسأله الرئيس بإنزعاج "وأنا إزاي معرفش حاجة زي كدة؟؟"، فرد محسن "لإن حضرتك مش بتركب المترو يا ريس!".

بعد أن ترك الرئيس محسن أمر أحد أتباعه المخلصين بأن يسكن محسن المستشفى حيث بدأ الرئيس يشعر بالقلق من المعلومات التي لديه، كما طلب قائمة بأسماء محطات المترو كلها، وقيل أنه راجعها بدقة.

انتهت النكتة، التي كنت أذكرها صباح كل يوم خلال أسابيع شائعة "غياب" الرئيس، ورغم أن غياب الرئيس أمر طبيعي، تماماً كغياب طالب أصيب بأنفلوانزا الطيور، فقلقت عليه أمه فأغابته من المدرسة، أو غياب طالب ثانوي قرر استبدال حصص الفيزياء المهمة بفيلم "عندليب الدقي" في السينما المجاورة للمدرسة برفقة زميلته الأنتيخ، أو حتى كغياب المدير في شركة خاصة نظراً لأنه قرر السفر لشرم لأخذ ويك إند طويل هرباً من حر "تكييفات" القاهرة، أو غياب موظف حكومي اشتكى من رئيسه المباشر فاختفى لأسابيع اكتشفوا بعدها صلة القرابة بين المدير وبين ظابط مهم في أمن الدولة.

بكل بساطة أدركت أننا لا نعرف أي شيء عما سيحدث إن غاب الرئيس وطالت غيبته، ويكفينا الله شر الغيبة والنميمة فهما من المهلكات كما نعلم، لكن غياب الرئيس وهو أمر سيحدث يوماً ما باعتبار أن "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"، أصبح سيناريو غير محتمل لدرجة أننا حتي لا نتعامل مع "ما بعد مبارك" بالجدية اللازمة، ونكتفي فقط بالقول أنها ستكون "مسرة" على أعتبار أن غياب الحاكم يجلب مسرة على قلة مندسة من الشعب.. انا شخصياً أنتمي لهذه القلة.

الخوف، كل الخوف، ان تتحول المسرة إلى مسـ(خـ)ـرة، بإضافة حرف خاء اعتاد المصريون النطق به عند الاعتراض على شيء ما حدث ولم يروقهم، لكن المصريون زهقوا من حرف الخاء، تماماً كما زهقوا من أسماء محطات المترو الحالية، الذي "يركبونه" رغم ذلك.

هناك 6 تعليقات:

هناء يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
هناء يقول...

فئة كبيرة تتمنى مجيء مرحلة ما بعد مبارك بسرعة ، المصيبة اذا اتضح ان هذه المرحلة مسخرة و تصبح نار مبارك ارحم من جنة غيره

نتمنى الكثير و نثق في الغد على الرغم من انه غير مضمون

EgyMado يقول...

لأ المشكلة ان احنا عارفين فيه مين بعد مبارك للأسف

فكرة جامدة ومدونة اجمد

تم اضافة المدونة لفهرس المونات المميزة بالشارع المصرى

من يجد فى مدونه مميزة يرجى كتابتها فى المدونة وسيتم اضافتها
http://egypt-street.blogspot.com/

belal يقول...

انتا أكيد محرف جدا ..في النكتة ..عشان تبقى بالطول دا كله..دي قصة قصيرة دلوقتي
ولا كل واحد لازمله نكتة على قد مدة حكمه
..

weswes يقول...

المشكله ان الشعب بيتعامل مع الريس على انه قضاء وقدر
ولا يسعى او حتى يتخيل النجاح للفئه التى تسعى للتغير
لك تحياتى

غير معرف يقول...

قرار جمهورى رقم 764333 لعام2007 لقد قررنا نحن الرئيس محمد حسنى مبارك نغيير اسم محطة مترو مسره الى محطة مترو جمال مبارك حتى لا يحدث التباس للشعب او تراوده اى امال شرعيه