الثلاثاء، يونيو 26، 2007

إعلانات السينما.. جزء من ثمن تذكرتك
"عمر وسلمى" برعاية مطعم.. ومياه غازية لـ"تيمور وشفيقة"


تستطيع الآن أن تلمح شعار مطعم "كوك دور" على أفيش فيلم "عمر وسلمى" بجوار شعار شركة "مغربي للبصريات"، كما ترى شعار شركة "بيبسي" على أفيش "تيمور وشفيقة" والذي ينتظر دوره في العرض خلال الموسم.

وفي الوقت الذي يبدو فيه الأمر جديدا على الجمهور العربي، فإن أسلوب الإعلان داخل الأفلام معروف منذ ظهور السينما نفسها، فالمرة الأولى التي فكر فيها خبراء السينما في إدخال الإعلانات إلى الأفلام كانت من خلال تجربة علمية، باستبدال لقطة من مشهد معين بلقطة أخرى لزجاجة كوكاكولا.

ورغم أن اللقطة كانت قصيرة للغاية حيث بلغت مدتها 1/24 من الثانية، وهو ما يعني أن العين البشرية العادية لن تتمكن من رؤيتها، وتكررت 10 مرات فقط خلال الفيلم ومدته ساعة ونصف؛ إلا أن مشاهدي الفيلم خرجوا من القاعة وهم يرغبون في شرب الكوكاكولا.

لكن طريقة استبدال اللقطات كانت غير مجدية بالنسبة للمعلنين الذين يفضلون رؤية إعلانهم ضخما وواضحا خلال مشاهد الفيلم نظير الملايين التي يدفعونها، كما أن الإعلانات التي تسبق الأفلام لم تعد على القدر المطلوب من الأهمية، فجمهور الفيلم أصبح يدرك أنه سيقضي الربع ساعة الأولى من دخوله إلى القاعة في مشاهدة إعلانات لسلع استهلاكية اعتاد رؤيتها في التلفزيون.

المكاسب التي تجنيها هوليود من الإعلانات داخل الأفلام جعلت الأمر ينتقل إلى السينما العربية بسرعة، وخلال موسم الصيف الحالي، فإن الإعلانات ستصبح جزءا أساسيا في بعض الأفلام، لكن هذا لا يمنع أن الأمر ليس جديدا تماما، وأنه ظهر للمرة الأولى في السينما المصرية منذ سنوات.

ففي كلاسيكيات السينما المصرية ستلاحظ ذكر أسماء محلات بعينها، كما أن الأبطال يظهرون وهم يعملون في أماكن محددة، كأن يعمل نجيب الريحاني في محل "عدس"، وإسماعيل ياسين في "عمر أفندي"، لكنها في الغالب كانت بدون أجر أو اتفاق مادي.

لكن خلال موجة سينما الشباب في السنوات الأخيرة بدأت الإعلانات بشكلها التجاري تعرف طريقها داخل الأفلام، خصوصا وأن فترة التسعينات كانت تعرض أفلاما بعضها سياسي وبعضها الآخر مقاولات، وكلاهما نوعية من الأفلام لن يفضل أي منتج وضع إعلانه داخلها.

فالسينما الكوميدية تقبل الإعلانات بكل بساطة، وخلال فيلم "السلم والتعبان" من إخراج طارق العريان، أدرك الجمهور أن جزءا من ثمن تذكرته مدفوع لشركات لا علاقة لها بالسينما، أحدها توكيل ماركة عالمية من السيارات، وهو أمر قد يكون مقبولا نسبيا إذا ما لاحظت أن شخصية بطل الفيلم "حازم" والتي قام بتمثيلها هاني سلامة كانت تعمل أصلا في مجال الإعلان.

ويبدو أن "طارق العريان" كان يفضل تكرار التجربة في فيلمه التالي "تيتو"، فحنان ترك تفضل ألبان جهينة للأطفال، كما أن الدخول على شبكة الإنترنت يبدو أسهل عن طريق رقم لينك المجاني، وسيارة تيتو تستطيع النزول على السلالم بسرعة لأنها من ماركة مشهورة استعرضتها الكاميرا بوضوح، وأخيرا فإن الطريقة المثالية لتوصيل البضاعة بأمان هي عن طريق شركة التوصيل التي كانت واحدة من سياراتها تقف في الشارع خلال مشهد مطاردة عنيفة بين الشرطة وتيتو.

استخدام طارق للإعلان سمة تميزه، ليس فقط في أفلامه، بل في كل ما يخرجه من كليبات وإعلانات، ويستطيع المشاهد رؤية ذلك بوضوح خلال كليبات أصالة ونوال الزغبي وفريق واما، كما أن شعارات الشركات موجودة في تتر الكليب قبل اسم المخرج.

الموسم الماضي جاء خاليا من أفلام للعريان، وبالتالي خاليا من الإعلانات، إلا أن شركة "جود نيوز" لم ترض أن يخرج باكورة إنتاجها إلى النور بدون إعلان لباقي شركاتها وإصداراتها.

فخلال المشهد الأهم من "عمارة يعقوبيان"، وهو مشهد قتل ضابط الشرطة على يد عضو الجماعات الإسلامية، فإن أعضاء الجماعة فضلوا استخدام سيارة توزيع صحف هي للمصادفة تابعة لإصدار "العالم اليوم" التابع لمؤسسة جود نيوز، وعن طريق اختبائهم داخل السيارة يتمكنون أخيرا من قتل الضابط الشرير، لكن صناع الفيلم فاتهم أن اختباء القتلة داخل سيارة تابعة لشركتهم ليس هو الصورة التي يمكنها أن تصنع إعلانا ناجحا.

وربما سيتم تدارك هذا الخطأ خلال هذا الموسم، ففيلم "عمر وسلمى" ينزل إلى دور العرض برعاية واضحة من المطعم الشهير، والذي يظهر خلال لقطات من الفيلم حين يدخله الأبطال لتناول وجبة فيه.


بسؤال محمد السبكي منتج فيلم "عمر وسلمى" قال في تصريح خاص لـ(mbc.net) "أي منتج سيفرح بالتأكيد لوجود إعلانات في فيلمه، لأن ذلك يخفف من أعباء مصاريف الإنتاج، وسأقبل بأي معلن يدفع مقابل الإعلان".

ويبدو تساهل السبكي واضحا تجاه الإعلانات، خصوصا وأن الشركات الراعية للفيلم ليس لها أدنى علاقة بمضمون الفيلم الرومانسي، وهو أمر غريب أن تشاهد إعلانا عن مطعم وجبات سريعة فيما تذرف دموعك تعاطفا مع قصة عمر وسلمى العاطفية.

لكن مسئولا بارزا داخل "كوك دور" طلب عدم ذكر اسمه قال لـ(mbc.net) "إن عمر وسلمى ليس الفيلم الوحيد الذي يظهر فيه "كوك دور" باعتباره راعيا، فخلال الموسم يوجد فيلم آخر هو "عندليب الدقي" لمحمد هنيدي، كما يوجد فيلم ثالث خلال موسم العيد لكنه فضل عدم ذكر اسمه حتى يتم تأكيد الأمر.

أما عن الاستفادة التي يجنيها مطعم من الإعلان داخل فيلم سينما، قال "إنه من المهم أن يظهر مطعمنا في شكل جيد، وأن نجوما وشخصيات يحبها الجمهور تدخل إليه، وهو ما يجعله مكانا محببا إلى الجمهور الذي يقلد النجم بعد ذلك بتجربة المطعم ذاته".

الطريف أن المطعم الشهير الذي سيظهر في فيلم هنيدي القادم، سبقه محل كشري فقير بشارع فيصل الشعبي بالقاهرة، حيث دارت أجزاء من أحداث فيلم "همام في أمستردام" داخله، الأمر الذي دفع صاحب المحل لصنع لافتة كبيرة وتعليقها في الشارع كتب فيها "محلات العريس تشكر الفنان محمد هنيدي على تصوير الفيلم داخل المحل.. وتدعوكم لمشاهدة الفيلم"، وهو استغلال عكسي للإعلان لم يفكر به حتى صناع الفيلم.

هناك 3 تعليقات:

محمود على يقول...

عادي جدا
زي ما السبكي قال
اي منتج للافلام هيكون مستعد انه يقبل اي اعلان
مدام هيوفر في تكاليف الانتاج

الحلم العربي يقول...

اسلوب رخيص للاعلان لأنه يعتمد على سذاجة المشاهد ...
أما عن طارق العريان ففي رأيه أن أسلوب استخدامه للاعلانات فج جدا حتى أننى عندما أقرأ اسمه على عمل أبحث أولا عن الاعلانات ، و أحيانا أعرف أنه صاحب العمل عندما أري الاعلانات في العمل بذلك الشكل الفج..

تحياتي لملاحظاتك و كتاباتك المتميزة

خيرالدين يقول...

هو فعلا الموضوع عالى جدا عند طارق العريان وبطريقه مستفزه وكانت واضحه قوى فى كليبات واما اللى كان فيها كمية اعلانات كبيره
بس هل ده هيأثر على شغل وكالات الاعلان