إنقلاب مدرسي..
في الحصص الدراسية المملة بشكل يسمح بإطلاق الخيال، جربت "المجد" واستشعرت العظمة.
في ساعة الصفر، سينطلق الجميع خمسة عشر طالباً منا يقتحمون غرفة الناظر، ويحتجزونه، واحد سيقطع سلك الكهرباء أو دخوله واثنان سيغلقان الباب من الخارج ويقفان أمامه، وثلاثة آخرون سيقفل كل واحد منهم شباكاً في الغرفة ويقف ليحرسه بينما البقية ستقوم بتقييد حركة الناظر وربطه بالحبال، وقائد المجموعة سوف يضغط على زر الجرس، وحينما ينطلق الجرس في غير وقته، ينطلق الجميع في مجاميع من12 فرداً كل مجموعة ستنفذ بدقة واحترافية عالية، ولا مجال للخطأ.
لكن لأن نسبة النجاح كانت أوهن من خطي الخيال فلم نخطط بدقة لما بعد ذلك فجرى ما حاولت دائماً الهرب من التفكير فيه، في أثناء المحاكمة ضغطت جماهير الزملاء لإعدام الناظر وطاقم التدريس كله، وهو ما عارضته بشدة، لكن التغيير الكلي لرغبة الزملاء كان مستحيلاً، لذا فبعد مشاحنات، أصدرت المحكمة حكماً بإعدام الناظر وطاقم التدريس الذي ثبت تورطه في جرائم كراهية.
كنت أحلم بثورة بيضاء، تستهدف تغيير النظام لا معاقبة الأفراد، لكن صوت الزملاء كان أعلى، ورغم أني كنت الزعيم، لكن لم تكن تلك الثورة لتقوم لولا إيمانهم وتضحيتهم.
هكذا وقفت على منصة العلم في باحة المدرسة، وقمت بإنزال العلم وإحراقه – رمز سلطة النظام التي استعبدتنا نحن التلامذة لقرون – أمام الجماهير التي وقفت تصفق وتصرخ بجنون، ثم تدخل مساعدي ورفيقي في الكفاح – لا أعرف من سيكون لكن كل القواد العظام لديهم واحد – أمسك مكبر الصوت هتف بصوت عالي يعيش نضال التلامذة.. يعيش نضال التلامذة..
بينما كنت أنحني لتصفيق الزملاء وأنا في قمة التأثر من مشاعر الفرح أنا المفكر والمخطط لكل ما حدث، ومانح البهجة والفرحة لكل تلك الجماهير من الزملاء ومتوجهم بالحرية، وامتوج بالمجد والعظمة.
* صفحة 27 -28 من رواية أحمد ناجي الجديدة "روجرز" عن دار ملامح..
هناك 8 تعليقات:
حلوة اوي او ي اوي
اختيار رائع
بس تقصد ايه يعني ؟؟؟
ايوة قصدك مين يعني ؟؟؟
اعترف
هههههههه
تحياتي
حلوة اوى
لطالما انتابنى هذا الحلم
:)
زمان وانا فى المدرسه انا وصحابى فكرنا فى اعدام مستر الدراسات بس للاسف ماقدرناش علشان كان طول بعرض كده
جامدة موووت
ياريت تزورنى فى مدونتى
وانا كمان باحلم بحاجات كتير
حلو اوى
بس الصور لمين؟
جميله جدا
إرسال تعليق