الثلاثاء، ديسمبر 12، 2006

لو كنت أمريكاني.. متجيش مصر تاني!


- بص.. أنا هركب تاكسي أو مترو.. الميكروباص لأ!

- ليه يا عم، إنت فاكر نفسك أمريكي؟؟

ما كان يقال بالأمس باعتباره "تريقة" أو "إفيه" نسخر به من الأشخاص المصابين بالـ"ميكروباص فوبيا"، أصبح الآن واقعا حقيقيا..

وكالة "
أمريكا إن أربيك" والتي تهتم بنقل أخبار الولايات المتحدة باللغة العربية، نقلت أمس خبر جديد فيه نص تقرير أصدرته الخارجية الأمريكية لمواطنيها الراغبين في قضاء عطلة نهاية العام في مصر!

وفي التقرير حذرت الخارجية الأمريكية مواطنها المسافر لمصر من ركوب "الميركورباص" لأنه خطر على حياته وصحته..

الخارجية لم توضح ما هي المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المواطن الأمريكي في الميكروباص، لكن لك أن تتخيل مواطن أمريكي يركب ميكروباص مصري يسمع من الكاسيت صوت شعبان عبد الرحيم يغني "أنا بكره اسرئيل" أو صوت سعد الصغير يناجي حماره قائلا "بحبك يا حمار.. ولعلمك يا حمار.. بزعل قوي يا حمار حد يقولك يا حمار".. وقد يتأذي المواطن الأمريكي من تكرار كلمة حمار في الاغنية خصوصا وأن المطرب (مجازا) لم يوضح بالظبط أي حمار من الركاب يقصد!

ثم يتعرض للتباع (وهو الشخص المسئول عن جمع الأجرة وترتيب جلوس الركاب "فوق" بعضهم في الميكروباص) الذي يأمره بدون أي لطف بأن يمشي إلى آخر الطرقة (لو كان ميكروباص الجمعية) أو أن يجلس على الكرسي القلاب لو كان ميكروباص تويوتا التقليدي..

سائق ميكروباص سمع مني الخبر قال لي في ثقة : "أكيد بوش خايف من عفاريت الأسفلت في مصر، وديني لو أي أمريكاني وقفني وقالي عايز يركب معايا ما أنا واقفله.. يبقى يشوفله أي توك توك يركب معاه"..

التقرير أشار إلى ظاهرة متنامية في مصر، وهي ظاهرة عدم احترام إشارات المرور وخصوصا من قبل سائقي الميكروباصات الذين وصفهم التقرير بأنهم يعانون من "نفاذ صبر" تجاه الأوضاع في مصر وخصوصا تجاه إشارات المرور..

سائق الميكروباص السابق أكد على المعلومة الأخيرة قائلا "سبحان الله، شوف هما مش أمريكان وملهومش أمان.. وطلعوا عين (نمشيها عين) صدام في العراق.. بس المعلومة الأخيرة دي صح تماما، الواحد مننا مبقاش طايق نفسه من أمناء الشرطة ولاد الـ(***)، وبعدين أقف في الإشارة ليه.. عشان واحد منهم يسحب مني الرخص ويطلب بريزة بحالها عشان يرجعهالي.. لا ياعم.. إحنا نكسر الإشارة وخليها على الله"..

طبعا لو أحد أفراد وزارة الخارجية الأمريكة سمع كلام السائق سيضيف إلى التقرير أن سائقي الميكروباصات متعاملين مع القاعدة نظرا لأنهم بيخلوها على الله.. وأنهم يستخدمون ألفاظ دينية عديدة أثناء يومهم من عينة "توكلنا على الله"، و"الإجرة إن شاء الله"، و "يلعن...."..

التقرير لم يقتصر فقط على التحذير من الميكروباصات، لكنه أشار إلى أن منطقة وسط البلد منطقة غير آمنة ويفضل للأمريكان عدم التواجد فيها رغم أنها منطقة سياحية جيدة، وذلك بسبب التحرشات الجنسية التي تشهدها هذه المنطقة..

خوف وزارة الخارجية على بنات أمريكا الطاهرات النقيات اللاتي لم يمسسهن من قبل سوى شباب أمريكا المستقيمين، خوفها هذا بدا واضحا في تحذيراتها لأي مواطنة أمريكية من السير وحدها في الظلام أو في أي شارع غير مضيء ليلا، وذلك خوفا من تعرضها للاغتصاب أو التحرش الجنسي أو حتى التحرش اللفظي..

كإن لو شاب مصري عاكس بنت أمريكية وقالها يا (****) البنت هتفهم وتتأثر وترد عليه وتهزأه وتقوله إنها أبدا لم تكن (****).. طبعا البنت هترد بالإنجليزية التي بالتأكيد لا يجيدها الشاب المصري الصميم!

كما حذر التقرير أي موظف من موظفي السفارة الأمريكية من السفر خارج القاهرة بعد غروب الشمس مهما كانت الظروف أو الأسباب.. وذلك لأن المصريون عادة يسيرون في الطرق السريعة عكس الإتجاه كمان أنهم لا يحترمون إشارات المرور كما أن اللافتات المرورية عندهم قليلة جدا..

وأشار التقرير إلى أنك أثناء وقوفك في أي إشارة مرور ستجد المواطنون يقتحمون الشارع ويمرون بسرعة رهيبة وبدون أي نظام (مجانين يعني) وأن هناك أنواع من الحيوانات تسير في الشارع..

طبعا التقرير لا يقصد الحيوانات بالمعنى الذي نفهمه نحن في مصر باعتبار أي سائق سيارة هو أصلا عربجي أو حمار أو متخلف.. لكنه يقصد عربات الكارو والجمال والكلاب والقطط.. بدون أي ذكر للبني آديمن المتحولين إلى حيوانات في العصر الذهبي لسيادة الرئيس!

في التقرير نفسه مجموعة من النصائح العادية مثل تجنب الأماكن المتوقع وجود ألغام بها، أو الأماكن التي حدثت فيها تفجيرات من قبل مثل الأزهر أو الحسين أو ميدان عبد المنعم رياض..

كذلك أشار التقرير إلى ظاهرة يعتبرها خطيرة جدا.. وهي "صلاة الجمعة" حيث يتجمع المسلمون بالآلاف ويغلقون الطرق لإقامة طقوسهم الدينية الخاصة وأنه عادة ما يتظاهر المصلون فور أن ينتهوا من صلاتهم ضد أمريكا وحلفائها لذلك تنصح الخارجية الأمريكية مواطنيها من التواجد بجوار المساجد أو أي مناطق فيها مظاهرات.. خاصة وأنه لا توجد أي لافتات إرشادية تحذر من وجود مظاهرة، وكأن المطلوب أن يرفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها "منطقة تظاهر.. نأسف للإزعاج"، أو "عفوا نحن نتظاهر".. أو "توجد مظاهرة.. يا تعدي يا تهدي".. أو بالإنجليزية.. "slow down or Pass"..

السؤال.. ما دامت مصر الآمنة المطمئنة غير آمنة في نظر ماما أمريكا وأولادها.. طيب بيشرفونا ليه.. آه نسيت.. ده لإن في كل ألف سائح أمريكي يتوفر 200 ألف فرصة عمل "ليهم".. هما مين بقى.. الله أعلم!

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

http://lhlka.blogspot.com

ما يسري عليكم يسري علينا وإمكن أكثر

karakib يقول...

يا دي التهزيق :(

shabfa2re يقول...

يلا يا حومبى
نورتلك المدونة
وعجبانى اوى صفحتك فى الدستور
ربنا يوفقك

محمد العرب يقول...

خليها على الله
لو كانت محصورة على سائقي المايكروباص فدي نعمة, بس هي الفكرة ان كل عربي وكل مسلم ارهابي
خليها على الله
مع العلم اني مش من القاعدة