الاثنين، يوليو 11، 2011

محاولة لشرح التكنيك

في محاولة للإجابة على سؤال الصديق الذي سأل منذ يومين عن التكنيك.. يمكن اعتبار التكنيك هو التالي، مع التأكيد على أن المعنى لا يوجد في بطن الشاعر، لأن البطن عادة ليس المكان الذي يمكن أن يضع فيه الشاعر معاني الأشياء التي توجد في أبيات قصائده.. وعليه، فإن التكنيك هو :

- عدم الإتصال بسوبر ماركت الطيب، خلال الأوقات التي يفترض أن يؤدي أتباع الدين الإسلامي صلواتهم خلالها.. وعند الإتصال في أي وقت آخر، لا توجد حاجة لطلب أي شيء من الأشياء التي يعترض عليها السادة الأفاضل الذين يظهرون على القنوات التالية بالترتيب، الناس، الحكمة، الحافظ، وغيرها من القنوات التي تبدأ عادة بحرفي الألف واللام. وللتسهيل، علينا أن نعلم أن "الطيب" لا يبيع الدخان بأنواعه المختلفة وبعض أنواع المياة الغازية التي يعني اسمها أن علينا دعم اسرائيل بكل ما نملك حتى تقتل إخواننا في غزة.

في حالة نجاح المتصل في الوصول إلى سوبر ماركت الطيب، وتصادف ذلك مع أن السلعة التي يريدها موجودة، فإن قواعد التكنيك تحتم عليه عدم التفاؤل، بأن أحدهم سيأتي فعلاً ويعطيك ما طلبت، أغلب الظن أن الطلب سيلغى من تلقاء نفسه، خلال متابعة العاملين لبرنامج شيق على التليفزيون، أو أن يحين موعد الآذان بينما طلبك على وشك الخروج من المحل..

- على الفيس بوك، يفضل ألا نتردد في قبول طلبات الصداقة المجهولة، لماذا؟، لأن وجودهم هو الحكمة الحقيقية من وجود الفيس بوك نفسه. يعتقد بعض الذين لا يؤمنون بالتكنيك أن موقع الفيس بوك هو موقع للتواصل بين الأصدقاء.. وهذه أسطورة، الواقع، أن الترجمة الحرفية لكلمتي فيس بوك، تعني كتاب الوجوه، وفي العادة، فإنك لا تطالع وجوه أصدقاءك في الكتب، عادة نرى صور أشخاص لا نعرفهم، ويدفعنا التكنيك، للتعامل معهم وكأننا نعرفهم، نعلق على ما يقولون، نضغط على زر أعجبني على صورة أو فيديو لطيف، ثم نرصد ببطء، كيف يعيش هؤلاء، كيف يسمحون لأنفسهم باعتقاد الترهات..
في حالة امتناعك عن استخدام التكنيك، ورفض الصداقات المجهولة، فإنك تعيش حياة ناقصة، دون أن تتكون لديك تلك القدرة على معرفة الأشياء المدهشة التي يفعلها سكان الكوكب.

- في الليالي الباردة، وبينما يداهمك النوم خلال مشاهدتك لفيلم عربي قديم، أو فيلم أجنبي لم تشاهده من قبل، لا تستسلم للنعاس أبداً، واصل المشاهدة بأي شكل، التكنيك يحتم عليك أن تنتصر لقيمة المعرفة، في مقابل النوم، لأنك يوماً ما، ستلوم نفسك بشدة، على أنك حتى الآن لا تعرف نهاية الفيلم الذي كان مثيراً في منتصفه، بل قد تضطرك الظروف، لتحميله مرة أخرى من الإنترنت، ومشاهدته مرة جديدة، حتى يستريح ضميرك، وتموت وأنت مطمئن أنك تعلم نهايات الأفلام المجهولة، التي شاهدتها في الليالي الباردة بينما يداهمك النوم.

- عند الاستيقاظ، يفضل أن تسأل نفسك، ما الشيء الضروري حقاً الذي يجعلني أغادر الفراش؟، التكنيك يحتم عليك أن تجد في يومك ما يستحق، فإن لم تجد، أكمل نومك في هدوء، لا أنت ستكسب شيء من يوم لا داعي له، ولا البشرية على استعداد لاحتمالك وأنت لا تعلم سبب واحد يدفعها لفعل ذلك. انظر حولك، الشارع مزدحم، ووسائل المواصلات لا تأتي أبداً.. تخيل شكل الشارع بنصف عدد المواطنين، وتخيل مدى سعادة النصف الآخر وهم يمارسون أحد أفضل الأفعال البشرية.. النوم.

- حين تبدأ في تصوير فيلمك القادم، فيلمك الذي تؤمن به، فيلمك الذي انتظرته طويلاً، فكر في مشاهد تعبر عنك، اقترح على المنتج المشهد التالي : البطل يقف على سطح عالي، يمسك بالكاميرا، ينظر إلى العدسة في آسى، ثم يلقيها بقوة في الهواء، لتطير حتى تسقط على الأرض وتتناثر إلى قطع صغيرة، أخبر المنتج أنك تؤمن بالفن، وأن الفن هو التكنيك، وأن التكنيك هو أن تستخرج الشريط من الكاميرا المهشمة، وتستخدمه في فيلمك، وتجعل المشاهد يرى وجهة نظر شيء يسقط من أعلى، ويستسلم للريح، التكنيك نفسه، يملي عليك أن تتوقع من المنتج أي شيء، في الجلسة التي ستخبره فيها بنواياك.

عموماً، الأمثلة لا تنتهي، وسنكون غير منصفين إن افترضنا قدرتنا على شرح التكنيك في جلسة واحدة، يمكنك أنت أيضاً الحديث عن تكنيك الخاص، ويمكن أن نلتقي في وقت قريب لاستكمال الشرح..

هناك تعليق واحد:

مُصْعَب إِبْرَاهِيم يقول...

حاسس إنك وصلت لنفس الصنف اللي زياد رحباني بيستخدمه في التدوينة دي، التكنيك يحتم علي إني أقو لك أن هذه أروع ما كتبت بالنسبة لي