الاثنين، يوليو 11، 2011

الكلاب أولاً

توجد لوحة إعلانية ضخمة للغاية، تطل على المحور، بالتحديد عند نهايته وقبل دخولك مباشرة إلى ميدان لبنان..
اللوحة بيضاء، لكن كلب أسود ضخم يحتل مساحة لا بأس بها داخلها..

بجوار الكلب، وبخط إنجليزي رديء، مكتوب
The Art of Training
وبخط أقل رداءة وبحجم أصغر، يوجد رقم تليفون في الأسفل، بالتحديد أسفل أقدام الكلب الأسود الضخم..

كما هو مفهوم، فالأمر يتعلق بتدريب الكلاب، ليس فقط القيام بتدريبهم على أمور جميلة ولطيفة ومفيدة، بل أيضاً، فعل هذا بفن.. وهو ما تعنيه حرفياً كلمة آرت. وهذا دون شك، أمر جميل.

فكرت، بينما أقود سيارتي، أن أطلب الرقم المكتوب أسفل الإعلان، وأخبره أن "الفقراء أولاً يا ولاد الكلب"، راجعت نفسي حين لاحظت، أن صاحب الإعلان يقول رسالته بوضوح، حيث يعتقد أن "الكلاب أولاً يا ولاد الفقراء".

عندما وصلت إلى ميدان لبنان، كان أمر اللوحة لا يزال يشغلني، بالصدفة كانت ياسمين حمدان تغني في الراديو.. تخصص الإذاعة ساعة يومياً للأغاني الغريبة والمريبة، مثل ياسمين ومشروع ليلى وزياد رحباني..

"لازم فرحان مبسوط بزحمة الستات عليك". هذا بالضبط ما كانت تقوله ياسمين، خارج السيارة، كانت هناك عدة فتيات ممن يمكن أن نطلق عليهن "مزز" دون مبالغة، الفتيات تفعلن أشياء مختلفة، في انتظار التاكسي، في انتظار أحدهم، في انتظار الانتظار.

بشكل أو بآخر، قررت الإتصال بصاحب تدوينة "الفقراء أولاً يا أولاد الكلب". كانت فكرتي واضحة جداً..
في المرة القادمة، وعندما تقرر أن تصبح جريئاً، عليك أن تتحلى بقدر من الحزم والصرامة. أنت تؤكد أن الفقراء أولاً.. هذا حقك، بل أنه حقيقي فعلاً. لكن أن تخاطب المجتمع بقولك : يا أولاد الكلب، فإن الأمر يبدو بسيطاً وسهلاً. تبدو ليناً ولطيفاً، والأمر لا يحتمل اللطافة.

أقترح عليك، أن تغير العنوان قليلاً، وتبحث عن شيء أكثر قوة.. يعني.. من جانبي تناسبني أكثر كلمات مثل.. أولاد القحبة، أولاد الوسخة.. هذا واقعي أكثر، هذا مناسب.

ليست هناك تعليقات: