السبت، ديسمبر 09، 2006

أبكي وأضحك


في حين كان حسن الجريتلي يجلس على مقعد يقع خلفي تماما في ساحة روابط، ويصفق في فرحة وانسجام، كنت أنا لا أملك نفسي من البكاء، وكانت قدرتي على التصفيق تنعدم كلما حاولت مرة تلو الأخرى..

أعود بالذاكرة لشهور مضت.. أو لو شئت الدقة أعوام، تحديدا عند اللحظة الأولى التي شاهدت فيها أفيش باب الشمس في سينما جلاكسي وكانت تقريبا هي السينما الوحيدة التي تعرضه في القاهرة..

تحت الأفيش ورقة فلوسكاب تقول أن موعد عرض الفيلم بعد أسبوعين من تاريخه، ومضت الأيام وقتها وأنا في شوق رهيب لمشاهدة هذا الفيلم.. وأدخل الفيلم فعلا لأكتشف وأنا على الباب أنه من جزأين وأن الجزء الثاني منه سيعرض بعد الجزء الأول بأسبوعين فأكتشف أني وقعت ضحية مقلب لذيذ من تدبير "يسري نصر الله" مخرج الفيلم !

في الجزأ الثاني أشاهد "شمس" تموت على أنغام موسيقى خلابة، صوت فريد وقوي يغني "يبكي ويضحك.. لا حزنا ولا فرحا".. للمرة الأولى حن سمعتها وجدت عيوني تعبر عن فرحتها بالأغنية.. وعيوني تعودت أن تعبر عن فرحتها.. بالدموع!

تصور أن عامين كاملين انقضوا وأنا أبحث عن صاحب الأغنية، أو عن تسجيل لها.. ولا أجد.. مرة واحدة وجدتها على موقع البوابة، وحاولت أن أحفظها على جهازي أو حتى أسمعها.. لكنها كانت محاولة فاشلة..

في رمضان الماضي وبعد أن تركت مكتبي في عشرينات، ومع بداية عمل جديد وجهاز كومبيوتر جديد بدون منع تنزيل الأغاني كذلك الموجود في عشرينات، هناك حصلت للمرة الأولى على نسخة إليكترونية من الأغنية..

بعدها بأسبوع كان موعدي لمقابلة "كيزر" المصور والمخرج والمونتير، حيث كنا نصور سويا بمصاحبة المخرج "أسامة العبد" فيلم قصير لقناة الجزيرة الإخبارية.. وأثناء دردشتي مع "كيزر" حيث كانت تلك مقابلتنا الأولى رغم أني أسمع عنه منذ فترة وأتمنى لقاءه كذلك.. أثناء الدردشة قال "كيزر" أنه يعرف الرجل الذي غنى هذه الأغنية.. اسمه "زين محمود"!

كنت أعرف الاسم من موقع البوابة، لكنها المرة الأولى التي أعرف فيها أنه شخص حقيقي مازال على قيد الحياة، بل والكارثة أني قابلته أكثر من مرة وسمعته يغني أغاني تراثية جميلة.. إنه "زين محمود" عضو "فرقة الورشة" عشقي المسرحي الغنائي الأول..

كان "كيزر" يعرف كل كواليس صناعة الأغنية، فهو يعرف ملحنها وموزعها.. حين سألته عن اسمه قال لي في بساطة.. "تامر كروان".. أكيد تعرفه..

تامر.. كنا بنفطر مع بعض إمبارح في الفورسيزون في إفطار أعدته فناة الجزيرة أيضا للعاملين في واحد من برامجها، وكنت قابلته أكتر من مرة قبل كدة لكن بدون أن نتعرف.. تامر هو اللي لحنها.. يا ابن اللذينا..

في اليوم نفسه قابلت تامر في الأستديو الخاص به حين كنا ننتهي من مونتاج عمل آخر، دخلت عليه المكتب وشكرته بشدة على أنه صاحب لحن وتوزيع أجمل أغنية وأقرب واحدة إلى قلبي.. يبدو أنه لم يهتم كثيرا.. لأن من الواضح أني لست الوحيد الذي قلت له مثل هذا الكلام..

ثم انتهت حكايتي مع "يبكي ويضحك"..

لم تنتهي تماما.. كانت لدي أمنية اعتبرتها مستحيلة وقتها.. أن أسمع هذه الأغنية بصوت زين محمود مباشرة لايف بدون أن تكون مسجلة.. أن يقف زين أمامي ويغني تلك الأغنية الساحرة..

وكان موعدي معه يوم الثلاثاء الماضي، في ختام مهرجان الأفلام المستقلة الأول في ساحة روابط.. حيث جلست وخلفي مباشرة حسن الجريتلي مخرج فرقة الورشة، ووقف الشيخ زين يغني في مدح الرسول.. وكان قلبي يحدثني أنه سيفعلها وسيغني الأغنية.. لكن لا توجد فرقة موسيقية ما عدا العود والطبلة والناي.. وهي آلات لا تكفي ليغني زين الأغنية..

دقات قلبي تحدثني أنه سيفعلها.. الساعة اقتربت من منتصف الليل وزين مازال يغني ومعه "فاطمة عادل" و"سمر" التي اكتشفت للمرة الأولى أنها "سمر" والدة "فاطمة".. ورقص قلبي حين عرفت هذه المعلومة..

ثم يسكت زين لثواني بعد ان انتهى من آخر اغنياته.. يقترب من الميكروفون ويقول : الآن أغني لكم.. آخر تطور حدث لي.. يبكي ويضحك.. وأخرج من جيب جلبابه اسطوانة.. وسلمها لشخص ما يغني على أنغامها الأغنية.. وبدأ هو يغني.. في حين كان "حسن الجريتلي" يصفق.. أما أنا.. فكنت أبكي بشدة.. وأضحك!

غناها مرتين.. تطوعت دعاء وأخذت موبايلي لتصويره وتسجيل الأغنية.. وقد فعلت.. لم أشعر بأي شيء.. بالنسبة لي كان سماع هذه الأغنية مباشرة من فم زين هو واحدة من عشر امنيات وضعتها لنفسي بعد أن شاهدت فيلم "A walk to remember" ورأيت كيف فعلت بطلته ذلك..

بعد أن انتهى زين اختفى فجأة من المسرح دون أن أعرف إلى أين ذهب، فتشت عنه بلا جدوى.. وكأنه كان شبح جاء ليلبي لي أمنيتي.. وينصرف.. شكرا لك يا زين.. وعلى أمل لقاك!

هناك 6 تعليقات:

4thH يقول...

يبقى اكيد وقعت في شراك فاطمه عادل و هي بتغني مقطع مقتل سعيد العراقي في السيره الهلاليه !!

..

يبكي و يضحك اساسا اغنيه قديمه لفيروز مش كده ؟؟

البراء أشرف يقول...

طبعا وقعت في شراكها انا ودعاء مراتي.. دعاء بتحب فاطمة جدا.. وبتشدني من ايدي في كل مرة تكون بتغني عشان نروح ونسمعها

ملاحظك سليمة فعلا الاغنية قديمة لفيروز.. وأنا سمعت تسجيل قديم للاغنية بصوتها وإن كان لم يسحرني كما سحرتني النسخة الجديدة بصوت زين وألحان تامر كروان

براء

FATMA يقول...

مبروك يا براء عشان حققت تمنية من امنياتك و عقبال الباقين

غير معرف يقول...

و الله العظيم إسمه الفورسيزونز و ليس الفورسيزون.. فيها إس في الأخر.
معلش أصلي باسمع الغلطة دي علطول و بتخنقني جداً جداً.

weswes يقول...

مرسيه يا براء انك حطيت لنك للغنيه
انا كنت اتعذبت وياست انى القيها
تحياتى لك

غير معرف يقول...

With respect to your opinion, you should listen to Fairuz more and more to know that it is unfair to compare that sound track with the original song !! ... PS. I do like Tamer Karawan music